نصيحة الشيخ وإرشاده المصلين بعدم مسابقة الإمام بالتأمين .
A-
A=
A+
الشيخ : وآخر أيام التشريق ، وسيكون آخر لقاء - إن شاء الله - بيننا وبينكم في هذا الموسم المبارك ، سائلًا المولى - تبارك وتعالى - أن ييسِّر لنا اللقاء معكم ومع أمثالكم من الحجَّاج المؤمنين المحبِّين لاتباع الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح - رضي الله عنهم أجمعين - . وقبل أن أتلقَّى منكم بعض الأسئلة حسب ما يساعدنا الوقت في هذا الصباح ؛ أريد أن أذكِّركم للمرَّة الأخيرة ، وأحذِّركم من مخالفتكم لأمر نبيِّكم في صلواتكم ، حيث أنكم تسابقون الإمام في أمرٍ جليٍّ واضح جدًّا ؛ ألا وهو : قولكم " آمين " قبل شروع الإمام في قوله " آمين " ، لقد ذكَّرناكم أكثر من مرَّة ، لكن نعرف بالتجربة أن الإصلاح صعب جدًّا ، وأن الناس بحاجة دائمًا إلى أن يُتابَعُوا بالتذكير والتعليم ، وبخاصة إذا كان الأمر الذي يُذكَّرون به ويُعلَّمون قد انطبعت النفوس وتغلَّبت العادات على مخالفة السنة ، ففي هذه الحالة يكون من الصعوبة بمكان أن يتراجع الإنسان عن عادته القديمة ، ولو تبيَّن له أنَّها عادة مُخالفة للسنة المحمدية ، نحن نعود لنذكِّركم لا لِنُعاتبكم على عدم تجاوبكم مع أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا أمَّن الإمام ؛ فأمِّنوا ) ، أعود لأذكِّركم لا لأعاتبكم لما ذكرت من صعوبة الرجوع عمَّا اعتاده الناس من العادات المخالفة للسنة ، ولكن هذا لا يعتبر أمرًا مسوِّغًا للبقاء على خلاف الأمر النَّبويِّ !
وأنا أضرب لكم مثلًا بنفسي حتى تعالجوا أنفسكم - أيضًا - كما عالجت أنا نفسي ، فإنني لما بدأت في طلب العلم بدأت كما يبدأ كلُّ الطلاب في كل البلاد الإسلامية في العصر الحاضر بالقراءة على أحد المشايخ ، و ... بدأت دراستي في الفقه الحنفي ، وقد ذكر في مثل هذا الفقه في باب سنن الصلاة عدُّوا فيها أوَّل ما عدُّوا التلفُّظ بالنية ، التلفُّظ بالنية إذا قمت إلى الصلاة أن تقول : نويت أن أصلي لله - تعالى - فرض الصبح ركعتين مقتديًا إمامًا مؤتمًّا الخ ، وبطبيعة الحال تلقَّيت هذه السنة المُدَّعاة ، واستمررت عليها ما شاء الله من مدَّة ، إلى أن هداني الله - عز وجل - إلى أن هذا التلفُّظ بالنية بدعة ، وأن السنة أن يفتتح المسلم صلاته بـ " الله أكبر " ، كما جاء في حديث عائشة - رضي الله تعالى عنها - : ( كان يفتتح الصلاة بقوله : الله أكبر ) ، فلما عرفنا من هذا الحديث وتذكير بعض علماء أهل السنة من المؤلِّفين السابقين ، وبخاصة منهم ابن القيم الجوزيَّة في كتابه القيم " زاد المعاد في هدي خير العباد " ، ومن قبله شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية ، حيث ذكر في كتابه " الفتاوى القديمة " أن التلفُّظ بالنية بدعة ، بعد أن عرفت هذه الحقيقة أخذت أجاهد نفسي جهادًا كبيرًا ، ومضى عليَّ بضعة شهور حتى استقمتُ على السنة ، واستطعتُ أن أستفتحَ الصلاة بقولي : " الله أكبر " ، بعد هذه المدة الطويلة استطعت أن أقلع عن تلك العادة السيئة ، نويت أن أصلي لله - تعالى - الخ ، فأنتم - بارك الله فيكم - عليكم أن تُجاهدوا أنفسكم ، وأن تحملوها على السنة الصريحة الصحيحة ، وتُخطروا في بالكم هذا الأمر الكريم أولًا ، ثم الأجر العظيم الذي يترتَّب من وراء تنفيذ هذا الأمر الكريم ؛ ( إذا أمَّن الإمام ؛ فأمِّنوا ، فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ) .
