مناقشة في حديث النهي عن بروك البعير
A-
A=
A+
الشيخ : فرق بين الذي يبرك بروك البعير على ركبتيه ، وبين الذي يخالف بروك البعير فيسجد على كفيه ، لا فرق بينهما ، كل منهما يخالف هيئة بروك البعير ، لكن أحدهما يوافقه في بروكه على ركبتيه ، والآخر يخالفه في تلقيه الأرض بكفيه . ذلك لأن الفرق فقط بين أن يضع كفيه قبل ركبتيه أو ركبتيه قبل كفيه ، أما أن رأسه فوق استه فكلاهما كذلك .الوهم ناشئ من أنَّ من يقول بوضع الركبتين قبل الكفين يتصور أمامه شيخًا عجوزا كبيرا فانيا مثلي ، فهو لا يستطيع إلا أن يبرك هكذا ويضع كفيه ويبقى أيش ؟ دبره أعلى من رأسه ، ليس الأمر كذلك ، كما يسجد أي مصل شاب قوي ، الفرق فقط لحظات بين أن تتلقى الأرض بركبتيك أو تتلقى الأرض بكفيك وبُعيد ذلك فورًا تضع ركبتيك .وحينئذٍ الوهم الناشئ من أن هناك إذا سجد الإنسان على كفيه شابه البعير في بروكه هذا وهم ، هذا لا حقيقة له إطلاقًا .ولذلك فأريد منك وأنت معنا والحمد لله على الخط في اتباع السنة الصحيحة عن الرسول - عليه السلام - وتفسير السنة الصحيحة باللغة العربية التي لم تدخلها العجمة = -- جيب لنا واحدة من هَيْ -- = فلعلك تلاحظ هذا فيما بعد إن شاء الله .ثم لا يخفاك أنه لا يوجد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فعله أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = . ولعلك تذكر أن الحافظ ابن حجر من الناحية الحديثية يرجح حديث أبي هريرة هذا : ( إذا سجد أحدكم ) ، على حديث وائل بن حجر ، فلذلك تبقى القضية من الناحية اللغوية والناحية الشرعية أقوى مع مذهب مالك وأهل الحديث كما يشهد بذلك نفس ابن القيم . هذا من حيث النقل .
من حيث النظر والاستنباط أيضًا ، وهذه فرصة أيضًا أريد أن أتأكد من صحة فهمي لهذا اللفظ الذي جاء ذكره في كثير من الأحاديث ، هل يمكن أن نفسر أو أن نقول في رجل يسجد بكل أناة على ركبتيه ثم كفيه ثم رأسه بأنه هوى ساجدًا ؟ كلمة هوى هل يعني هذا التأني وهذا التأنق في السجود ؟ أم هوى يعني القوة في السجود ؟ هذه مسألة استنباطية .
الطالب : ما ذكرتها شيخنا هذه في الموضوع ؟
الشيخ : ذكرتها في مواضع من محاضراتي أم كتابة والله ما أذكر .
الطالب : ما في .
الشيخ : الظاهر ما في .ثم يبقى من الناحية الواقعية ، ما هو الأليق بالصلاة أن يسجد على الركب ، وهذا الساجد حينما يسجد على ركبتيه له رجة خاصة في البلاد الباردة كالبلاد السورية التي كثير من مساجدها قد فُرشت بالخشب لمنع البرد ، فالخشب له دوي ، خاصة أن الخشب عادة لا يكون لاطيًا بالأرض وإنما يكون فيه فراغات ، في أعمدة تمد ثم تفرش ، قواطع ، فهذا تجد ضجة ورجة عجيبة جدًّا من المصلين الذين يخالفون السنة ، هذا لا يتناسب مع الصلاة والهدوء فيها . هذا من حيث الهوي إلى السجود .ثم يأتي القيام ، وهذا بالنسبة للأحاديث الصحيحة أشكل ، لأن حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر أن الرسول - عليه السلام - كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه يتكلم فيه بعضهم من حيث أن فيه عبد العزيز بن محمد الداروردي ، لكن ماذا نفعل في حديث مالك بن الحويرث : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نهض قام معتمدًا على يديه " ، لقد سلك المخالفون لهذا النهوض مسلك المعطلة في الصفات ، أي : عطلوا دلالة هذا الحديث بتكلف عجيب جدا ، فقالوا : إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعل ذلك لشيخوخته لكِبَر . . فيا سبحان الله ! أنا أقول متعجِّبًا من كبار العلماء حينما يأتون إلى حديث يرويه صحابي كهذا الذي من حديثه : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) ، هذا الذي روى لنا هذا الأمر النبوي هو الذي يروي لنا أنه رأى الرسول - عليه السلام - ( إذا نهض قام معتمدًا على يديه ) ، فكيف يجوز لنا أن نتأول أن هذا النهوض كان لضعف ؟! هل هذا هو الأصل يا تُرى في تعليل أفعال الرسول في الصلاة ، أم هذا خلاف الأصل ؟!
