مع آية : (( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ )) وسبب نزولها ، وكلام حول الحديث المذكور في سبب نزولها : أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لا نكفُّ عنك إلا بأن تُلِمَّ بآلهتنا ، ولو بأطراف أصابعك . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما علَيَّ لو فعلت والله يعلم أني لَكاره ؟ ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ونستعينه ونستغفره .
ذكرتم في الدرس الماضي أو الاجتماع الماضي حديثًا في تفسير آية : (( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ )) ، وسلَّمتم بأن الحديث صحيح ، وجرى الكلام حوله في الفرضية التي حاول الأخ " عوني " حاول أن يفرضها بالنسبة للرسول - عليه السلام - ، فاستأنستم بالحديث ، وقد أبدينا نحن رأينا حول الافتراض ، وأنه ليس له علاقة بالحديث على ما تذكرون تفصيله ، فبدا لي أن أستوثق من قولكم بأن الحديث صحيح ، فما هو مستندكم في ذلك ؟
السائل : الذي أعلمه في هذه ... أكثر من رواية ، ثم الأستاذ " محمد الأمين الشنقيطي " في " أضواء البيان " قال : " هذه الرواية وتلك تثبِّت هذا المعنى " ، أما بالنسبة لهذه ولغيرها ليست دليلًا أنت من أول الطريق قلت : إن صحت كذا ، فالحقيقة ليس الأمر الآن مهمًّا جدًّا في تلك الرواية في هذا البحث .
الشيخ : عفوًا ، أنا سألت سؤال هذا ما اتَّفقنا عليه في الأمس ، يعني على طريقة خير الكلام ما قلَّ ودلَّ .
أقول : ما مستندكم في تصحيحكم لهذا الحديث ؟
السائل : المستند توثيق الإمام القرطبي لهذه الرواية وتلك التي رواها وقالها ... روايتان .
الشيخ : تقولون : توثيق ؛ يعني هو وثَّق الرواية ؟
السائل : نعم ، هو بالنسبة لهذه الرواية وثَّقها ، في " تفسير القرطبي " وثَّقها ... هذا الذي أذكره إن شاء الله ، و ... .
الشيخ : وعندكم " تفسير القرطبي " ؟
السائل : ... .
الشيخ : بمكتبة إيش ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... .
السائل : أما " أضواء البيان " ... .
الشيخ : عندك في البيت ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ، هو يصحح هذا الحديث ؟
السائل : أتى بهذه الرواية وأثبت تلك الرواية ، يعني أثبت الرواية التي أتى بها القرطبي ، وغير القرطبي أتى بها .
الشيخ : عفوًا ، أنا أسأل ؛ الرواية التي ذكرها الأستاذ " عوني " وصحَّحتموها ، مين صحَّحها من علماء المسلمين ؟ أو بالأحرى علماء الحديث ؟ تقولون : القرطبي ، وتقولون : الشَّيخ ... الشنقيطي ، القرطبي ليس عندكم ، و " الأضواء " عندكم .
السائل : ليس عندي في بيتي .
الشيخ : ... الآن .
السائل : الآن ، ولا " الأضواء " هنا .
الشيخ : ولا " الأضواء " أيضًا ؟
السائل : ... .
الشيخ : البيت بعيد عنك ؟
السائل : ... نعم .
الشيخ : البيت بعيد من هنا ؟
السائل : نعم ... .
الشيخ : الباعث على السؤال هو شيئين : أوَّلًا أن الإنسان يتكلَّم في حدود ما يعلم ، فلما ذكرتم الرواية أنا لا أعلم صحتها فقلت كما تشهدون الآن : إن صحت ... وقلتم : إنها صحت ، فأحببت اليوم على قلة المصادر الموجودة في هذه البلدة أن أتحقَّق مما قلتم من التصحيح ، فرجعت إلى عدة تفاسير في مكتبة الأخ أحمد جزاه الله خيرًا ، فَمِن هذه التفاسير " تفسير القرطبي " وليس فيه ما تذكرون من التصحيح .
