هل يجوز لطبيبة مسلمة أن تعمل في القسم النسائي في إحدى المستشفيات المختلطة لمعالجة النساء والأطفال فقط ؟ علمًا أنها ستلتزم اللباس الشرعي لكن دون الجلباب ؛ فطبيعة عملها لا يسمح لها بارتداء الجلباب ، ولا يتردَّد عليها مراجعون رجال إلا بعض العمال كالفرَّاش أو الكنَّاس أو الصيدلي الذين يعملون في المستشفى ؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال الآن : هل يجوز لطبيبة مسلمة أن تشتغلَ في القسم النسائي في إحدى المستشفيات المختلطة حتى تعالج النساء والأطفال فقط ؟ علمًا بأنها ستلتزم باللباس الشرعي من دون الجلباب ؛ لأن طبيعة عملها لا يسمح لها بارتداء الجلباب أثناء العمل ، ولا يتردَّد عليها المراجعين من الرجال إلا باستثناء الفرَّاش أو الكنَّاس أو الصيدلي الذي يعملون في المستشفى وفي بعض الحالات فقط ؛ حيث يطلبون منها أحيانًا أن تداوم في الليل في الواردية المسائية ، وفي هذه الحالة فهي تكون بالمستشفى طوال الليل ، ويمكن أن يدخل عليها رجال أو مرضى أو جرحى وليس معها محرم ؛ فكيف تتصرَّف هذه الطبيبة علمًا بأن زوجها قادر على الإنفاق عليها في حدود الشريعة بدون أن تشتغل ؟
الشيخ : إذا تذكَّرنا أن الأصل في المرأة المسلمة أن تقرَّ في بيتها وألَّا تخرج منه إلا لحاجة لها ، واستحضرنا ما جاء في السؤال من أن هذه المرأة زوجها قادر على إعالتها والإنفاق عليها فحينئذٍ نرى ألا تتوظَّف خارج بيتها ، وأن إذا شاءت أن تعمل طبيبة للنساء خاصَّةً فهي تعمل في بيتها ، ولا تخرج منه إلى هذا المستشفى الذي جاء ذكره في تضاعيف الكلام ، وقد تعرِّض نفسها لشيء صغير أو كبير من الاختلاط الذي جاءَ ذكرُه في السؤال نفسه فتقع في قليل أو كثير من المخالفات الشرعية كانت في غنًى عنها .
أما ما جاء في السؤال من أنها في حالة كونها ممرِّضة في ذلك المستشفى فهي لا تستطيع أن تلبس الجلباب بحكم وظيفتها ، لكنها تلبس الثياب الساترة لعورتها ؛ فأعتبر أن هذا ليس علة ، إلا لو تصوَّرنا أن الجلباب من حيث أنه ثوب واحد يستر المرأة من رأسها إلى قدمها هو ثوب واحد ، واعتبرنا كونه ثوبًا واحدًا قضية تعبُّدية ؛ يعني مكلَّفين بالتزام الشكل فيه ؛ فحينئذٍ تُعتبر هذه مخالفة أخرى حينما لا تلبس هذا الجلباب بحكم الوظيفة التي تعرَّضت هي لها ، واستعاضَتْ عنه بثياب أخرى تستر بها بدنها ، لكن الحقيقة أن الجلباب من حيث نوعه وشكله ليس أمرًا تعبُّديًّا ، ليس شكلًا مقصودًا بذاته ، وإنما هو وسيلة لستر عورة المرأة ، فإذا ما لبست المرأة أيّ امرأة سواء هذه أو أخرى تلتزم دارها ولا تخرج منه إلا لحاجة لها يجوز لها أن تلبس من الثياب ما شاءت في حدود الشروط التي كنت ذكرتُها في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " ولو كانت هذه الثياب ليست جلبابًا لغة ؛ أي : ليست قطعة واحدة ، فليكُنْ قطعتين فليكن ثلاث قطع ، لكن المهم أن تقوم هذه الثياب التي هي بديل الجلباب بنفس وظيفة الجلباب ، فإذا كان الأمر كذلك فلا ضيرَ بالنسبة لهذه الطبيبة ، بل ولا لغيرها ألَّا تلبس الجلباب وإنما تلبس ثيابًا تقوم بوظيفة الجلباب قيامًا كاملًا .
والخلاصة : خروج المرأة من بيتها خلاف الأصل ، ودخولها المستشفيات فيها رجال وفيها نساء فهذا الاختلاط لا يجوز في الإسلام . نعم ، أنا أرى أن لو كان هناك مستشفى خاص بمعنى الكلمة بالنساء ، فيكون مديرها المسؤول عن المستشفى امرأة ، والخَدَم امرأة ، والمرضى نساء وهكذا ؛ فلا بد في اعتقادي من وجود مثل هذا المستشفى في البلاد الإسلامية ، ولا بد حين ذاك من أن يقوم بشؤون هذا المستشفى النساء ، سواء كنَّ طبيبات أو مديرات أو خادمات أو نحو ذلك ، أما ما دام أنه جاء في السؤال أن هذا المستشفى فيه الاختلاط وفيه دخول ما أدري ما الذي سمَّيته في السؤال فرَّاش وغير الفرَّاش - أيضًا - قد يأتي أحيانًا ؛ فنحن ننصح - والحالة هذه - أن تتقي المرأة المسلمة المؤمنة ربَّها وأن تلزم بيتها ، وأن تَكِلَ الأمر إلى مَن لا تهتم بدينها اهتمامها هي بدينها .