الشيخ : أنا أعتبر أن من آثار الأحاديث الضعيفة صرف دلالة الأحاديث الصحيحة ، وحديث وائل من هذه الأحاديث التي تفرد به شريك بن عبد الله النخعي القاضي ، فمن أجل ذلك ، نعم ؟
الطالب : ... شيخنا بعمل هيك تذكرت حجة هون ذاكرها شيخنا أنت .
الشيخ : كويس .
الطالب : حجة المجافاة .
الشيخ : إي نعم . الله أكبر .
الطالب : هذه لا يمكن أن تتحق .
الشيخ : أبدًا .
الطالب : بالبروك على الركبتين .
الشيخ : بالهوينة هذه .
الطالب : مجافاة اليدين عند السجود .
الشيخ : إي والله . ما أدري الأخ عبد الله انتبه لهذا ؟
الطالب : انتبهت للحجة ؟ حديث أبي حميد الساعدي .
طالب آخر : أنا يا شيخ لست ممن يذهب إلى أن البروك على الركبتين .
الشيخ : أنا لا أقصد هذا ، أقصد أن أستفيد مما عندك في هذا المجال .
الطالب : قبل قليل يا شيخ ذكرت الله يحفظك أن الإنسان قد ينزل بالهوينة على يديه .
الشيخ : قد ؟
الطالب : قد ينزل بالهويني ومن غير مثلًا أن ... على يديه ، فحينئذٍ لم يحصل هوي إلى الأرض .
الشيخ : ما فهمتُ .
الطالب : تقول مثلًا قد لا يشابه البعير في هيئة بروكه ، وينزل بقامته على يديه .
الشيخ : إي هو ليخلص من مشابهة البعير لا بد أن يتلقى الأرض بكفيه .
الطالب : بكفيه .
الشيخ : طيب ، لكن العكس : هل يمكن أن يخالف بروك البعير ؟ العكس ؟
الطالب : حينئذٍ أقول هذا ينبي على هذه الأحاديث الواردة : هل هي صحيحة أو ليست صحيحة ؟ لا شك أن حديث وائل ضعيف ، شريك بن عبد الله كما .
الشيخ : طيب ، أيش بقي ؟
الطالب : بقي حديث أبي هريرة فيه نظر من حيث علة أخرى فيه .
الشيخ : وهي ؟
الطالب : وهو محمد بن عبد الله بن الحسن .
الشيخ : وهي ؟
الطالب : وهي أنه رجل سياسي . .
الشيخ : رجل سياسي ؟
الطالب : ليس له في الدنيا إلا أحاديث قليلة ، وانفرد عن أبي الزناد ، وأبو الزناد له تلاميذ كثر .
الشيخ : له أيش ؟
الطالب : له تلاميذ كثر .
الشيخ : نعم .
الطالب : فأين هم من هذه السنة التي رواها . .
الشيخ : وهذه علة في مصطلح الحديث ؟
الطالب : والله يا شيخ ، أنا في ظني .
الشيخ : معلش ، أنا أسألك عن رأيك في الموضوع .
الطالب : تعلم يا شيخ أن التعليل هو أمر نسبي .
الشيخ : نسبي نعم ، لكن هل هذا يعني أن الحديث يصبح ضعيفا لا يحتج به إذا كان هو ثقة وكان قليل الحديث وسياسيًا ؟ هل يصبح حديثه ضعيفا ؟
الطالب : من حيث ماذا ؟ من حيث أن غيره لم يروه .
الشيخ : طيب ، هل الحديث الشاذ هو : أن يروي الثقة ما لم يرو غيره ؟
الطالب : لا ، الحديث الشاذ بالمخالفة لا شك ، الحديث الشاذ .
الشيخ : طيب ، إذن هذه ليست علة .
الطالب : هم يعللون بمثل هذا يا شيخ .