السائل : ... .
الشيخ : ذكر الرواية .
السائل : فقط ؟
الشيخ : فقط . هذه واحدة ، رجعت في جملة ما رجعت من المصادر كتاب ابن الجوزي في التفسير " زاد المسير " ، وإذا به يقول عن الرواية التي ذكرها الأخ عوني بأنها باطلة ، فأخذت من هذا عبرة بأنه لا يجوز للمسلم أن يتورَّط فينسب حديثًا إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قبل التثبُّت من صحته لا سيما إذا كان فيه مسٌّ من مقام النبوَّة والرسالة ، فأنتم لا تزالون تذكرون أن الأخ عوني لما افترض تلك الفرضية قلت : هذا لا يجوز ؛ لأن الرسول - عليه السلام - أسمى من ذلك ، فقال هو : العلماء يقولون مثل هذه الفرضيات ؛ قلنا : في غير الرسول - عليه السلام - ، وإذا بي أجد اليوم أبا الفرج بن الجوزي يقول : " هذه الرواية باطلة لا يجوز نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - " .
وإذا كان هذا يكفي في التذكير بأن هذه الرواية غير صحيحة فَبِها ونعمت ، وإن شئتم الاطِّلاع على هذا النَّصِّ من الحافظ " أبو الفرج بن الجوزي " فالكتاب مَيسور ... ترغبون في هذا ؟ ... .
سائل آخر : كويس ... .
السائل : نطَّلع عليه .
الشيخ : ... أقول : كما تريدون يعني .
سائل آخر : إذا موجود نطَّلع .
الشيخ : موجود ، أقول : موجود ... يا أستاذ .
تفضل في الأسفل تجد الرواية بنصِّها وفصِّها .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : ... ريثما يطلع النص ، وجدت ... ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : عن سعيد بن جبير .
سائل آخر : ... .
الشيخ : عفوًا .
سائل آخر : ... سعيد بن جبير ... .
الشيخ : اصبر شوية ، اصبر شوية ، حتى ما يصير فوضى فأنت من أهل المحلَّة أو من إخوان الأستاذ فتستأذن منه في الكلام .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : لا ، مش مني أنا ؛ لأنُّو أنا ضيف هنا ، صاحب الدار هو المسؤول .
في مانع عندك ؟
سائل آخر : لا لا ما في مانع .
الشيخ : طيب .
سائل آخر : بس ... .
الشيخ : لا بأس ، هذا اقتراح جيد ، فأنا أرى أنُّو أولى شيء يتولى الرياسة هو صاحب الدار مثلًا ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : طيب ، إذًا مَن كان له مِن الحاضرين سؤال أو استفسار أو ما شابه ذلك يستأذن من صاحب البيت .
سائل آخر : بالنسبة لـ خليها الشغلة ع الثقة بالنسبة للروايات ؛ لأنُّو إذا بدنا نستوثق من كل رواية فبدها تطول الشغلة .
سائل آخر : لا ، يعني قول ابن الجوزي .
الشيخ : عفوًا .
سائل آخر : لحظة شوية خليه ... .
الشيخ : خليه يكمِّل كلام .
سائل آخر : أقول : إذا بدنا نستوثق نأخذ كل رواية كل واحد منكم من الاثنين بدو يذكرها بدها تطول الشغلة .
الشيخ : أيوا .
سائل آخر : يعني تبادل ثقة ، والواحد ... ويعني بتبحثوا في مسائل عقائدية أو مسائل عقيدية .
الشيخ : المسائل العقائدية تُبنى على ماذا يا سيد ؟
سائل آخر : تُبنى على إيش ؟ على اليقين .
الشيخ : واليقين يُبنى على ماذا ؟ على العقل ؟
سائل آخر : على النصوص .
الشيخ : ها ، على النصوص ، النصوص فيها القرآن .
سائل آخر : والسنة .
الشيخ : والسنة ، والسنة أي سنة كانت سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة ؟
سائل آخر : صحيحة .
الشيخ : أقول : أي : سواء ؟
سائل آخر : صحيحة .
