لقاء رئيس جماعة أنصار السُّنَّة المحمدية " محمد هاشم الهدية السوداني " بالشيخ الألباني في الحجِّ أيام التشريق ، وبيان رئيس الجماعة توجه القيادة التي تحكم البلاد والأوضاع السياسية والاجتماعية ، وغيرها .
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
الحمد لله الذي وفَّق لهذا اللقاء الطَّيِّب مع فضيلة الشيخ محدث الديار الشامية الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - حفظه الله تعالى ونفع به - ، وكان هذا اللقاء في منى في أول أيام التشريق ، من موسم ألف وأربعمائة وعشرة هجرية ، وذلك مع فضيلة الشيخ : محمد هاشم الهدية " الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية ، الذي حضر لمقابلة الشيخ للسَّلام عليه والتحية ، ولتجري هذه المقابلة وهذه المباحثة العلمية ، التي نرجو من الله - سبحانه وتعالى - أن ينفع بها ، وأن يوفِّق للاستفادة منها استفادةً عامةً ، وخاصة بجميع المسلمين ، وبارك الله في الشيخين وحفظهما . وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ، وقد سُجِّلت هذه المقابلة في ضمن " سلسلة الهدى والنور العلمية " ، أسأل الله أن ينفع بها ويوفِّق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السائل : هذا الشيخ محمد هاشم الهدية رئيس أنصار السنة في السودان .
الشيخ هاشم : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ، أهلًا مرحبًا .
الشيخ : كيف حالكم ؟
الشيخ هاشم : بخير ولله الحمد .
الشيخ : طيِّبين ؟
الشيخ هاشم : طيبين والحمد لله .
الشيخ : والإخوان كلهم بخير ؟
الشيخ هاشم : كلهم بخير ولله الحمد .
الشيخ : وكيف الدعوة - إن شاء الله - ... ؟
الشيخ هاشم : لا الدعوة ماشية طيبة ، الحمد لله ، ماشية سريعة كمان .
الشيخ : ما شاء الله !
الشيخ هاشم : إي نعم .
الشيخ : زادكم الله توفيقًا وانتشارًا للدعوة .
الشيخ هاشم : اللهم آمين ، اللهم آمين . نعم .
الشيخ : وكيف الوضع الجديد السياسي هذا ؟
الشيخ هاشم : الوضع الجديد السياسي ما نقدر نحكم له ولا عليه .
الشيخ : هكذا ؟
الشيخ هاشم : نعم .
الشيخ : نسأل الله أن تكون الخاتمة إلى خير .
الشيخ هاشم : إن شاء الله . أما الدعوة الحمد لله .
السائل : سمعنا من بعض الإخوان الذين نظنُّ فيهم خير أنهم سلفيين من السودان قالوا : أنُّو اللِّي استلموا الحكومة جديدًا كانوا هم من السلفيين يومًا ما كانوا طلبة لهذا يعني .
الشيخ : لهذا الاتجاه .
السائل : لهذا الاتجاه ؛ فهل هذا صحيح أم لا ؟
الشيخ هاشم : أنا شخصيًّا أكبر الناس سنًّا في السلفيين ، هؤلاء الذين استولوا على الحكم .
السائل : في السودان ؟
الشيخ هاشم : في السودان نعم ، لا أعرف واحدًا فيهم ، لا أعرف واحدًا منهم ، ولذلك - أنا أعتقد - كونهم يقولوا أنهم من السلفيين ده كلام يعني يحتاج إلى المراجعة ، يحتاج إلى المراجعة ، ونحن يوم أن قاموا تفاءلنا بهم خيرًا ؛ لأنهم قالوا نحن لا ننتمي لهيئة ولا لحزب ، إنما نحن مسلمون فقط ، قلنا خلاص ده كلام جميل ، حتى مجموعة من أولادنا راحوا بايعوهم ، وقدَّموا لهم نصيحة ، وهم كمان رحَّبوا ترحيب حار ، وقالوا : بابنا مفتوح لكل من يريد أن ينصحنا ، خلاص تفاءلنا خيرًا ، ظنِّينا خير ، وبعدين كمان طلبوا منا عون ، وإخوانا في الكويت زادهم الله دينًا وعلمًا ومالًا ما قصَّروا معنا ، كل الذي طلبناه منهم أعطونا إياه ، وأكثر كمان ، وقدمناه للدولة وشكرت واعترفت ، ومع ذلك ما وجدنا تجاوب منهم معنا ، لم يتجابوا معنا أبدًا أبدًا أبدًا ، ولا نقدر نقول إنَّهم سلفيين مائة في المائة ، لكن نظن خير ، همَّ يقولون إحنا عايزين نعمل للإسلام ، خلاص ، الإسلام ... من أي جهة ثانية إذا أعلن كغطاء عام التفاصيل ممكن أن نساهم في إصلاحها ، لكن إذا الغطاء العام أُعلن شريعة إسلامية نظيفة ده المهم ، والذي نعمل له بكلِّ ما أوتينا من قوة ، أما التفاصيل دي بعدين فيها أخذ ورد ، بس لأنك ما تقدر تقول أنا عايز أربِّي الشعب تربية إسلامية ، والدستور بتاعك غير إسلامي .
الشيخ : صحيح .
الشيخ هاشم : ما ممكن هذا ، أنت اعمل دستورًا إسلامي ، وبعدين اشتغل بالتدريس ، حبَّة حبَّة تلقى الأمور انتظمت .
الشيخ : طيب الدستور - يا أستاذ - غُيِّر ؟
الشيخ هاشم : والله لغاية دي الوقت ماشيين بالدستور القديم .
الشيخ : القديم .
