ما حكم وضع المال في البنوك الربوية خوفا من السرقة؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم وضع المال في البنوك الربوية خوفا من السرقة؟
A-
A=
A+
الشيخ : غيره .

السائل : في بعض البلاد لا يمكن أن تضع مال في البيت وإلا تكون عرضة للسرقة .

الشيخ : لو غيرك قالها .

السائل : حتى في بلاد إسلامية يعني .

الشيخ : لو غيرك قالها .

السائل : نصلي المغرب هوني إن شاء الله مع بعض الله يبارك فيك الله يجزيك الخير .

الشيخ : ...

السائل : نصلي المغرب هون .

الشيخ : ... الكلام ما عليه جواب إن خافت منه وبعدين ما عاد تسأل عن الشَّيخ ...

السائل : الله أكبر كل يوم مستعد أكون في خدمتك يوميا .

الشيخ : عفوا الله يبارك فيك .

السائل : مع الشباب الطيب . نصلي المغرب مع بعض إن شاء الله .

الشيخ : لماذا قلت له ... لأن هذه المقولة طالما سمعناها قيض لي أن أسافر منذ عشرين سنة في سبيل الدعوة إلى بعض الدول الأوربية ومنها بريطانيا هناك حينما كنا نعقد جلسة علمية تردني مثل هذه الأسئلة يا أخي نحن غرباء هنا ونعمل ونعيش ونكسب بعض الأموال فنحن مضطرون إلى أن نودع هذه الأموال في البنك وإلا كنا عرضة ليس فقط ليسرق مالنا بل يقضى علينا نحن أنفسنا فأنا أقول والله مؤسف جدًّا جدا أن المسلمين يتناسون لعله الأخف أن نقول ينسون لكن يمنعني من ذلك أنهم يمنعني أن أقول ينسون وألح على قولي يتناسون أنهم يزينون جدر بيوتهم بآية : (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) ؛ إذًا هذه الآية ليست منسية إذن هم يتناسونها يتناسونها عملًا ويزينون بها جدور بيوتهم عملًا فأقول أين هؤلاء ... كيف نسوا هذه الآية وما يدندن حولها من نصوص ومن أحاديث نبوية أنا أقول : أي الرجلين أرضى عند الله أولا ثم آمن على نفسه وعلى ماله ثانيا آالذي يتقي الله أم الذي يعصي الله ؟ قولوا الآن قولوا لو غيرك قالها من هو ؟

السائل : الذي يتقي الله .

