نقاش حول الهجرة من فلسطين ، وصعوبة ذلك على المهاجرين ؛ حيث إن في ذلك تركًا لأراضي المسلمين لقمةً سائغةً لليهود ، وعدم وجود مَن يستقبل هؤلاء المهاجرين من بلاد المسلمين .
A-
A=
A+
السائل : مفهوم للجميع أن لما تقول هاجروا معناها فرِّغ ، ولما أهاجر تركت بيتي وأرضي ومكاني يستوعب اليهود أكثر فأكثر فأكثر ، فأنا بقول قد ساعدت على احتلال اليهود وتمكُّنهم من أرضنا ، وكذلك لو قلنا للأفغانيِّين : اخرجوا هاجروا ، وقلنا للبوسنة والهرسك : اخرجوا ، واللي في الفيلبين وفي ماليزيا وفي بورمة وفي غيرها : اخرج اخرج اخرج ، إلى ، أوَّلًا : إلى أين يخرجون ؟ هل هناك المسلم الحقيقي الذي يستقبل أخاه المسلم ؟ واحد .
ثانيًا : نكون بذلك قد تجمَّعنا في مكان فسَهْل القضاء علينا أو التدخل والدخول بيننا بأفكار وأشياء كثيرة جدًّا .
ثالثًا : الفقر المدقع ما في معين إلا الله - سبحانه وتعالى - .
الشيخ : نعم .
السائل : رابعًا خامسًا سادسًا .
الشيخ : إلى آخره .
السائل : حيترتَّب أشياء كثيرة على الهجرة بعكس هجرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - المؤيَّد من الله - سبحانه وتعالى - في كل خطوة صغيرة أو كبيرة واحد . ثانيًا : الأرض التي هاجر إليها أرض صالحة ، صالحة المنبت ، صالحة بأناسها ، صالحة بإسلام مَن أسلم في ذلك الزمن وفي تلك الفترة ، فاستقبلوهم بالغناء والفرح والسرور النابع من القلب ؛ فاستراح المهاجر عند أخيه المهاجر عندما آخا الرسول - عليه الصلاة والسلام - بين هذا وذاك ، أين نجد ؟ أين نجد هذه الطريقة ؟
الشيخ : أنا عم استناك لتنتهي .
السائل : نعم ، تفضل ، أنت فهمت قصدي .
الشيخ : قصدُك ليس جديدًا ، كل الناس يتكلمون هذا الكلام .
السائل : أنا والله ... .
الشيخ : لكن اسمح لي .
السائل : ... .
الشيخ : لا لا ، اسمح لي ، اسمح لي .
السائل : تفضل .
الشيخ : هل هذا الكلام شرعي ؟ نحن يجب - بارك الله فيك - . أبو إيش ؟
السائل : أبو مؤيد ، هذا ابني رقم خمسة ؛ الحمد لله .
الشيخ : ما شاء الله ، فيا أبو مؤيد .
السائل : تفضل .
الشيخ : قبل ما المسلم يعالج القضية بعقله لازم يعالجها بشرعه ، وإلا وقع في مطبَّات لا قِبَلَ له بها ، فالآن أنت قلت ما قاله كثير من هؤلاء .
السائل : والله لم أسمع ولم أقرأ منهم ، وإنما توارد أفكار .
الشيخ : معليش ، هو هذا .
السائل : تفضل .
الشيخ : لكن أنا أقول لكل مَن يقول هذا الكلام أو غيره ، ناقص أو زائد ما بيهمني : أصل الهجرة أصل الهجرة من بلد الكافر إلى بلد المسلم هذا ثابت شرعًا ولَّا لا ؟
السائل : شرعًا القضية ما في شك .
الشيخ : هذه واحدة ، هذه واحدة .
الهجرة من بلد احتُلَّ من الكافر وحكَّمَ في أهل هذا البلد المسلم نظامه الكافر ؛ هل يُشرع الهجرة منه أم لا ؟ هذا سؤال رقم اثنين ، مَن الذي يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال زيد وبكر وعمرو وعامة الناس أم هم كما قال - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ؟
السائل : سؤال .
الشيخ : بدك تطوِّل بالك عليَّ مثل ما أنا طوَّلت بالي عليك .
السائل : تفضل ، أنا فاكر انتهيت .
الشيخ : هذا ثانيًا .
ثالثًا : لو أن مسلمًا يعيش في مجتمع إسلامي ، لكن هذا المجتمع الإسلامي أو هذه الدولة المسلمة فيها بلاد مختلفة ، بلد منها تسرَّبت إليه ما يسمُّونه بالحضارة ، وبلد آخر في نفس الدولة لم تتسرَّب إليه ، وبالتالي هذا البلد من الناحية التربوية والأخلاقية يختلف عن الأول ؛ ألا يُشرع للمسلم المقيم في البلد الحضاري أن يهاجرَ من ذاك البلد إلى البلد الذي هو أنقى وأصفى خلقًا أم لا يُشرع ؟
السائل : واجب ، واجب .
الشيخ : بارك الله فيك ؛ لذلك فأنت وغيرك لما بينطلق من ذاك المنطلق العقلي المحض كل هذه المراحل التي أنا ذكرتها هو لم يقِفْ عندها ، وإنما عالج الموضوع من النواحي السلبية ، مثلًا ماذا قلتَ أنتَ ؟ قلت أن الرسول - عليه السلام - هاجر من مكة إلى المدينة وهو بلد فاضل ، ووجد هناك أناسًا ، طوِّل بالك .
السائل : نعم نعم .
الشيخ : طوِّل بالك .
السائل : تفضل .
الشيخ : بدك تعتبر جلستك هَيْ بلاء من الله ، لكن تذكَّر قوله - تعالى - : (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ )) ، فالبلاء بيكون هيك وهيك .
السائل : إن شاء الله خير .
الشيخ : فأنت قلت - بارك الله فيك - أن الرسول هاجر من مكة إلى المدينة ، والمدينة بلد طيِّب وله فضائله المعروفة ، وإلى شعبٍ كما قال - تعالى - : (( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ )) .
السائل : (( وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )) .
الشيخ : اسمح لي بقى ، هذا كله ذكرته أنت ... لكن نسيتَ نسيتَ بأنهم قد هاجروا إلى بلد الكافر قبل المسلم هاجروا مرَّتين إلى الحبشة .
السائل : فرارًا بدينهم .
الشيخ : ها ، إذًا لا تذكر الآن المدينة وهي حقٌّ ؛ أذكر الآن ما يشبه وضعنا الآن ، فرُّوا بدينهم ؛ فلماذا لا يفرُّ الفلسطينيون بدينهم من بلدهم الذي احتلَّه اليهودي الكافر والطاغي الفاجر لماذا لا يفرُّون بدينهم ؟ هذا شيء .
والشيء الثاني لما أنت بتقول أوَّلًا وثانيًا وثالثًا ورابعًا وخامسًا إلى آخره ، ما هو حصيلة أوَّلًا وثانيًا وخامسًا إلى آخره ؟ لا يجوز أن يفرَّ الفلسطيني الآن من فلسطين من أيِّ بلد الآن بأقول ، وأنا لي تفصيل في هذا المجال ؛ هل حصيلة هذه الكلمات أو هذه الأوَّليات أوَّلًا وثانيًا إلى آخره أنه لا يجوز للمسلم الفلسطيني أن يفرَّ بدينه من اليهود ؟! أرجو أن يكون الجواب واضحًا يجوز أو لا يجوز ؟
السائل : شيخ .
الشيخ : لا ، عفوًا عفوًا .
السائل : بدي أجاوب أنا .
الشيخ : لا لا ، أنت جواب حر ، بس أنا أضع أمامك أنُّو يكون جوابك مختصر حتى ما نتيه في الجواب وفي البحث والمناقشة ، ولك أن تفصِّل ، أنا سؤالي : هل معنى كلامك أنت ولَّا غيرك أنُّو لا يجوز للفلسطيني أن يُهاجر من طغيان اليهود وفسق اليهود من فلسطين أم يجوز ؟ قل ما شئت ، أنا لا أفرض عليك ماذا تقول ، قل : يجوز ، قل : لا يجوز ، وإذا اتَّفقنا ما في حاجة للتفصيل ، صح ولَّا لا ؟
السائل : صح .
الشيخ : أما إذا اختلفنا فلك أن تلقي محاضرة ؛ شو رأيك يجوز أم لا يجوز ؟
السائل : الجواب : يجوز ، لكن النتيجة عند الجواز .
الشيخ : اسمح لي بقى ، اسمح لي .
السائل : تفضل .
الشيخ : أنا قلت آنفًا - بارك الله فيك - : إذا كان جوابك يوافق ما بدها مناقشة .
السائل : انتهى النقاش .
الشيخ : وإذا كان مو موافق فأنت بقى بتلقي محاضرتك ، فأنا أنت قلت : يجوز ، وأنا معك أقول : يجوز ؛ اتفقنا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، الآن هذا الأمر الجائز مرحلة ثانية ، وأرجوك أن تكون معي كما عهدْتُك من أول اللقاء إلى آخره ، منطقيًّا هذا الأمر الجائز لا يصل إلى مرتبة المستحب ؟
السائل : شرعًا طبعًا مستحب .
