ما معنى الأثر الذي أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ولفظه: : ( كنا جلوسا عند عبد الله فذكروا رجلا فذكروا من خُلقه، فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه، إن النطفة لتستقر في الرحم أربعين ليلة، ثم تنحدر دما، ثم تكون علقة ، ثم تكون مضغة، ثم يبعث الله ملكا فيكتب رزقه وخُلقه وشقيا أو سعيدا )؟
A-
A=
A+
السائل : شيخي الله يحفظكم ، هنا في حديث في " الأدب المفرد " : باب الشح ، يقول : عن عبد الله بن ربيعة ، قال : كنا جلوسًا عند عبد الله ، فذكروا رجلًا ، فذكروا من خُلقه ، فقال عبد الله : أرأيتم لو قطعتم رأسه ؛ أكنتم تستطيعون أن تغيِّروا خُلقه حتى تغيِّروا خَلقه ؟! إن النطفة لَتستقرُّ في الرحم أربعين ليلة ، ثم تنحدر دمًا ، ثم تكون علقةً ، ثم تكون مضغةً ، ثم يبعث الله ملكًا ؛ فيكتب رزقه ، وخُلقه ، وشقيًّا أو سعيدًا ) ، الشاهد شيخي والسؤال هنا حول : ( أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تغيِّروا خُلقه ؟! ) .
الطالب : خُلقه ولا خَلقه ؟
السائل : لا ، خُلقه الأولى ، حتى تغيِّروا خَلقه . فيعني هنا لعله في شبهة أن هذا كتب عليه هذا الأمر ، وقال هذا الصحابي لعله هو صحابي شيخي هذا ؟ عبد الله بن ربيعة ؟
الشيخ : والله ما أذكر .
السائل : نعم ، الشاهد الي هو هذا الراوي يعني يقول : يعني لا تستطيعوا لو قطعتم يعني رأسه لا تستطيعون أن تغيِّروا خُلقه .
الشيخ : خُلقه إلا إن غيَّرتم خَلقه .
السائل : خَلقه نعم .
الشيخ : وما أنتم بمستطيعين أن تغيروا خَلقه ، وبالتالي لا تستطيعوا أن تغيِّروا خُلقه .
السائل : أكرمك الله شيخي ، نعم .
الشيخ : طيب ، شو السؤال ؟
السائل : أنو هنا هذا ، ما يمكن تغيير الخُلق لأن هذا مثلًا كتب عليه الشقاء ، كتب عليه أن يكون عليه شحيحا ، لأن الأثر جاء في باب الشح .
الشيخ : أيوا .
السائل : أنه كتب عليه أن يكون شحيحًا ، فما يمكن أن تغيروا هذا الخلق فيه .
الشيخ : إي . خلص الكلام ؟
السائل : إي نعم ، يعني هذا الشيء مكتوب عليه ، قضاه الله - عز وجل - ، وطبعا هو استدل بحديث التخليق في رحم المرأة .
الشيخ : والله أنا ما فهمته .
السائل : شيخي ألخص ، يعني كأنه ، أقول متحفظا : كأنه يعني ظاهر الأثر هذا أن الإنسان هنا يعني مجبور على هذا الخُلق ، هكذا خلقه الله - عز وجل - ، فكيف سيؤاخذ ؟
الشيخ : في عندك فكيف سيؤاخذ ، ولا هذه حشو من عندك ؟
السائل : لا ، أقول يعني كأنه يظهر من ظاهر النص الأثر . هي من عندي طبعًا . يعني باختصار يا شيخي كان هذا الحديث هو آخر حديث في نهاية درس الأسبوع الماضي ، فسبحان الله وقفت عنده فيعني خشيت أن أسأل ، فسبحان الله دعوت الله - عز وجل - أن يوفقني يعني للخلاص حقيقة من هذا المأزق ، فأذن الأذان فحمدت الله - عز وجل - ، فقلت يعني في نفسي أن أسألك يعني حتى إذا ما سئلت مثل هذا السؤال . .