الشيخ هاشم : القديم اللي أعلنه النميري ، يعني حتى الآن الخمرة ممنوعة ، الزنا ممنوع ، الربا ممنوع ، الغش ممنوع ، الرشوة مُحاربة ، دي كلها حاجات إسلامية جميلة يعني ، ولكن ما قادرين يعني حتى الآن الناس خصومهم يقولون لا بد من إلغاء دستور سبتمبر ، اللي أعلنه النميري ، طبعًا ده بضغط من اليسار بالعالم مش في داخلنا ، داخلنا اليسار دايسينو بالجزمة بلا مؤاخذة يعني ، أيوا لكن الضغط اللي جاي من برَّا هو اللي عايزنا نغيِّر كلمة شريعة دي ، لكن الحكومة حتى الآن واقفة كويس ، واقفة كويس ، خالص يعني ما حدّ .
الشيخ : نرجو أن الله يزيدها قوَّة .
الشيخ هاشم : إن شاء الله ، إن شاء الله .
الشيخ : طيب ، والخارج هناك في جنوب السودان إيش اسمو هذا ؟
الشيخ هاشم : جندرن ، جندرن وأتباعه ، هو لا يزال في كرّ وفرّ .
الشيخ : كرّ وفرّ .
الشيخ هاشم : ولكن نحن يعني بنعاتب الدول الإسلامية بصفة خاصة ، ما ساعدتنا ، حتى الآن ما نجد مساعدة إلا بسيطة جدًّا إيوه ده يجد عون من إسرائيل ، من أمريكا ، من روسيا ، كوبا تمده بالمقاتلين !
الشيخ : الله أكبر .
الشيخ هاشم : كوبا أصلًا ما عندهم أمهات ولا أسر ، ولا أي ملاقيط ساكنة الشارع ، إذا مات ما حدّ يهتم عليهم ، فبيأجروهم للناس ، يؤجروه يقاتل بالثمن ... ، فكوبا بتمده بالرجال ، وباقي الدول بتمد بالسلاح وبالمال ، لكن نحن ... لاقين حاجات بسيطة جدًّا ، لكن لا نغمط العراق حقها ، العراق أصل الدولة عاونتنا بالسلاح .
الشيخ : كويس .
الشيخ هاشم : أيوا ، العراق صدام حسين أكثر إنسان أدانا سلاح .
سائل : ليبيا ؟
الشيخ هاشم : ليبيا أدَّتنا شوية بترول ، وأدَّتنا طائرتين كويسات ، كانت جميلات جدًّا ، أما نحن محتاجين للراجمات ، محتاجين للراجمات محتاجين للسَّلاح القوي ، ومع ذلك عندنا القدرة قادرين يعني ننحرهم في كل المواقع ، بس الجبهات بقت كثيرة .
الشيخ : والشيوعيون الآن يعني مطموس عليهم ؟
الشيخ هاشم : نعم .
الشيخ : ليس لهم صوت .
الشيخ هاشم : أبدًا ، لا هم ، ولا البعثيين ، ولا اليسار بأكمله ، اليسار عندنا بيخشوا ... أصناف كثيرة ، اليسار قوميين عرب ، بعثيين ، اشتراكيين ، أشياء كثيرة يعني ، همَّ أصبحوا أمام الإسلام كالمسيحية على اختلاف مذاهبها ، تكتَّلت كلها تحت الكنيسة العالمية ضد الإسلام ، كذلك عندنا اليسار تجمَّع ، ولكن هذا التجمُّع استطعنا أن نقمعَه ، أصبح لا قيمة له إطلاقًا .
الشيخ : الحمد لله .
الشيخ هاشم : الحمد لله رب العالمين ، إحنا سعداء كوننا وجدناك يا فضيلة الشيخ .
الشيخ : أسعدك الله ، بارك الله فيك .
الشيخ هاشم : بقا لنا مدة طويلة منك ، ونسمع أخبارك دايمًا ، وقلنا الشيخ يمكن ... ما نقدر ... .
الشيخ : الله يجزيكم الخير ويبارك فيكم .
الشيخ هاشم : اللهم آمين ... .
السائل : أول مرَّة تقابل الشيخ ؟
الشيخ هاشم : لا تلاقينا كثير يا شيخ ، أيوا الشيخ إحنا بنعرفو من ما كان في جامعة المدينة ، وأنا حضرت له محاضرة حتى الآن بستشهد بها . في كلية الشريعة في الصف الثالث كان في موسم حج زي ده ، ذهبنا إلى المدينة قبل الحج ، فآخر يوم كان في الجامعة وتقفل في الإجازة ، فاستأذنت الشيخ عبد العزيز ابن باز وسمح ليه أحضر محاضرة الشيخ ، كان موضوعها الحج ، وكان طلبته كلهم مالكية أقحاح ، فالشيخ قال لهم أفضل حاجة التمتع ؛ لأن الرسول لا يتمنى إلا الأفضل ، مش كده ؟ قالوا له : لأ ، الرسول يقول : ( عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين ... عضُّوا عليها ) ، قال هذا حديث صحيح ، وكان عمر بيضرب الناس عشان يفسخوا العمرة في الحج ، الشيخ قال لهم : كويس ، عمر عدلٌ ، عدلٌ ، ولا ندري لماذا عَدَل عن سنة رسول الله إلى سنَّته ، ولكن أنتم أمام خيارين ، هذا رسول الله يأمر الناس أن يفسخوا الحج في العمرة ، وعمر يأمر الناس أن يفسخوا العمرة في الحج ، فأيهما أولى بالأتباع ؟ خلاص أُسقط في أيديهم ! قالوا الرسول ، وانتهت المشكلة .
