حث الشيخ رحمه الله طلبة العلم على المصافحة بدل تقبيل اليد أو الرأس .
A-
A=
A+
الشيخ : لكن - أيضًا - خطرت أخيرًا في بالي خاطرة أخرى وكما يقولون قديمًا الحديث ذو شجون ذكرت آنفًا فضل المصافحة ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتَّتْ عنهما ذنوبهما كما يتحاتُّ الورق عن الشجر في الخريف ) ، الآن هنا بحث لغوي وأصولي فقهي في آن واحد وهو : ( ما من مسلمين ) هذا اسم جنس يشمل كل مسلم سواء كان عالمًا شيخًا جليلًا وقورًا أو كان شابًّا ناشئًا في طاعة الله أو بين هذا وذاك ( ما من مسلمين يلتقيان ) إلى آخر الحديث هذه الفضيلة كثيرًا ما يضيعها المسلمان اللذان ينبغي عليهما أن يتصافحا يضيعان هذه الفضيلة من هما المسلمان اللذان يلتقيان فبديل أن يتصافحا ماذا يفعلان ؟ يقبل أحدهما الآخر بينما رميناها بعيدة كثير لكن هي قريبة كثير وهي تقع بين ظهراني الناس دائمًا وأبدا خاصة كما قلت آنفًا أن هذا الحديث بعمومه مسلمين كما ذكرت لكم آنفًا الشَّيخ الكبير والشاب الصغير ما يخرج هذان النوعان من عموم حديث : ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ) إلى آخره ، لكننا نحن نرى في واقعنا هذا مخالفة صريحة وتكاد تكون مطردة إذا ما التقى مسلم يختلف عن الذي لقيه في وصف ما في صفة ما أجلاها وأظهرها إذا كان المسلّم عليه رجلًا عالمًا فاضلًا فهذا الشاب ومن قد يكون فوقه سنا لا يتجرأ عادة أن يصافحه وإنما يقبل يده نحن لا ننكر تقبيل اليد لأن هذا التقبيل قد ثبت في بعض الأحاديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قبلت يده وما أنكر ذلك على المقبِّل ليده ولكننا نقول هذا التقبيل باليد ويد المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - فرق كبير جدًّا إذا ما قسنا أنفسنا نحن أعني نحن من تقبَّل يده ومن يقبِّل اليد الجنسين إذا قيس هذان الجنسان بالجنسين اللذين كانوا في عهد الرسول - عليه السلام - إما أن تقبل يد الرسول - عليه السلام - وهذا لا مثل له لا شبيه به وإذا أردنا أن نشبه إنسانا بالرسول - عليه السلام - في العلم في الفضل في الصلاح في في إلى آخره فإنما يكون من باب تشبيه الحدادين على الملائكة هذا تشبيه قبيح جدًّا وكما قيل فأين الثريا من الثرى وأين من معاوية من علي ؟ وإذا نزلنا من الرسول - عليه السلام - إلى بعض أصحابه الكرام الذين قبلت يده مثل زيد بن ثابت فأين فينا مثل زيد بن ثابت كذلك لا وجود له فالفرق كبير جدًّا جدا مع ذلك ما الفقه لا يساعدنا أن ننكر جواز تقبيل يد العالم الفاضل الصالح لكن لا يتعدى القول جوازا ما نستطيع أن نقول بأكثر من أنه جائز ما نقول إنه مستحب لأن المستحب هو الذي فعل بشيء من الكثرة لكن مش دائمًا قلت لا نستطيع بالرغم مما ذكرت من الفارق بين الجيل الأول والجيل الأخير من الفوارق الكثيرة جدًّا لا نستطيع إلا أن نقول بجواز تقبيل اليد لكن لا نتعدى القول بالجواز فلا نرفع حكم التقبيل إلى مصاف المستحبات فضلًا أن نرفعه إلى مصاف السنن المؤكدات إذا كان الأمر كذلك فأنا أرى أن الشارع الحكيم حينما أقر تقبيل اليد وفي مرتبة الجواز هو في الواقع هذا تعبير من عندي أرجو أن أكون مصيبًا فيه أقرَّه من باب تفشيش الخلق يعني رجل مشتاق لرؤية الشَّيخ العالم الفاضل إلى آخره وبخاصة إذا صار لو زمان ما رآه فبيهجم عليه وبيقبل يده تفشيش خلق معليش لكن لا يركع له لا يسجد له لأنه هذا منهي عنه لكن تفشيش الخلق إذا كان جائزا فلا نقيمه مقام السنة المستحبة ألا وهي المصافحة هذا الذي رميت أخيرا إليه أن ألفت النظر إليه - أيضًا - وأن أذكر به بمعنى أنا أقول لكم بالنسبة لشخصي أنا أنا شيخ كبير أعني شيخ لغة مش علمًا لأن هذا يكون تزكية والله يقول : (( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )) ، لكن أنا لا أستطيع أن أقول إني شاب بل أنا شيخ رغم أنفي فقد جاوزت الثمانين أنا شيخ كبير أنا شيخ كبير فأنصحكم إذا لقيتموني طبقوا معي السنة المستحبة وليست السنة الجائزة لعلكم فهمتم علي يعني صافحوني وابعدوا عن تقبيل اليد أو الرأس أو الجبهة أو أي شيء وإن استطعتم فأنا أقول هذا بالنسبة إلي لأنه أملك نفسي لكن أنا لا أملك غيري ولذلك لا يسعني إلا أن أقول لكم إن استطعتم أن تفعلوا مع غيري كما أنصحكم أن تفعلوا بي فافعلوا وتكونوا موفقين وقد أعطيتم الحكم الشرعي وزنه الحقيقي الجائز بقي جائزًا والمستحب بقي مستحبًّا لم تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير استبدال الذي هو أدنى الجواز بالذي هو خير المستحب هذا لا يجوز بنصِّ القرآن الكريم هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .بعد هذه المناسبة وقد طالت ولعل فيها الخير إن شاء الله والمنفعة العلمية لعله يحسن أن نفتح باب الأسئلة إذا كان لبعضكم سؤال وأرجو وأرجو ألا يكون السؤال يعني ما أدري بيصح نقول مصدي يعني ما يكون ما يكون قديم يعني مكرر نعم يكون فيه يعني علم جديد أستفيد أنا ويستفيد الحَاضرون أيضًا لا إله إلا الله تفضل .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 62
- توقيت الفهرسة : 00:00:00