الشيخ : ها ؟ مستحب ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، سأقول : أَتَرى كيف أنُّو البحث المنطقي بيوفِّر على المتباحثين كلام كثير ووقت طويل وإلى آخره ؛ ليه ؟ لأنُّو الأسلوب العلمي الهادئ هو اللي بيقرِّب بين الناس ، والعكس بالعكس تمامًا ؛ معالجة المواضيع بالحماس وبالعواطف الجامحة يُبعِد الناس بعضهم عن بعض ، والواجب أن يتقاربوا ؛ (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )) ؛ (( لِتَعَارَفُوا )) .
الآن السؤال - ولعله الأخير - : هذا الأمر المستحب يمكن أن يرتقي ولو في بعض الأحيان من مرتبة الاستحباب إلى مرتبة الوجوب ؟
السائل : ممكن .
الشيخ : ممكن ، حسنًا ؛ جزاك الله خير .
متى ؟
لا ، ريِّح بالك ، لا لا ، ريِّح بالك ، أنا ريَّحتك بهالأسئلة والأجوبة .
السائل : وصَّلتني إلى شيء من بعدها ما أقدر أتكلم .
الشيخ : طيب .
السائل : وصَّلتني للمرحلة النهائية .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله .
السائل : وأغلقت جميع الأبواب والنوافذ حتى .
الشيخ : طيب ، بالحق أم بالباطل ؟ ها يا أبو المؤيد ؟
السائل : حقًّا إن شاء الله .
الشيخ : بارك الله فيك .
السائل : ما هو بس الإنسان برضو في الواقع اللي احنا فيه .
الشيخ : أنا بأذكِّرك بآية ، بأذكِّرك بآية ؛ لأنُّو الحقيقة هالآية هَيْ حينما الناس يعني ينسَونها تقع المشكلة ، ولَّا هذا البحث المنطقي العلمي لا يمكن لمسلم أن يُخالفه إطلاقًا ، ولو لم يكن عالمًا يُشار له بالبنان ، يكفي أنُّو يكون عنده شيء من الثقافة ويكون مخه عقله نظيف ، ها .
أنا بأقول آنفًا وأنت أجبْتَ عن السؤال ، لكن ما كمَّلت المشوار معي ، قلنا واتَّفقنا بهذا التسلسل العلمي المنطقي أنُّو هذا مستحب ، يمكن في بعض الأحيان على الأقل أن يرتَقِيَ إلى مرتبة الوجوب ، ممكن أنت بقناعتك الشخصية مو قناعتي أنا تعطيني حالة بيصير هذا الأمر المستحب واجبًا ؟
السائل : غير هَيْ الحالة ولَّا نفس الحالة ؟
الشيخ : أي حالة ، أي حالة .
السائل : كل الأمور فيها .
الشيخ : إذًا .
السائل : المستحبة بدها تصير واجبة .
الشيخ : كل الأمور ؟
السائل : تقريبًا .
الشيخ : لا ، بدنا تحديدًا [ الشَّيخ يضحك ! ] .
السائل : أنا بعرف ما دام مستحب وحلال وحلَّلَه الله إذًا بيكون واجب .
الشيخ : لا ، ما في تلازم أبدًا .
السائل : ما في تلازم .
الشيخ : أبدًا ، هذا أمر طبيعي جدًّا ؛ يعني الآن تقوم تصلي ركعتين صلاة الضحى مو مستحب ؟ مستحب .
السائل : لكن ليس واجبًا .
الشيخ : لكن ما بيصير واجب .
السائل : نافلة نافلة نعم .
الشيخ : وعلى ذلك فقِسْ ، لكن أنا لأمرٍ ما قلت أنُّو هذا المستحب في بعض الأحيان .
السائل : يصل .
الشيخ : يصل ولَّا لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، الآن - بارك الله فيك - .
أنتم الأصل من فلسطين ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، من أيِّ جهة ؟
السائل : من جهة " طولكرم " .
الشيخ : " طولكرم " ، فأنتم أعرف بما وقع منكم معشر الفلسطينيين وهو : فيه لاجئين وفيه نازحين ، هؤلاء اللاجئين وهؤلاء النازحين هل عصوا الله - عز وجل - حينما لجؤوا ونزحوا ؟! قلها : لا ، ما بدها وقفة .
السائل : عصيان .
الشيخ : صح ؟ ما في عصيان . طيب ، يأتيك الآن .
السائل : فيه إجبار .
الشيخ : نعم .
السائل : فيه إجبار خلَّاهم ينزحوا .
الشيخ : عفوًا ما فهمت ، فيه إيش ؟
السائل : إجبار من العدو .
الشيخ : آ .
السائل : أو رهبة من العدو وما يحصل لهم ؛ فكان السبب في هجرتهم ، ما كانت هجرة كهجرة إسلامية ... .
الشيخ : معليش .
السائل : تفضل .
الشيخ : الآن رجل فرَّ بنفسه نجاةً من الموت ، وآخر فرَّ بدينه أيُّما أفضل عند الله ؟
السائل : اللي فرَّ بدينه .
الشيخ : أليس كذلك ؟!
طيب ، فالذي فرَّ من الموت لا يكون عاصيًا ؛ أي : اللاجئين والنازحين ليسوا بعصاة ، فبعض الناس فرُّوا بدينهم ونجوا بذراريهم من أن == يشمَلَهم فسق اليهود وتبُرُّج اليهود وخلاعة اليهود ، وأنتم يمكن أدرى منَّا بكثير أنُّو فتيات مسلمات الآن بيلبسوا الشورت على طريقة اليهود ، ما رأيت ، لكن رآه كثيرون ونقلوا لنا ، وأنا ما رأيت بطبيعة الحال .
السائل : نسمع ، نعم .
الشيخ : المقصود ؛ فإذا كان الذين فرُّوا بأبدانهم من الموت من == لاجئين ونازحين ؛ ما ارتكبوا إثمًا ، فالذين يفرُّون بدينهم وبأخلاقهم هل هم يعني أيضًا ؟
السائل : أعظم درجة .
الشيخ : بارك الله فيك .
نحن الآن نطبِّق النصوص الواردة في الهجرة على هؤلاء الذين لا يزالون في فلسطين ، الآن اليهود يفعلون في الفلسطينيين والبلاد الفلسطينية أكثر ممَّا فعلوا باللاجئين والنازحين ، أكثر لا تنسَ من الناحية الدينية ، ها ؛ فالآن يخرِّبون المساجد ، ويحوِّلون المساجد إلى خمَّارات أو دواب أو أو إلى آخره ، فإذا فرَّ بعضُ المسلمين بدينهم أليس لهم أسوة بالصحابة الذين فرُّوا من مكة البلد المقدس الأول إلى الحبشة بلاد النصارى ؟ مرَّتين ، نعم لهم أسوة بذلك .
أخيرًا : هؤلاء الذين لجؤوا ونزحوا هل أفرغوا البلاد لليهود ؟ قلها صراحة : نعم أفرغوها ؛ أليس كذلك ؟!
السائل : ... كلامي نعم .
الشيخ : كويس ، لكن أنت مع ذلك قلت : لا ، ما هن آثمين ، مع ذلك قلت : ما هن آثمين ، وقولك الحق والصدق ؛ لأنهم نجوا بأنفسهم إلى الموت ؛ فلماذا الآن يُتَّخذ هذا الموقف الحار بالنسبة لرجل ينصح إخوانه المسلمين ألَّا يظلُّوا مُستعمَرين من اليهود ؛ بحجة أنُّو هدول إذا خرجوا بيسلموا بلاد فلسطين لليهود لقمة سائغة ، هذا - بارك الله فيك - من الناحية الدينية ، لكن أنا أسألك الآن .
السائل : نعم .
الشيخ : هل اليهود عاجزون - وهذا بحث سياسي ، ولعلك لا تخشى الخوض فيه إن شاء الله - ؛ هل يعجز اليهود عن إعادة الكرَّة على البقية الباقية من المسلمين الفلسطينيين أنُّو يهجِّروهم رغم أنوفهم ؟
السائل : ما أحد يمنعهم .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ما أحد يمنعهم .
الشيخ : ما أحد ، طيب ؛ فلماذا نحن ننتظر مثل هذه أو هذا التهجير خلِّينا نقول رغم أنوف المسلمين ولا نقول لهم كما قال ربُّ العالمين : (( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) ؟!
أظن أنُّو هذا البحث على إيجازه واختصاره - ولك الفضل في ذلك حيث تجاوبت معي في الاختصار - يُقضى على كل أول وثاني وثالث ، بقي شيء واحد وهو - وهذا قيل في الخطب وقيل في الجرائد - : إلى أين يذهبون ؟ هذا " الفقير " في خطبته وهي نص عبارته : أربعة خمسة ، قال في الفلسطينيين إذا هاجروا إلى عمان أو الأردن مستنكرًا عليهم ، نص عبارته : " يأتون إلينا شو بيساووا هون ؟ " ، هذا كلامه في الخطبة ، أنا بأقول الآن : هؤلاء - قلت أنت آنفًا - وين بدهم يروحوا ؟ يا أخي ، هذا كلام مش وارد ، ربنا - عز وجل - من لطفه بعباده يقول : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) وأنا أضرب لك مثلًا بركن من أركان الصلاة ؛ وهو أن الفريضة لا تصح كما تعلم إلا قائمًا ؛ لأن الله قال : (( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) ، طيب ، واحد ما بيستطيع يصلي قائمًا شو بيساوي ؟
السائل : جالسًا .