الشيخ : كيف يعني ؟
الطالب : يعني يعللون بأن ينفرد رجل مثلا ، وهذا الرجل ليس من المعروفين والمشهورين بالتتلمذ على هذا الرجل ، ثم يتساءلون أين طلاب هذا الرجل من هذا الحديث .يعني مثلًا أعطيك مثال يا شيخ .
الشيخ : نعم .
الطالب : يعني الآن مثلًا الطلاب الذين عندك ... لو أن رجلًا أخ عبد الرحمن الآن حدث بحديث لك وهذا الحديث مما يعني يحتاج إلى إثبات يعني مما ينبغي أن يحمله هؤلاء عنك ... ونحن منهم إن شاء الله ألا يتوقف الإنسان قليلًا ويقول : وأين فلان وفلان وفلان ... ؟
الشيخ : ألا تشعر معي بأن فتح هذا الباب خطير جدًا ؟
الطالب : خطير جدًّا إذا لم .
الشيخ : لأنه هذا لا يمكن أن يوقَف عند حد . الطلاب من حيث .
الطالب : من باب التقريب هذا شيخ طبعًا .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : من باب التقريب يعني يهذا .
الشيخ : الطلاب من حيث اتصالهم بالشيخ وكثرة روايتهم عنه يختلفون بدرجات لا يمكن حصرها بالعشرات .
الطالب : هذا صحيح .
الشيخ : طيب ، فما هي النسبة التي نضعها لكي نطمئن للأخذ بحديث الراوي الأقل من الأحاديث عن الشَّيخ وبالنسبة للراوي الذي روى عنه الأكثر ؟ هذا لا يمكن أن يوضع له نسبة أبدًا ، وما كان كذلك فما ينبغي أن نتعمق هذا التعمق ونرد الاحتجاج بحديث التلميذ الأقل رواية لأن هذه الرواية لم يروها الأكثر رواية عن الشَّيخ . نعم ، يمكن الاعتداد بهذا التفاوت النسبي بين هذا الذي روى الحديث وهو قليل الحديث عن الشَّيخ حينما يكون هناك ما يدفعنا إلى مقابلة حديث بحديث ، مثاله : مقابلة حديث حسن بحديث صحيح ، لم يمكن التوفيق بينهما ، حينئذٍ نضع خدشا في الحديث الحسن ، ونقول : هذا يعارضه الحديث الصحيح ، لكن نحن لسنا في هذا المجال .نحن الآن أولًا في صدد إثبات هيئة من هيئات الصلاة ، وليس عندنا إلا حديث من عُرف بأنه سيء الحفظ لانشغاله بالقضاء وهو شريك بن عبد الله القاضي ، وعندنا النفس أيش ؟ الزكية أو أيش ؟
الطالب : الزكية نعم ؟
الشيخ : نعم ، ما عيبه ؟ لم يوصف بسوء حفظ ، وإنما وُصف بأنه قليل الرواية عن أبي الزناد ، طيب ، متى كان قلة الرواية مُسقطا للحديث ؟ الجواب : لا ، لكن يمكن الاعتداد به أو التشبث بمثل هذه القلة فيما إذا عارض رواية ثقة هو أوثق منه ، والأمر هنا ليس كذلك ، ولهذا فما ينبغي التشبث بهذه القلة .كذا التشبث أيضًا ، بحثك هذا يذكرني بأن بعضهم تمسك بإعلال البخاري أظن ، بإعلال البخاري بأنه لم يثبت له لقاء لأبي الزناد ، أليس كذلك ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : أنتم أحفظ مني . نعم ؟
الطالب : محمد بن عبد الله بن الحسن لا يتابع على حديثه .
الشيخ : اه ، هذه علة تفرد بها البخاري ، ونحن لا نجري على .
الطالب : التعليل بمذهب البخاري في ...
الشيخ : ايوا ، هذا هو . لكن الناس حينما تضيق عليهم الطرق لرد حديث ما يظنون أنه يخالف ما هو ثابت عندهم يتشبثون بمثل هذه التعليلات .إي ، فعلى كل حال كنا نحن عند حديث مالك بن الحويرث .
الطالب : نعم .
الشيخ : فحديث مالك بن الحويرث يؤكد حديث النهي عن التشبه بالبعير ، ذلك لأن البعير حينما ينهض أيضًا ينهض معتمدًا على ركبتيه ، بينما حديث مالك ينهض معتمدًا على يديه ، فإذن عكسا .
الطالب : طردا وعكسا .
