كلام الشيخ على حديث : ( استحيوا من الله حق الحياء ) سندا ومتنا .
A-
A=
A+
الشيخ : ... (( وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
كان درسنا السابق في الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمل والمبادرة بالعمل وفضل طول العمر لمن حسن عمله والنهي عن تمني الموت قرأنا الحديث الأول والثالث وما بعد الثالث فما بين ضعيف وضعيف جدًّا وموضوع حتى الحديث التاسع وهذا حديث حسن لغيره وهو قوله - رحمه الله - وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( استحيوا من الله حَقَّ الحياء ) . قال : قلنا : يا نبيَّ الله ، إنَّا لَنستحي والحمد لله . قال : ليس ذلك . ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن يحفظ الرأس وما وعى ويحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبِلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ) رواه الترمذي وقال : " حديث غريب " وهذا الحديث كما قلت لكم في مطلع الكلام هو حديث حسن لغيره أي باعتبار أن له بعض الشواهد وإلا فهذه الطريق التي منها أخرجه الترمذي هو حديث غريب كما قال هو نفسه وهو إنما يعني بلفظة غريب حينما يفردها عن أن يقرنها بلفظة حسن أو صحيح فإذا قال : غريب فإنما يعني ضعيف وليس كذلك إذا قال : " حسن غريب " ومن باب أولى إذا قال : " صحيح غريب " فذلك له معنى آخر في اصطلاح أهل الحديث إذا قال " صحيح غريب " أو " حسن غريب " فيعني أنه فرد من هذه الطريق لا يعرف على الأقل عنده إلا من هذه الطريق ولكن هذه الطريق في نفسها إذا قال " صحيح غريب " فيعني أن إسنادها صحيح وإذا قال حسن غريب فيعني أن إسناد هذه الطريق حسن أما إذا قال : " حديث غريب " فيعني أنه ضعيف هذا اصطلاح جمهور علماء الحديث وله تتمة من كلامه حيث قال : " إنما نعرفه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد " قال الحافظ يعني المؤلف المنذري : " أبان والصباح مختلف فيهما " أي في توثيقهما والواقع أن كلا منهما ضعيف ولكن ليس شديد الضعف فهو يصلح أن يعضد حديثه بمثله وهذا الحديث بالذات هو من هذا القبيل لذلك قلنا إنه حديث حسن لغيرهوهو في الواقع من الأحاديث التي فيها موعظة بالغة للمسلم وفيها اصطلاح شرعي جديد حيث أنه أعطى للحياء معنى شرعيا ولذلك استغرب أصحابه - عليه الصلاة والسلام - حينما قال لهم : ( استحيوا من الله حقَّ الحياء ) ، فكان جوابهم : ( إنَّا لَنستحي والحمد لله ) ، فبيَّن لهم الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - أنه إنما يعني حياءً خاصًّا حياءً شرعيًّا قال : جوابا لقولهم : ( إنَّا لَنستحي والحمد لله ) ، ( ليس ذلك ) ؛ يعني لما قال - عليه السلام - : ( استحيوا من الله حقَّ الحياء ) ، لا يعني الحياء المعروف عند الناس عامة ، وإنما يعني حياء خاصًّا ، وهو اصطلاح شرعي ؛ وذلك قوله - عليه السلام - : ( ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن يحفظ الرأس ) أن يحفظ المستحي من الله حق الحياء الرأس وما وعى ، وهذا الحديث كما ترون من جوامع الكلم أن يحفظ الرأس وما وعى ماذا في الرأس ؟ فيه جوارح فيه جوارح ظاهرة كالبصر والفم والأنف والسمع وفيه شيء لا يظهر للناس لكنه معروف وهو الدماغ الذي يفكر فيه الإنسان فحينما قال - عليه الصلاة والسلام - في تعريفه للحياء الحق وفي الجملة الأولى في هذا التعريف أن يحفظ الرأس وما وعى فهو كأنه يقول : احفظ بصرك من أن تنظر ما لا يجوز لك واحفظ سمعك من أن تسمع به ما لا يجوز لك واحفظ فمك من أن تتلفظ أو أن تقبل ما لا يجوز لك واحفظ عقلك وتفكيرك من أن تفكر فيما لا يجوز لك أيضًا هذا شيء من شرح لهذه الكلمة .