الشيخ : على كل حال ، إذا كان الفهم صحيحًا ، فالمفهم مخطئ .
السائل : نعم يا شيخي الله يحفظك .
الشيخ : فأعد علي الآن نص العبارة حتى أنظر فيها .
السائل : نعم .
الشيخ : والظاهر أنها خطأ ، يعني خطأ من القائل لأنه هو موقوف وليس بمرفوع .
السائل : نعم أكرمك الله .
الشيخ : أعد .
السائل : يقول : كنَّا جلوسًا عند عبدالله ، فذكروا رجلًا فذكروا من خُلقه ، فقال عبد الله : أرأيتم لو قطعتم رأسه ؛ أكنتم تستطيعون أن تغيِّروا خُلقه حتى تغيِّروا خَلقه ؟! ) ، طبعًا تمام الحديث : ( إن النطفة لَتستقرُّ ) إلى آخر الأثر .
الشيخ : بلا شك الإنسان ما يستطيع أن يغير خُلق إنسان ، كما أنه لا يستطيع أن يغير خَلقه ، هذا حقيقة لا شك فيها . لكن إذا كان المقصود بهذا الأثر هو القول كما قلتم أنت آنفًا حاشية من عندك أنه إذا كان واحد شحيح ما يقدر يغير من خُلقه شيئًا ، إذا كان المقصود من هذا الأثر مثل هذا المعنى فهو يتعارض مع الشريعة أولا ، ومع المبادئ الأخلاقية ثانيًا . وهذا الأثر يلتقي مع حديث ضعيف السند الحمد لله الذي يقول : ( إذا سمعتم بأن جبلًا زال عن مكانه صدِّقوا ، وإذا سمعتم بأن رجلًا غيَّرَ خلقه فلا تُصدِّقوا ) ، هذا الحديث ضعيف ، وذاك الأثر الثابت يناقضان الأحاديث التي تأمر بتحسين الخلق بعامة ، كلنا يعلم الأحاديث التي تأمر المسلم بأن يحسن خُلقه ، شو معنى تحسين الخُلق ؟ يعني هو سيء لكن يؤمر بتحسينه ، ثم تأتي بعض التفاصيل في أخلاق معينة ، مثلًا قوله - عليه السلام - : ( إنما العلم بالتعلُّم ، والحلم بالتحلُّم ) ، فرجل ليس حليمًا ، لكنه يتحلَّم حتى يكاد يصبح حليمًا خِلقة ، ومجاهدة النفس في تقوى الله - عز وجل - ومخالفة هواها هو من هذا القبيل ، وإلا فالأمر كما هو معلوم (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي )) ، وقال - تعالى - : (( وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ )) ،ـ لكن هذا لا يعني أن المسلم لا يجاهد هواه ، وهذه المجاهدة لا تعني أنه لا تفيد صاحبها ؛ لذلك جاء في " صحيح البخاري " : أن رجلًا قال : يا رسول الله ، أوصِني ؟ قال له : ( لا تغضب ) . قال : أوصني يا رسول الله ؟ قال : ( لا تغضب ) . وهكذا ثلاث مرات . قال الرجل : ( فوجدت الخير كلَّه في ترك الغضب ) .
الطالب : الله أكبر !
الشيخ : إذًا يستطيع الإنسان أن يغيِّر الخلق ، فهذا الأثر إذن على حسب ما يفسَّر فقد يعطي معنى صحيحًا أنا نحن ما نستطيع أن نغير من خُلق إنسان ، لكن هذا الإنسان إذا أراد يستطيع أن يغير ، وإلا ذهبت الأوامر الشرعية كلها هباءً منثورًا .