الشيخ : طردا وعكسا ينبغي مخالفة البعير . فإذا نظرنا إلى حديث مالك واعتبرناه أنه حديث لا يمكن محاولة إعلاله كما كنا آنفًا في صدد حديث النفس الزكية مثلًا ، فنقول : بأيِّ حجة نحن نخالف حديث مالك بن الحويرث ؟ الحجة أنه فعل ذلك لعجز ، الله أكبر ! هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، لا برهان .ثم هنا شيء خطير جدا ، هذا الصحابي الذي قلنا آنفًا روى لنا : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلي ) تُرى ماذا كان يفعل ؟ هل كان يفعل كما روى لنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أم كان يخالف كما يخالف الجمهور هذا الحديث ؟ الجواب : كان يفعل ما روى .طيب ، ألا يقال هنا الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ ألا يقال أن الراوي أدرى بمرويه من غيره ؟ كل هذا يقال ، فبم دُفع الحديث ؟ بمجرد الدعوى ، فعله لشيخوخته .
الطالب : هذا شيخنا قول ضعيف .
الشيخ : ضعيف .
الطالب : ومثله القول في الاستراحة .
الشيخ : هو كذلك وأظن هو من جملة رواة .
الطالب : نعم هو .
الشيخ : أي نعم ، كما أن جلسة الاستراحة أيضًا رواها أبو حميد في عشرة من أصحاب الرسول .
الطالب : البخاري في الصحيح حديث المسيء صلاته ؟
الشيخ : نعم .
الطالب : لكن البخاري أعلها برجل لكن توبع في مسند إسحاق بن راهويه .
الشيخ : ايوا ، في حديث المسيء صلاته ؟ الذي في ذهني أن هذه الجلسة تُكلم فيها ، من تقول تابعه ؟
الطالب : توبع في مسند إسحاق بن راهويه .
الشيخ : إي .
الطالب : نعم .
طالب آخر : حديث أبي هريرة ؟
طالب آخر : حديث أبي هريرة نعم .
الشيخ : حديث أبي هريرة في المسيء صلاته في البخاري .
الطالب : إي نعم ، في بعض طرقه ذكر الاستراحة ، لكن البخاري أعلها .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : فوجدنا لها متابعًا في مسند .
الشيخ : طيب ، من كان المخالف ؟
الطالب : نسيت يا شيخ . .
طالب آخر : مسند إسحاق شيخنا مسند أبي هريرة منه ليس عندك المطبوع ، طبع ، مسند إسحاق .
الشيخ : مُسند إسحاق أظن طبع منه مجلدين .
الطالب : لا ، هو طبع اثنان آخران شيخنا . .
طالب آخر : الظاهر ابن أسامة .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ابن أسامة .
طالب آخر : محمد بن أسامة ؟
طالب آخر : محمد بن أسامة نعم .
الشيخ : المتابع هو .
الطالب : هو الذي قال : البخاري انفرد بها .
الشيخ : هاه .
الطالب : في شيء آخر ...
الشيخ : طيب ، حينئذٍ تصبح جلسة الاستراحة واجبة ؟
الطالب : الاستراحة ؟
الشيخ : إي .
الطالب : الله أعلم .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : نعم ؟
الشيخ : كيف ؟
الطالب : أنا أسألك بارك الله فيك . .
طالب آخر : الله أكبر ! الله يقويك يا شيخنا .
الشيخ : الله يحفظك .
الطالب : في شيخ ودي أسألك .
الشيخ : مسند إسحاق .
الطالب : بس ما أظن شيخنا عندكم مسند أبي هريرة ، طُبع جزء مسند أبي هريرة ، وجزء يعني دراسة عن المسند .
الشيخ : آ .
الطالب : فأنا اللي بذكر كما تفضلت شيخنا .
الشيخ : عفوًا ، مسند أبي هريرة في أي جزء ؟
الطالب : الأول . .
طالب آخر : هو طبع الثاني والثالث .
الشيخ : أنا الذي أذكره اللي عندي مسند عائشة .
الطالب : هو هذا الثاني والثالث . بعدين طبع الأول والمقدمة مجلد .
الشيخ : اه . طيب ، ما عارف نطلعها من الفهرس .
الطالب : والله يا شيخنا المكتبة الله يعينكم عليها ، يعني الآن أنا بحثت عن كتاب ما وجدت شيء حقيقة . أسأل الله أن يعينكم ...
الشيخ : اللهم آمين .
طالب آخر : في استفسار بارك الله فيك .