الشيخ : جالسًا ، هل يُقال له : قُمْ - يا أخي - صلِّ قائمًا ؟ لا ، فالآن لماذا نحن - ولا مؤاخذة يا أبو المؤيد - لماذا نتغافل عن هذه الحقيقة ؟ لماذا لا نقول : يُستحب ؟ هذا أقل شيء ، إن لم نقل : يجب على الفلسطينيين كما أقول أنا ؟! وأنا أتقرَّب إلى الله بهذه الفتوى لو قامت الدنيا ؛ لماذا لا نقول : يجب على الفلسطينيين أن يهاجروا من فلسطين إلى أيِّ بلد إسلامي إذا استطاعوا ؟ لماذا لا نربط المسألة بالاستطاعة ونقول : وين بدهم يروحوا ؟ يا أخي ، إذا ما كان في وين بدهم يروحوا أنا أول واحد بأقول : ابقوا مكانكم ، أنا انتهيت الآن .
السائل : تسمح لي كلمة أخيرة .
الشيخ : أنا انتهيت الآن .
السائل : أعتقد اللقاء أوشك على النهاية .
الشيخ : تفضل .
السائل : كلمة أخيرة ؛ كل ما قلته صحيح مئة في المئة ، لكن أؤيد الرأي عدم الهجرة لسبب : لو طبَّقنا هذا الآن على جميع المسلمين ، والمسلمين تعرف الآن منتشرين في جميع أنحاء القارات ، منهم قلَّة ، ومنهم ثلاثين في المئة ، وعشرين في المئة ، وعشرة في المئة ؛ ما في دولة في العالم إلا فيها نسبة من المسلمين ؛ سواء صغرت هذه النسبة أو كثرت ، انخفضت أو عَلَت .
الشيخ : طيب .
السائل : لو أردنا أن نطبِّق هذا المبدأ ، أو كما قلت : أين يتَّجهون ؟ ما المصدر الذي يموِّن هؤلاء المنتقلين التاركين لبيوتهم وأراضيهم و و و كل ما يملكون إلى مكان آخر ؟ هل يجدون ما كان متوفِّر لهم في بلادهم ؟ لا .
الشيخ : لا .
السائل : واحد ، ثانيًا : تضيق - إذا قلنا انتقل إلى بلد واحد - تضيق هذه البلد .
الشيخ : بس مين قال بلد واحد ؟ (( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً )) .
السائل : الأرض واسعة .
الشيخ : طيب .
السائل : بدنا أرض نزرع ... .
الشيخ : يا أبو المؤيد - بارك الله فيك - أنت لا تضيِّقها والله موسِّعها ، لا تقول : بلد واحد .
السائل : أرض الله مزبوط ، كلها أسباب يا شيخ .
الشيخ : لا تقول بلد واحد .
السائل : أين البلد الإسلامي كما قلت لك الذي سيناصر أخوه المسلم ويأتيه ؟
الشيخ : مو شرط ، مو شرط .
السائل : ... شرط أساسي أخي ، بدي أعيِّش عيالي .
الشيخ : أبو المؤيد - بارك الله فيك - ، الذين هاجروا إلى الحبشة ماذا فعلوا ؟ مَن آواهم ؟ أنا أريد أذكِّرك بآية في نهاية المطاف : (( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ )) آية في القرآن الكريم .
السائل : نعم نعم .
الشيخ : ما بيجوز - بارك الله فيك - أنا الآن أنصحك ، أنصحك لله ؛ لا تتكلم بهذا الكلام ؛ لأنك بهذا الكلام تُعارض حكم الله ؛ وبخاصة أنُّو انتهينا نحن يا أخي ؛ يستطيع أن يهاجر يجب أن يهاجر ، لا يستطيع أن يهاجر لا يجد أيَّ بلد في العالم الإسلامي يسمح له بالدخول ؛ نقول : ابقَ حيث أنت ، انتهت القضية ، " لماذا وضع العصا في العجل " كما يقال اليوم ؟
السائل : نحن ... على فلسطين الآن ، على جميع المسلمين في كل مكان الآن .
الشيخ : يا أخي ، ما اختلفنا .
السائل : فلسطين ... .
الشيخ : أنا ما عم أقول ، أنا بالعكس أنا ما أقول .
السائل : أنت قلت : المسجد وما المسجد ، واليهود بيعملوا ؛ عندما تُفرَّغ الأرض هل يسلم المسجد ؟ هل يسلم المقدسات ؟ لا تسلم .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
السائل : لا إله إلا الله .
الشيخ : بارك الله فيك ، انظر تذكَّر كل النصوص التي أورَدْتُها لك من شرعية ومن عقلية ، و (( أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )) ، ( والدين النصيحة ) ؛ اترك عقلك لدينك ، اترك عقلك لدينك ، دينك بيقول لك : (( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ )) ، شو معنى : (( اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ )) ؟ يعني خذوا أراضيكم ، خذوا أموالكم ؟ لا ، فرُّوا بدينكم ، هذا معنى الآية ، الآن أنت بتقول : وين يروحوا ؟ بتعيد نفس الكلام اللي قاله هذا هالغير الموفق اللي بيقول لك إيش ؟ " شو بيجوا بيساووا هون ؟! " ، أنا بأقول : شو بيجوا بيساووا هون ؟ أنت الآن شو قلت ؟ الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وجدوا الأنصار ؛ طيب ، لماذا لا يجدون أنصارًا هنا المهاجرين ؛ لأنُّو ما في مسلمين حقًّا .
السائل : لما نطبِّق كل شيء ، ولما تطبِّق القاعدة الأساسية يطبِّقوه المسلمين ، ويعرفوا المهاجرين أنُّو هجروا مسلمين حقيقين يستقبلوهم في كل شيء نقول لهم : ... .
الشيخ : لا ، مو هيك الشرع ، مو هيك الشرع .
السائل : ... أدري والله أنا عارف الشرع ، لكن والله ما واجد حاجة ، وتقول له : طبِّق ، اترك بيتك ، تعال في العراء أنت وأولادك لا أكل ولا شرب ولا مساعدة ولا معونة ولا عمل !!
الشيخ : يا شيخ ، الله يهدينا يا أبو المؤيد .
السائل : جميع إن شاء الله .
الشيخ : يا شيخ ، هذا كلام لا يُقال ، المسلم لا يجوز أن يقوله ، الله - عز وجل - ما ينسى عباده من رزقه وفضله ، يا شيخ هدول اللي هاجروا من مكة إلى الحبشة لوين راحوا ؟ مين آواهم ؟ مين نَصَرَهم ؟
السائل : كلهم خمسة ستة سبعة .
الشيخ : مين قال لك : خمسة ستة سبعة ؟
السائل : ولا بيطلعوا سبعة أمام آلاف الملايين .
الشيخ : مين قال لك : خمسة ستة سبعة ؟ شايف أنت كيف هلق عم تصغِّر العدد منشان تسليك الأمر ؟
السائل : يا سيدي ، معدودين على أصابع اليد ، كم كانوا ؟
الشيخ : لا يا سيدي ، أكثر ، كانوا سبعين شخصًا .
السائل : اثنين وسبعين ، نعم .
الشيخ : إي الله يهديك ، سبعين صاروا إيش ؟ معدودين !!
سائل آخر : ربهم واحد السبعين ولا مئة مليون .
الشيخ : آ ، ما في فرق .
سائل آخر : الرب واحد يا أبو مؤيد .
الشيخ : يا أخي ، هَيْ راح تصير القضية مثل قضية الأنصار القطن .
السائل : ... مش واحد .
سائل آخر : الرب واحد ، الرب الرزاق أهل ثمانية وأربعين ألوف مؤلفة جاؤوا هنا على مخيمات ، ورب العالمين يسَّر لهم أسباب الرزق ، والآن - ما شاء الله - من أغنى الأغنياء في هذه البلاد وفي السعودية وفي مصر وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان .
السائل : لا ، من أغنى الأغنياء لا ؛ إذا قِسْنا أغنى الأغنياء على خمسة ستة بطرق الله أعلم كيف غنيوا ، ما نقيس كل المهاجرين وكل المغادرين .
سائل آخر : باقي إن لم نقل .
السائل : هي احنا ثمانية وثلاثين سنة بالسعودية لا غنينا ؛ حتى الآن ما عندي بيت .
سائل آخر : يا سيدي العزيز .
السائل : نعم .
سائل آخر : ألم يكتفوا ؟! يكفي الكفاف ، أقل ما يقال فيها الكفاف ، والحمد لله .
الشيخ : ما حدا مات منهم جوعًا ، ما حدا مات منهم جوعًا أبدًا ، ثم بدي أسألك أخيرًا : هدول تبع البوسنويين إن شاء الله بتقولوا لهم خلِّيكم تحت ضربات الصِّرب والكَرَوات بهذا المنطق هذا المادي المحض : " حافظوا على أرضكم " ؟ تميتوهم يعني وتهلكوهم دينًا وبدنًا !!
السائل : ... نساعدهم ... .
الشيخ : لا تحيد أرجوك ، لا تحيد ، الآن نحن نحن في عندنا مهاجر وفي عندنا مُهاجَر إليه ، لما بنتكلَّم عن المهاجَر إليه نعرف شو بدنا نقول عنهم ، لكن نحن الآن عم نتكلَّم عن المهاجرين ، هؤلاء البوسنويين أتقولون أنه لا يجوز لهم الهجرة ؟
السائل : بمنطق اليوم نقول لهم : آ ، إذا بدكم تحافظوا البقعة اللي فيها ... .
سائل آخر : ولكن بقاؤهم .
