السائل : ... .

الشيخ : التقدير لصدقة الفطر يحتاج إلى معالجة بسيطة ، ويستطيع كل إنسان أن يتولَّى ذلك بنفسه إذا أراد ألَّا يعتمد على النشرة التقليدية التي تصدر من دائرة الإفتاء ؛ لأننا نلاحظ أن النشرة لا تعطي الحكم الدقيق ، وإنما تعطي حكمًا ... والذي أعتقده أنه ينبغي أن يُعطي الحكم بدقة ، ثم على المزكِّي إن شاء أن يتوسَّع فالأمر كما قال - تعالى - : (( فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ )) .

أما طريقة التقدير فعندنا إخراج القمح ، صاع من الشعير ، نصف صاع من قمح ، وصاع من التمر ، أو صاع من الأقط ، أو صاع من الزَّبيب ، هذه الأشياء التي جاء النَّصُّ فيها في الحديث ، فإذا أردت أن تخرج قيمة صاع من هذه الصِّيعان فعليك أن تغترف - إذا كان الذي تُخرجه هو صاع كصاع من شعير مثلًا - تغترف أربع غرفات بكفَّين معتدلتين ، الأربع غرفات تساوي صاع ، تحطهم بهالميزان قديش طلع حقهم هدول ؟ بيقول لك - مثلًا - : ورقة ونص ليرتين ؛ هذا هو الواجب عليك لشخص واحد صاع من الشعير .

بدك من القمح بتأخذ نصف ؛ أي : غرفتين ، قديش حقهم هدول ؟ ورقة و ... ، أو ورقتين ؛ وهكذا كل إنسان يستطيع أن يُخرِج ما شاء من الزكاة بعد التحديد ، تعمل بدل الصاع صاعين فكما قلنا في الآية السابقة : (( فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ )) ، لكن ربَّ إنسان لا يستطيع أن يخرج المقدار الذي ... يقول لك : أنا فقير ، لكن لما تعطيه التحديد الدقيق تقول له : غرفتين من قمح ؛ يسهل عليه الأمر ، فيسارع إلى إخراج هذه الزكاة ، وهذا من فائدة التزام النصوص بدقة ... ففيما شرع الله فيه الزيادة فهنا يُقال كلمة العامة : " زيادة الخير خير " ، وأحسن من ذلك الآية السابقة ؛ لأن الآية جاءت في ... مَن يفطر في رمضان لمرض مزمن مثلًا ، أو بسبب حمل المرأة أو إرضاعها ، فقال - تعالى - : (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ ... )) ... .