ثانيًا : نحن في مُنى ، عندنا جماعة أحناف كانوا في سنة معانا في الحج ، ونحن متعجِّلين ، فالشيخ يوسف الضبع - الله يرحمه ويحسن إليه - دكتور ، قال : نحن - والله - الأحناف عندنا الليلة ممكن نرمي في الصباح جمرة العقبة ، ممكن نرمي للصباح ونمشي ننفر خلاص ، فأراد الله نحن مع الشيخ تغدِّينا عند البنا في مخيمه ، وبعدين سألنا الشيخ ، أنا سألته ، قلت له : يا مولانا ، الأحناف قالوا ممكن في آخر يوم الرمي في الصباح ؛ دليلهم شنو ؟ قال لي : اسألهم هم ، ما فيه دليل ، لكن في جمرة العقبة اللي تنتهي في الظهر في " مُسلم " الرسول يعني واحد سأله قال : رميت بعد أن أمسيت ؟ قال له : ( افعل ، ولا حرج ) ، خلاص ... ( افعل ولا حرج ) ، لكن قبل الزوال ما فيه ، بعد الزوال يشتغل لغاية الثانية عشر بالليل ما فيش مانع ، فدي حاجات بتحصل في الدين ما بتنتهي ، أيوا .
الشيخ : ما شاء الله ! تذكِّرنا بشيء نسيناه .
الشيخ محمد هاشم : لا والله أنا ما بيتنسي ، ... حاجة أُعجبنا بها ودخلت راسنا ، واستفدنا منها ولله الحمد .
الشيخ : بارك الله فيك .
الشيخ هاشم : وأصبحنا نطبِّقها تطبيقًا عمليًّا .
الشيخ : الحمد لله .
الشيخ هاشم : وننسبها إلى الشيخ !
الشيخ : الله يبارك فيك .
السائل : شيخ ناصر ، زرتم السودان ؟
الشيخ : كيف ؟ ما رحت ، ما رحت ، سرُّ الجماعة - على التعبير الصوفي ! - ضعيف ، ما استطاعوا أن يجرُّونا إليهم .
الشيخ هاشم : لا أبدًا يا شيخ ، نحن في إمكان ، لكن ناس قالوا إيش الشيخ ما بيجي السودان ، السودان ما بينفع معاه أبدًا ، الجو حار ... .
الشيخ : لا والله ، هو السِّنُّ يا شيخ .
الشيخ هاشم : معليش أيوا ، السِّنُّ نحن عندنا له اعتبار بالنص ، لا والله ، أنا وإياك لعلنا نكون في سِنٍّ واحدة .
الشيخ : ما شاء الله .
الشيخ هاشم : والله ، أنا عمري ثمانين سنة .
الشيخ : لكنك ما شاء الله شاب أنت .
الشيخ هاشم : شاب شاب ، لكن اجعلني ساكت .
الشيخ : كم بلغت من السن ؟
الشيخ هاشم : ثمانين سنة يا مولانا .
الشيخ : ما شاء الله .
الشيخ هاشم : أيوا نعم ، أيوا ثمانين سنة ولله الحمد .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : نريد مصارعة أنت والشيخ بارك الله فيك .
الشيخ هاشم : آ ؟ لا لا لا ، الشيخ ... يا شيخ ، ... قال لا أنا رجل من أوروبا ، اللغة العربية مش بتاعتي ، ده معنى كلامي وريني كلامك أنت عربي ؟ سكت ، عبد الرحمن سكت ، أيوا .
السائل : الدعوة ... ؟
الشيخ هاشم : ولكن الدعوة نحن بنقدمها وبنرحب بها وغاية التِّرحاب ، ولكن أنتو عايزين راحتو ولا عايزين تعبو ؟
الشيخ : ما شاء الله ، ما شاء الله .
الشيخ هاشم : هل إذا جايين السودان برتاح ؟
السائل : ... .
الشيخ هاشم : ... يابوي نحن مش للشتا ولا الصيف ، مش للشتا ولا الصيف ، الجو العام في البلد ، أنت برضو كان عندكو بعد نظر ، لكن الشباب فاير عايزين الشيخ يبقى بأي ثمن .
السائل : ... الشيوخ عن الشباب .
الشيخ هاشم : والله الجو السياسي في البلد ، أولًا الطوائف ، الطائفة الصوفية يعني دائمًا تستأثر بها الحكومات ، لأن هي الحكومات تعتبرها هي القواعد الشعبية بتاعتها ، ولذلك لا تُكسِّر لها أمر أبدًا ، إحنا مرَّة جبنا جميل غازي - الله يرحمه - ، فجَانا أمر أنُّو ما يلقي محاضرة في النادي ، ترضون الكلام ده ؟
السائل : ولكن الوضع تغير .
الشيخ هاشم : معليش .
السائل : يعني بين قوسين ماذا عن توجُّه الدعوة ؟ يعني يمكن أن نقول الحكومة السودانية بالنسبة للإسلام حكومة عظيمة ، بالنسبة للإسلام .
الشيخ هاشم : جميل والله .
السائل : أما بالنسبة للتفصيلات السلفية تحتاج إلى وقفة ، زين ؟
الشيخ هاشم : زين .
السائل : لأنُّو أخشى من الإخوة يشعرون أن اتجاه مثل هذه الحكومة ليس بالاتجاه الإسلامي ، هذا المقصد ، لكن موقفهم قد يكون من بعض القضايا الإدارية السلفية هم يعلِّلون هذا بتعليلات معينة ، يعني هم يعلِّلون هذا بتعليلات معينة ، أما مثل الجماعة بلغني - وهذا نريد أن نتأكَّدو - قالوا أن المساجد كلها في الجيش تُفتح لأنصار السنة كمحاضرات ، كإلقاء خطب ، ما أدري عن صحة هذا ؟
الشيخ : الظاهر هم أدرى بالشيء هذا ، فاهتبلها فرصة ، سَلْه كما سأل الدكتور .
