بيان الحكمة من قوله تعالى : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين في الآية ))
A-
A=
A+
الشيخ : لا بد لي من الوقوف قليلًا عند هذه الآية لبيان النكتة أو الحكمة أو الفائدة من ذكر قوله - تعالى - في هذه الآية : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) لو أن الآية لم يكن فيها هذه الجملة وكانت على النحو التالي ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا لو كانت الآية هكذا بهذا الاختصار ترى هل نخسر شيئًا من العلم الذي نستفيده من الجملة التي ذكرت في الآية وقدرت آنفًا أنا حذفها لنتبين أهميتها وقيمتها العلمية نعم لو لك تكن هذه الجملة (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) لخسرنا أصلا من أصول الأحكام الشرعية لأنكم تعلمون جميعًا إن شاء الله أن مصادر الشريعة الإسلامية كما يقول أهل السنة والجماعة القرآن والسنة والإجماع والقياس فلو لم تكن هذه الجملة في هذه الآية وهي (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، فنكون قد خسرنا الحجة على وجوب التمسك بإجماع المسلمين إذًا في هذه الفائدة ذكر الله - عز وجل - عطفا على الرسول حين قال : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) . إذًا هنا حكم آخر غير حكم أيش مخالفة الرسول وجمع الله - عز وجل - الوعيد على كل من المخالفين الذي يخالف الرسول ويشاققه ويعاكسه والذي يخالف سبيل المؤمنين أو المسلمين قد يقول قائل أنا لا أخالف الرسول فهو يأتي مثلًا وهذه مصيبة قائمة في العصر الحاضر بصورة رهيبة جدًّا وفي الأمس القريب كما أشار الأستاذ أبو مالك آنفًا تطرقنا لمثل هذا الموضوع يأتي إنسان إلى نص من حديث الرسول - عليه السلام - فيأخذ منه حكما خلاف ما عليه المسلمين فهو في زعمه ما شاقق الرسول هو استند على كلام الرسول - عليه السلام - لكنه خالف سبيل المؤمنين ولعله يحسن من باب التذكير وربما يكون من باب التحذير المثال الذي درا النقاش حوله وما كان يدور في خلدي أو يستقر في قلبي أن مسلما ينتمي حقيقة إلى منهج الكتاب والسنة يقول القولة التالية وهي أن الصلاة في المسجد النبوي اليوم غير مشروعة الصلاة في المسجد النبوي اليوم غير مشروعة وشد الرحل إلى المسجد النبوي غير مشروع لم لأنه أدخل فيه القبر النبوي أي إنه يطبق الأحاديث التي يشتد النكير فيها على الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد فإذن قبر الرسول - عليه السلام - يشمله عفوا مسجد الرسول - عليه السلام - يشمله هذه الأحاديث فكاد ... على هذا الفهم المبتدع بأن هذا يخالف سبيل المؤمنين سبيل المسلمين جميعًا حتى أشد الناس وبحق ردا على المنحرفين عن السنة والذين الكثير منهم يشدون الرحل إلى القبر النبوي ولا يخطر في بالهم شد الرحل إلى المسجد النبوي أعني مثل شيخ الإسلام ابن تيمية فقلنا إنه يدندن دائمًا وأبدا تحذير الناس من أن يشد الرحل لجهة القبر فيأمرهم من أن يشدوا الرحل إلى زيارة المسجد ثم هناك إذا وصل فيسلم على الرسول ويزور قبر الرسول إلى آخره فأنت جئت بهذا الفهم خالفت سبيل المؤمنين إذن هذه الآية مهمة جدًّا حينما ننتبه أن هذه الجملة معطوفة على قوله - تعالى - : (( يُشَاقِقِ الرَّسُولَ )) أيضًا يتبع سبيل المؤمنين قد يكون متَّبعًا هو لحديث من أحاديث الرسول - عليه السلام - لكنه يخالف سبيل المؤمنين في تطبيق هذا الحديث وفي فهمه بل نحن نقول لو أن مدعيا ادعى بأن له الحق بمثل هؤلاء الحكام مثلًا الذين ينظرون الإسلام بمنظار المصلحة الزمنية ليس بمنظار اتباع الشريعة الإسلامية سواء كان لهم أو عليهم لو أراد حاكم ما أن يشتد في معاقبة السارقين مثلًا فيأمر بقطع اليد من هنا واحتجَّ على ذلك بالآية الكريمة : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا )) ، وعلى ذلك فقِسْ أشياء كثيرة وكثيرة جدًّا ، هذا يكون استند على القرآن ، لكنه يكون في الوقت نفسه خالف سبيل المؤمنين .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 40
- توقيت الفهرسة : 00:00:00