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
كان درسنا السابق في الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمل والمبادرة بالعمل وفضل طول العمر لمن حسن عمله والنهي عن تمني الموت قرأنا الحديث الأول والثالث وما بعد الثالث فما بين ضعيف وضعيف جدًّا وموضوع حتى الحديث التاسع وهذا حديث حسن لغيره وهو قوله - رحمه الله - وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( استحيوا من الله حَقَّ الحياء ) . قال : قلنا : يا نبيَّ الله ، إنَّا لَنستحي والحمد لله . قال : ليس ذلك . ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن يحفظ الرأس وما وعى ويحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبِلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ) رواه الترمذي وقال : " حديث غريب " وهذا الحديث كما قلت لكم في مطلع الكلام هو حديث حسن لغيره أي باعتبار أن له بعض الشواهد وإلا فهذه الطريق التي منها أخرجه الترمذي هو حديث غريب كما قال هو نفسه وهو إنما يعني بلفظة غريب حينما يفردها عن أن يقرنها بلفظة حسن أو صحيح فإذا قال : غريب فإنما يعني ضعيف وليس كذلك إذا قال : " حسن غريب " ومن باب أولى إذا قال : " صحيح غريب " فذلك له معنى آخر في اصطلاح أهل الحديث إذا قال " صحيح غريب " أو " حسن غريب " فيعني أنه فرد من هذه الطريق لا يعرف على الأقل عنده إلا من هذه الطريق ولكن هذه الطريق في نفسها إذا قال " صحيح غريب " فيعني أن إسنادها صحيح وإذا قال حسن غريب فيعني أن إسناد هذه الطريق حسن أما إذا قال : " حديث غريب " فيعني أنه ضعيف هذا اصطلاح جمهور علماء الحديث وله تتمة من كلامه حيث قال : " إنما نعرفه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد " قال الحافظ يعني المؤلف المنذري : " أبان والصباح مختلف فيهما " أي في توثيقهما والواقع أن كلا منهما ضعيف ولكن ليس شديد الضعف فهو يصلح أن يعضد حديثه بمثله وهذا الحديث بالذات هو من هذا القبيل لذلك قلنا إنه حديث حسن لغيرهوهو في الواقع من الأحاديث التي فيها موعظة بالغة للمسلم وفيها اصطلاح شرعي جديد حيث أنه أعطى للحياء معنى شرعيا ولذلك استغرب أصحابه - عليه الصلاة والسلام - حينما قال لهم : ( استحيوا من الله حقَّ الحياء ) ، فكان جوابهم : ( إنَّا لَنستحي والحمد لله ) ، فبيَّن لهم الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - أنه إنما يعني حياءً خاصًّا حياءً شرعيًّا قال : جوابا لقولهم : ( إنَّا لَنستحي والحمد لله ) ، ( ليس ذلك ) ؛ يعني لما قال - عليه السلام - : ( استحيوا من الله حقَّ الحياء ) ، لا يعني الحياء المعروف عند الناس عامة ، وإنما يعني حياء خاصًّا ، وهو اصطلاح شرعي ؛ وذلك قوله - عليه السلام - : ( ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن يحفظ الرأس ) أن يحفظ المستحي من الله حق الحياء الرأس وما وعى ، وهذا الحديث كما ترون من جوامع الكلم أن يحفظ الرأس وما وعى ماذا في الرأس ؟ فيه جوارح فيه جوارح ظاهرة كالبصر والفم والأنف والسمع وفيه شيء لا يظهر للناس لكنه معروف وهو الدماغ الذي يفكر فيه الإنسان فحينما قال - عليه الصلاة والسلام - في تعريفه للحياء الحق وفي الجملة الأولى في هذا التعريف أن يحفظ الرأس وما وعى فهو كأنه يقول : احفظ بصرك من أن تنظر ما لا يجوز لك واحفظ سمعك من أن تسمع به ما لا يجوز لك واحفظ فمك من أن تتلفظ أو أن تقبل ما لا يجوز لك واحفظ عقلك وتفكيرك من أن تفكر فيما لا يجوز لك أيضًا هذا شيء من شرح لهذه الكلمة .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 12
- توقيت الفهرسة : 00:00:00