الشيخ : نعم .
الطالب : من الرواة عن شريك .
الشيخ : من الرواة ؟
الطالب : عن شريك في حديث وائل .
الشيخ : يزيد بن هارون .
الطالب : ذكره ابن حبان في الثقات .
الشيخ : إي .
الطالب : قال : هو ممن روى عن شريك قبل ، هل يعتد بهذا ؟
الشيخ : نعم . أظن هناك أئمة آخرون ذكروا أيضًا خلاف هذا أنهم وجدوا في كتبه تخاليط ، تذكر شيء من هذا ؟
الطالب : هذا هو الغالب في تراجمه ... شريك بن عبد الله ، وهذا التفصيل ذكره ...
الشيخ : حينئذٍ المثبت مقدم على النافي . لوين وصلت يا أبي ؟
الطالب : ...
الشيخ : وصل الشريط نزل لمكان .
الطالب : في مثل هذه أصغر ؟
الشيخ : أصغر ؟
الطالب : السلام عليكم . .
طالب آخر : وعليكم السلام .
الشيخ : ما أظن في أصغر .
من حيث النظر والاستنباط أيضًا ، وهذه فرصة أيضًا أريد أن أتأكد من صحة فهمي لهذا اللفظ الذي جاء ذكره في كثير من الأحاديث ، هل يمكن أن نفسر أو أن نقول في رجل يسجد بكل أناة على ركبتيه ثم كفيه ثم رأسه بأنه هوى ساجدًا ؟ كلمة هوى هل يعني هذا التأني وهذا التأنق في السجود ؟ أم هوى يعني القوة في السجود ؟ هذه مسألة استنباطية .
الطالب : ما ذكرتها شيخنا هذه في الموضوع ؟
الشيخ : ذكرتها في مواضع من محاضراتي أم كتابة والله ما أذكر .
الطالب : ما في .
الشيخ : الظاهر ما في .ثم يبقى من الناحية الواقعية ، ما هو الأليق بالصلاة أن يسجد على الركب ، وهذا الساجد حينما يسجد على ركبتيه له رجة خاصة في البلاد الباردة كالبلاد السورية التي كثير من مساجدها قد فُرشت بالخشب لمنع البرد ، فالخشب له دوي ، خاصة أن الخشب عادة لا يكون لاطيًا بالأرض وإنما يكون فيه فراغات ، في أعمدة تمد ثم تفرش ، قواطع ، فهذا تجد ضجة ورجة عجيبة جدًّا من المصلين الذين يخالفون السنة ، هذا لا يتناسب مع الصلاة والهدوء فيها . هذا من حيث الهوي إلى السجود .ثم يأتي القيام ، وهذا بالنسبة للأحاديث الصحيحة أشكل ، لأن حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر أن الرسول - عليه السلام - كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه يتكلم فيه بعضهم من حيث أن فيه عبد العزيز بن محمد الداروردي ، لكن ماذا نفعل في حديث مالك بن الحويرث : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نهض قام معتمدًا على يديه " ، لقد سلك المخالفون لهذا النهوض مسلك المعطلة في الصفات ، أي : عطلوا دلالة هذا الحديث بتكلف عجيب جدا ، فقالوا : إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعل ذلك لشيخوخته لكِبَر . . فيا سبحان الله ! أنا أقول متعجِّبًا من كبار العلماء حينما يأتون إلى حديث يرويه صحابي كهذا الذي من حديثه : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) ، هذا الذي روى لنا هذا الأمر النبوي هو الذي يروي لنا أنه رأى الرسول - عليه السلام - ( إذا نهض قام معتمدًا على يديه ) ، فكيف يجوز لنا أن نتأول أن هذا النهوض كان لضعف ؟! هل هذا هو الأصل يا تُرى في تعليل أفعال الرسول في الصلاة ، أم هذا خلاف الأصل ؟!
الشيخ : أنا أعتبر أن من آثار الأحاديث الضعيفة صرف دلالة الأحاديث الصحيحة ، وحديث وائل من هذه الأحاديث التي تفرد به شريك بن عبد الله النخعي القاضي ، فمن أجل ذلك ، نعم ؟
الطالب : ... شيخنا بعمل هيك تذكرت حجة هون ذاكرها شيخنا أنت .
الشيخ : كويس .
الطالب : حجة المجافاة .
الشيخ : إي نعم . الله أكبر .
الطالب : هذه لا يمكن أن تتحق .
الشيخ : أبدًا .