الشيخ : صحيحة ، جميل ؛ فإذًا إذا أنت أو غيرك أتى بحديث ما لازم نستوثق من صحته ؟
سائل آخر : طيب ، الظرف اللي ... لازم ... .
الشيخ : ما لم ... .
سائل آخر : أنت لما تراجع الرواية وتقول لي أني راجعتها وصحيحة ينتهي الأمر ، أو راجعتها وباطلة .
الشيخ : معليش ، بس نحن لست عليهم بمصيطر ، نحن ما نفرض عليكم ، العلم عبارة عن أخذ ورد تبادل ، نحن ما في عندنا استعلاء واستبداد وفرض سيطرة .
سائل آخر : ... ظرف ، يعني المسألة ثقة مش استبداد واستعلاء .
الشيخ : معليش ، أنا قلت للأستاذ : أنا راجعت الموضوع ووجدت نص من الحافظ أبو الفرج بن الجوزي بأن تلك الرواية باطلة ، فقلت له : إن كان هذا يكفي فنمشي إلى أصل الموضوع ، وإن شئتم أن تطَّلعوا على النَّصِّ فالكتاب موجود ، فاختاروا أن يطَّلعوا على النَّصِّ ، فالآن نسمع النَّصَّ ونسمع كلام أبو الفرج وينتهي الموضوع ، ونعود بقى لأصل المسألة .
تفضل .
السائل : أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
الشيخ : قبل أخي ، قبل أنَّ المشركين .
السائل : (( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ )) في سبب نزولها أربعة أقوال :
أحدها : أن وفد ثَقيف أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : متِّعْنا باللَّات سَنة ، وحرِّمْ وادينا كما حرَّمْتَ مكة ، فأبى ذلك ، فأقبلوا يُكثرون مسألتهم ، وقالوا : إنَّا نحبُّ أن تعرف العربُ فضلَنا عليهم ، فإن خشيتَ أن يقول العرب : أعطيتَهم ما لم تعطنا ، فقل: الله أمَرَني بذلك ، فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم ودخلهم الطمع ، فنزلت هذه الآية . رواه عطاء عن ابن عباس . وروى عطية عن ابن عباس أنهم قالوا : أجِّلْنا سنة ، ثم نُسلم ونكسر أصنامنا ، فهَمَّ أن يؤجِّلهم ، فنزلت هذه الآية .
نص ثاني : أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لا نكفُّ عنك إلا بأن تُلِمَّ بآلهتنا ، ولو بأطراف أصابعك . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما علَيَّ لو فعلت والله يعلم أني لَكاره ؟ ) ، فنزلت هذه الآية ، قاله سعيد بن جبير ، وهذا باطل لا يجوز أن يُظَنَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا ما ذكرنا عن عطية من أنه هَمَّ أن يُنظِرَهم سنة ، وكل ذلك مَحال في حَقِّه .
الشيخ : مُحال .
السائل : مُحال .
الشيخ : وكل ذلك مُحال في حقِّه - عليه الصلاة والسلام - .
السائل : وفي حقِّ الصحابة أنهم رَوَوا عنه .
الشيخ : طيب ، بس يكفي إلى هنا .
فالآن كما تسمعون ، هذه الرواية باطلة يعني من حيث العقيدة لا يجوز نسبتها للرسول - عليه السلام - ... فَمِن حيث العقيدة ... كلامه واضح في ذلك ، أما من حيث الرواية فلأنها ليست مسندة إلى الصحابي وإنما إلى أحد التابعين فهي مرسلة غير مسندة ، فتكون من الناحية الحديثية ضعيفة ، ضعيفة السند منكرة المتن بشهادة هذا الإمام المفسِّر المحدث أبو الفرج بن الجوزي ، فحيث قال : إنه باطل ، أو هذه الرواية باطلة لا يجوز نسبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
إذا كان هذا يكفي الآن .
سائل آخر : إذا سمحت .
الشيخ : ... عفوًا ، من هنا بدك تأخذ الإذن .
