مواصلة الشيخ رحمه الله موعظته عن التصوير وآثار الصور . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مواصلة الشيخ رحمه الله موعظته عن التصوير وآثار الصور .
A-
A=
A+
الشيخ : بالنسبة للحديث السابق ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة أو كلب ) ، مناسبة هذا الحديث : ( أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رُئِيَ ذاتَ يومٍ وهو في بيته مضطربًا ضَجِرًا ، فسألته بعض أهله عن سبب هذا الاضطراب ؛ فقال - عليه الصلاة والسلام - : إنِّي على موعد مع جبريل ولم يأتِني ، فما أتَمَّ كلامه حتى رأى جبريل - عليه الصلاة والسلام - قد ظهر خارج البيت ، فسارع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى جبريل ، فبادره جبريل - عليه السلام - بقوله : ( إنَّا - معشر الملائكة - لا ندخل بيتًا فيه صورة أو كلب ؛ فانظر فإنَّ في البيت جرو كلب ، فَمُرْ فليخرج ، ثم ليُنضَحْ مكانه بالماء ، وانظر ؛ فإن في البيت قرامًا فيه صور رجال ؛ فَمُرْ بالصورة فلتُغيَّرْ حتى تصيرَ كهيئة الشجر . فدخل - عليه السلام - فرأى جرو كلب تحت السرير كان الحسن أو الحسين جاء به إلى البيت ، فكان تحت السرير ، فأمر - عليه السلام - بإخراجه ، ونضح مكانه بالماء ، ثم نظر فإذا هناك قرام - أي : ستارة فيها صور رجال - فغُيِّرَتِ الصور حتى صارت كهيئة الشجرة ، فدخل جبريل - عليه السلام - ) بعد أن تغيَّرت الصورة إلى صورة جائزة وهي الشجرة وبعد أن أخرج جرو الكلب .

الشاهد من هذا الحديث أن بيت النبوة والرسالة التي كان - عليه الصلاة والسلام - دائمًا يتلقى الوحي من جبريل امتنع جبريل من دخول بيت الرسول - عليه السلام - وهو بلا شك سيد البيوت فما بالنا نحن اليوم في بيوتنا نزين جدرها بالصور من مختلف الصور لا يجوز اقتناء الصور مهما كان شأنها وتعليق على الجدر سواء كانت صور يدوية أو كانت صور فوتوغرافية شمسية لا فرق بين هذه الصور كلها تدخل في عموم الأحاديث التي أشرت إليها آنفًا أنها تواترت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من ذلك : قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن صوَّرَ صورةً كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ ) ، مَن صوَّرَ صورةً لا فرق بين أن تكون هذه الصورة بالقلم قلم الرصاص أو الحبر أو الدهان ريشة الدهان أو آلة الكبيرة التي يسمونها اليوم أو الفيديو كل هذه الآلات تحقق غاية واحدة هي غاية محظورة شرعًا ( مَن صوَّرَ صورةً كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ ) ، مَن في اللغة العربية التي تتكلَّمون بها وقد أنسيتم كثيرًا منها هي من ألفاظ الشمول من بمعنى كل من صور صورة ( كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ ) ؛ كذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : ( كلُّ مصوِّرٍ في النار ) ، كل تعميم صريح كل مصور في النار ترى الذي يصور بقلمه أليس يقال عنه مصور ؟ الذي يقول صور بريشته ألا يقال له مصور ؟ الذي يصور بالكاميرا المزعومة ألا يقال له مصور ؟ بالفيديو ألا يقال له مصور ؟ كل هؤلاء يدخلون تحت وعيد هذه الأحاديث ثم آثارهم أي صورهم تشملها أحاديث كثيرة منها : ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة أو كلب ) ؛ فإياكم أن تغتَرُّوا ببعض المقولات التي يتكلَّم بها بعض من يزعم فيهم أنهم من الدعاة يفرِّقون بين الصورة الفوتوغرافية والصورة اليدوية .

مواضيع متعلقة