السائل : لكن يهاجر مع لندن ، وهذا هولندا ، وهدولي بيستوعبوا مئة ، وهدول بينصِّروا أطفالهم ؛ هذا ما !!
الشيخ : حدْتَ حدْتَ ، الموضوع بيتشعَّب إلى شُعَب ، قلت لك آنفًا : موضوع يتعلق بالمهاجِر ، وموضوع يتعلق بالمهاجَر إليه ، وموضوع يتعلق بالبلد الذي يهاجر إليه ؛ فالمسألة لها شُعب ، بحثنا الآن الذي أثير بخبث ومكر وقلة دين وخلق أنُّو الشَّيخ الألباني يقول بوجوب هجرة الفلسطينيين ليس فقط هجرة فلسطينيين ، وهَيْ أخونا ومَن يحضر دروسنا ؛ كل مَن كان من المستضعفين في الأرض في أيِّ بلد من بلاد الدنيا يجب أن يهاجر ؛ لا لينجو من القتل فقط ، وإنما لينجو بدينه وبذرِّيَّته ؛ لأننا نعلم - وربما أنت تعلم أيضًا - بأنُّو ناس هاجروا من بعض البلاد الإسلامية إلى أمريكا منذ خمسين ستين سنة ذهبت ذرِّيَّتهم وصار اسمه " جورج بن أحمد بن محمد " .
السائل : ونعرف كثيرين .
الشيخ : تعرف هذا ؛ فإذًا - بارك الله فيك - موضوعنا ليس خاصًّا بالفلسطينيين ، لكن الآن باعتبار أنُّو الداء بجانبنا أُثِيرَ هذا الموضوع كبحث علمي ، فاستُغِلَّ كبحث سياسي ، فأنا بأقول : كلُّ المستضعفين في الأرض يجب عليهم أن يهاجروا في سبيل الله - عز وجل - ، وقال : (( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ "" مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً )) .
السائل : (( يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا )) .
الشيخ : (( يَجِدْ فِي الْأَرْضِ )) ، نعم ، (( مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً )) ؛ فإذًا هذه نصوص قرآنية نحن ننريد أن نطبِّقَها ؛ مَن ؟ المسلم الذي يستجيب لله وللرسول ، فالآن نحن أُصِبْنا في البوسنة والهرسك .
السائل : وهو في كل مكان .
الشيخ : وهو في كل مكان ، هل نقول لهؤلاء : موتوا في أرضكم محافظةً على أموالكم ، على بيَّاراتكم ؛ ولو أضَعْتم دينكم وذرِّيَّتكم ؟ انجوا بأنفسكم وبدينكم ، فنحن نقول للبوسنويين الآن : إياكم أن تبقوا هناك تحت سلطة الصِّرب والكَرَوات وإلى آخره ، هاجروا ، والله لما بيقول القائل : والله أنا ما أستطيع أن أهاجر ؛ فأنا بأقول له : استطِعْ ؟ الله ما بيقول له : استطِعْ ، الله ما بيقول له ؛ لذلك المسألة أوَّلًا علمية ثم عملية .
ضربت لك مثلًا آنفًا : (( قُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) هذا هو العلم ، والله أنا ما أستطيع ، أنا مريض ما أستطيع ، بيقول لك الرسول : ( صلِّ قائمًا ؛ فإن لم تستطع فقاعدًا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ) ؛ إذًا العوارض هذه لا تُبحَث الآن ، نحن نبحث أصل المسألة ؛ هل القيام ركن من أركان الصلاة ؟ نعم ، ومعنى ذلك أنه يجب أن يصلي قائمًا ؟ نعم ، لكن فلان ما يستطيع ؛ ها ما تستطيع ما حدا بيقول لك : استطِعْ ؛ كذلك البحث في الهجرة ليس من فلسطين فقط ؛ من كل بلاد الدنيا التي يُذَلُّ المسلمون فيها ، تدري هذا الإنسان إيش قال ؟
شوف كيف !! الله أكبر الله أكبر ! " ما أرى إلا أن الهجرة واجبة من الجزائر " ، ها صفحة ثلاثة صفحة اثنتين : " ما أرى إلا أن الهجرة واجبة من الجزائر إلى تل أبيب " !!
السائل : الله أكبر !
الشيخ : إلى تل أبيب يا شيخ ؛ إذًا فيه هجرة ، فيه هجرة ، مو ما في هجرة ؛ هذا الرجل يقول في خطبة على ملأ من الألوف من الناس ولا في واحد يكون عنده قليل من العلم ، قليل من العقل والمنطق يقول : إذا كنت أنت بتقول أنُّو يهاجر من الجزائر إلى تل أبيب فالشَّيخ بيقول : يهاجر من فلسطين المحكوم من تل أبيب إلى أيِّ بلد إسلامي ، تُرى هل يمكن أنُّو يهاجر الجزائر إلى تل أبيب ؟ نقول - مثلًا - سياسيًّا مش ممكن ، لكن هو عم يقرِّر حكم شرعي ؛ ليه ؟ في زعمه هو لأنُّو العدالة متحقِّقة تحت سلطة اليهود أكثر ؛ هكذا يقول هذا الإنسان ؛ فبارك الله فيك - يا أبو المؤيد - موضوعنا ذات جانبين .
السائل : فرصة سعيدة .
الشيخ : وبارك الله فيكم جميعًا .
السائل : شكرا لك يا شيخ .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
السائل : شكرًا .
الشيخ : وعدم المؤاخذة أنُّو جَرَّنا الحديث إلى أن نختلف قليلًا ، لكن - إن شاء الله - اتَّفقنا أخيرًا .
السائل : اختلاف فيه الفائدة إن شاء الله .
الشيخ : وأهلًا وسهلًا .
السائل : حياك الله يا شيخ .
الشيخ : شرَّفت يا أخي .
السائل : أعطاك الله الصحة والعافية .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
...
الشيخ : كويس ، أخونا " أبو اليسر " ما هو حزبي وعلى الكتاب والسنة ، وهذا خير لك .
السائل : يعني درستها ... .
الشيخ : هذا خير لك ، خير لك إن شاء الله .
السائل : تمام يا شيخ ، أنا بعثتك تدرس هون تفتِّش لي على جلسات وأحزاب وفلان وعلان .
الشيخ : إي .
السائل : درَّستك لهدف واحد .
سائل آخر : بدهم يمشوا .
الشيخ : كيف ؟
السائل : هو الدراسة يا أبي .
الشيخ : بدهم يمشوا .
سائل آخر : قدرًا يا عم أبو مؤيد ، هو الآن .
...
السائل: السم في العسل .
الشيخ : في الدسم .
السائل : أو في الدسم أو في العسل ، والآن هذا ما فيه تمييز بين الأشياء هَيْ ؛ فأنا أرجو .
الشيخ : لا ؛ يميِّز إن شاء الله .
السائل : الأب يرجو ابنه أمام شيخ عالم فاضل أنُّو يبتعد عن مثل هذه .
الشيخ : عن الحزبيات .
السائل : وأعتقد تؤيدني يا شيخ .
الشيخ : نضمُّ صوتنا إلى صوت الوالد الكريم .
سائل آخر : أنا تركتهم حاليًّا .
السائل : مش حاليًّا يا أبي ، نهائيًّا قول ، حاليًّا إذا ممكن ترجع ، لكن - إن شاء الله - وعد يكون نهائي .
الشيخ : إذًا .
السائل : وأنا حرصي عليك يا أبي ، شايف ؟ حرصي أنك تؤدي رسالتك ... .
الشيخ : امشِ معه ، أقم كلمة حاليًّا .
السائل : آ ، بيعرف إيش معناها الشَّيخ حاليًّا إيش معناها ؛ نهائيًّا .
الشيخ : وحط بدلها أبديًّا .
السائل : ما شاء الله ! يحسن ختام الجميع ، ويعطينا الصحة والعافية .
الشيخ : اللهم آمين .
السائل : والسير على الطريق المستقيم .
الشيخ : نمشي على الصراط المستقيم .
السائل : إن شاء الله للجميع .
الشيخ : طيب نراكم .
سائل آخر : فيه طلب أخير يا شيخ .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
سائل آخر : في أخوي هذا لا ... .
الشيخ : كيف .
سائل آخر : أخي هذا اللي جاي .
الشيخ : آ .
سائل آخر : هنا لعمان ، صار له ثمان سنوات ما جاء على عمان .
الشيخ : ما شاء الله .
سائل آخر : يعني إذا في فرصة مثلًا يتقابل معاك أو .
الشيخ : بدو يقيم هنا يعني ؟
السائل : لا لا ، الإجازة أسبوعين تقريبًا .
الشيخ : على كل حال في مسجد " صلاح الدين " يكون اللقاء هناك .
سائل آخر : درس الجمعة .
الشيخ : إن شاء الله .
سائل آخر : جزاك الله خير .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
السائل : شكرًا .
الشيخ : تشرَّفنا يا أخي ، أهلًا وسهلًا .
السائل : ما تزعلش مني إذا .
الشيخ : إن كنا أسأنا إليك فمعذرة سلفًا سلفًا .
السائل : النقاش جميل والحمد لله .
سائل آخر : والله - شيخي - أبو مؤيد الحق يقال : أنُّو ما شاء الله في نقاشه .
السائل : أنا إذا كنت خرجت .
الشيخ : إذًا (( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )) .