السائل : هو شيخي استدلاله هو الذي أحدث الإشكال ، استدلال هذا الراوي هو الذي أحدث الإشكال ، وإلا لو بقي أنكم لا تستطيعون أن تغيِّروا خُلقه حتى تغيِّروا خَلقه يصير هذا ما في إشكال كما تفضلتم ما ممكن تغيير إل هذا ، أما وقوله : ( إن النطفة ) واستدل بهذا ، فهنا يعني في ظني والله يعلم يأتي الإشكال ، إذًا شيخي شو يعني محصلة كلامك بالنسبة لهذا الأثر أنه فيه يعني ؟
الطالب : بينت لنا حديث قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - عندما سألناك ما المعنى ؟ شو المقصود منه ؟ ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ) له تكملة الحديث ، بس الشطر هذا الأول ، قلت أنا الإنسان مع أنه يعتقد أن رزقه مكتوب عند الله - تبارك وتعالى - إلا أنه يسعى لتحصيل الرزق ، فهو - أيضًا - خُلقه مقسوم له ، ولكن يسعى لتحسين خُلقه ، هذا من الجهد المطلوب .
الشيخ : كل آخذ ... يعني نفس الحديث تبع السعادة والشقاوة بنفس الطريقة ، يعني نحن ما ندري شو سعادتنا شو شقاوتنا ، لكننا نسعى إلى ما نحبه ، الذي يحب السعادة يسعى إليها (( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )) . هنا أراد الأستاذ هنا يحكي كلمة ، ما أدري انتهيت ولا ؟
الطالب : جزاك الله خير ، المعنى هذا يعني البيان شيء طيب ، بس القضية أنه لا يستطيع إنسان أن يغير خُلق إنسان ، ما أدري هل هي من باب يعني ، مرافقة الأخيار يعني يقتدي بهم ويتأثر بهم ؟
الشيخ : لا ، هذا تأثير ، أما يغير التغيير ما يقدر إلا هو ، لأن الإنسان متابع لشخصه ، فهو يستطيع يغير ، أما الشَّيخ مثلًا فهو إلى حد ما بسبب تربيته له تأثيره ، لكن أن يغير من خُلقه كما هو يريد الرجل هذا ليس كذلك ، أولًا .
الطالب : أيش المقصود بالتغيير ؟ يعني المقصود ما هو التعليم والتدريب ؟
الشيخ : التعديل .
الطالب : ما هو تعليم وتدريب يعني ؟
الشيخ : تعديل . لا . مثل ما ضربنا المثل بحديث الرسول : إنما العلم بالتحلم .
الطالب : ( إنما العلم بالتعلُّم ، والحلم بالتحلُّم ) .
الشيخ : آ ، ( إنما العلم بالتعلُّم ، والحلم بالتحلُّم ) ، فالأستاذ الذي يعطي دروس في فضل الحلم ، نحن لا نستطيع أن نقول هو يقدر يجعل هذا الطالب حليمًا ، لأنه ربما هذا الطالب لا يفكر بأن يصبح حليمًا يوما ما ، لكن هو نفسه إذا كان يريد ذلك فإمكانه أن يغير ، الشَّيخ أو الأستاذ أو المرشد أو المربي هو مرشد ودليل ، لكن الذي يغير مين ؟ نفس الشخص ، كما قال تعالى في الآية الكريمة المعروفة : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )) ، فالتغيير ينبع من الشخص ، مو من المعلم ، لكن المعلم قد يساعد على التغيير ، وقد لا يضيف شيئًا إطلاقا بالنسبة لمن لا يريد كالكفار الذين بعث إليهم الأنبياء والرسل وما فادهم ذلك شيئًا .
الطالب : طيب شيخنا جزاكم الله خير ، مطلع الحديث : كنا جلوسًا عند عبدالله ، فذُكر رجل خلقه ، يبدو منه يمكن أنه يريد أن يصدهم عن الغيبة حتى ما يقعوا فيه ، فهذا الرجل من طبعه البخل ، فما تكثروا من ذكره في المجالس ، كفوا عن الغيبة عنه ، ما يقال هذا في هذا المطلع شيخي ؟ يريد أن يصرفهم عن غيبة الرجل ( ذكرك أخاك بما يكره ) ؟
الشيخ : ما أظن . شو ترجم البخاري للأثر ؟
الطالب : باب الشح شيخي .