هذه ذكرى - إن شاء الله - نجد آثارها فيمن نجتمع بكم - إن شاء الله - في العام القادم ، إذا كتب الله لنا اللقاء معكم ، والآن أرجو أن أستمع إلى أسئلتكم راجيًا أن تكون مسطورةً ، ويقرؤها الشيخ علي خشان ، حتى تكون الأسئلة منتظمةً ، والأجوبة مفيدة - إن شاء الله تعالى - .
وأنا أضرب لكم مثلًا بنفسي حتى تعالجوا أنفسكم - أيضًا - كما عالجت أنا نفسي ، فإنني لما بدأت في طلب العلم بدأت كما يبدأ كلُّ الطلاب في كل البلاد الإسلامية في العصر الحاضر بالقراءة على أحد المشايخ ، و ... بدأت دراستي في الفقه الحنفي ، وقد ذكر في مثل هذا الفقه في باب سنن الصلاة عدُّوا فيها أوَّل ما عدُّوا التلفُّظ بالنية ، التلفُّظ بالنية إذا قمت إلى الصلاة أن تقول : نويت أن أصلي لله - تعالى - فرض الصبح ركعتين مقتديًا إمامًا مؤتمًّا الخ ، وبطبيعة الحال تلقَّيت هذه السنة المُدَّعاة ، واستمررت عليها ما شاء الله من مدَّة ، إلى أن هداني الله - عز وجل - إلى أن هذا التلفُّظ بالنية بدعة ، وأن السنة أن يفتتح المسلم صلاته بـ " الله أكبر " ، كما جاء في حديث عائشة - رضي الله تعالى عنها - : ( كان يفتتح الصلاة بقوله : الله أكبر ) ، فلما عرفنا من هذا الحديث وتذكير بعض علماء أهل السنة من المؤلِّفين السابقين ، وبخاصة منهم ابن القيم الجوزيَّة في كتابه القيم " زاد المعاد في هدي خير العباد " ، ومن قبله شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية ، حيث ذكر في كتابه " الفتاوى القديمة " أن التلفُّظ بالنية بدعة ، بعد أن عرفت هذه الحقيقة أخذت أجاهد نفسي جهادًا كبيرًا ، ومضى عليَّ بضعة شهور حتى استقمتُ على السنة ، واستطعتُ أن أستفتحَ الصلاة بقولي : " الله أكبر " ، بعد هذه المدة الطويلة استطعت أن أقلع عن تلك العادة السيئة ، نويت أن أصلي لله - تعالى - الخ ، فأنتم - بارك الله فيكم - عليكم أن تُجاهدوا أنفسكم ، وأن تحملوها على السنة الصريحة الصحيحة ، وتُخطروا في بالكم هذا الأمر الكريم أولًا ، ثم الأجر العظيم الذي يترتَّب من وراء تنفيذ هذا الأمر الكريم ؛ ( إذا أمَّن الإمام ؛ فأمِّنوا ، فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ) .
هذه ذكرى - إن شاء الله - نجد آثارها فيمن نجتمع بكم - إن شاء الله - في العام القادم ، إذا كتب الله لنا اللقاء معكم ، والآن أرجو أن أستمع إلى أسئلتكم راجيًا أن تكون مسطورةً ، ويقرؤها الشيخ علي خشان ، حتى تكون الأسئلة منتظمةً ، والأجوبة مفيدة - إن شاء الله تعالى - .
- رحلة الخير - شريط : 19
- توقيت الفهرسة : 01:15:37
- نسخة مدققة إملائيًّا