وضح لنا فتواكم بهجرة أهل فلسطين من فلسطين لأن الصورة غير واضحة لكثير من الناس
A-
A=
A+
السائل : ... الفترة الأخيرة عن الفتوى القائمة الآن بخصوص هجرة أهل فلسطين من فلسطين والكثير من الناس الصورة غير واضحة لديهم وماذا تعني فياحبذا لو أنك أوضحت هذه الصورة وبصورة تفصيلية وجزاك الله عنا كل خير .
الشيخ : هذا في الحقيقة سؤال جيد لكن أنا أشترط شرطًا .
السائل : تفضل .
الشيخ : هل لا يمكن أن نبتلى بفقير آخر .
السائل : ... أكل وعزايم ... .
الشيخ : زي بعضه .
السائل : زي بعضه يا شيخ قلها .
الشيخ : طيب .
السائل : وأجرك على الله ... .
الشيخ : أوَّلًا : لا يستطيع مسلم عالم وفقيه حقًّا أن ينكر شرعية الهجرة ؛ لأن هناك أوَّلًا حديثًا صحيحًا عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( الهجرة والجهاد ماضيان إلى يوم القيامة ) ، فهما قرينان لا ينفصلان . ثانيًا : من العقائد المتوارثة خلفًا عن سلف الهجرة ، لكن الهجرة هذه التي ثبتت ليس فقط في الحديث المقرون فيه الهجرة مع الجهاد بل الهجرة ثبتت في كتاب الله - تبارك وتعالى - في الآية التي جاءت في المستضعفين التي فيها أن الله - عز وجل - يخاطبهم حينما يقولون هم إما بلسان القال أو بلسان الحال : (( كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ )) ، فيجيبهم ربنا - تبارك وتعالى - بقوله : (( قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) ؛ فإذًا الهجرة لا يمكن لمسلم يعلم ما يخرج من فمه أما الذي لا يدري ما يخرج من فمه فليس لنا معه كلام فهذه الهجرة تنقسم إلى أقسام أول ذلك أن الهجرة المذكورة في الآية والحديث هي هجرة مادية أرضية تتطلب خروج إنسان فرارًا من الظلم فرارًا من الفتنة في دينه فرارًا من الموت ظلمًا وبغيًا وعدوانًا هذه الهجرة تتعلق بترك البلد الذي هو يعيش فيه ومثل هذه الهجرة كثير من الناس يظنون أن الهجرة لا تشرع ولا أقول ابتداءً لا تجب يظنون أن الهجرة لا تُشرع إلا في حالة تعرض المسلم للخروج من دينه فقط لا الأمر أوسع من ذلك لو أن مسلمًا يعيش في بلد واحد وبلد إسلامي لكنه يعيش في منطقة موبوءة بالفساد والأخلاق والانحراف عن الشرع كلًّا أو بعضًا أو جزءًا ولنضرب - مثلًا - هو يعيش في بعض البلاد عندنا في سوريا في حارة النصارى يقال حارة النصارى ويقال حارة اليهود بينما في منطقة أخرى هناك كلها حارات إسلامية فالإسلام يأمر هذا الذي ابتلي زمنًا قصيرا أو طويلا بأن يعيش في حارة اليهود أو النصارى بأن يهاجر من هذه الأرض إلى الأرض الأخرى لماذا ذلك لأن الجو الفاسد دينًا أو خلقًا هو تمام كالجو الفاسد بوباء سواء كان هذا الوباء طارئًا أو ملازمًا ، فكما يجب على المسلم أن يتحفَّظ من أن يتأثَّر بذلك الجو الفاسد طبيا إما أن ينخلع منه جذريًّا ، وإما أن يتعاطى أسباب وقاية هذا كما أنتم أعرف بذلك منا يختلف من وضع إلى آخر كذلك الشأن تمامًا فيما يتعلق بالجو الموبوء معنويا وأنا ضربت آنفًا مثلًا بحارة اليهود والنصارى والبلد بلد مسلم والحاكم حاكم مسلم ولا أقول كحكامنا اليوم وإنما كالحكام السابقين الذين كانوا يحكمون بما أنزل الله لكن كان من فضائل الإسلام أنه ضمن حرية المتدينين بدين غير دين الإسلام ولكن كما قال رب الأنام : (( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) ، فمقابل هذا لهم الأمان على أرواحهم وعلى أديانهم وعلى أموالهم وأعراضهم ولذلك اتخذوا محلة خاصة بهم لكن بعض ضعفاء المسلمين والذين قد يبتغون من وراء مساكنة الكفار والمشركين أجرا عاجلا قد يؤثرون مساكنة أمثال هؤلاء فهل يؤمر المسلم بأن يهجر هذه المحلة أو هذه الحارة إلى حارة أخرى ليس فيها الوباء الشركي أو الكفري أو الخلقي الجواب نعم من أين نأخذ هذا ليس من الضروري أن نأخذه من لفظ الهجرة وإنما نأخذه من ألفاظ أخرى تعطي معنى الهجرة المذكور في الآية والحديث والعقيدة السلفية - أيضًا - لا بد أنكم جميعًا سمعتم يومًا ما قول النبي - عليه الصلاة والسلام - : ( مَثَل الجليس الصالح كمَثَل بائع المسك ؛ إما أن يُحذِيَك ) ؛ أي : يعطيك مجَّانًا ، ( وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيِّبة ، ومَثَل الجليس السوء كمَثَل الحداد ) ؛ صاحب الكير ، ( إما أن يحرقَ ثيابك ، وإما أن تشُمَّ منه رائحة كريهة ) ؛ إذًا رسول الله يقول لك : لا تجالس مَن يضرُّك بنوع من الضَّرر حتى ولو بالرائحة الكريهة ، لكن جالس مَن تستفيد منه ( كمَثَل بائع المسك ؛ إما أن يُحذِيَك ) مجَّانًا ، ( وإما أن تشتري منه ) بالدراهم والدنانير ، ( وإما أن تشمَّ منه رائحة طيِّبة ) ، على هذا قال - عليه الصلاة والسلام - ( لا تصاحب مؤمنًا ) عفوًا ( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ، هذا الحديث وذاك وما في معناه يوسِّع دائرة الهجرة في عقل المسلم المتفقه بالكتاب والسنة أما عقل المتحجر فهو يظن أنه نسخت الهجرة لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونيَّة ، وإذا استُنفِرْتُم فانفروا ) ، العلماء يذكرون أن الهجرة المنفية في هذا الحديث هي غير الهجرة الماضية مع الجهاد إلى يوم القيامة هذه هجرة المسلمين الأولين من مكة إلى المدينة لما ربنا - عز وجل - فتح على نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - مكة وعاد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - مأجورا منتصرا إلى المدينة قال : ( لا هجرة بعد الفتح ) إلى آخر الحديث ، لكن الهجرة ماضية بأوسع معانيها ، وقد قربت لكم ألطف المعاني في الحديث الأخير : ( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ، الآن أنا أوَّلًا لا أنصح الفلسطينيين فقط بل أنصح كل مسلم يعيش في جو لا يتمكَّن فيه من القيام بشعائر دينه أولا ثم بالمحافظة على أخلاقه الإسلامية ثانيًا وليس فقط هو وإنما هو كما قال - عليه السلام - : ( كلُّكم راعٍ ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته ) ، فهو مسؤول عن أولاده الذين ينشؤون في جوٍّ موبوء خلقيًّا ؛ فهو يجب أن يفرَّ كما قال : (( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ )) .
الشيخ : هذا في الحقيقة سؤال جيد لكن أنا أشترط شرطًا .
السائل : تفضل .
الشيخ : هل لا يمكن أن نبتلى بفقير آخر .
السائل : ... أكل وعزايم ... .
الشيخ : زي بعضه .
السائل : زي بعضه يا شيخ قلها .
الشيخ : طيب .
السائل : وأجرك على الله ... .
الشيخ : أوَّلًا : لا يستطيع مسلم عالم وفقيه حقًّا أن ينكر شرعية الهجرة ؛ لأن هناك أوَّلًا حديثًا صحيحًا عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( الهجرة والجهاد ماضيان إلى يوم القيامة ) ، فهما قرينان لا ينفصلان . ثانيًا : من العقائد المتوارثة خلفًا عن سلف الهجرة ، لكن الهجرة هذه التي ثبتت ليس فقط في الحديث المقرون فيه الهجرة مع الجهاد بل الهجرة ثبتت في كتاب الله - تبارك وتعالى - في الآية التي جاءت في المستضعفين التي فيها أن الله - عز وجل - يخاطبهم حينما يقولون هم إما بلسان القال أو بلسان الحال : (( كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ )) ، فيجيبهم ربنا - تبارك وتعالى - بقوله : (( قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) ؛ فإذًا الهجرة لا يمكن لمسلم يعلم ما يخرج من فمه أما الذي لا يدري ما يخرج من فمه فليس لنا معه كلام فهذه الهجرة تنقسم إلى أقسام أول ذلك أن الهجرة المذكورة في الآية والحديث هي هجرة مادية أرضية تتطلب خروج إنسان فرارًا من الظلم فرارًا من الفتنة في دينه فرارًا من الموت ظلمًا وبغيًا وعدوانًا هذه الهجرة تتعلق بترك البلد الذي هو يعيش فيه ومثل هذه الهجرة كثير من الناس يظنون أن الهجرة لا تشرع ولا أقول ابتداءً لا تجب يظنون أن الهجرة لا تُشرع إلا في حالة تعرض المسلم للخروج من دينه فقط لا الأمر أوسع من ذلك لو أن مسلمًا يعيش في بلد واحد وبلد إسلامي لكنه يعيش في منطقة موبوءة بالفساد والأخلاق والانحراف عن الشرع كلًّا أو بعضًا أو جزءًا