طالب آخر : باب الشح شيخي ، في الشح ، لأنه ( كنَّا جلوسًا عند عبدالله ، فذكروا رجل ) اللي هو هذا ، ذكروا خلقه في البخل في الشح ، فيريد أن يصدهم عن الشح أن هذا طبعه في البخل والشح هيك فما تشغلوا أنفسكم في غيبته ، لأنه طبعه فيه شح ، فإذا كان الإنسان فيه طبع صعب تغييره فلا تقعوا فيه .
الطالب : خُلقه ولا خَلقه ؟
السائل : لا ، خُلقه الأولى ، حتى تغيِّروا خَلقه . فيعني هنا لعله في شبهة أن هذا كتب عليه هذا الأمر ، وقال هذا الصحابي لعله هو صحابي شيخي هذا ؟ عبد الله بن ربيعة ؟
الشيخ : والله ما أذكر .
السائل : نعم ، الشاهد الي هو هذا الراوي يعني يقول : يعني لا تستطيعوا لو قطعتم يعني رأسه لا تستطيعون أن تغيِّروا خُلقه .
الشيخ : خُلقه إلا إن غيَّرتم خَلقه .
السائل : خَلقه نعم .
الشيخ : وما أنتم بمستطيعين أن تغيروا خَلقه ، وبالتالي لا تستطيعوا أن تغيِّروا خُلقه .
السائل : أكرمك الله شيخي ، نعم .
الشيخ : طيب ، شو السؤال ؟
السائل : أنو هنا هذا ، ما يمكن تغيير الخُلق لأن هذا مثلًا كتب عليه الشقاء ، كتب عليه أن يكون عليه شحيحا ، لأن الأثر جاء في باب الشح .
الشيخ : أيوا .
السائل : أنه كتب عليه أن يكون شحيحًا ، فما يمكن أن تغيروا هذا الخلق فيه .
الشيخ : إي . خلص الكلام ؟
السائل : إي نعم ، يعني هذا الشيء مكتوب عليه ، قضاه الله - عز وجل - ، وطبعا هو استدل بحديث التخليق في رحم المرأة .
الشيخ : والله أنا ما فهمته .
السائل : شيخي ألخص ، يعني كأنه ، أقول متحفظا : كأنه يعني ظاهر الأثر هذا أن الإنسان هنا يعني مجبور على هذا الخُلق ، هكذا خلقه الله - عز وجل - ، فكيف سيؤاخذ ؟
الشيخ : في عندك فكيف سيؤاخذ ، ولا هذه حشو من عندك ؟
السائل : لا ، أقول يعني كأنه يظهر من ظاهر النص الأثر . هي من عندي طبعًا . يعني باختصار يا شيخي كان هذا الحديث هو آخر حديث في نهاية درس الأسبوع الماضي ، فسبحان الله وقفت عنده فيعني خشيت أن أسأل ، فسبحان الله دعوت الله - عز وجل - أن يوفقني يعني للخلاص حقيقة من هذا المأزق ، فأذن الأذان فحمدت الله - عز وجل - ، فقلت يعني في نفسي أن أسألك يعني حتى إذا ما سئلت مثل هذا السؤال . .
الشيخ : على كل حال ، إذا كان الفهم صحيحًا ، فالمفهم مخطئ .
السائل : نعم يا شيخي الله يحفظك .
الشيخ : فأعد علي الآن نص العبارة حتى أنظر فيها .
السائل : نعم .
الشيخ : والظاهر أنها خطأ ، يعني خطأ من القائل لأنه هو موقوف وليس بمرفوع .
السائل : نعم أكرمك الله .
الشيخ : أعد .