الشيخ هاشم : نحن نرد على هذا يا عدنان ، الواقع الجيش دخَّلنا فيه ابننا صلاح طيفور من الدعاة ، وهو يصلي إمام في مسجد من مساجد أم درمان العادية ، في عساكر من فرقة المهندسين بيصلوا معاه ، فطلبوا منُّو مرة يصلي بيهم في الفرقة ، في مسجد الفرقة ، فصلى بهم وكان القائد العام من ضمن المصلين عبد الماجد حمد خليل - الله يذكره بالخير - ، ولما جاءت الجمعة الآتية لم يجد الإمام بتاع الجمعة السابقة ؛ فسأل وين الإمام فقال والله نحن استلفناه سلفة بس .
الشيخ : إيه ؟
الشيخ هاشم : استلفناه سلفة ، فطلب دعاه دعوة ، وجَّه له دعوة عشان يجي يصلي يوم الجمعة ... ، وبعدين قاله : يا أستاذ صلاح أنا أحب أتعاقد معاك ، تكون إمام للجيش ، وأدِّيك وظيفة مقدَّم ، يعني تاج ودبورة ، وظيفة مقدم ، قاله والله أنا يشرفني ، لكن أنا مانِي حر ، أنا منتمي لهيئة ، أرجع لهَاي الهيئة وآخذ رأيها ، بعدين أجيكم ، فجانا قلنا له ده فتح جديد ، هذا فتح جديد ، لا بد أن تقبل ، فمشى فقال خلاص أنا قبلته ، ولكن لا أريد الوظيفة ، أنا بحمد الله في كفاية .
الشيخ : تطوع يعني ؟
الشيخ هاشم : أيوا تطوع ، خلاص ، فهو الولد لَبِق ، وفي الوقت نفسو ما هو متشنج ، ما هو من الشباب المتشنج ، شباب مرن .
الشيخ : جميل .
الشيخ هاشم : بيدرس الأحوال اللي حوالينه ، وبيعيش السُّنَّة في هذه الأحوال بواقعها .
الشيخ : جميل .
الشيخ هاشم : ولذلك يعني قدر يستأثر بكثير ممن في الجيش ضباط ، وفي واحدن ما راضين عليهو .
الشيخ : لا بد .
الشيخ هاشم : وفي عساكر ما راضين عليهو ، لا سيَّما جاتو حكاية التمائم كلهم معلقين تمائم في أيديهم ، وبلاوي كثيرة .
الشيخ : الله أكبر ، إي نعم .
الشيخ هاشم : فهو كمان عن طريقه بيدلّ ؛ يعني أخد أئمة لمساجد متعددة في الجيش ، ولكن كونه فتح المجال لكل الناس السُّنَّة يجوا ؟ لا غير صحيح ، يعني هذه المساجد يروح لها الناس اللِّي يختاروهم هم ، يعني صلاح يقول - مثلًا - عايز عبد العزيز عشان يجي يعمل درس ، يستأذن القائد بتاع المنطقة ليسمح لعبد العزيز يعمل درس ، أما كونه يجي كده ساكت بدون استئذان ؟ هذا في الجيش غير صحيح .
الشيخ : لا ، هو - بارك الله فيك - الاستئذان يعني ما فيه مانع منه ؛ لأنُّو هذا مختار التنظيم .
الشيخ هاشم : جدًّا .
الشيخ : لكن لو استأذن السلفيون هل يمنعون باعتبارهم سلفيون أو أنصار السنة أم لا ؟ لعله يدندن حول هذا ؟
الشيخ هاشم : لا لا يمنعون ، إذا كانوا أذنوا لصلاح أن يأتي بواحد منهم أو اثنين ، لا أنصار السنة يواظبون ، ولا يجدون معارضة ، لكن يجوا ويجدوا نقاش إذا كان ما كان أنصار السنة اللي جاي يناقش لَبِق يقع في محظور ، الحاجة تحتاج لمرونة ، تحتاج لمرونة ولسعة أفق .
السائل : في الحقيقة لما كنَّا هناك ما كانوا يسمحوا لأيِّ حزب من الأحزاب حتى الإسلامي أن يلقي المحاضرة ، فلما يأتي إلى الاستخبارات جئت أنا أو غيري سمحوا لهم فورًا ، يعني قالوا كلمة طيبة ؛ قال أنتم شرفاء لأنكم ما تدخَّلتم في السياسة .
الشيخ : إي نعم .
الشيخ هاشم : أول حاجة أنكم ما تدخَّلتم في السياسة ، نحن لا نقبله إطلاقًا ، دي تعتبر خيانة لبلدنا ، بلدنا محكومة حكم غير إسلامي ، إذا بقينا سلبيين ووقفنا ... وكده يكون نحن ما عندنا إيجابية في العمل ، لازم نحن هذه السياسة نخوضها ، نجرُّها إلى السياسة الشرعية ، السياسة غير الشرعية قائمة على الغش وعلى الخداع وعلى النصب والاحتيال ، فنحن ندخل في كل مرفق من مرافق السياسة عشان نصحِّح الوضع الخطأ ، لا نكون سلبيِّين إطلاقًا ، لا بد أن نكون إيجابيين في المجتمع ، فهمت يا أخي ؟ فبينبِّهني الأخ إسماعيل بيقول همَّ طلبوا منَّا ، وفعلًا بنينا لهم مساجد ، الجيش نفسه طلب منَّا بنينا له مساجد ، وأقولها - بطويل اللسان - : اللهم وفق أهل الكويت على الخير ، ويزيد في أموالهم ويبارك فيها ، لأنهم هم الذين يستجيبون لمطالبنا ونبني هذه المساجد على حسابهم ، كذلك مستشفيات بنينا على حسابهم ، مراكز صحية بنينا على حسابهم ، الدولة طلبت منَّنا أن نعمل لها بناية تأهيل بتأهِّل المعوقين ، الناس في الكويت استجابوا ومدُّونا بثلاثة مليون ونص سوداني ، بنينا هذه الأشياء ، فبعد الله الفضل للكويت ، الفضل للكويت ، في بعض الدول ساعدتنا مساعدات لكن ما فعَّالة غير الكويت .