السائل : بالنسبة لمراسيل سعيد بن جبير وهو من كبار التابعين قُبِلَت مراسيله عند أئمة الحديث ، عند معظم أئمة الحديث .
الشيخ : انتبه .
السائل : إي نعم .
الشيخ : مسجَّل كلامه .
السائل : ... .
الشيخ : انتبه يُسجَّل كلامك .
السائل : ... بعدين قول ... .
الشيخ : قبلين قبلين أرجوك ، قبلين مش بعدين .
السائل : طيب .
الشيخ : أنت تقول : عند أئمة الحديث مراسيل سعيد بن جبير مقبولة ؛ مَن قال هذا ؟
السائل : سعيد بن المسيَّب .
الشيخ : والرواية هنا عمَّن ؟
السائل : سعيد بن جبير .
الشيخ : ... الكتاب إذًا .
السائل : طيب ، بالنسبة لابن الجوزي يعني كم من رواية وصَّلَها وقال عنها باطلة أو ضعيفة وهي تكون صحيحة ومذكورة في كتب السنن أو في الصحاح .
الشيخ : طيب ، هذه من تلك ؟
السائل : إذًا نأتي بالسند وننظر إلى السند .
الشيخ : طيب ، أتيت بالسند ؟
السائل : أنت تقول : باطلة ، يعني تُثبت بأنها باطلة .
الشيخ : أنت ما فهمت عليَّ !
أنا قلت صراحةً إذا صعب عليك هذا الكلام حين قلت لك : ما فهمت عليَّ ؛ نعيد عليك التفصيل ، أنا قلت : هذا حديث أو هذه رواية سندًا ضعيفة ؛ لأنها مرسلة ، أما مَتْنًا فباطلة ، هذا كلامي ، فقَعَدْت أنت تحتج عليَّ بأن مراسيل سعيد بن جبير عند علماء الحديث مقبولة ، ثم استدركت على نفسك فقلت : عند كثيرين من علماء الحديث ، ثم نبَّهَك بعض إخواننا أنُّو ذاك سعيد بن المسيِّب أو المسيَّب وليس هو سعيد بن جبير ، فأنت عم تناقشني فيما فهمت منِّي تمامًا ، أنا ما قلت : هذه الرواية باطلة سندًا ، وإنما مَتْنًا ، أما سندًا فيكفي أنها مرسلة ؛ فهمت بارك الله فيك ؟
لذلك فنحن هنا مجتمعون على الإخلاص والنصح لأنفسنا ولأمَّتنا ليس للجدل ، فالجدل لا يأتي بخير ، فالرواية ضعيفة السند لأنها مرسلة ، فحينما تقول : ابن الجوزي ضعَّف أحاديث صحيحة وردَّ عليه العلماء ؛ ما يصح أن تُبطل قوله هنا إلا بمثل ما أبطل العلماء قولَه في غير هذا الحديث ، يعني إذا كان أحد العلماء أخطأ في مسألة ثنتين ثلاثة أربعة ما يجوز بقى أنت ترد كل علمه إلا بحجة ، فالآن هنا ليس عندك حجة - بلا مؤاخذة - إلا الجهل ، الجهل أوَّلًا بِمَن قال فيما تظن أنُّو هذه الرواية صحيحة ، فأنت لا تعلم هذا ، والجهل بمصطلح الحديث الذي يقول أن المراسيل كلها ضعيفة إلا ما رُوِيَ عن سعيد بن جبير على الخلاف الذي ... سعيد بن مسيب ، عفوًا ، على الخلاف المذكور في مصطلح الحديث . روايتنا لا علاقة لها بسعيد بن المسيب ؛ إذًا هذه الرواية ضعيفة السند ، لما أنت تجد إما عالمًا له منزلته في التصحيح وفي التضعيف أو تجد إسناد هذا الحديث مَوصولًا ومسندًا عن صحابي من أصحاب الرسول - عليه السلام - وبسند صحيح إليه حينئذٍ تردُّ على هذا الرجل ، وإلا العلم ... .