السائل : عن الأدب ، إذا خرجت عن أدب أو علم أو شيء برضو أنا أمام عالم .
الشيخ : عفوًا ، ما رأينا منك إلا الخير .
السائل : إن شاء الله !
الشيخ : وهذا بيشجِّعني الآن لطفك بيشجِّعني الآن أقدِّم لك نصيحة .
السائل : تفضل .
الشيخ : وهو .
السائل : تفضل تفضل .
الشيخ : ابنك ما بيصير يكون أحسن منك أنت .
السائل : إن شاء الله ، فهمت ، فهمت .
الشيخ : طيب .
السائل : إن شاء الله .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
سائل آخر : جزاك الله خير .
الشيخ : سبحان الله !
السائل : يعني لو بدي ما قلت ، السلام عليكم ، أنا مرح جدًّا ... فاعذرني إذا .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
ثانيًا : نكون بذلك قد تجمَّعنا في مكان فسَهْل القضاء علينا أو التدخل والدخول بيننا بأفكار وأشياء كثيرة جدًّا .
ثالثًا : الفقر المدقع ما في معين إلا الله - سبحانه وتعالى - .
الشيخ : نعم .
السائل : رابعًا خامسًا سادسًا .
الشيخ : إلى آخره .
السائل : حيترتَّب أشياء كثيرة على الهجرة بعكس هجرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - المؤيَّد من الله - سبحانه وتعالى - في كل خطوة صغيرة أو كبيرة واحد . ثانيًا : الأرض التي هاجر إليها أرض صالحة ، صالحة المنبت ، صالحة بأناسها ، صالحة بإسلام مَن أسلم في ذلك الزمن وفي تلك الفترة ، فاستقبلوهم بالغناء والفرح والسرور النابع من القلب ؛ فاستراح المهاجر عند أخيه المهاجر عندما آخا الرسول - عليه الصلاة والسلام - بين هذا وذاك ، أين نجد ؟ أين نجد هذه الطريقة ؟
الشيخ : أنا عم استناك لتنتهي .
السائل : نعم ، تفضل ، أنت فهمت قصدي .
الشيخ : قصدُك ليس جديدًا ، كل الناس يتكلمون هذا الكلام .
السائل : أنا والله ... .
الشيخ : لكن اسمح لي .
السائل : ... .
الشيخ : لا لا ، اسمح لي ، اسمح لي .
السائل : تفضل .
الشيخ : هل هذا الكلام شرعي ؟ نحن يجب - بارك الله فيك - . أبو إيش ؟
السائل : أبو مؤيد ، هذا ابني رقم خمسة ؛ الحمد لله .
الشيخ : ما شاء الله ، فيا أبو مؤيد .
السائل : تفضل .
الشيخ : قبل ما المسلم يعالج القضية بعقله لازم يعالجها بشرعه ، وإلا وقع في مطبَّات لا قِبَلَ له بها ، فالآن أنت قلت ما قاله كثير من هؤلاء .
السائل : والله لم أسمع ولم أقرأ منهم ، وإنما توارد أفكار .
الشيخ : معليش ، هو هذا .
السائل : تفضل .
الشيخ : لكن أنا أقول لكل مَن يقول هذا الكلام أو غيره ، ناقص أو زائد ما بيهمني : أصل الهجرة أصل الهجرة من بلد الكافر إلى بلد المسلم هذا ثابت شرعًا ولَّا لا ؟
السائل : شرعًا القضية ما في شك .
الشيخ : هذه واحدة ، هذه واحدة .
الهجرة من بلد احتُلَّ من الكافر وحكَّمَ في أهل هذا البلد المسلم نظامه الكافر ؛ هل يُشرع الهجرة منه أم لا ؟ هذا سؤال رقم اثنين ، مَن الذي يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال زيد وبكر وعمرو وعامة الناس أم هم كما قال - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ؟
السائل : سؤال .
الشيخ : بدك تطوِّل بالك عليَّ مثل ما أنا طوَّلت بالي عليك .
السائل : تفضل ، أنا فاكر انتهيت .
الشيخ : هذا ثانيًا .
ثالثًا : لو أن مسلمًا يعيش في مجتمع إسلامي ، لكن هذا المجتمع الإسلامي أو هذه الدولة المسلمة فيها بلاد مختلفة ، بلد منها تسرَّبت إليه ما يسمُّونه بالحضارة ، وبلد آخر في نفس الدولة لم تتسرَّب إليه ، وبالتالي هذا البلد من الناحية التربوية والأخلاقية يختلف عن الأول ؛ ألا يُشرع للمسلم المقيم في البلد الحضاري أن يهاجرَ من ذاك البلد إلى البلد الذي هو أنقى وأصفى خلقًا أم لا يُشرع ؟
السائل : واجب ، واجب .
الشيخ : بارك الله فيك ؛ لذلك فأنت وغيرك لما بينطلق من ذاك المنطلق العقلي المحض كل هذه المراحل التي أنا ذكرتها هو لم يقِفْ عندها ، وإنما عالج الموضوع من النواحي السلبية ، مثلًا ماذا قلتَ أنتَ ؟ قلت أن الرسول - عليه السلام - هاجر من مكة إلى المدينة وهو بلد فاضل ، ووجد هناك أناسًا ، طوِّل بالك .
السائل : نعم نعم .
الشيخ : طوِّل بالك .
السائل : تفضل .
الشيخ : بدك تعتبر جلستك هَيْ بلاء من الله ، لكن تذكَّر قوله - تعالى - : (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ )) ، فالبلاء بيكون هيك وهيك .
السائل : إن شاء الله خير .
الشيخ : فأنت قلت - بارك الله فيك - أن الرسول هاجر من مكة إلى المدينة ، والمدينة بلد طيِّب وله فضائله المعروفة ، وإلى شعبٍ كما قال - تعالى - : (( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ )) .
السائل : (( وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )) .
الشيخ : اسمح لي بقى ، هذا كله ذكرته أنت ... لكن نسيتَ نسيتَ بأنهم قد هاجروا إلى بلد الكافر قبل المسلم هاجروا مرَّتين إلى الحبشة .
السائل : فرارًا بدينهم .
الشيخ : ها ، إذًا لا تذكر الآن المدينة وهي حقٌّ ؛ أذكر الآن ما يشبه وضعنا الآن ، فرُّوا بدينهم ؛ فلماذا لا يفرُّ الفلسطينيون بدينهم من بلدهم الذي احتلَّه اليهودي الكافر والطاغي الفاجر لماذا لا يفرُّون بدينهم ؟ هذا شيء .
والشيء الثاني لما أنت بتقول أوَّلًا وثانيًا وثالثًا ورابعًا وخامسًا إلى آخره ، ما هو حصيلة أوَّلًا وثانيًا وخامسًا إلى آخره ؟ لا يجوز أن يفرَّ الفلسطيني الآن من فلسطين من أيِّ بلد الآن بأقول ، وأنا لي تفصيل في هذا المجال ؛ هل حصيلة هذه الكلمات أو هذه الأوَّليات أوَّلًا وثانيًا إلى آخره أنه لا يجوز للمسلم الفلسطيني أن يفرَّ بدينه من اليهود ؟! أرجو أن يكون الجواب واضحًا يجوز أو لا يجوز ؟
السائل : شيخ .
الشيخ : لا ، عفوًا عفوًا .
السائل : بدي أجاوب أنا .
الشيخ : لا لا ، أنت جواب حر ، بس أنا أضع أمامك أنُّو يكون جوابك مختصر حتى ما نتيه في الجواب وفي البحث والمناقشة ، ولك أن تفصِّل ، أنا سؤالي : هل معنى كلامك أنت ولَّا غيرك أنُّو لا يجوز للفلسطيني أن يُهاجر من طغيان اليهود وفسق اليهود من فلسطين أم يجوز ؟ قل ما شئت ، أنا لا أفرض عليك ماذا تقول ، قل : يجوز ، قل : لا يجوز ، وإذا اتَّفقنا ما في حاجة للتفصيل ، صح ولَّا لا ؟
السائل : صح .
الشيخ : أما إذا اختلفنا فلك أن تلقي محاضرة ؛ شو رأيك يجوز أم لا يجوز ؟
السائل : الجواب : يجوز ، لكن النتيجة عند الجواز .
الشيخ : اسمح لي بقى ، اسمح لي .
السائل : تفضل .
الشيخ : أنا قلت آنفًا - بارك الله فيك - : إذا كان جوابك يوافق ما بدها مناقشة .
السائل : انتهى النقاش .
الشيخ : وإذا كان مو موافق فأنت بقى بتلقي محاضرتك ، فأنا أنت قلت : يجوز ، وأنا معك أقول : يجوز ؛ اتفقنا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، الآن هذا الأمر الجائز مرحلة ثانية ، وأرجوك أن تكون معي كما عهدْتُك من أول اللقاء إلى آخره ، منطقيًّا هذا الأمر الجائز لا يصل إلى مرتبة المستحب ؟
السائل : شرعًا طبعًا مستحب .
الشيخ : ها ؟ مستحب ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، سأقول : أَتَرى كيف أنُّو البحث المنطقي بيوفِّر على المتباحثين كلام كثير ووقت طويل وإلى آخره ؛ ليه ؟ لأنُّو الأسلوب العلمي الهادئ هو اللي بيقرِّب بين الناس ، والعكس بالعكس تمامًا ؛ معالجة المواضيع بالحماس وبالعواطف الجامحة يُبعِد الناس بعضهم عن بعض ، والواجب أن يتقاربوا ؛ (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )) ؛ (( لِتَعَارَفُوا )) .