الحمد لله الذي وفَّق لهذا اللقاء الطَّيِّب مع فضيلة الشيخ محدث الديار الشامية الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - حفظه الله تعالى ونفع به - ، وكان هذا اللقاء في منى في أول أيام التشريق ، من موسم ألف وأربعمائة وعشرة هجرية ، وذلك مع فضيلة الشيخ : محمد هاشم الهدية " الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية ، الذي حضر لمقابلة الشيخ للسَّلام عليه والتحية ، ولتجري هذه المقابلة وهذه المباحثة العلمية ، التي نرجو من الله - سبحانه وتعالى - أن ينفع بها ، وأن يوفِّق للاستفادة منها استفادةً عامةً ، وخاصة بجميع المسلمين ، وبارك الله في الشيخين وحفظهما . وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ، وقد سُجِّلت هذه المقابلة في ضمن " سلسلة الهدى والنور العلمية " ، أسأل الله أن ينفع بها ويوفِّق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السائل : هذا الشيخ محمد هاشم الهدية رئيس أنصار السنة في السودان .
الشيخ هاشم : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ، أهلًا مرحبًا .
الشيخ : كيف حالكم ؟
الشيخ هاشم : بخير ولله الحمد .
الشيخ : طيِّبين ؟
الشيخ هاشم : طيبين والحمد لله .
الشيخ : والإخوان كلهم بخير ؟
الشيخ هاشم : كلهم بخير ولله الحمد .
الشيخ : وكيف الدعوة - إن شاء الله - ... ؟
الشيخ هاشم : لا الدعوة ماشية طيبة ، الحمد لله ، ماشية سريعة كمان .
الشيخ : ما شاء الله !
الشيخ هاشم : إي نعم .
الشيخ : زادكم الله توفيقًا وانتشارًا للدعوة .
الشيخ هاشم : اللهم آمين ، اللهم آمين . نعم .
الشيخ : وكيف الوضع الجديد السياسي هذا ؟
الشيخ هاشم : الوضع الجديد السياسي ما نقدر نحكم له ولا عليه .
الشيخ : هكذا ؟
الشيخ هاشم : نعم .
الشيخ : نسأل الله أن تكون الخاتمة إلى خير .
الشيخ هاشم : إن شاء الله . أما الدعوة الحمد لله .
السائل : سمعنا من بعض الإخوان الذين نظنُّ فيهم خير أنهم سلفيين من السودان قالوا : أنُّو اللِّي استلموا الحكومة جديدًا كانوا هم من السلفيين يومًا ما كانوا طلبة لهذا يعني .
الشيخ : لهذا الاتجاه .
السائل : لهذا الاتجاه ؛ فهل هذا صحيح أم لا ؟
الشيخ هاشم : أنا شخصيًّا أكبر الناس سنًّا في السلفيين ، هؤلاء الذين استولوا على الحكم .
السائل : في السودان ؟
الشيخ هاشم : في السودان نعم ، لا أعرف واحدًا فيهم ، لا أعرف واحدًا منهم ، ولذلك - أنا أعتقد - كونهم يقولوا أنهم من السلفيين ده كلام يعني يحتاج إلى المراجعة ، يحتاج إلى المراجعة ، ونحن يوم أن قاموا تفاءلنا بهم خيرًا ؛ لأنهم قالوا نحن لا ننتمي لهيئة ولا لحزب ، إنما نحن مسلمون فقط ، قلنا خلاص ده كلام جميل ، حتى مجموعة من أولادنا راحوا بايعوهم ، وقدَّموا لهم نصيحة ، وهم كمان رحَّبوا ترحيب حار ، وقالوا : بابنا مفتوح لكل من يريد أن ينصحنا ، خلاص تفاءلنا خيرًا ، ظنِّينا خير ، وبعدين كمان طلبوا منا عون ، وإخوانا في الكويت زادهم الله دينًا وعلمًا ومالًا ما قصَّروا معنا ، كل الذي طلبناه منهم أعطونا إياه ، وأكثر كمان ، وقدمناه للدولة وشكرت واعترفت ، ومع ذلك ما وجدنا تجاوب منهم معنا ، لم يتجابوا معنا أبدًا أبدًا أبدًا ، ولا نقدر نقول إنَّهم سلفيين مائة في المائة ، لكن نظن خير ، همَّ يقولون إحنا عايزين نعمل للإسلام ، خلاص ، الإسلام ... من أي جهة ثانية إذا أعلن كغطاء عام التفاصيل ممكن أن نساهم في إصلاحها ، لكن إذا الغطاء العام أُعلن شريعة إسلامية نظيفة ده المهم ، والذي نعمل له بكلِّ ما أوتينا من قوة ، أما التفاصيل دي بعدين فيها أخذ ورد ، بس لأنك ما تقدر تقول أنا عايز أربِّي الشعب تربية إسلامية ، والدستور بتاعك غير إسلامي .
الشيخ : صحيح .
الشيخ هاشم : ما ممكن هذا ، أنت اعمل دستورًا إسلامي ، وبعدين اشتغل بالتدريس ، حبَّة حبَّة تلقى الأمور انتظمت .
الشيخ : طيب الدستور - يا أستاذ - غُيِّر ؟
الشيخ هاشم : والله لغاية دي الوقت ماشيين بالدستور القديم .
الشيخ : القديم .
