الشيخ : الآن إن شاء الله أعود إلى موضوع المصافحة - بسم الله الحمد لله - تساءلت آنفًا حينما قدمت لكم التفصيل الذي ذكرته وهو إذا دخل الداخل إلى مجلس فيه ناس السنة أن يسلم مرة واحدة وهذه التسليمة الواحدة تشمل جميع الحاضرين وقلت إن تيسر له مصافحة كل فرد من هؤلاء فهو مشروع وهو الأفضل بقي علي أن أذكر الحجة في هذه الأفضلية الحجة في ذلك حديثان اثنان : الحديث الأول : فيه بيان أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصافح الجماعة وذلك بالشرط المذكور آنفًا إذا تيسر له ذلك حيث قال أحد الصحابة وأذكر أنه أبو أمامة - رضي الله تعالى عنه - قال : ( ما لَقِيَنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا وصافَحَنا ) ، ما لقينا إلا وصافحنا ، ومعنى ما لقينا أي : كلما لقينا صافحنا ؛ إذًا إذا كان هناك جماعة وسلم عليهم تسليمة واحدة وتيسر له أن يصافحهم فردًا فردًا فعل ذلك ؛ لأن هذا الصحابي الجليل يقول : ( ما لَقِيَنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا وصافَحَنا ) . الحديث الثاني : وفيه بيان فضيلة هذه المصافحة حيث قال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتَّتْ عنهما ذنوبهما كما يتحاتُّ الورق من الشجر في الخريف ) ، تعرفوا شلون يساقط الورق لما بنشف هرر هيك يبقى الشجر عار عن الورق هكذا يشبه الرسول - عليه السلام - المسلم الذي يصافح المسلم عن مودة وليس عن نفاق وليس عن رياء وإنما عن حب في الله ( تحاتَّتْ عنهما ذنوبهما كما يتحاتُّ الورق عن الشجر في الخريف ) ، أنا انتهيت الآن من أن أفضي إليكم بما خطر في بالي حينما دخلت عليكم وجدت هذا الحشد المبارك - إن شاء الله تعالى - .