الآن السؤال - ولعله الأخير - : هذا الأمر المستحب يمكن أن يرتقي ولو في بعض الأحيان من مرتبة الاستحباب إلى مرتبة الوجوب ؟
السائل : ممكن .
الشيخ : ممكن ، حسنًا ؛ جزاك الله خير .
متى ؟
لا ، ريِّح بالك ، لا لا ، ريِّح بالك ، أنا ريَّحتك بهالأسئلة والأجوبة .
السائل : وصَّلتني إلى شيء من بعدها ما أقدر أتكلم .
الشيخ : طيب .
السائل : وصَّلتني للمرحلة النهائية .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله .
السائل : وأغلقت جميع الأبواب والنوافذ حتى .
الشيخ : طيب ، بالحق أم بالباطل ؟ ها يا أبو المؤيد ؟
السائل : حقًّا إن شاء الله .
الشيخ : بارك الله فيك .
السائل : ما هو بس الإنسان برضو في الواقع اللي احنا فيه .
الشيخ : أنا بأذكِّرك بآية ، بأذكِّرك بآية ؛ لأنُّو الحقيقة هالآية هَيْ حينما الناس يعني ينسَونها تقع المشكلة ، ولَّا هذا البحث المنطقي العلمي لا يمكن لمسلم أن يُخالفه إطلاقًا ، ولو لم يكن عالمًا يُشار له بالبنان ، يكفي أنُّو يكون عنده شيء من الثقافة ويكون مخه عقله نظيف ، ها .
أنا بأقول آنفًا وأنت أجبْتَ عن السؤال ، لكن ما كمَّلت المشوار معي ، قلنا واتَّفقنا بهذا التسلسل العلمي المنطقي أنُّو هذا مستحب ، يمكن في بعض الأحيان على الأقل أن يرتَقِيَ إلى مرتبة الوجوب ، ممكن أنت بقناعتك الشخصية مو قناعتي أنا تعطيني حالة بيصير هذا الأمر المستحب واجبًا ؟
السائل : غير هَيْ الحالة ولَّا نفس الحالة ؟
الشيخ : أي حالة ، أي حالة .
السائل : كل الأمور فيها .
الشيخ : إذًا .
السائل : المستحبة بدها تصير واجبة .
الشيخ : كل الأمور ؟
السائل : تقريبًا .
الشيخ : لا ، بدنا تحديدًا [ الشَّيخ يضحك ! ] .
السائل : أنا بعرف ما دام مستحب وحلال وحلَّلَه الله إذًا بيكون واجب .
الشيخ : لا ، ما في تلازم أبدًا .
السائل : ما في تلازم .
الشيخ : أبدًا ، هذا أمر طبيعي جدًّا ؛ يعني الآن تقوم تصلي ركعتين صلاة الضحى مو مستحب ؟ مستحب .
السائل : لكن ليس واجبًا .
الشيخ : لكن ما بيصير واجب .
السائل : نافلة نافلة نعم .
الشيخ : وعلى ذلك فقِسْ ، لكن أنا لأمرٍ ما قلت أنُّو هذا المستحب في بعض الأحيان .
السائل : يصل .
الشيخ : يصل ولَّا لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، الآن - بارك الله فيك - .
أنتم الأصل من فلسطين ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، من أيِّ جهة ؟
السائل : من جهة " طولكرم " .
الشيخ : " طولكرم " ، فأنتم أعرف بما وقع منكم معشر الفلسطينيين وهو : فيه لاجئين وفيه نازحين ، هؤلاء اللاجئين وهؤلاء النازحين هل عصوا الله - عز وجل - حينما لجؤوا ونزحوا ؟! قلها : لا ، ما بدها وقفة .
السائل : عصيان .
الشيخ : صح ؟ ما في عصيان . طيب ، يأتيك الآن .
السائل : فيه إجبار .
الشيخ : نعم .
السائل : فيه إجبار خلَّاهم ينزحوا .
الشيخ : عفوًا ما فهمت ، فيه إيش ؟
السائل : إجبار من العدو .
الشيخ : آ .
السائل : أو رهبة من العدو وما يحصل لهم ؛ فكان السبب في هجرتهم ، ما كانت هجرة كهجرة إسلامية ... .
الشيخ : معليش .
السائل : تفضل .
الشيخ : الآن رجل فرَّ بنفسه نجاةً من الموت ، وآخر فرَّ بدينه أيُّما أفضل عند الله ؟
السائل : اللي فرَّ بدينه .
الشيخ : أليس كذلك ؟!
طيب ، فالذي فرَّ من الموت لا يكون عاصيًا ؛ أي : اللاجئين والنازحين ليسوا بعصاة ، فبعض الناس فرُّوا بدينهم ونجوا بذراريهم من أن == يشمَلَهم فسق اليهود وتبُرُّج اليهود وخلاعة اليهود ، وأنتم يمكن أدرى منَّا بكثير أنُّو فتيات مسلمات الآن بيلبسوا الشورت على طريقة اليهود ، ما رأيت ، لكن رآه كثيرون ونقلوا لنا ، وأنا ما رأيت بطبيعة الحال .
السائل : نسمع ، نعم .
الشيخ : المقصود ؛ فإذا كان الذين فرُّوا بأبدانهم من الموت من == لاجئين ونازحين ؛ ما ارتكبوا إثمًا ، فالذين يفرُّون بدينهم وبأخلاقهم هل هم يعني أيضًا ؟
السائل : أعظم درجة .
الشيخ : بارك الله فيك .
نحن الآن نطبِّق النصوص الواردة في الهجرة على هؤلاء الذين لا يزالون في فلسطين ، الآن اليهود يفعلون في الفلسطينيين والبلاد الفلسطينية أكثر ممَّا فعلوا باللاجئين والنازحين ، أكثر لا تنسَ من الناحية الدينية ، ها ؛ فالآن يخرِّبون المساجد ، ويحوِّلون المساجد إلى خمَّارات أو دواب أو أو إلى آخره ، فإذا فرَّ بعضُ المسلمين بدينهم أليس لهم أسوة بالصحابة الذين فرُّوا من مكة البلد المقدس الأول إلى الحبشة بلاد النصارى ؟ مرَّتين ، نعم لهم أسوة بذلك .
أخيرًا : هؤلاء الذين لجؤوا ونزحوا هل أفرغوا البلاد لليهود ؟ قلها صراحة : نعم أفرغوها ؛ أليس كذلك ؟!
السائل : ... كلامي نعم .
الشيخ : كويس ، لكن أنت مع ذلك قلت : لا ، ما هن آثمين ، مع ذلك قلت : ما هن آثمين ، وقولك الحق والصدق ؛ لأنهم نجوا بأنفسهم إلى الموت ؛ فلماذا الآن يُتَّخذ هذا الموقف الحار بالنسبة لرجل ينصح إخوانه المسلمين ألَّا يظلُّوا مُستعمَرين من اليهود ؛ بحجة أنُّو هدول إذا خرجوا بيسلموا بلاد فلسطين لليهود لقمة سائغة ، هذا - بارك الله فيك - من الناحية الدينية ، لكن أنا أسألك الآن .
السائل : نعم .
الشيخ : هل اليهود عاجزون - وهذا بحث سياسي ، ولعلك لا تخشى الخوض فيه إن شاء الله - ؛ هل يعجز اليهود عن إعادة الكرَّة على البقية الباقية من المسلمين الفلسطينيين أنُّو يهجِّروهم رغم أنوفهم ؟
السائل : ما أحد يمنعهم .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ما أحد يمنعهم .
الشيخ : ما أحد ، طيب ؛ فلماذا نحن ننتظر مثل هذه أو هذا التهجير خلِّينا نقول رغم أنوف المسلمين ولا نقول لهم كما قال ربُّ العالمين : (( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) ؟!
أظن أنُّو هذا البحث على إيجازه واختصاره - ولك الفضل في ذلك حيث تجاوبت معي في الاختصار - يُقضى على كل أول وثاني وثالث ، بقي شيء واحد وهو - وهذا قيل في الخطب وقيل في الجرائد - : إلى أين يذهبون ؟ هذا " الفقير " في خطبته وهي نص عبارته : أربعة خمسة ، قال في الفلسطينيين إذا هاجروا إلى عمان أو الأردن مستنكرًا عليهم ، نص عبارته : " يأتون إلينا شو بيساووا هون ؟ " ، هذا كلامه في الخطبة ، أنا بأقول الآن : هؤلاء - قلت أنت آنفًا - وين بدهم يروحوا ؟ يا أخي ، هذا كلام مش وارد ، ربنا - عز وجل - من لطفه بعباده يقول : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) وأنا أضرب لك مثلًا بركن من أركان الصلاة ؛ وهو أن الفريضة لا تصح كما تعلم إلا قائمًا ؛ لأن الله قال : (( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) ، طيب ، واحد ما بيستطيع يصلي قائمًا شو بيساوي ؟
السائل : جالسًا .