الشيخ هاشم : القديم اللي أعلنه النميري ، يعني حتى الآن الخمرة ممنوعة ، الزنا ممنوع ، الربا ممنوع ، الغش ممنوع ، الرشوة مُحاربة ، دي كلها حاجات إسلامية جميلة يعني ، ولكن ما قادرين يعني حتى الآن الناس خصومهم يقولون لا بد من إلغاء دستور سبتمبر ، اللي أعلنه النميري ، طبعًا ده بضغط من اليسار بالعالم مش في داخلنا ، داخلنا اليسار دايسينو بالجزمة بلا مؤاخذة يعني ، أيوا لكن الضغط اللي جاي من برَّا هو اللي عايزنا نغيِّر كلمة شريعة دي ، لكن الحكومة حتى الآن واقفة كويس ، واقفة كويس ، خالص يعني ما حدّ .
الشيخ : نرجو أن الله يزيدها قوَّة .
الشيخ هاشم : إن شاء الله ، إن شاء الله .
الشيخ : طيب ، والخارج هناك في جنوب السودان إيش اسمو هذا ؟
الشيخ هاشم : جندرن ، جندرن وأتباعه ، هو لا يزال في كرّ وفرّ .
الشيخ : كرّ وفرّ .
الشيخ هاشم : ولكن نحن يعني بنعاتب الدول الإسلامية بصفة خاصة ، ما ساعدتنا ، حتى الآن ما نجد مساعدة إلا بسيطة جدًّا إيوه ده يجد عون من إسرائيل ، من أمريكا ، من روسيا ، كوبا تمده بالمقاتلين !
الشيخ : الله أكبر .
الشيخ هاشم : كوبا أصلًا ما عندهم أمهات ولا أسر ، ولا أي ملاقيط ساكنة الشارع ، إذا مات ما حدّ يهتم عليهم ، فبيأجروهم للناس ، يؤجروه يقاتل بالثمن ... ، فكوبا بتمده بالرجال ، وباقي الدول بتمد بالسلاح وبالمال ، لكن نحن ... لاقين حاجات بسيطة جدًّا ، لكن لا نغمط العراق حقها ، العراق أصل الدولة عاونتنا بالسلاح .
الشيخ : كويس .
الشيخ هاشم : أيوا ، العراق صدام حسين أكثر إنسان أدانا سلاح .
سائل : ليبيا ؟
الشيخ هاشم : ليبيا أدَّتنا شوية بترول ، وأدَّتنا طائرتين كويسات ، كانت جميلات جدًّا ، أما نحن محتاجين للراجمات ، محتاجين للراجمات محتاجين للسَّلاح القوي ، ومع ذلك عندنا القدرة قادرين يعني ننحرهم في كل المواقع ، بس الجبهات بقت كثيرة .
الشيخ : والشيوعيون الآن يعني مطموس عليهم ؟
الشيخ هاشم : نعم .
الشيخ : ليس لهم صوت .
الشيخ هاشم : أبدًا ، لا هم ، ولا البعثيين ، ولا اليسار بأكمله ، اليسار عندنا بيخشوا ... أصناف كثيرة ، اليسار قوميين عرب ، بعثيين ، اشتراكيين ، أشياء كثيرة يعني ، همَّ أصبحوا أمام الإسلام كالمسيحية على اختلاف مذاهبها ، تكتَّلت كلها تحت الكنيسة العالمية ضد الإسلام ، كذلك عندنا اليسار تجمَّع ، ولكن هذا التجمُّع استطعنا أن نقمعَه ، أصبح لا قيمة له إطلاقًا .
الشيخ : الحمد لله .
الشيخ هاشم : الحمد لله رب العالمين ، إحنا سعداء كوننا وجدناك يا فضيلة الشيخ .
الشيخ : أسعدك الله ، بارك الله فيك .
الشيخ هاشم : بقا لنا مدة طويلة منك ، ونسمع أخبارك دايمًا ، وقلنا الشيخ يمكن ... ما نقدر ... .
الشيخ : الله يجزيكم الخير ويبارك فيكم .
الشيخ هاشم : اللهم آمين ... .
السائل : أول مرَّة تقابل الشيخ ؟
الشيخ هاشم : لا تلاقينا كثير يا شيخ ، أيوا الشيخ إحنا بنعرفو من ما كان في جامعة المدينة ، وأنا حضرت له محاضرة حتى الآن بستشهد بها . في كلية الشريعة في الصف الثالث كان في موسم حج زي ده ، ذهبنا إلى المدينة قبل الحج ، فآخر يوم كان في الجامعة وتقفل في الإجازة ، فاستأذنت الشيخ عبد العزيز ابن باز وسمح ليه أحضر محاضرة الشيخ ، كان موضوعها الحج ، وكان طلبته كلهم مالكية أقحاح ، فالشيخ قال لهم أفضل حاجة التمتع ؛ لأن الرسول لا يتمنى إلا الأفضل ، مش كده ؟ قالوا له : لأ ، الرسول يقول : ( عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين ... عضُّوا عليها ) ، قال هذا حديث صحيح ، وكان عمر بيضرب الناس عشان يفسخوا العمرة في الحج ، الشيخ قال لهم : كويس ، عمر عدلٌ ، عدلٌ ، ولا ندري لماذا عَدَل عن سنة رسول الله إلى سنَّته ، ولكن أنتم أمام خيارين ، هذا رسول الله يأمر الناس أن يفسخوا الحج في العمرة ، وعمر يأمر الناس أن يفسخوا العمرة في الحج ، فأيهما أولى بالأتباع ؟ خلاص أُسقط في أيديهم ! قالوا الرسول ، وانتهت المشكلة .
