رد الشيخ الألباني على أهل البدع الذين يقولون إن الله بلا مكان - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
رد الشيخ الألباني على أهل البدع الذين يقولون إن الله بلا مكان
A-
A=
A+
الشيخ : إي وين كنا كنا وصلنا إلى ماذا ؟

السائل : شيخي هو هو متن الحديث حول المكان الوجودي والمكان العدمي .

الشيخ : آ .

السائل : فهذه أول كلمة ذكرتموها ووقفنا هنا عند هذا البحث .

الشيخ : أنا كنت أتمنى في الحقيقة أن تسألوا ذلك الشاب المناقش والمتحمس لذاك الداعية السقاف بجهله ، أن تسأله المكان الذي تنزه الله منه هل هو وجودي أم عدمي ؟ فإن قال أنا أنزه الله عن أن يكون في مكان وجودي وليس عدمي ، والمقصود بالوجودي والعدمي : الوجودي يعني المخلوق والعدمي الذي لا وجود له إلا في الذهن .

السائل : نعم .

يعني حينما المسلم يعود بذاكرته إلى حديث عمران بن حصين : ( كان الله ولا شيء معه ) فالله هو الوجود الحق فهل هناك وجود آخر يوم كان الله ولا شيء سواه ؟ الجواب بداهة من كل مسلم : لا شيء إلا الله ، إذن لا شيء هل هو وجودي أم عدمي ؟ عدمي .

السائل : نعم .

الشيخ : فإن كان هذا المجادل ومن جرى مجراه من الضُلال إن كان أجاب بالجواب الصواب وهو أن يقول : أنزه الله - عز وجل - أن يكون في مكان وجودي أي في مكان مخلوق ، حينئذٍ نقول له : هذا ما يقوله المؤمنون بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، فإنهم يعتقدون أن الله أكبر من كل شيء ،من كل شيء مخلوق ، الله أكبر من كل شيء مخلوق وأنه لا يحيط بالله شيء بل الأمر كما قال - تعالى - : (( إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ )) ،وإن أراد بالمكان الذي نزه الله أن يكون فيه المكان العدمي فقد أُلحق بالزنادقة والكفار الذين ينكرون وجود الله لأننا نحن سنقول من حيث أن الله - عز وجل - ليس في مكان وجودي هو الآن كما كان قبل أن يخلق الزمان والمكان ، كان الله ولا شيء معه ، فهو من حيث المكان أي من حيث أنه لا ليس في مكان وجودي فهو كما كان قبل أن يُوجِد المكان فإذا قال : أنا أنفي عن الله المكان حتى المكان العدمي فقد حكم بأن الله لم يكن موجودًا من قبل على خلاف المجمع عليه بين المسلمين كافة وعلى خلاف صراحة حديث عمران : ( كان الله ولا شيء معه ) ، فنحن نسأله حينما كان الله ولا شيء معه هل كان في مكان ؟ فإن قال لم يكن في مكان ، وهو كذلك لأننا نعني بالمكان المكان الوجودي ، فإن قال : إن الله كان ولم يكن في مكان ، نحن نقول : هو كذلك الله كان ولم يكن في مكان وهو الآن ليس في مكان لكننا نقول متحفظين متباعدين عن إيهام الضلال الذي يوهمونه هم فنقول : كما كان من قبل ليس في مكان وجودي مخلوق فهو أيضًا كذلك ليس في مكان وجودي مخلوق ، إذا اعترف بهذه الحقيقة ، سنقول له العدم شيء أم ليس بشيء ؟ لا بد أن يقول واحدة من الثنتين : إما أن يقول هو شيء فحينئذٍ وقع في السفسطة لأن لا أحد يقول عن المفقود بأنه شيء موجود .

السائل : نعم .

الشيخ : وإلا تناقض كان الله ولا شيء معه أي لا شيء معه من العدم ولا من الموجود ؟

السائل : من الموجود .

الشيخ : من الموجود .

الشيخ : وإن أجاب بأن العدم ليس بشيء نسأله هذا المكان الذي أنتم تنزهون الله عنه هذا عودة إلا ما سبق .

السائل : نعم .

الشيخ : هل هو عدمي أم وجودي ؟ إن قال هو عدمي فإذن الله له وجود كما كان من قبل تمامًا أي ليس في مكان لأن هذا المكان الذي قد يعبر عنه بعض الناس إن الله في مكان أو يفهمه بعض الناس مما يسمعونه من الصفات إن الله - عز وجل - له صفة العلو فيستلزمون من ذلك أن الله - عز وجل - في مكان ، فإن كان الاستلزام هو المكان الوجودي فهو كفر وإن كان الاستلزام هو المكان العدمي فهو التنزيه ؛ لأننا رجعنا إلى حديث عمران : ( كان الله ولا شيء معه ) فإن وافق الرجل على هذه النتيجة وهي : ليس في مكان وجودي وهو منزه عنه فهو معنا ونحن معه وإذا قال هو كما كان حينما لم يكن هناك شيء فهذا لا يعني أنه في مكان وجودي وإنما هو في مكان عدمي وحينئذٍ تسمية هذا العدمي مكان يكون أمرًا اصطلاحيًّا ، والأمر كما يقول الفقهاء : " لا مشاحَّة في الاصطلاح ، ولكن بشرط أن لا يوهم شرًّا ، أن لا يوهم ضلالًا " ، فإذا وصل معك إلى هذه النتيجة أي تنزيه الله من وجوده في مكان وجودي وعدم تنزيهه من وجوده في مكان عدمي ، حينئذٍ سنقول له : ما هو قولك عن الشيء : هل هو وجودي أم عدمي ؟ سيقول وجودي لأنه كان الله ولا شيء معه ، طيب والذي لا وجود له هل هو شيء ؟ لا بد أن يقول لا شيء ؟ واضح إلى هنا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : يبقى السؤال ولعله الأخير العدم هل هو في الموجود حقيقة أم في اللا وجود ؟

السائل : لا وجود .

الشيخ : لا وجود .

السائل : نعم .

الشيخ : فإذا قال قائل ما : إن الله ليس داخل العالم ولا خارجه فهل جعله كاللا شيء أم لا ؟

السائل : بداهة .

الشيخ : بداهةً وهنا ينتهي الكلام معه ، لأنه حينئذٍ يكون كما قلت في صدد كلامي السابق أنه تزندق وأنكر وجود الله لأنهم يقولون : الله لا داخل العالم ولا خارجه ، والمفروض أننا اتفقنا بهذا التسلسل المنطقي المعقول الموافق للشرع بالمئة مئة ، أن العدم لا شيء وأن خارج الكون لا شيء إلا الله - تبارك وتعالى - فحيئذٍ إذا أرادوا أن ينزهوا الله - عز وجل - وأن يقولوا الله لا داخل العالم أي في الموجود المخلوق ولا خارج العالم أي حيث لا مخلوق ، حينئذٍ حكموا على الله - عز وجل - بأنه لا وجود له .

مواضيع متعلقة