الشيخ : جالسًا ، هل يُقال له : قُمْ - يا أخي - صلِّ قائمًا ؟ لا ، فالآن لماذا نحن - ولا مؤاخذة يا أبو المؤيد - لماذا نتغافل عن هذه الحقيقة ؟ لماذا لا نقول : يُستحب ؟ هذا أقل شيء ، إن لم نقل : يجب على الفلسطينيين كما أقول أنا ؟! وأنا أتقرَّب إلى الله بهذه الفتوى لو قامت الدنيا ؛ لماذا لا نقول : يجب على الفلسطينيين أن يهاجروا من فلسطين إلى أيِّ بلد إسلامي إذا استطاعوا ؟ لماذا لا نربط المسألة بالاستطاعة ونقول : وين بدهم يروحوا ؟ يا أخي ، إذا ما كان في وين بدهم يروحوا أنا أول واحد بأقول : ابقوا مكانكم ، أنا انتهيت الآن .
السائل : تسمح لي كلمة أخيرة .
الشيخ : أنا انتهيت الآن .
السائل : أعتقد اللقاء أوشك على النهاية .
الشيخ : تفضل .
السائل : كلمة أخيرة ؛ كل ما قلته صحيح مئة في المئة ، لكن أؤيد الرأي عدم الهجرة لسبب : لو طبَّقنا هذا الآن على جميع المسلمين ، والمسلمين تعرف الآن منتشرين في جميع أنحاء القارات ، منهم قلَّة ، ومنهم ثلاثين في المئة ، وعشرين في المئة ، وعشرة في المئة ؛ ما في دولة في العالم إلا فيها نسبة من المسلمين ؛ سواء صغرت هذه النسبة أو كثرت ، انخفضت أو عَلَت .
الشيخ : طيب .
السائل : لو أردنا أن نطبِّق هذا المبدأ ، أو كما قلت : أين يتَّجهون ؟ ما المصدر الذي يموِّن هؤلاء المنتقلين التاركين لبيوتهم وأراضيهم و و و كل ما يملكون إلى مكان آخر ؟ هل يجدون ما كان متوفِّر لهم في بلادهم ؟ لا .
الشيخ : لا .
السائل : واحد ، ثانيًا : تضيق - إذا قلنا انتقل إلى بلد واحد - تضيق هذه البلد .
الشيخ : بس مين قال بلد واحد ؟ (( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً )) .
السائل : الأرض واسعة .
الشيخ : طيب .
السائل : بدنا أرض نزرع ... .
الشيخ : يا أبو المؤيد - بارك الله فيك - أنت لا تضيِّقها والله موسِّعها ، لا تقول : بلد واحد .
السائل : أرض الله مزبوط ، كلها أسباب يا شيخ .
الشيخ : لا تقول بلد واحد .
السائل : أين البلد الإسلامي كما قلت لك الذي سيناصر أخوه المسلم ويأتيه ؟
الشيخ : مو شرط ، مو شرط .
السائل : ... شرط أساسي أخي ، بدي أعيِّش عيالي .
الشيخ : أبو المؤيد - بارك الله فيك - ، الذين هاجروا إلى الحبشة ماذا فعلوا ؟ مَن آواهم ؟ أنا أريد أذكِّرك بآية في نهاية المطاف : (( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ )) آية في القرآن الكريم .
السائل : نعم نعم .
الشيخ : ما بيجوز - بارك الله فيك - أنا الآن أنصحك ، أنصحك لله ؛ لا تتكلم بهذا الكلام ؛ لأنك بهذا الكلام تُعارض حكم الله ؛ وبخاصة أنُّو انتهينا نحن يا أخي ؛ يستطيع أن يهاجر يجب أن يهاجر ، لا يستطيع أن يهاجر لا يجد أيَّ بلد في العالم الإسلامي يسمح له بالدخول ؛ نقول : ابقَ حيث أنت ، انتهت القضية ، " لماذا وضع العصا في العجل " كما يقال اليوم ؟
السائل : نحن ... على فلسطين الآن ، على جميع المسلمين في كل مكان الآن .
الشيخ : يا أخي ، ما اختلفنا .
السائل : فلسطين ... .
الشيخ : أنا ما عم أقول ، أنا بالعكس أنا ما أقول .
السائل : أنت قلت : المسجد وما المسجد ، واليهود بيعملوا ؛ عندما تُفرَّغ الأرض هل يسلم المسجد ؟ هل يسلم المقدسات ؟ لا تسلم .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
السائل : لا إله إلا الله .
الشيخ : بارك الله فيك ، انظر تذكَّر كل النصوص التي أورَدْتُها لك من شرعية ومن عقلية ، و (( أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )) ، ( والدين النصيحة ) ؛ اترك عقلك لدينك ، اترك عقلك لدينك ، دينك بيقول لك : (( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ )) ، شو معنى : (( اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ )) ؟ يعني خذوا أراضيكم ، خذوا أموالكم ؟ لا ، فرُّوا بدينكم ، هذا معنى الآية ، الآن أنت بتقول : وين يروحوا ؟ بتعيد نفس الكلام اللي قاله هذا هالغير الموفق اللي بيقول لك إيش ؟ " شو بيجوا بيساووا هون ؟! " ، أنا بأقول : شو بيجوا بيساووا هون ؟ أنت الآن شو قلت ؟ الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وجدوا الأنصار ؛ طيب ، لماذا لا يجدون أنصارًا هنا المهاجرين ؛ لأنُّو ما في مسلمين حقًّا .
السائل : لما نطبِّق كل شيء ، ولما تطبِّق القاعدة الأساسية يطبِّقوه المسلمين ، ويعرفوا المهاجرين أنُّو هجروا مسلمين حقيقين يستقبلوهم في كل شيء نقول لهم : ... .
الشيخ : لا ، مو هيك الشرع ، مو هيك الشرع .
السائل : ... أدري والله أنا عارف الشرع ، لكن والله ما واجد حاجة ، وتقول له : طبِّق ، اترك بيتك ، تعال في العراء أنت وأولادك لا أكل ولا شرب ولا مساعدة ولا معونة ولا عمل !!
الشيخ : يا شيخ ، الله يهدينا يا أبو المؤيد .
السائل : جميع إن شاء الله .
الشيخ : يا شيخ ، هذا كلام لا يُقال ، المسلم لا يجوز أن يقوله ، الله - عز وجل - ما ينسى عباده من رزقه وفضله ، يا شيخ هدول اللي هاجروا من مكة إلى الحبشة لوين راحوا ؟ مين آواهم ؟ مين نَصَرَهم ؟
السائل : كلهم خمسة ستة سبعة .
الشيخ : مين قال لك : خمسة ستة سبعة ؟
السائل : ولا بيطلعوا سبعة أمام آلاف الملايين .
الشيخ : مين قال لك : خمسة ستة سبعة ؟ شايف أنت كيف هلق عم تصغِّر العدد منشان تسليك الأمر ؟
السائل : يا سيدي ، معدودين على أصابع اليد ، كم كانوا ؟
الشيخ : لا يا سيدي ، أكثر ، كانوا سبعين شخصًا .
السائل : اثنين وسبعين ، نعم .
الشيخ : إي الله يهديك ، سبعين صاروا إيش ؟ معدودين !!
سائل آخر : ربهم واحد السبعين ولا مئة مليون .
الشيخ : آ ، ما في فرق .
سائل آخر : الرب واحد يا أبو مؤيد .
الشيخ : يا أخي ، هَيْ راح تصير القضية مثل قضية الأنصار القطن .
السائل : ... مش واحد .
سائل آخر : الرب واحد ، الرب الرزاق أهل ثمانية وأربعين ألوف مؤلفة جاؤوا هنا على مخيمات ، ورب العالمين يسَّر لهم أسباب الرزق ، والآن - ما شاء الله - من أغنى الأغنياء في هذه البلاد وفي السعودية وفي مصر وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان .
السائل : لا ، من أغنى الأغنياء لا ؛ إذا قِسْنا أغنى الأغنياء على خمسة ستة بطرق الله أعلم كيف غنيوا ، ما نقيس كل المهاجرين وكل المغادرين .
سائل آخر : باقي إن لم نقل .
السائل : هي احنا ثمانية وثلاثين سنة بالسعودية لا غنينا ؛ حتى الآن ما عندي بيت .
سائل آخر : يا سيدي العزيز .
السائل : نعم .
سائل آخر : ألم يكتفوا ؟! يكفي الكفاف ، أقل ما يقال فيها الكفاف ، والحمد لله .
الشيخ : ما حدا مات منهم جوعًا ، ما حدا مات منهم جوعًا أبدًا ، ثم بدي أسألك أخيرًا : هدول تبع البوسنويين إن شاء الله بتقولوا لهم خلِّيكم تحت ضربات الصِّرب والكَرَوات بهذا المنطق هذا المادي المحض : " حافظوا على أرضكم " ؟ تميتوهم يعني وتهلكوهم دينًا وبدنًا !!
السائل : ... نساعدهم ... .
الشيخ : لا تحيد أرجوك ، لا تحيد ، الآن نحن نحن في عندنا مهاجر وفي عندنا مُهاجَر إليه ، لما بنتكلَّم عن المهاجَر إليه نعرف شو بدنا نقول عنهم ، لكن نحن الآن عم نتكلَّم عن المهاجرين ، هؤلاء البوسنويين أتقولون أنه لا يجوز لهم الهجرة ؟
السائل : بمنطق اليوم نقول لهم : آ ، إذا بدكم تحافظوا البقعة اللي فيها ... .
سائل آخر : ولكن بقاؤهم .
السائل : لكن يهاجر مع لندن ، وهذا هولندا ، وهدولي بيستوعبوا مئة ، وهدول بينصِّروا أطفالهم ؛ هذا ما !!