الطالب : بالبروك على الركبتين .
الشيخ : بالهوينة هذه .
الطالب : مجافاة اليدين عند السجود .
الشيخ : إي والله . ما أدري الأخ عبد الله انتبه لهذا ؟
الطالب : انتبهت للحجة ؟ حديث أبي حميد الساعدي .
طالب آخر : أنا يا شيخ لست ممن يذهب إلى أن البروك على الركبتين .
الشيخ : أنا لا أقصد هذا ، أقصد أن أستفيد مما عندك في هذا المجال .
الطالب : قبل قليل يا شيخ ذكرت الله يحفظك أن الإنسان قد ينزل بالهوينة على يديه .
الشيخ : قد ؟
الطالب : قد ينزل بالهويني ومن غير مثلًا أن ... على يديه ، فحينئذٍ لم يحصل هوي إلى الأرض .
الشيخ : ما فهمتُ .
الطالب : تقول مثلًا قد لا يشابه البعير في هيئة بروكه ، وينزل بقامته على يديه .
الشيخ : إي هو ليخلص من مشابهة البعير لا بد أن يتلقى الأرض بكفيه .
الطالب : بكفيه .
الشيخ : طيب ، لكن العكس : هل يمكن أن يخالف بروك البعير ؟ العكس ؟
الطالب : حينئذٍ أقول هذا ينبي على هذه الأحاديث الواردة : هل هي صحيحة أو ليست صحيحة ؟ لا شك أن حديث وائل ضعيف ، شريك بن عبد الله كما .
الشيخ : طيب ، أيش بقي ؟
الطالب : بقي حديث أبي هريرة فيه نظر من حيث علة أخرى فيه .
الشيخ : وهي ؟
الطالب : وهو محمد بن عبد الله بن الحسن .
الشيخ : وهي ؟
الطالب : وهي أنه رجل سياسي . .
الشيخ : رجل سياسي ؟
الطالب : ليس له في الدنيا إلا أحاديث قليلة ، وانفرد عن أبي الزناد ، وأبو الزناد له تلاميذ كثر .
الشيخ : له أيش ؟
الطالب : له تلاميذ كثر .
الشيخ : نعم .
الطالب : فأين هم من هذه السنة التي رواها . .
الشيخ : وهذه علة في مصطلح الحديث ؟
الطالب : والله يا شيخ ، أنا في ظني .
الشيخ : معلش ، أنا أسألك عن رأيك في الموضوع .
الطالب : تعلم يا شيخ أن التعليل هو أمر نسبي .
الشيخ : نسبي نعم ، لكن هل هذا يعني أن الحديث يصبح ضعيفا لا يحتج به إذا كان هو ثقة وكان قليل الحديث وسياسيًا ؟ هل يصبح حديثه ضعيفا ؟
الطالب : من حيث ماذا ؟ من حيث أن غيره لم يروه .
الشيخ : طيب ، هل الحديث الشاذ هو : أن يروي الثقة ما لم يرو غيره ؟
الطالب : لا ، الحديث الشاذ بالمخالفة لا شك ، الحديث الشاذ .
الشيخ : طيب ، إذن هذه ليست علة .
الطالب : هم يعللون بمثل هذا يا شيخ .
الشيخ : كيف يعني ؟
الطالب : يعني يعللون بأن ينفرد رجل مثلا ، وهذا الرجل ليس من المعروفين والمشهورين بالتتلمذ على هذا الرجل ، ثم يتساءلون أين طلاب هذا الرجل من هذا الحديث .يعني مثلًا أعطيك مثال يا شيخ .
الشيخ : نعم .
الطالب : يعني الآن مثلًا الطلاب الذين عندك ... لو أن رجلًا أخ عبد الرحمن الآن حدث بحديث لك وهذا الحديث مما يعني يحتاج إلى إثبات يعني مما ينبغي أن يحمله هؤلاء عنك ... ونحن منهم إن شاء الله ألا يتوقف الإنسان قليلًا ويقول : وأين فلان وفلان وفلان ... ؟
الشيخ : ألا تشعر معي بأن فتح هذا الباب خطير جدًا ؟
الطالب : خطير جدًّا إذا لم .
الشيخ : لأنه هذا لا يمكن أن يوقَف عند حد . الطلاب من حيث .
الطالب : من باب التقريب هذا شيخ طبعًا .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : من باب التقريب يعني يهذا .