فلا أظن هذا المقدار يكفي ، فيحسن أن نعود إلى أصل الموضوع إذا شئت .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نفعل هكذا إن شاء الله .
ذكرتم في الدرس الماضي أو الاجتماع الماضي حديثًا في تفسير آية : (( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ )) ، وسلَّمتم بأن الحديث صحيح ، وجرى الكلام حوله في الفرضية التي حاول الأخ " عوني " حاول أن يفرضها بالنسبة للرسول - عليه السلام - ، فاستأنستم بالحديث ، وقد أبدينا نحن رأينا حول الافتراض ، وأنه ليس له علاقة بالحديث على ما تذكرون تفصيله ، فبدا لي أن أستوثق من قولكم بأن الحديث صحيح ، فما هو مستندكم في ذلك ؟
السائل : الذي أعلمه في هذه ... أكثر من رواية ، ثم الأستاذ " محمد الأمين الشنقيطي " في " أضواء البيان " قال : " هذه الرواية وتلك تثبِّت هذا المعنى " ، أما بالنسبة لهذه ولغيرها ليست دليلًا أنت من أول الطريق قلت : إن صحت كذا ، فالحقيقة ليس الأمر الآن مهمًّا جدًّا في تلك الرواية في هذا البحث .
الشيخ : عفوًا ، أنا سألت سؤال هذا ما اتَّفقنا عليه في الأمس ، يعني على طريقة خير الكلام ما قلَّ ودلَّ .
أقول : ما مستندكم في تصحيحكم لهذا الحديث ؟
السائل : المستند توثيق الإمام القرطبي لهذه الرواية وتلك التي رواها وقالها ... روايتان .
الشيخ : تقولون : توثيق ؛ يعني هو وثَّق الرواية ؟
السائل : نعم ، هو بالنسبة لهذه الرواية وثَّقها ، في " تفسير القرطبي " وثَّقها ... هذا الذي أذكره إن شاء الله ، و ... .
الشيخ : وعندكم " تفسير القرطبي " ؟
السائل : ... .
الشيخ : بمكتبة إيش ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... .
السائل : أما " أضواء البيان " ... .
الشيخ : عندك في البيت ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ، هو يصحح هذا الحديث ؟
السائل : أتى بهذه الرواية وأثبت تلك الرواية ، يعني أثبت الرواية التي أتى بها القرطبي ، وغير القرطبي أتى بها .
الشيخ : عفوًا ، أنا أسأل ؛ الرواية التي ذكرها الأستاذ " عوني " وصحَّحتموها ، مين صحَّحها من علماء المسلمين ؟ أو بالأحرى علماء الحديث ؟ تقولون : القرطبي ، وتقولون : الشَّيخ ... الشنقيطي ، القرطبي ليس عندكم ، و " الأضواء " عندكم .
السائل : ليس عندي في بيتي .
الشيخ : ... الآن .
السائل : الآن ، ولا " الأضواء " هنا .
الشيخ : ولا " الأضواء " أيضًا ؟
السائل : ... .
الشيخ : البيت بعيد عنك ؟
السائل : ... نعم .
الشيخ : البيت بعيد من هنا ؟
السائل : نعم ... .
الشيخ : الباعث على السؤال هو شيئين : أوَّلًا أن الإنسان يتكلَّم في حدود ما يعلم ، فلما ذكرتم الرواية أنا لا أعلم صحتها فقلت كما تشهدون الآن : إن صحت ... وقلتم : إنها صحت ، فأحببت اليوم على قلة المصادر الموجودة في هذه البلدة أن أتحقَّق مما قلتم من التصحيح ، فرجعت إلى عدة تفاسير في مكتبة الأخ أحمد جزاه الله خيرًا ، فَمِن هذه التفاسير " تفسير القرطبي " وليس فيه ما تذكرون من التصحيح .
السائل : ... .
الشيخ : ذكر الرواية .
