تتمة الجواب على سؤال هل يمكن أن يؤمر بتغطية الوجه من باب سد الذرائع ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة الجواب على سؤال هل يمكن أن يؤمر بتغطية الوجه من باب سد الذرائع ؟
A-
A=
A+
الشيخ : وهكذا أيضًا باب سد الذرائع فأقول الآن : هذا الذي نحن نشكو منه الآن لا تظنوا أنه لم يكن في قديم الزمان لا تظنوا هذا وبخاصة حينما فرض الحجاب حينما فرض ولم يكن ثمة من قبل حجابا أعني حجابا مفروضا وأنتم تعلمون أن الإصلاح الذي قام به الرسول - عليه السلام - والتربية التي حققها في العرب الأولين الذين لم يكونوا من أهل الكتاب وكانوا وثنيين لا شك أن ما قام به - عليه السلام - من تربية أولئك العرب بل والأعراب هو معجزة لوحدها لكن مع ذلك لا نوالي ولا نقول أن كل من آمن برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصدق فيه تعريف اسم الصحابي عند علماء الحديث كلهم سواء أول صحابي أبو بكر وآخر أعرابي سمع من الرسول - عليه السلام - وجاء إليه وطلب منه معجزة فتلك المعجزة ينادي هذه الشجرة رسول الله يأمرك أن تأتي رآها فآمن لا يستوي هذا الأعرابي في تربية خلقه وسلوكه وو إلى آخره فأصحاب الرسول القدامى السابقين الأولين وهذا أمر منصوص عليه في القرآن الكريم فممكن أن نتصور في جمهور الصحابة ناس لما تتحقق فيهم التربية المحمدية وإذا كان القرآن الكريم يقول في بعض آياته لبعض الأعراب : (( وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )) ، إذا كان الإيمان لم يدخل في قلوبهم بعد فأولى وأولى ألا تصل تربية محمد - عليه السلام - إلى أخلاقهم وإلى سلوكهم ولذلك أنا أقول عن نفسي وعن اعتقادي وعلمي ودراستي لقد كانت المشكلة قائمة في عهد الرسول - عليه السلام - ومن أجل ذلك جاءت الآيات في القرآن وفي أحاديث الرسول - عليه السلام - بالأمر بغض البصر لكن قد يكون من المفيد أن نذكر قصة ربما لا تقع اليوم مع ذلك وقعت في عهد النبوة والرسالة وليس في الطريق وليس في الصحراء وإنما في خير البقاع المسجد وفي خير المساجد بعد مسجد مكة وهو مسجد الرسول - عليه السلام - ذلك ما أشارت إليه الآية الكريمة وهي قوله - تعالى - : (( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ )) ، ( نزلت أن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كانوا يحرصون على أن يصلوا في الصفوف الأولى وبعضهم كان يختار ويتقصَّد أن يصلي في الصف الأخير لماذا ؟ لأنه كان هناك امرأة وضيئة وجميلة كانت تصلي في الصف الأول من النساء فكان ذلك الرجل إذا ما سجد نظر تحت إبطه لعله يختلس نظرة من تلك المرأة ) صدقوا أو لا تصدقوا وأنا أقول لكم : لغرابة ما في هذا الحديث مع أن إسناده ثابت في علمي وفي نقدي قد قال بعض العلماء : إنه منكر وأنا أعلم أن النكارة التي ذكرها ليس لأنها لا تليق بالرسول - عليه السلام - أو بأهل بيته أو بأصحابه السابقين الأولين لكنه نظر نظرة عامة لأصحاب الرسول - عليه السلام - وفي الذين يصلون من خلفه - صلى الله عليه وسلم - فاستنكر أن يوجد مثل هذه العملية من مصلي خلف الرسول - عليه السلام - فقال : إنه حديث منكر المهم من يدرس أحوال الصحابة ويشهد كما قلت آنفًا بتلك المعجزة يجد هناك فلتات لكنك إذا استحضرت المجتمع المدني الصغير وقسته على المجتمع الإسلامي اليوم الكبير تضخمت المشكلة فيظن أن الواقع اليوم هو أكثر من ذي قبل أنا أشهد بهذا لكن هذا أعني منه أن المشكلة كانت قائمة في عهد الرسول - عليه السلام - وهناك حوادث ذكرت هذه الحادثة لغرابتها مع ثبوتها وما بالكم قصة أخرى : " رجل من أصحاب الرسول يتكلَّم عن نفسه كان صاحب محلٍّ ، فجاءت امرأة تريد أن تشتري منه تمرًا ؛ قال : هناك في الداخل ما هو أجود من هذا . فدخلت ؛ قال : فما تركت شيئًا " ، هو يذكر هذا للرسول - عليه السلام - : ( ما تركت شيئًا يفعله الرجل مع زوجته إلا فَعَلْتُه معها ؛ قبَّلتها وضَمَمْتُها ) إلى آخره ، ( لكني لم أُجامِعْها ) فهو يأتي انظر الآن بقى التربية قد يفعل الناس اليوم مثل هذا الفعل لكن ما يخطر في بال أحدهم أن يتوب إلى الله على الأقل بينه وبين ربه - تبارك وتعالى - فجاء يشكو للرسول - عليه السلام - فقال له : ( هل صلَّيت معنا ؟ ) . قال : نعم ؛ فأنزل الله - عز وجل - قوله : (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ )) ) أظن أن هدفي من هذا الكلام واضح تمامًا وهو أن المفسدة التي تترتَّب من نظر الإنسان إلى المرأة . ( الله بكم ولَجَاءَ بقومٍ يذنبون فيستغفرون الله ؛ فيغفر لهم ) ، فأقول : إذًا باختصار الآن لهذه المقدمة وأرجو أن أكون لم أطل عليكم ولم أملكم .

الطالب : لا ، يا شيخ .

الشيخ : أقول : إن المقتضي للأمر أمر النساء بتغطية وجوههن كان قائما في عهده - عليه السلام - فإن هو لم يفعل فليس لنا أن نفعل لكن حسبنا أن نقول وهذا ما قلناه في ذاك الكتاب الذي ذكرته آنفًا نحن نرى أن الأفضل أن المرأة وتغطي وجهها تغطي كفيها لكن لا نلزمها ولا نفرض عليها ولا نوجب عليها ما لم يوجبه الله أو رسوله لكننا نحض النساء على هيك حتى ولو كانت غير جميلة على قاعدة : " لكل ساقطة في الحي لاقطة " أما أن نتخذ من عندنا الآن علة ونقول : الزمان فاسد وإلى آخره فنقول حين ذاك أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل علينا أن نربي أنفسنا وأن نربي نساءنا ومن حولنا ذكورا وإناثا كما فعل الرسول - عليه الصلاة والسلام - بل كان من أهل العلم يعلم من كان من أهل التربية يربي من كان من الصنف الآخر يتعلم ويتربى أما أن نفرض أمورا لم يشرعها الله - عز وجل - فهذا أنا أخشى ما أخشاه أن يشملنا عموم قول ربنا - عز وجل - : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) ، لعلي أجبتك عن سؤالك إن شاء الله .

مواضيع متعلقة