الشيخ : الطلاب من حيث اتصالهم بالشيخ وكثرة روايتهم عنه يختلفون بدرجات لا يمكن حصرها بالعشرات .
الطالب : هذا صحيح .
الشيخ : طيب ، فما هي النسبة التي نضعها لكي نطمئن للأخذ بحديث الراوي الأقل من الأحاديث عن الشَّيخ وبالنسبة للراوي الذي روى عنه الأكثر ؟ هذا لا يمكن أن يوضع له نسبة أبدًا ، وما كان كذلك فما ينبغي أن نتعمق هذا التعمق ونرد الاحتجاج بحديث التلميذ الأقل رواية لأن هذه الرواية لم يروها الأكثر رواية عن الشَّيخ . نعم ، يمكن الاعتداد بهذا التفاوت النسبي بين هذا الذي روى الحديث وهو قليل الحديث عن الشَّيخ حينما يكون هناك ما يدفعنا إلى مقابلة حديث بحديث ، مثاله : مقابلة حديث حسن بحديث صحيح ، لم يمكن التوفيق بينهما ، حينئذٍ نضع خدشا في الحديث الحسن ، ونقول : هذا يعارضه الحديث الصحيح ، لكن نحن لسنا في هذا المجال .نحن الآن أولًا في صدد إثبات هيئة من هيئات الصلاة ، وليس عندنا إلا حديث من عُرف بأنه سيء الحفظ لانشغاله بالقضاء وهو شريك بن عبد الله القاضي ، وعندنا النفس أيش ؟ الزكية أو أيش ؟
الطالب : الزكية نعم ؟
الشيخ : نعم ، ما عيبه ؟ لم يوصف بسوء حفظ ، وإنما وُصف بأنه قليل الرواية عن أبي الزناد ، طيب ، متى كان قلة الرواية مُسقطا للحديث ؟ الجواب : لا ، لكن يمكن الاعتداد به أو التشبث بمثل هذه القلة فيما إذا عارض رواية ثقة هو أوثق منه ، والأمر هنا ليس كذلك ، ولهذا فما ينبغي التشبث بهذه القلة .كذا التشبث أيضًا ، بحثك هذا يذكرني بأن بعضهم تمسك بإعلال البخاري أظن ، بإعلال البخاري بأنه لم يثبت له لقاء لأبي الزناد ، أليس كذلك ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : أنتم أحفظ مني . نعم ؟
الطالب : محمد بن عبد الله بن الحسن لا يتابع على حديثه .
الشيخ : اه ، هذه علة تفرد بها البخاري ، ونحن لا نجري على .
الطالب : التعليل بمذهب البخاري في ...
الشيخ : ايوا ، هذا هو . لكن الناس حينما تضيق عليهم الطرق لرد حديث ما يظنون أنه يخالف ما هو ثابت عندهم يتشبثون بمثل هذه التعليلات .إي ، فعلى كل حال كنا نحن عند حديث مالك بن الحويرث .
الطالب : نعم .
الشيخ : فحديث مالك بن الحويرث يؤكد حديث النهي عن التشبه بالبعير ، ذلك لأن البعير حينما ينهض أيضًا ينهض معتمدًا على ركبتيه ، بينما حديث مالك ينهض معتمدًا على يديه ، فإذن عكسا .
الطالب : طردا وعكسا .
الشيخ : طردا وعكسا ينبغي مخالفة البعير . فإذا نظرنا إلى حديث مالك واعتبرناه أنه حديث لا يمكن محاولة إعلاله كما كنا آنفًا في صدد حديث النفس الزكية مثلًا ، فنقول : بأيِّ حجة نحن نخالف حديث مالك بن الحويرث ؟ الحجة أنه فعل ذلك لعجز ، الله أكبر ! هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، لا برهان .ثم هنا شيء خطير جدا ، هذا الصحابي الذي قلنا آنفًا روى لنا : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلي ) تُرى ماذا كان يفعل ؟ هل كان يفعل كما روى لنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أم كان يخالف كما يخالف الجمهور هذا الحديث ؟ الجواب : كان يفعل ما روى .طيب ، ألا يقال هنا الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ ألا يقال أن الراوي أدرى بمرويه من غيره ؟ كل هذا يقال ، فبم دُفع الحديث ؟ بمجرد الدعوى ، فعله لشيخوخته .
الطالب : هذا شيخنا قول ضعيف .
الشيخ : ضعيف .
الطالب : ومثله القول في الاستراحة .
الشيخ : هو كذلك وأظن هو من جملة رواة .