السائل : فقط ؟
الشيخ : فقط . هذه واحدة ، رجعت في جملة ما رجعت من المصادر كتاب ابن الجوزي في التفسير " زاد المسير " ، وإذا به يقول عن الرواية التي ذكرها الأخ عوني بأنها باطلة ، فأخذت من هذا عبرة بأنه لا يجوز للمسلم أن يتورَّط فينسب حديثًا إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قبل التثبُّت من صحته لا سيما إذا كان فيه مسٌّ من مقام النبوَّة والرسالة ، فأنتم لا تزالون تذكرون أن الأخ عوني لما افترض تلك الفرضية قلت : هذا لا يجوز ؛ لأن الرسول - عليه السلام - أسمى من ذلك ، فقال هو : العلماء يقولون مثل هذه الفرضيات ؛ قلنا : في غير الرسول - عليه السلام - ، وإذا بي أجد اليوم أبا الفرج بن الجوزي يقول : " هذه الرواية باطلة لا يجوز نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - " .
وإذا كان هذا يكفي في التذكير بأن هذه الرواية غير صحيحة فَبِها ونعمت ، وإن شئتم الاطِّلاع على هذا النَّصِّ من الحافظ " أبو الفرج بن الجوزي " فالكتاب مَيسور ... ترغبون في هذا ؟ ... .
سائل آخر : كويس ... .
السائل : نطَّلع عليه .
الشيخ : ... أقول : كما تريدون يعني .
سائل آخر : إذا موجود نطَّلع .
الشيخ : موجود ، أقول : موجود ... يا أستاذ .
تفضل في الأسفل تجد الرواية بنصِّها وفصِّها .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : ... ريثما يطلع النص ، وجدت ... ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : عن سعيد بن جبير .
سائل آخر : ... .
الشيخ : عفوًا .
سائل آخر : ... سعيد بن جبير ... .
الشيخ : اصبر شوية ، اصبر شوية ، حتى ما يصير فوضى فأنت من أهل المحلَّة أو من إخوان الأستاذ فتستأذن منه في الكلام .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : لا ، مش مني أنا ؛ لأنُّو أنا ضيف هنا ، صاحب الدار هو المسؤول .
في مانع عندك ؟
سائل آخر : لا لا ما في مانع .
الشيخ : طيب .
سائل آخر : بس ... .
الشيخ : لا بأس ، هذا اقتراح جيد ، فأنا أرى أنُّو أولى شيء يتولى الرياسة هو صاحب الدار مثلًا ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : طيب ، إذًا مَن كان له مِن الحاضرين سؤال أو استفسار أو ما شابه ذلك يستأذن من صاحب البيت .
سائل آخر : بالنسبة لـ خليها الشغلة ع الثقة بالنسبة للروايات ؛ لأنُّو إذا بدنا نستوثق من كل رواية فبدها تطول الشغلة .
سائل آخر : لا ، يعني قول ابن الجوزي .
الشيخ : عفوًا .
سائل آخر : لحظة شوية خليه ... .
الشيخ : خليه يكمِّل كلام .
سائل آخر : أقول : إذا بدنا نستوثق نأخذ كل رواية كل واحد منكم من الاثنين بدو يذكرها بدها تطول الشغلة .
الشيخ : أيوا .
سائل آخر : يعني تبادل ثقة ، والواحد ... ويعني بتبحثوا في مسائل عقائدية أو مسائل عقيدية .
الشيخ : المسائل العقائدية تُبنى على ماذا يا سيد ؟
سائل آخر : تُبنى على إيش ؟ على اليقين .
الشيخ : واليقين يُبنى على ماذا ؟ على العقل ؟
سائل آخر : على النصوص .
الشيخ : ها ، على النصوص ، النصوص فيها القرآن .
سائل آخر : والسنة .
الشيخ : والسنة ، والسنة أي سنة كانت سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة ؟
سائل آخر : صحيحة .
الشيخ : أقول : أي : سواء ؟
سائل آخر : صحيحة .
الشيخ : صحيحة ، جميل ؛ فإذًا إذا أنت أو غيرك أتى بحديث ما لازم نستوثق من صحته ؟
سائل آخر : طيب ، الظرف اللي ... لازم ... .