ثانيًا : نحن في مُنى ، عندنا جماعة أحناف كانوا في سنة معانا في الحج ، ونحن متعجِّلين ، فالشيخ يوسف الضبع - الله يرحمه ويحسن إليه - دكتور ، قال : نحن - والله - الأحناف عندنا الليلة ممكن نرمي في الصباح جمرة العقبة ، ممكن نرمي للصباح ونمشي ننفر خلاص ، فأراد الله نحن مع الشيخ تغدِّينا عند البنا في مخيمه ، وبعدين سألنا الشيخ ، أنا سألته ، قلت له : يا مولانا ، الأحناف قالوا ممكن في آخر يوم الرمي في الصباح ؛ دليلهم شنو ؟ قال لي : اسألهم هم ، ما فيه دليل ، لكن في جمرة العقبة اللي تنتهي في الظهر في " مُسلم " الرسول يعني واحد سأله قال : رميت بعد أن أمسيت ؟ قال له : ( افعل ، ولا حرج ) ، خلاص ... ( افعل ولا حرج ) ، لكن قبل الزوال ما فيه ، بعد الزوال يشتغل لغاية الثانية عشر بالليل ما فيش مانع ، فدي حاجات بتحصل في الدين ما بتنتهي ، أيوا .
الشيخ : ما شاء الله ! تذكِّرنا بشيء نسيناه .
الشيخ محمد هاشم : لا والله أنا ما بيتنسي ، ... حاجة أُعجبنا بها ودخلت راسنا ، واستفدنا منها ولله الحمد .
الشيخ : بارك الله فيك .
الشيخ هاشم : وأصبحنا نطبِّقها تطبيقًا عمليًّا .
الشيخ : الحمد لله .
الشيخ هاشم : وننسبها إلى الشيخ !
الشيخ : الله يبارك فيك .
السائل : شيخ ناصر ، زرتم السودان ؟
الشيخ : كيف ؟ ما رحت ، ما رحت ، سرُّ الجماعة - على التعبير الصوفي ! - ضعيف ، ما استطاعوا أن يجرُّونا إليهم .
الشيخ هاشم : لا أبدًا يا شيخ ، نحن في إمكان ، لكن ناس قالوا إيش الشيخ ما بيجي السودان ، السودان ما بينفع معاه أبدًا ، الجو حار ... .
الشيخ : لا والله ، هو السِّنُّ يا شيخ .
الشيخ هاشم : معليش أيوا ، السِّنُّ نحن عندنا له اعتبار بالنص ، لا والله ، أنا وإياك لعلنا نكون في سِنٍّ واحدة .
الشيخ : ما شاء الله .
الشيخ هاشم : والله ، أنا عمري ثمانين سنة .
الشيخ : لكنك ما شاء الله شاب أنت .
الشيخ هاشم : شاب شاب ، لكن اجعلني ساكت .
الشيخ : كم بلغت من السن ؟
الشيخ هاشم : ثمانين سنة يا مولانا .
الشيخ : ما شاء الله .
الشيخ هاشم : أيوا نعم ، أيوا ثمانين سنة ولله الحمد .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : نريد مصارعة أنت والشيخ بارك الله فيك .
الشيخ هاشم : آ ؟ لا لا لا ، الشيخ ... يا شيخ ، ... قال لا أنا رجل من أوروبا ، اللغة العربية مش بتاعتي ، ده معنى كلامي وريني كلامك أنت عربي ؟ سكت ، عبد الرحمن سكت ، أيوا .
السائل : الدعوة ... ؟
الشيخ هاشم : ولكن الدعوة نحن بنقدمها وبنرحب بها وغاية التِّرحاب ، ولكن أنتو عايزين راحتو ولا عايزين تعبو ؟
الشيخ : ما شاء الله ، ما شاء الله .
الشيخ هاشم : هل إذا جايين السودان برتاح ؟
السائل : ... .
الشيخ هاشم : ... يابوي نحن مش للشتا ولا الصيف ، مش للشتا ولا الصيف ، الجو العام في البلد ، أنت برضو كان عندكو بعد نظر ، لكن الشباب فاير عايزين الشيخ يبقى بأي ثمن .
السائل : ... الشيوخ عن الشباب .
الشيخ هاشم : والله الجو السياسي في البلد ، أولًا الطوائف ، الطائفة الصوفية يعني دائمًا تستأثر بها الحكومات ، لأن هي الحكومات تعتبرها هي القواعد الشعبية بتاعتها ، ولذلك لا تُكسِّر لها أمر أبدًا ، إحنا مرَّة جبنا جميل غازي - الله يرحمه - ، فجَانا أمر أنُّو ما يلقي محاضرة في النادي ، ترضون الكلام ده ؟
السائل : ولكن الوضع تغير .
الشيخ هاشم : معليش .
السائل : يعني بين قوسين ماذا عن توجُّه الدعوة ؟ يعني يمكن أن نقول الحكومة السودانية بالنسبة للإسلام حكومة عظيمة ، بالنسبة للإسلام .
الشيخ هاشم : جميل والله .
السائل : أما بالنسبة للتفصيلات السلفية تحتاج إلى وقفة ، زين ؟
الشيخ هاشم : زين .
السائل : لأنُّو أخشى من الإخوة يشعرون أن اتجاه مثل هذه الحكومة ليس بالاتجاه الإسلامي ، هذا المقصد ، لكن موقفهم قد يكون من بعض القضايا الإدارية السلفية هم يعلِّلون هذا بتعليلات معينة ، يعني هم يعلِّلون هذا بتعليلات معينة ، أما مثل الجماعة بلغني - وهذا نريد أن نتأكَّدو - قالوا أن المساجد كلها في الجيش تُفتح لأنصار السنة كمحاضرات ، كإلقاء خطب ، ما أدري عن صحة هذا ؟
الشيخ : الظاهر هم أدرى بالشيء هذا ، فاهتبلها فرصة ، سَلْه كما سأل الدكتور .
الشيخ هاشم : نحن نرد على هذا يا عدنان ، الواقع الجيش دخَّلنا فيه ابننا صلاح طيفور من الدعاة ، وهو يصلي إمام في مسجد من مساجد أم درمان العادية ، في عساكر من فرقة المهندسين بيصلوا معاه ، فطلبوا منُّو مرة يصلي بيهم في الفرقة ، في مسجد الفرقة ، فصلى بهم وكان القائد العام من ضمن المصلين عبد الماجد حمد خليل - الله يذكره بالخير - ، ولما جاءت الجمعة الآتية لم يجد الإمام بتاع الجمعة السابقة ؛ فسأل وين الإمام فقال والله نحن استلفناه سلفة بس .