الطالب : نعم هو .
الشيخ : أي نعم ، كما أن جلسة الاستراحة أيضًا رواها أبو حميد في عشرة من أصحاب الرسول .
الطالب : البخاري في الصحيح حديث المسيء صلاته ؟
الشيخ : نعم .
الطالب : لكن البخاري أعلها برجل لكن توبع في مسند إسحاق بن راهويه .
الشيخ : ايوا ، في حديث المسيء صلاته ؟ الذي في ذهني أن هذه الجلسة تُكلم فيها ، من تقول تابعه ؟
الطالب : توبع في مسند إسحاق بن راهويه .
الشيخ : إي .
الطالب : نعم .
طالب آخر : حديث أبي هريرة ؟
طالب آخر : حديث أبي هريرة نعم .
الشيخ : حديث أبي هريرة في المسيء صلاته في البخاري .
الطالب : إي نعم ، في بعض طرقه ذكر الاستراحة ، لكن البخاري أعلها .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : فوجدنا لها متابعًا في مسند .
الشيخ : طيب ، من كان المخالف ؟
الطالب : نسيت يا شيخ . .
طالب آخر : مسند إسحاق شيخنا مسند أبي هريرة منه ليس عندك المطبوع ، طبع ، مسند إسحاق .
الشيخ : مُسند إسحاق أظن طبع منه مجلدين .
الطالب : لا ، هو طبع اثنان آخران شيخنا . .
طالب آخر : الظاهر ابن أسامة .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ابن أسامة .
طالب آخر : محمد بن أسامة ؟
طالب آخر : محمد بن أسامة نعم .
الشيخ : المتابع هو .
الطالب : هو الذي قال : البخاري انفرد بها .
الشيخ : هاه .
الطالب : في شيء آخر ...
الشيخ : طيب ، حينئذٍ تصبح جلسة الاستراحة واجبة ؟
الطالب : الاستراحة ؟
الشيخ : إي .
الطالب : الله أعلم .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : نعم ؟
الشيخ : كيف ؟
الطالب : أنا أسألك بارك الله فيك . .
طالب آخر : الله أكبر ! الله يقويك يا شيخنا .
الشيخ : الله يحفظك .
الطالب : في شيخ ودي أسألك .
الشيخ : مسند إسحاق .
الطالب : بس ما أظن شيخنا عندكم مسند أبي هريرة ، طُبع جزء مسند أبي هريرة ، وجزء يعني دراسة عن المسند .
الشيخ : آ .
الطالب : فأنا اللي بذكر كما تفضلت شيخنا .
الشيخ : عفوًا ، مسند أبي هريرة في أي جزء ؟
الطالب : الأول . .
طالب آخر : هو طبع الثاني والثالث .
الشيخ : أنا الذي أذكره اللي عندي مسند عائشة .
الطالب : هو هذا الثاني والثالث . بعدين طبع الأول والمقدمة مجلد .
الشيخ : اه . طيب ، ما عارف نطلعها من الفهرس .
الطالب : والله يا شيخنا المكتبة الله يعينكم عليها ، يعني الآن أنا بحثت عن كتاب ما وجدت شيء حقيقة . أسأل الله أن يعينكم ...
الشيخ : اللهم آمين .
طالب آخر : في استفسار بارك الله فيك .
الشيخ : نعم .
الطالب : من الرواة عن شريك .
الشيخ : من الرواة ؟
الطالب : عن شريك في حديث وائل .
الشيخ : يزيد بن هارون .
الطالب : ذكره ابن حبان في الثقات .
الشيخ : إي .
الطالب : قال : هو ممن روى عن شريك قبل ، هل يعتد بهذا ؟
الشيخ : نعم . أظن هناك أئمة آخرون ذكروا أيضًا خلاف هذا أنهم وجدوا في كتبه تخاليط ، تذكر شيء من هذا ؟
الطالب : هذا هو الغالب في تراجمه ... شريك بن عبد الله ، وهذا التفصيل ذكره ...
الشيخ : حينئذٍ المثبت مقدم على النافي . لوين وصلت يا أبي ؟
الطالب : ...
الشيخ : وصل الشريط نزل لمكان .
الطالب : في مثل هذه أصغر ؟
الشيخ : أصغر ؟
الطالب : السلام عليكم . .
طالب آخر : وعليكم السلام .
الشيخ : ما أظن في أصغر .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 47
- توقيت الفهرسة : 00:00:00