الكلام حول حديث الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله قالت في السماء .
A-
A=
A+
الشيخ : كان بإمكاني أن أسوق ... الأخير من الحديث لكن الحقيقة كما رأيتم معي أن الحديث كله علم من أوله إلى آخره وكله فقه وهذا هو القصود بقوله - عليه السلام - المعروف : ( مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهْه في الدين ) ، فالفقه في الدين هو الفقه في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال - عليه السلام - لمعاوية : ( ائتِ بها ) . فلما جاءت قال لها - عليه الصلاة والسلام - : ( أين الله ؟ ) ... في نص الكلام السابق إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي سن لنا أن نسأل أين الله ؟ ولسنا نحن الذين ابتدعنا هذا السؤال فنحن متبعين أو متبعون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما إذا سألنا مسؤولًا أين الله ؟ " فأجابت الجارية بقولها : في السماء . ( أين الله ؟ ) رسول الله هو السَّائل ( أين الله ؟ ) . قالت : في السماء . قال لها : ( مَن أنا ؟ ) . قالت : أنت رسول الله . قال لسيِّدها : ( اعتقها ؛ فإنها مؤمنة ) ، ( اعتقها فإنها مؤمنة ) . انتهى حديث معاوية بن الحكم السلمي الذي رواه الأئمة أئمة الحديث الإمام مسلم في " صحيحه " الإمام مالك في " موطئه " الإمام أحمد في " مسنده " ، الإمام تلميذه أبو داود في " سننه " عد ما شئت من كتب السنة كلهم رووا هذه القصة ، وهذا حديث صحيح واحتج به الإمام الشافعي - رضي الله عنه - وغيرهم وتلقَّت الأمة كلها هذا الحديث بالقبول ، واستُنبطت منه بعض الأحكام التي ألمحنا إليها في أثناء التعليق على هذا الحديث الصحيح فماذا كان موقف بعض علماء الكلام الذين لم يقتدوا بقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( تركت فيكم أمرين ، لن تضلُّوا ما إن تمسَّكتم بهما ؛ كتاب الله وسنَّتي ) ليس كتاب الله فقط لا يكفي ، لماذا ؟ لأن الله قال في القرآن : (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) إذًا القرآن بيشهد لهذا الحديث : ( تركت فيكم أمرين ، لن تضلُّوا ما إن تمسَّكتم بهما ؛ كتاب الله وسنَّتي ، فلن يتفرَّقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض ) .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 10
- توقيت الفهرسة : 00:00:00