الشيخ : طيب إذن ما علينا إلا أن نحقق تقوى الله في قلوبنا ثم الله يحفظنا في ذواتنا وفي أموالنا أيضًا لكن أين تقوى الله ؟ لعل بعض إخواننا قرأوا معنا في صحيح البخاري حديث أبي هريرة أيضًا - رضي الله عنه - وجزاه عن الإسلام وعن السنة خير الجزاء لأنه بحق حافظ الصحابة الوحيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كان هناك رجل يسلف الناس - يقرضهم قرضًا حسنًا - ، فجاءه رجل قال له : أسلِفْني ألف دينار . قال : هات الكفيل . قال : الله الكفيل . قال : هات الشهيد . قال : الله الشهيد . فنقده ألف دينار مش ورق ولا ورِق ، وإنما ذهب أحمر ، وتواعدا على يوم الوفاء ، وأخذ الرجل الألف دينار وخرج ضاربًا في البحر ) ، آن اليوم الموعود فوجد نفسه غير مستطيع ليكون عند الدائن فماذا فعل ؟ ستقولون معي وأنا قلت وتراجعت فعسى أن تكونوا معي في القول أولا ثم في التراجع ثانيا ستقولون هذا رجل أهبل مجذوب لا عقل عنده لأنه فعلًا فعل فعل غير العقلاء ( أخذ خشبة فحفرها ونقرها ، ودك فيها ألف دينار وأحكم حفظها ، ثم جاء إلى ساحل البحر ، قال : اللهم أنت كنت الكفيل وأنت كنت الشهيد ، وألقى الخشبة في البحر ) هذا ليس جنونا هل أحد منكم يفعل هذا ؟ لا ليه ؟ لأنه خلاف النظم الشرعية والكونية في آن واحد لكن الله الذي يعلم ما في القلوب والصدور يعرف إنه هذا الرجل مخلص يريد الوفاء لكن لا سبيل له للوفاء ( فالله - عز وجل - يأمر الأمواج أن تأخذ هذه الخشبة إلى بلد الرجل الدائن والرجل في انتظار المدين في اليوم الموعود ، لكن ما جاءه المدين وإذا به يرى هذه الخشبة تتلاعب بها الأمواج بين يديه ، فأخذها وجدها وازنة ثقيلة ، أخذها إلى البيت كسرها والنهار إيش ؟ ألف دينار غريب ثم جاء المدين ) انظروا هذا مش أجدب هذا رجل صافي السريرة لأنه لو كان غير ذلك كان بيقاضيه بيقول له أنا أرسلت لك بالبريد السريع كلام فاضي هذا تجاهله ؛ لذلك ( ونقده ألف دينار ) صار هو دافع ألفين دينار الدفعة الأولى غير شرعية ولا قانونية ولا أي شيء الرجل الدائن يذكرنا بالمثل " إن الطيور على أشكالها تقع " - أيضًا - رجل صافي السريرة يذكر له قصة الخشبة الدائن : ( يقول والله هذا الذي فعلته لأن تداركني الوقت وشعرت أني ما أستطيع أن آتيك في اليوم الموعود ففعلت كذا وكذا قال : بارك الله في مالك وأعاد له الألف دينار ) من يفعل اليوم هذا ؟ يحصل ألف دينار في طريقة ما أحد يطلع عليها ثم يعيدها بعد أن يسمع الجواب من الفاعل فيصدق أحدهما الآخر ولا يكتمه حديثًا ذلك هو تقوى الله - عز وجل - ولذلك سخر الله لهذا المتقي البحر فنحن الآن نخشى أنه نضع المال في مكان لا يعلمه أحد إلا الله إنه يجي اللص كأنه أنا قلت هذا في لندن كأنه أنتم واضعين راية هنا فيه كنز يا جماعة وصاحبه فلان سبحان الله من يفعل هذا ؟ فأنت اتخذ الأسباب الممكنة واتكل على الله - عز وجل - فالله حافظك ومن يتق الله يجعل له مخرجا إلى آخره حديث ثاني - أيضًا - في " صحيح مسلم " الأول في " صحيح البخاري " ، لكنه - أيضًا - من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( بينما رجل فيمَن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض ؛ إذ سمع صوتًا من السحاب يقول : اسْقِ أرض فلان ) ، عمرها ما صارت في التاريخ من آدم إلى اليوم إنه نسمع صوت حتى من الطائرة هيلوكبتر ما بيصل الصوت إلى الأرض ( سمع صوتًا من السحاب يقول للسحاب : اسْقِ أرض فلان باسمه ) ، كان - مثلًا - يمشي سحابة هكذا راح كذا ( فمشي هو مع السحاب ) ، بيشوف الأعجوبة هذه ( وإذا بالسحاب يمطر أرضًا حديقة معيَّنة يطلُّ عليها يرى رجلًا يعمل في أرضه بيسلم عليه وبيسميه باسمه بيرد - عليه السلام - بيشوفو رجل غريب على الأرض يقول له بيسأله من أين شو خبرك شو كذا ؟ بيقول له والله أنا كنت ماشي فسمعت صوتًا من السحاب اسق أرض فلان فجئتك ، وإذا السحاب يمطرك أنت دونما حولك من الأراضي بم ذاك ؟ قال : والله لا أدري ، لكن أنا عندي هذه الأرض أزرعها أحصدها ، أجعلها أثلاثًا ثلاثة ، ثلث أعيده إلى الأرض ، ثلث أنفقه على نفسي وأهلي ، الثلث الثاني أتصدَّق به على الفقراء والمساكين . قال : هذا هو ) ؛ أي : هذه التقوى التي بها استحققت من الله - عز وجل - أن يسخِّر لك السحاب وين نحن يا جماعة ؟ نبَرِّر معاصينا وذنوبنا بمخالفة تقوى ربنا - عز وجل - هذا هو سبيل المشركين سبيل المجرمين سبيل الماديين الأوربيين الذين قال فيهم رب العالمين في صريح القرآن الكريم لكن الخطاب لمن ؟ إلينا إمم (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ )) من هم ؟ (( مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) فأصبحنا نقلد الأوربيين الذين هذا وصفهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله فنحن كذلك نفعل هذه البنوك بضاعة أجنبية أوربية استعمروا بلادنا فجاؤوا بكل رذائلهم وقوانينهم الكافرة بالإسلام وزرعوها في أرضنا وأنبتوها نباتًا حسنا وأكلنا نحن منها حنظلًا حنظلًا مرًّا صعبًا ؛ لماذا ؟ لأننا لا نتقي الله لذلك نحن ننصح كل مسلم من أغنياء المسلمين نذكرهم بمثل هذا الكلام وبحديثه - عليه السلام - : ( عاقبة الربا إلى قِلٍّ ) لا يغش أبدا الغني إذا كان ماله قد اكتسبه بطريق غير شرعي بطريق ربوي فإن عاقبة الربا إلى قلٍّ يكفيكم أن الله - عز وجل - يخبر الذين يتعاطون الربا بأنهم يحاربون الله ورسوله ومن كان محاربه هو الله فهل يكون منتصرا أم يكون قتيلا لا شك أنه يكون قتيلا إذن علينا أن نتقي الله - عز وجل - ونتعاطى لا أقول نتقي الله ونتواكل لا نتقي الله ونتخذ الأسباب المشروعة في كل أمور حياتنا ومنها في المحافظة على أموالنا هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين إن شاء الله تعالى .

مواضيع متعلقة