هذا ما عندي .
السائل : جزاك الله خير .
السائل : سؤال : موظف بإحدى المصالح الحكومية اقتضى عليه الأمر أن يعمل في حجرةٍ كلها يعني كل مَن يعمل فيها من النساء ، وهو الوحيد وسطهنَّ ، وأحيانًا يكون لوحده في نفس الحجرة مع امرأة ، وأحيانًا مع أكثر من امرأة ، وقد لا يجد مخرج من هذا المأزق ، وهو يعلم حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه أنه : ( ما خَلَا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ) ، فكيف يتصرَّف هذا الرجل الموظف في مثل هذه الحالة ، والذي فُرِضَ عليه أن يعمل ... ؟
الشيخ : إذا تذكَّرنا أن الأصل في المرأة المسلمة أن تقرَّ في بيتها وألَّا تخرج منه إلا لحاجة لها ، واستحضرنا ما جاء في السؤال من أن هذه المرأة زوجها قادر على إعالتها والإنفاق عليها فحينئذٍ نرى ألا تتوظَّف خارج بيتها ، وأن إذا شاءت أن تعمل طبيبة للنساء خاصَّةً فهي تعمل في بيتها ، ولا تخرج منه إلى هذا المستشفى الذي جاء ذكره في تضاعيف الكلام ، وقد تعرِّض نفسها لشيء صغير أو كبير من الاختلاط الذي جاءَ ذكرُه في السؤال نفسه فتقع في قليل أو كثير من المخالفات الشرعية كانت في غنًى عنها .
أما ما جاء في السؤال من أنها في حالة كونها ممرِّضة في ذلك المستشفى فهي لا تستطيع أن تلبس الجلباب بحكم وظيفتها ، لكنها تلبس الثياب الساترة لعورتها ؛ فأعتبر أن هذا ليس علة ، إلا لو تصوَّرنا أن الجلباب من حيث أنه ثوب واحد يستر المرأة من رأسها إلى قدمها هو ثوب واحد ، واعتبرنا كونه ثوبًا واحدًا قضية تعبُّدية ؛ يعني مكلَّفين بالتزام الشكل فيه ؛ فحينئذٍ تُعتبر هذه مخالفة أخرى حينما لا تلبس هذا الجلباب بحكم الوظيفة التي تعرَّضت هي لها ، واستعاضَتْ عنه بثياب أخرى تستر بها بدنها ، لكن الحقيقة أن الجلباب من حيث نوعه وشكله ليس أمرًا تعبُّديًّا ، ليس شكلًا مقصودًا بذاته ، وإنما هو وسيلة لستر عورة المرأة ، فإذا ما لبست المرأة أيّ امرأة سواء هذه أو أخرى تلتزم دارها ولا تخرج منه إلا لحاجة لها يجوز لها أن تلبس من الثياب ما شاءت في حدود الشروط التي كنت ذكرتُها في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " ولو كانت هذه الثياب ليست جلبابًا لغة ؛ أي : ليست قطعة واحدة ، فليكُنْ قطعتين فليكن ثلاث قطع ، لكن المهم أن تقوم هذه الثياب التي هي بديل الجلباب بنفس وظيفة الجلباب ، فإذا كان الأمر كذلك فلا ضيرَ بالنسبة لهذه الطبيبة ، بل ولا لغيرها ألَّا تلبس الجلباب وإنما تلبس ثيابًا تقوم بوظيفة الجلباب قيامًا كاملًا .
والخلاصة : خروج المرأة من بيتها خلاف الأصل ، ودخولها المستشفيات فيها رجال وفيها نساء فهذا الاختلاط لا يجوز في الإسلام . نعم ، أنا أرى أن لو كان هناك مستشفى خاص بمعنى الكلمة بالنساء ، فيكون مديرها المسؤول عن المستشفى امرأة ، والخَدَم امرأة ، والمرضى نساء وهكذا ؛ فلا بد في اعتقادي من وجود مثل هذا المستشفى في البلاد الإسلامية ، ولا بد حين ذاك من أن يقوم بشؤون هذا المستشفى النساء ، سواء كنَّ طبيبات أو مديرات أو خادمات أو نحو ذلك ، أما ما دام أنه جاء في السؤال أن هذا المستشفى فيه الاختلاط وفيه دخول ما أدري ما الذي سمَّيته في السؤال فرَّاش وغير الفرَّاش - أيضًا - قد يأتي أحيانًا ؛ فنحن ننصح - والحالة هذه - أن تتقي المرأة المسلمة المؤمنة ربَّها وأن تلزم بيتها ، وأن تَكِلَ الأمر إلى مَن لا تهتم بدينها اهتمامها هي بدينها .
هذا ما عندي .
السائل : جزاك الله خير .
السائل : سؤال : موظف بإحدى المصالح الحكومية اقتضى عليه الأمر أن يعمل في حجرةٍ كلها يعني كل مَن يعمل فيها من النساء ، وهو الوحيد وسطهنَّ ، وأحيانًا يكون لوحده في نفس الحجرة مع امرأة ، وأحيانًا مع أكثر من امرأة ، وقد لا يجد مخرج من هذا المأزق ، وهو يعلم حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه أنه : ( ما خَلَا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ) ، فكيف يتصرَّف هذا الرجل الموظف في مثل هذه الحالة ، والذي فُرِضَ عليه أن يعمل ... ؟
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 29
- توقيت الفهرسة : 00:49:39