الشيخ : إيه ؟
الشيخ هاشم : استلفناه سلفة ، فطلب دعاه دعوة ، وجَّه له دعوة عشان يجي يصلي يوم الجمعة ... ، وبعدين قاله : يا أستاذ صلاح أنا أحب أتعاقد معاك ، تكون إمام للجيش ، وأدِّيك وظيفة مقدَّم ، يعني تاج ودبورة ، وظيفة مقدم ، قاله والله أنا يشرفني ، لكن أنا مانِي حر ، أنا منتمي لهيئة ، أرجع لهَاي الهيئة وآخذ رأيها ، بعدين أجيكم ، فجانا قلنا له ده فتح جديد ، هذا فتح جديد ، لا بد أن تقبل ، فمشى فقال خلاص أنا قبلته ، ولكن لا أريد الوظيفة ، أنا بحمد الله في كفاية .
الشيخ : تطوع يعني ؟
الشيخ هاشم : أيوا تطوع ، خلاص ، فهو الولد لَبِق ، وفي الوقت نفسو ما هو متشنج ، ما هو من الشباب المتشنج ، شباب مرن .
الشيخ : جميل .
الشيخ هاشم : بيدرس الأحوال اللي حوالينه ، وبيعيش السُّنَّة في هذه الأحوال بواقعها .
الشيخ : جميل .
الشيخ هاشم : ولذلك يعني قدر يستأثر بكثير ممن في الجيش ضباط ، وفي واحدن ما راضين عليهو .
الشيخ : لا بد .
الشيخ هاشم : وفي عساكر ما راضين عليهو ، لا سيَّما جاتو حكاية التمائم كلهم معلقين تمائم في أيديهم ، وبلاوي كثيرة .
الشيخ : الله أكبر ، إي نعم .
الشيخ هاشم : فهو كمان عن طريقه بيدلّ ؛ يعني أخد أئمة لمساجد متعددة في الجيش ، ولكن كونه فتح المجال لكل الناس السُّنَّة يجوا ؟ لا غير صحيح ، يعني هذه المساجد يروح لها الناس اللِّي يختاروهم هم ، يعني صلاح يقول - مثلًا - عايز عبد العزيز عشان يجي يعمل درس ، يستأذن القائد بتاع المنطقة ليسمح لعبد العزيز يعمل درس ، أما كونه يجي كده ساكت بدون استئذان ؟ هذا في الجيش غير صحيح .
الشيخ : لا ، هو - بارك الله فيك - الاستئذان يعني ما فيه مانع منه ؛ لأنُّو هذا مختار التنظيم .
الشيخ هاشم : جدًّا .
الشيخ : لكن لو استأذن السلفيون هل يمنعون باعتبارهم سلفيون أو أنصار السنة أم لا ؟ لعله يدندن حول هذا ؟
الشيخ هاشم : لا لا يمنعون ، إذا كانوا أذنوا لصلاح أن يأتي بواحد منهم أو اثنين ، لا أنصار السنة يواظبون ، ولا يجدون معارضة ، لكن يجوا ويجدوا نقاش إذا كان ما كان أنصار السنة اللي جاي يناقش لَبِق يقع في محظور ، الحاجة تحتاج لمرونة ، تحتاج لمرونة ولسعة أفق .
السائل : في الحقيقة لما كنَّا هناك ما كانوا يسمحوا لأيِّ حزب من الأحزاب حتى الإسلامي أن يلقي المحاضرة ، فلما يأتي إلى الاستخبارات جئت أنا أو غيري سمحوا لهم فورًا ، يعني قالوا كلمة طيبة ؛ قال أنتم شرفاء لأنكم ما تدخَّلتم في السياسة .
الشيخ : إي نعم .
الشيخ هاشم : أول حاجة أنكم ما تدخَّلتم في السياسة ، نحن لا نقبله إطلاقًا ، دي تعتبر خيانة لبلدنا ، بلدنا محكومة حكم غير إسلامي ، إذا بقينا سلبيين ووقفنا ... وكده يكون نحن ما عندنا إيجابية في العمل ، لازم نحن هذه السياسة نخوضها ، نجرُّها إلى السياسة الشرعية ، السياسة غير الشرعية قائمة على الغش وعلى الخداع وعلى النصب والاحتيال ، فنحن ندخل في كل مرفق من مرافق السياسة عشان نصحِّح الوضع الخطأ ، لا نكون سلبيِّين إطلاقًا ، لا بد أن نكون إيجابيين في المجتمع ، فهمت يا أخي ؟ فبينبِّهني الأخ إسماعيل بيقول همَّ طلبوا منَّا ، وفعلًا بنينا لهم مساجد ، الجيش نفسه طلب منَّا بنينا له مساجد ، وأقولها - بطويل اللسان - : اللهم وفق أهل الكويت على الخير ، ويزيد في أموالهم ويبارك فيها ، لأنهم هم الذين يستجيبون لمطالبنا ونبني هذه المساجد على حسابهم ، كذلك مستشفيات بنينا على حسابهم ، مراكز صحية بنينا على حسابهم ، الدولة طلبت منَّنا أن نعمل لها بناية تأهيل بتأهِّل المعوقين ، الناس في الكويت استجابوا ومدُّونا بثلاثة مليون ونص سوداني ، بنينا هذه الأشياء ، فبعد الله الفضل للكويت ، الفضل للكويت ، في بعض الدول ساعدتنا مساعدات لكن ما فعَّالة غير الكويت .
- رحلة الخير - شريط : 17
- توقيت الفهرسة : 00:00:11
- نسخة مدققة إملائيًّا