كلام الشيخ على حرمة تعليق الصور في البيوت ونصيحة للعمل بالعلم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلام الشيخ على حرمة تعليق الصور في البيوت ونصيحة للعمل بالعلم .
A-
A=
A+
الشيخ : لا بدنا نقدم النصيحة ... أنا دخلت هذا المكان وسررت به أيما سرور لأني رأيت خلوا عن التصاوير إلا صورة واحدة فأزعجتني ورأيت خليها مستورة يا شيخ الله يهديك .

السائل : فيه وحدة ثانية يا شيخ .

الشيخ : صاحب البيت أدرى بما فيه نحن مقصودنا ماذا ؟ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين فبارك الله فيكم جميعًا ما دام أنكم حريصون معنا إن شاء الله على التمسك بالدين وليس الدين الذي ورثه الآباء والأبناء عن أجدادهم وإنما هو الدين المصفى من كل ما دخل عليه مر هذه القرون والسنين الطويلة أنتم تعلمون من قوله - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الطويل ما في حاجة أذكره الآن بتمامه وإنما الشاهد منه : ( وستفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ) . قالوا : مَن هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) ، وليكن المسلم على ما كان عليه الرسول - عليه السلام - وأصحابه يلزمه أمران اثنان : الأمر الأول : العلم ، والأمر الآخر : العمل بهذا العلم ، وإلا كان العلم وبالًا على صاحبه كما تعلمون من نصوص الكتاب والسنة ، من ذلك قوله - تعالى - : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ " كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )) ؛ فلا بد من قرن العمل مع العلم ، لكن العلم اليوم فيه زغل ، فيه غش كثير فيه ما ليس من العلم بسبيل إطلاقًا ؛ ولذلك فطالب العلم اليوم كما أنه مطالب بقرن العمل بالعلم كما ذكرت آنفًا فهو قبل ذلك مطالب بتصفية معلوماته التي ورثها عن آبائه وأجداده وقرأها في كتاب الخلف ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى تراث السلف كما قال قائلهم :

" وكلُّ خيرٍ في اتِّباعِ مَن سَلَفْ " " " وكلُّ شرٍّ في ابتداعِ مَن خَلَفْ "

وإذا كان الله - تبارك وتعالى - بفضله ورحمته خصَّنا نحن معشر أهل السنة وأتباع السلف الصالح بشيء من العلم المصفى فلا يكون شكرنا على ذلك لله - عز وجل - إلا بأن نزداد عملًا بما علمنا وقد جاء في حديث لا يصح إسناده لكن يصح معناه ( مَن عَمِلَ بما عَلِمَ ورَّثَه الله ما لم يعلَمْ ) ، وأظن أن الحاضرين جميعًا يعلمون قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة أو كلب ) ، بيت النبوة والرسالة بيت محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي كان ينزل عليه الوحي صباح مساء كان على موعد مع جبريل - عليه الصلاة والسلام - فرُئِيَ مضطربًا - عليه الصلاة والسلام - من بعض أهله ، فلما سُئِلَ قال : ( إنِّي على موعد مع جبريل - عليه السلام - ) ؛ أي : يشير إلى أنه تأخَّر ، وإذا جبريل خارج الدار ، " فسارع الرسول إليه ، فقال جبريل - عليه السلام - : إنَّا - معاشر الملائكة - لا ندخل بيتًا فيه صورة أو كلب " ؛ كأنه يقدم له عذرًا لماذا أنا ما دخلت ، ( انظر ؛ فإنَّ في البيت جرو كلب ، وانظر فإنَّ في البيت قرامًا فيه صور رجال ، فأمر بالقرام فليغير حتى تصير صوره كالشجرة ، وانظر فهناك جرو كلب ، فنظر - عليه السلام - فوجد ستارةً ، فغيَّر صورها ، ونظر فوجد تحت السرير جرو كلب كان الحسن أو الحسين ) أطفال صغار جاؤوا بالجرو من الزقاق " فأمر بإخراجه ، ونضح مكانه بالماء ، فدخل جبريل - عليه السلام - " هذا بيت النبوة والرسالة ما رضي جبريل أن يدخل ؛ فما بالك ببيوتنا اليوم التي قَلَّما تخلو من منكرات ؟

ولذلك أنا أذكِّر - والذكرى تنفع المؤمنين - : لا ينبغي أن يكون هناك صورة ظاهرة إطلاقا وقولي ظاهرة ليس من باب يعني القيد وإنما من باب بيان الواقع ذلك لأنني أعني أنه لا يكفي مثلًا أن هذه صورة معلقة على الجدار قلبناها فصار وشها إلى الجدار لا ترى ترى هي من غيرنا لأن الملائكة يرون ما لا نرى إذا كانت السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها - ذاتَ يومٍ وهي بجنب نبيِّها وزوجها محمد - عليه الصلاة والسلام - حين قال لها الرسول : ( يا عائشة ، هذا جبريل يُقرئك السلام ) ، ما ترى جبريل فقالت : ( عليك وعليه السلام يا رسول ترى ما لا نرى ) ، إذا كان الرسول يرى ما لا يرى البشر فالملائكة يرون ما لا يرى البشر من باب أولى لذلك ما يكفي قلب الصورة بالتالي ما يكفي أن في عندنا صورة هي ذكرى هي تذكر بعواطف بحوادث مسرة إلى آخره نحطها في الحجرة في الخزانة ونخبيها ، وكل ما اشتقنا إليها نتمرى بها لا البيت المسلم لا يوجد فيه صورة إطلاقًا من هذا القبيل إلا ما اضطررتم إليه ولعل في هذا القدر كفاية وإن شاء الله هذه الذكرى تنفع الحاضرين جميعًا ، الآن بقى قوموا إلى طعامكم .

مواضيع متعلقة