السائل : يقول : كنَّا جلوسًا عند عبدالله ، فذكروا رجلًا فذكروا من خُلقه ، فقال عبد الله : أرأيتم لو قطعتم رأسه ؛ أكنتم تستطيعون أن تغيِّروا خُلقه حتى تغيِّروا خَلقه ؟! ) ، طبعًا تمام الحديث : ( إن النطفة لَتستقرُّ ) إلى آخر الأثر .
الشيخ : بلا شك الإنسان ما يستطيع أن يغير خُلق إنسان ، كما أنه لا يستطيع أن يغير خَلقه ، هذا حقيقة لا شك فيها . لكن إذا كان المقصود بهذا الأثر هو القول كما قلتم أنت آنفًا حاشية من عندك أنه إذا كان واحد شحيح ما يقدر يغير من خُلقه شيئًا ، إذا كان المقصود من هذا الأثر مثل هذا المعنى فهو يتعارض مع الشريعة أولا ، ومع المبادئ الأخلاقية ثانيًا . وهذا الأثر يلتقي مع حديث ضعيف السند الحمد لله الذي يقول : ( إذا سمعتم بأن جبلًا زال عن مكانه صدِّقوا ، وإذا سمعتم بأن رجلًا غيَّرَ خلقه فلا تُصدِّقوا ) ، هذا الحديث ضعيف ، وذاك الأثر الثابت يناقضان الأحاديث التي تأمر بتحسين الخلق بعامة ، كلنا يعلم الأحاديث التي تأمر المسلم بأن يحسن خُلقه ، شو معنى تحسين الخُلق ؟ يعني هو سيء لكن يؤمر بتحسينه ، ثم تأتي بعض التفاصيل في أخلاق معينة ، مثلًا قوله - عليه السلام - : ( إنما العلم بالتعلُّم ، والحلم بالتحلُّم ) ، فرجل ليس حليمًا ، لكنه يتحلَّم حتى يكاد يصبح حليمًا خِلقة ، ومجاهدة النفس في تقوى الله - عز وجل - ومخالفة هواها هو من هذا القبيل ، وإلا فالأمر كما هو معلوم (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي )) ، وقال - تعالى - : (( وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ )) ،ـ لكن هذا لا يعني أن المسلم لا يجاهد هواه ، وهذه المجاهدة لا تعني أنه لا تفيد صاحبها ؛ لذلك جاء في " صحيح البخاري " : أن رجلًا قال : يا رسول الله ، أوصِني ؟ قال له : ( لا تغضب ) . قال : أوصني يا رسول الله ؟ قال : ( لا تغضب ) . وهكذا ثلاث مرات . قال الرجل : ( فوجدت الخير كلَّه في ترك الغضب ) .
الطالب : الله أكبر !
الشيخ : إذًا يستطيع الإنسان أن يغيِّر الخلق ، فهذا الأثر إذن على حسب ما يفسَّر فقد يعطي معنى صحيحًا أنا نحن ما نستطيع أن نغير من خُلق إنسان ، لكن هذا الإنسان إذا أراد يستطيع أن يغير ، وإلا ذهبت الأوامر الشرعية كلها هباءً منثورًا .
السائل : هو شيخي استدلاله هو الذي أحدث الإشكال ، استدلال هذا الراوي هو الذي أحدث الإشكال ، وإلا لو بقي أنكم لا تستطيعون أن تغيِّروا خُلقه حتى تغيِّروا خَلقه يصير هذا ما في إشكال كما تفضلتم ما ممكن تغيير إل هذا ، أما وقوله : ( إن النطفة ) واستدل بهذا ، فهنا يعني في ظني والله يعلم يأتي الإشكال ، إذًا شيخي شو يعني محصلة كلامك بالنسبة لهذا الأثر أنه فيه يعني ؟
الطالب : بينت لنا حديث قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - عندما سألناك ما المعنى ؟ شو المقصود منه ؟ ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ) له تكملة الحديث ، بس الشطر هذا الأول ، قلت أنا الإنسان مع أنه يعتقد أن رزقه مكتوب عند الله - تبارك وتعالى - إلا أنه يسعى لتحصيل الرزق ، فهو - أيضًا - خُلقه مقسوم له ، ولكن يسعى لتحسين خُلقه ، هذا من الجهد المطلوب .