الشيخ : ما لم ... .
سائل آخر : أنت لما تراجع الرواية وتقول لي أني راجعتها وصحيحة ينتهي الأمر ، أو راجعتها وباطلة .
الشيخ : معليش ، بس نحن لست عليهم بمصيطر ، نحن ما نفرض عليكم ، العلم عبارة عن أخذ ورد تبادل ، نحن ما في عندنا استعلاء واستبداد وفرض سيطرة .
سائل آخر : ... ظرف ، يعني المسألة ثقة مش استبداد واستعلاء .
الشيخ : معليش ، أنا قلت للأستاذ : أنا راجعت الموضوع ووجدت نص من الحافظ أبو الفرج بن الجوزي بأن تلك الرواية باطلة ، فقلت له : إن كان هذا يكفي فنمشي إلى أصل الموضوع ، وإن شئتم أن تطَّلعوا على النَّصِّ فالكتاب موجود ، فاختاروا أن يطَّلعوا على النَّصِّ ، فالآن نسمع النَّصَّ ونسمع كلام أبو الفرج وينتهي الموضوع ، ونعود بقى لأصل المسألة .
تفضل .
السائل : أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
الشيخ : قبل أخي ، قبل أنَّ المشركين .
السائل : (( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ )) في سبب نزولها أربعة أقوال :
أحدها : أن وفد ثَقيف أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : متِّعْنا باللَّات سَنة ، وحرِّمْ وادينا كما حرَّمْتَ مكة ، فأبى ذلك ، فأقبلوا يُكثرون مسألتهم ، وقالوا : إنَّا نحبُّ أن تعرف العربُ فضلَنا عليهم ، فإن خشيتَ أن يقول العرب : أعطيتَهم ما لم تعطنا ، فقل: الله أمَرَني بذلك ، فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم ودخلهم الطمع ، فنزلت هذه الآية . رواه عطاء عن ابن عباس . وروى عطية عن ابن عباس أنهم قالوا : أجِّلْنا سنة ، ثم نُسلم ونكسر أصنامنا ، فهَمَّ أن يؤجِّلهم ، فنزلت هذه الآية .
نص ثاني : أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لا نكفُّ عنك إلا بأن تُلِمَّ بآلهتنا ، ولو بأطراف أصابعك . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما علَيَّ لو فعلت والله يعلم أني لَكاره ؟ ) ، فنزلت هذه الآية ، قاله سعيد بن جبير ، وهذا باطل لا يجوز أن يُظَنَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا ما ذكرنا عن عطية من أنه هَمَّ أن يُنظِرَهم سنة ، وكل ذلك مَحال في حَقِّه .
الشيخ : مُحال .
السائل : مُحال .
الشيخ : وكل ذلك مُحال في حقِّه - عليه الصلاة والسلام - .
السائل : وفي حقِّ الصحابة أنهم رَوَوا عنه .
الشيخ : طيب ، بس يكفي إلى هنا .
فالآن كما تسمعون ، هذه الرواية باطلة يعني من حيث العقيدة لا يجوز نسبتها للرسول - عليه السلام - ... فَمِن حيث العقيدة ... كلامه واضح في ذلك ، أما من حيث الرواية فلأنها ليست مسندة إلى الصحابي وإنما إلى أحد التابعين فهي مرسلة غير مسندة ، فتكون من الناحية الحديثية ضعيفة ، ضعيفة السند منكرة المتن بشهادة هذا الإمام المفسِّر المحدث أبو الفرج بن الجوزي ، فحيث قال : إنه باطل ، أو هذه الرواية باطلة لا يجوز نسبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
إذا كان هذا يكفي الآن .
سائل آخر : إذا سمحت .
الشيخ : ... عفوًا ، من هنا بدك تأخذ الإذن .
السائل : بالنسبة لمراسيل سعيد بن جبير وهو من كبار التابعين قُبِلَت مراسيله عند أئمة الحديث ، عند معظم أئمة الحديث .
الشيخ : انتبه .