ولنضرب - مثلًا - هو يعيش في بعض البلاد عندنا في سوريا في حارة النصارى يقال حارة النصارى ويقال حارة اليهود بينما في منطقة أخرى هناك كلها حارات إسلامية فالإسلام يأمر هذا الذي ابتلي زمنًا قصيرا أو طويلا بأن يعيش في حارة اليهود أو النصارى بأن يهاجر من هذه الأرض إلى الأرض الأخرى لماذا ذلك لأن الجو الفاسد دينًا أو خلقًا هو تمام كالجو الفاسد بوباء سواء كان هذا الوباء طارئًا أو ملازمًا ، فكما يجب على المسلم أن يتحفَّظ من أن يتأثَّر بذلك الجو الفاسد طبيا إما أن ينخلع منه جذريًّا ، وإما أن يتعاطى أسباب وقاية هذا كما أنتم أعرف بذلك منا يختلف من وضع إلى آخر كذلك الشأن تمامًا فيما يتعلق بالجو الموبوء معنويا وأنا ضربت آنفًا مثلًا بحارة اليهود والنصارى والبلد بلد مسلم والحاكم حاكم مسلم ولا أقول كحكامنا اليوم وإنما كالحكام السابقين الذين كانوا يحكمون بما أنزل الله لكن كان من فضائل الإسلام أنه ضمن حرية المتدينين بدين غير دين الإسلام ولكن كما قال رب الأنام : (( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) ، فمقابل هذا لهم الأمان على أرواحهم وعلى أديانهم وعلى أموالهم وأعراضهم ولذلك اتخذوا محلة خاصة بهم لكن بعض ضعفاء المسلمين والذين قد يبتغون من وراء مساكنة الكفار والمشركين أجرا عاجلا قد يؤثرون مساكنة أمثال هؤلاء فهل يؤمر المسلم بأن يهجر هذه المحلة أو هذه الحارة إلى حارة أخرى ليس فيها الوباء الشركي أو الكفري أو الخلقي الجواب نعم من أين نأخذ هذا ليس من الضروري أن نأخذه من لفظ الهجرة وإنما نأخذه من ألفاظ أخرى تعطي معنى الهجرة المذكور في الآية والحديث والعقيدة السلفية - أيضًا - لا بد أنكم جميعًا سمعتم يومًا ما قول النبي - عليه الصلاة والسلام - : ( مَثَل الجليس الصالح كمَثَل بائع المسك ؛ إما أن يُحذِيَك ) ؛ أي : يعطيك مجَّانًا ، ( وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيِّبة ، ومَثَل الجليس السوء كمَثَل الحداد ) ؛ صاحب الكير ، ( إما أن يحرقَ ثيابك ، وإما أن تشُمَّ منه رائحة كريهة ) ؛ إذًا رسول الله يقول لك : لا تجالس مَن يضرُّك بنوع من الضَّرر حتى ولو بالرائحة الكريهة ، لكن جالس مَن تستفيد منه ( كمَثَل بائع المسك ؛ إما أن يُحذِيَك ) مجَّانًا ، ( وإما أن تشتري منه ) بالدراهم والدنانير ، ( وإما أن تشمَّ منه رائحة طيِّبة ) ، على هذا قال - عليه الصلاة والسلام - ( لا تصاحب مؤمنًا ) عفوًا ( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ، هذا الحديث وذاك وما في معناه يوسِّع دائرة الهجرة في عقل المسلم المتفقه بالكتاب والسنة أما عقل المتحجر فهو يظن أنه نسخت الهجرة لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونيَّة ، وإذا استُنفِرْتُم فانفروا ) ، العلماء يذكرون أن الهجرة المنفية في هذا الحديث هي غير الهجرة الماضية مع الجهاد إلى يوم القيامة هذه هجرة المسلمين الأولين من مكة إلى المدينة لما ربنا - عز وجل - فتح على نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - مكة وعاد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - مأجورا منتصرا إلى المدينة قال : ( لا هجرة بعد الفتح ) إلى آخر الحديث ، لكن الهجرة ماضية بأوسع معانيها ، وقد قربت لكم ألطف المعاني في الحديث الأخير : ( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ، الآن أنا أوَّلًا لا أنصح الفلسطينيين فقط بل أنصح كل مسلم يعيش في جو لا يتمكَّن فيه من القيام بشعائر دينه أولا ثم بالمحافظة على أخلاقه الإسلامية ثانيًا وليس فقط هو وإنما هو كما قال - عليه السلام - : ( كلُّكم راعٍ ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته ) ، فهو مسؤول عن أولاده الذين ينشؤون في جوٍّ موبوء خلقيًّا ؛ فهو يجب أن يفرَّ كما قال : (( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ )) .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 38
- توقيت الفهرسة : 00:00:00