تتمة قراءة فصل - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة قراءة فصل
A-
A=
A+
الشيخ : قال : " وأخبر - عليه السلام - أن ( مَن صَوَّر صورة كُلِّف يوم القيامة أن ينفخ فيها الرُّوح ، وليس بنافخ فيها أبدًا ) " يقول : " البخاري وغيره " وهنا ترون إطلاق الرسول - عليه السلام - الصورة حيث قال : ( مَن صَوَّرَ صورةً ) ، وهذا التنكير يشمل المجسَّم وغير المجسَّم ، ما له ظل وما لا ظل له أيضًا ، قال : " الحكمة في تحريم التماثيل : ومن أسرار هذا التحريم وليس هو العلة الوحيدة ، كما يظنُّ بعض الناس " وهذا تفطن جيد من المصنف " وليس هو العلة الوحيدة ، كما يظنُّ بعض الناس حماية التوحيد ومن أسرار هذا التحريم حماية التوحيد والبعد عن مشابهة الوثنيين في تصاويرهم وأوثانهم التي يصنعونها بأيديهم ، ثم يقدِّسونها ويقفون أمامها خاشعين " وهذا كما أشرنا آنفًا يشمل أيضًا الصور الأخرى لأنها من صنع ومن عمل واقتناء الكفار ... حماية التوحيد إلى آخره هذا كلام لا خلاف فيه وهو جيد قال : " ومن أسرار التحريم بالنسبة للصانع ( المَثَّال ) أن ذلك المصور أو المثَّال الذي ينحت تمثالا ، يملؤه الغرور ، حتى لكأنما أنشأ خلقا من عدم ، أو أبدع كائنا حيًّا من تراب . وقد حدَّثوا أن أحدهم نحت تمثالًا ، مكث في نحته دهرًا طويلًا ، فلما أكمله وقف أمامه معجبا مبهورًا ، أمام تقاسيمه وتقاطيعه ، حتى إنه خاطبه في نشوة من الغرور والفخر : تكلَّم ، تكلم ! " وظني فيما قرأت أنه لما لم يتكلم حطمه شر تحطيم " ولهذا قال الرسول الكريم : ( إن الذين يصنعون الصُّور يُعذَّبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيُوا ما خلقتم ) متفق عليه أيضًا . وفي الحديث عن الله تعالى : ( ومَن أظلم ممَّن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرَّة ، فليخلقوا شَعِيرة ) متفق عليه " " وفضلًا عن ذلك ، فقد كانت التماثيل ولا تزال من مظاهر أرباب الترف والتنعم ، يملؤون بها قصورهم ، ويزينون بها حجراتهم " هل هذا خاص بالمجسمة ؟ هذا الكلام لم يذكره هل هو خاص بالمجسمة ؟

الطالب : عام .

الشيخ : عام يعني عام من حيث الواقع لأن قوله : " ويزينون بها حجراتهم " ليس من حيث الواقع خاص بالأصنام ، الصور الزيتية والورقية والفوتغرافية تملأ البيوت أيضًا " ويتفننون في صنعها من معادن مختلفة . وليس بعيدًا على دين يحارب الترف في كل مظاهره وألوانه من ذهب وفضة وحرير أن يحرم كذلك التماثيل في بيت المسلم " .

مواضيع متعلقة