الشيخ : كل آخذ ... يعني نفس الحديث تبع السعادة والشقاوة بنفس الطريقة ، يعني نحن ما ندري شو سعادتنا شو شقاوتنا ، لكننا نسعى إلى ما نحبه ، الذي يحب السعادة يسعى إليها (( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )) . هنا أراد الأستاذ هنا يحكي كلمة ، ما أدري انتهيت ولا ؟
الطالب : جزاك الله خير ، المعنى هذا يعني البيان شيء طيب ، بس القضية أنه لا يستطيع إنسان أن يغير خُلق إنسان ، ما أدري هل هي من باب يعني ، مرافقة الأخيار يعني يقتدي بهم ويتأثر بهم ؟
الشيخ : لا ، هذا تأثير ، أما يغير التغيير ما يقدر إلا هو ، لأن الإنسان متابع لشخصه ، فهو يستطيع يغير ، أما الشَّيخ مثلًا فهو إلى حد ما بسبب تربيته له تأثيره ، لكن أن يغير من خُلقه كما هو يريد الرجل هذا ليس كذلك ، أولًا .
الطالب : أيش المقصود بالتغيير ؟ يعني المقصود ما هو التعليم والتدريب ؟
الشيخ : التعديل .
الطالب : ما هو تعليم وتدريب يعني ؟
الشيخ : تعديل . لا . مثل ما ضربنا المثل بحديث الرسول : إنما العلم بالتحلم .
الطالب : ( إنما العلم بالتعلُّم ، والحلم بالتحلُّم ) .
الشيخ : آ ، ( إنما العلم بالتعلُّم ، والحلم بالتحلُّم ) ، فالأستاذ الذي يعطي دروس في فضل الحلم ، نحن لا نستطيع أن نقول هو يقدر يجعل هذا الطالب حليمًا ، لأنه ربما هذا الطالب لا يفكر بأن يصبح حليمًا يوما ما ، لكن هو نفسه إذا كان يريد ذلك فإمكانه أن يغير ، الشَّيخ أو الأستاذ أو المرشد أو المربي هو مرشد ودليل ، لكن الذي يغير مين ؟ نفس الشخص ، كما قال تعالى في الآية الكريمة المعروفة : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )) ، فالتغيير ينبع من الشخص ، مو من المعلم ، لكن المعلم قد يساعد على التغيير ، وقد لا يضيف شيئًا إطلاقا بالنسبة لمن لا يريد كالكفار الذين بعث إليهم الأنبياء والرسل وما فادهم ذلك شيئًا .
الطالب : طيب شيخنا جزاكم الله خير ، مطلع الحديث : كنا جلوسًا عند عبدالله ، فذُكر رجل خلقه ، يبدو منه يمكن أنه يريد أن يصدهم عن الغيبة حتى ما يقعوا فيه ، فهذا الرجل من طبعه البخل ، فما تكثروا من ذكره في المجالس ، كفوا عن الغيبة عنه ، ما يقال هذا في هذا المطلع شيخي ؟ يريد أن يصرفهم عن غيبة الرجل ( ذكرك أخاك بما يكره ) ؟
الشيخ : ما أظن . شو ترجم البخاري للأثر ؟
الطالب : باب الشح شيخي .
طالب آخر : باب الشح شيخي ، في الشح ، لأنه ( كنَّا جلوسًا عند عبدالله ، فذكروا رجل ) اللي هو هذا ، ذكروا خلقه في البخل في الشح ، فيريد أن يصدهم عن الشح أن هذا طبعه في البخل والشح هيك فما تشغلوا أنفسكم في غيبته ، لأنه طبعه فيه شح ، فإذا كان الإنسان فيه طبع صعب تغييره فلا تقعوا فيه .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 49
- توقيت الفهرسة : 00:00:00