السائل : إي نعم .
الشيخ : مسجَّل كلامه .
السائل : ... .
الشيخ : انتبه يُسجَّل كلامك .
السائل : ... بعدين قول ... .
الشيخ : قبلين قبلين أرجوك ، قبلين مش بعدين .
السائل : طيب .
الشيخ : أنت تقول : عند أئمة الحديث مراسيل سعيد بن جبير مقبولة ؛ مَن قال هذا ؟
السائل : سعيد بن المسيَّب .
الشيخ : والرواية هنا عمَّن ؟
السائل : سعيد بن جبير .
الشيخ : ... الكتاب إذًا .
السائل : طيب ، بالنسبة لابن الجوزي يعني كم من رواية وصَّلَها وقال عنها باطلة أو ضعيفة وهي تكون صحيحة ومذكورة في كتب السنن أو في الصحاح .
الشيخ : طيب ، هذه من تلك ؟
السائل : إذًا نأتي بالسند وننظر إلى السند .
الشيخ : طيب ، أتيت بالسند ؟
السائل : أنت تقول : باطلة ، يعني تُثبت بأنها باطلة .
الشيخ : أنت ما فهمت عليَّ !
أنا قلت صراحةً إذا صعب عليك هذا الكلام حين قلت لك : ما فهمت عليَّ ؛ نعيد عليك التفصيل ، أنا قلت : هذا حديث أو هذه رواية سندًا ضعيفة ؛ لأنها مرسلة ، أما مَتْنًا فباطلة ، هذا كلامي ، فقَعَدْت أنت تحتج عليَّ بأن مراسيل سعيد بن جبير عند علماء الحديث مقبولة ، ثم استدركت على نفسك فقلت : عند كثيرين من علماء الحديث ، ثم نبَّهَك بعض إخواننا أنُّو ذاك سعيد بن المسيِّب أو المسيَّب وليس هو سعيد بن جبير ، فأنت عم تناقشني فيما فهمت منِّي تمامًا ، أنا ما قلت : هذه الرواية باطلة سندًا ، وإنما مَتْنًا ، أما سندًا فيكفي أنها مرسلة ؛ فهمت بارك الله فيك ؟
لذلك فنحن هنا مجتمعون على الإخلاص والنصح لأنفسنا ولأمَّتنا ليس للجدل ، فالجدل لا يأتي بخير ، فالرواية ضعيفة السند لأنها مرسلة ، فحينما تقول : ابن الجوزي ضعَّف أحاديث صحيحة وردَّ عليه العلماء ؛ ما يصح أن تُبطل قوله هنا إلا بمثل ما أبطل العلماء قولَه في غير هذا الحديث ، يعني إذا كان أحد العلماء أخطأ في مسألة ثنتين ثلاثة أربعة ما يجوز بقى أنت ترد كل علمه إلا بحجة ، فالآن هنا ليس عندك حجة - بلا مؤاخذة - إلا الجهل ، الجهل أوَّلًا بِمَن قال فيما تظن أنُّو هذه الرواية صحيحة ، فأنت لا تعلم هذا ، والجهل بمصطلح الحديث الذي يقول أن المراسيل كلها ضعيفة إلا ما رُوِيَ عن سعيد بن جبير على الخلاف الذي ... سعيد بن مسيب ، عفوًا ، على الخلاف المذكور في مصطلح الحديث . روايتنا لا علاقة لها بسعيد بن المسيب ؛ إذًا هذه الرواية ضعيفة السند ، لما أنت تجد إما عالمًا له منزلته في التصحيح وفي التضعيف أو تجد إسناد هذا الحديث مَوصولًا ومسندًا عن صحابي من أصحاب الرسول - عليه السلام - وبسند صحيح إليه حينئذٍ تردُّ على هذا الرجل ، وإلا العلم ... .
فلا أظن هذا المقدار يكفي ، فيحسن أن نعود إلى أصل الموضوع إذا شئت .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نفعل هكذا إن شاء الله .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 35
- توقيت الفهرسة : 00:06:04