الشيخ : حدْتَ حدْتَ ، الموضوع بيتشعَّب إلى شُعَب ، قلت لك آنفًا : موضوع يتعلق بالمهاجِر ، وموضوع يتعلق بالمهاجَر إليه ، وموضوع يتعلق بالبلد الذي يهاجر إليه ؛ فالمسألة لها شُعب ، بحثنا الآن الذي أثير بخبث ومكر وقلة دين وخلق أنُّو الشَّيخ الألباني يقول بوجوب هجرة الفلسطينيين ليس فقط هجرة فلسطينيين ، وهَيْ أخونا ومَن يحضر دروسنا ؛ كل مَن كان من المستضعفين في الأرض في أيِّ بلد من بلاد الدنيا يجب أن يهاجر ؛ لا لينجو من القتل فقط ، وإنما لينجو بدينه وبذرِّيَّته ؛ لأننا نعلم - وربما أنت تعلم أيضًا - بأنُّو ناس هاجروا من بعض البلاد الإسلامية إلى أمريكا منذ خمسين ستين سنة ذهبت ذرِّيَّتهم وصار اسمه " جورج بن أحمد بن محمد " .
السائل : ونعرف كثيرين .
الشيخ : تعرف هذا ؛ فإذًا - بارك الله فيك - موضوعنا ليس خاصًّا بالفلسطينيين ، لكن الآن باعتبار أنُّو الداء بجانبنا أُثِيرَ هذا الموضوع كبحث علمي ، فاستُغِلَّ كبحث سياسي ، فأنا بأقول : كلُّ المستضعفين في الأرض يجب عليهم أن يهاجروا في سبيل الله - عز وجل - ، وقال : (( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ "" مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً )) .
السائل : (( يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا )) .
الشيخ : (( يَجِدْ فِي الْأَرْضِ )) ، نعم ، (( مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً )) ؛ فإذًا هذه نصوص قرآنية نحن ننريد أن نطبِّقَها ؛ مَن ؟ المسلم الذي يستجيب لله وللرسول ، فالآن نحن أُصِبْنا في البوسنة والهرسك .
السائل : وهو في كل مكان .
الشيخ : وهو في كل مكان ، هل نقول لهؤلاء : موتوا في أرضكم محافظةً على أموالكم ، على بيَّاراتكم ؛ ولو أضَعْتم دينكم وذرِّيَّتكم ؟ انجوا بأنفسكم وبدينكم ، فنحن نقول للبوسنويين الآن : إياكم أن تبقوا هناك تحت سلطة الصِّرب والكَرَوات وإلى آخره ، هاجروا ، والله لما بيقول القائل : والله أنا ما أستطيع أن أهاجر ؛ فأنا بأقول له : استطِعْ ؟ الله ما بيقول له : استطِعْ ، الله ما بيقول له ؛ لذلك المسألة أوَّلًا علمية ثم عملية .
ضربت لك مثلًا آنفًا : (( قُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) هذا هو العلم ، والله أنا ما أستطيع ، أنا مريض ما أستطيع ، بيقول لك الرسول : ( صلِّ قائمًا ؛ فإن لم تستطع فقاعدًا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ) ؛ إذًا العوارض هذه لا تُبحَث الآن ، نحن نبحث أصل المسألة ؛ هل القيام ركن من أركان الصلاة ؟ نعم ، ومعنى ذلك أنه يجب أن يصلي قائمًا ؟ نعم ، لكن فلان ما يستطيع ؛ ها ما تستطيع ما حدا بيقول لك : استطِعْ ؛ كذلك البحث في الهجرة ليس من فلسطين فقط ؛ من كل بلاد الدنيا التي يُذَلُّ المسلمون فيها ، تدري هذا الإنسان إيش قال ؟
شوف كيف !! الله أكبر الله أكبر ! " ما أرى إلا أن الهجرة واجبة من الجزائر " ، ها صفحة ثلاثة صفحة اثنتين : " ما أرى إلا أن الهجرة واجبة من الجزائر إلى تل أبيب " !!
السائل : الله أكبر !
الشيخ : إلى تل أبيب يا شيخ ؛ إذًا فيه هجرة ، فيه هجرة ، مو ما في هجرة ؛ هذا الرجل يقول في خطبة على ملأ من الألوف من الناس ولا في واحد يكون عنده قليل من العلم ، قليل من العقل والمنطق يقول : إذا كنت أنت بتقول أنُّو يهاجر من الجزائر إلى تل أبيب فالشَّيخ بيقول : يهاجر من فلسطين المحكوم من تل أبيب إلى أيِّ بلد إسلامي ، تُرى هل يمكن أنُّو يهاجر الجزائر إلى تل أبيب ؟ نقول - مثلًا - سياسيًّا مش ممكن ، لكن هو عم يقرِّر حكم شرعي ؛ ليه ؟ في زعمه هو لأنُّو العدالة متحقِّقة تحت سلطة اليهود أكثر ؛ هكذا يقول هذا الإنسان ؛ فبارك الله فيك - يا أبو المؤيد - موضوعنا ذات جانبين .
السائل : فرصة سعيدة .
الشيخ : وبارك الله فيكم جميعًا .
السائل : شكرا لك يا شيخ .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
السائل : شكرًا .
الشيخ : وعدم المؤاخذة أنُّو جَرَّنا الحديث إلى أن نختلف قليلًا ، لكن - إن شاء الله - اتَّفقنا أخيرًا .
السائل : اختلاف فيه الفائدة إن شاء الله .
الشيخ : وأهلًا وسهلًا .
السائل : حياك الله يا شيخ .
الشيخ : شرَّفت يا أخي .
السائل : أعطاك الله الصحة والعافية .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
...
الشيخ : كويس ، أخونا " أبو اليسر " ما هو حزبي وعلى الكتاب والسنة ، وهذا خير لك .
السائل : يعني درستها ... .
الشيخ : هذا خير لك ، خير لك إن شاء الله .
السائل : تمام يا شيخ ، أنا بعثتك تدرس هون تفتِّش لي على جلسات وأحزاب وفلان وعلان .
الشيخ : إي .
السائل : درَّستك لهدف واحد .
سائل آخر : بدهم يمشوا .
الشيخ : كيف ؟
السائل : هو الدراسة يا أبي .
الشيخ : بدهم يمشوا .
سائل آخر : قدرًا يا عم أبو مؤيد ، هو الآن .
...
السائل: السم في العسل .
الشيخ : في الدسم .
السائل : أو في الدسم أو في العسل ، والآن هذا ما فيه تمييز بين الأشياء هَيْ ؛ فأنا أرجو .
الشيخ : لا ؛ يميِّز إن شاء الله .
السائل : الأب يرجو ابنه أمام شيخ عالم فاضل أنُّو يبتعد عن مثل هذه .
الشيخ : عن الحزبيات .
السائل : وأعتقد تؤيدني يا شيخ .
الشيخ : نضمُّ صوتنا إلى صوت الوالد الكريم .
سائل آخر : أنا تركتهم حاليًّا .
السائل : مش حاليًّا يا أبي ، نهائيًّا قول ، حاليًّا إذا ممكن ترجع ، لكن - إن شاء الله - وعد يكون نهائي .
الشيخ : إذًا .
السائل : وأنا حرصي عليك يا أبي ، شايف ؟ حرصي أنك تؤدي رسالتك ... .
الشيخ : امشِ معه ، أقم كلمة حاليًّا .
السائل : آ ، بيعرف إيش معناها الشَّيخ حاليًّا إيش معناها ؛ نهائيًّا .
الشيخ : وحط بدلها أبديًّا .
السائل : ما شاء الله ! يحسن ختام الجميع ، ويعطينا الصحة والعافية .
الشيخ : اللهم آمين .
السائل : والسير على الطريق المستقيم .
الشيخ : نمشي على الصراط المستقيم .
السائل : إن شاء الله للجميع .
الشيخ : طيب نراكم .
سائل آخر : فيه طلب أخير يا شيخ .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
سائل آخر : في أخوي هذا لا ... .
الشيخ : كيف .
سائل آخر : أخي هذا اللي جاي .
الشيخ : آ .
سائل آخر : هنا لعمان ، صار له ثمان سنوات ما جاء على عمان .
الشيخ : ما شاء الله .
سائل آخر : يعني إذا في فرصة مثلًا يتقابل معاك أو .
الشيخ : بدو يقيم هنا يعني ؟
السائل : لا لا ، الإجازة أسبوعين تقريبًا .
الشيخ : على كل حال في مسجد " صلاح الدين " يكون اللقاء هناك .
سائل آخر : درس الجمعة .
الشيخ : إن شاء الله .
سائل آخر : جزاك الله خير .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
السائل : شكرًا .
الشيخ : تشرَّفنا يا أخي ، أهلًا وسهلًا .
السائل : ما تزعلش مني إذا .
الشيخ : إن كنا أسأنا إليك فمعذرة سلفًا سلفًا .
السائل : النقاش جميل والحمد لله .
سائل آخر : والله - شيخي - أبو مؤيد الحق يقال : أنُّو ما شاء الله في نقاشه .
السائل : أنا إذا كنت خرجت .
الشيخ : إذًا (( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )) .
السائل : عن الأدب ، إذا خرجت عن أدب أو علم أو شيء برضو أنا أمام عالم .
الشيخ : عفوًا ، ما رأينا منك إلا الخير .
السائل : إن شاء الله !
الشيخ : وهذا بيشجِّعني الآن لطفك بيشجِّعني الآن أقدِّم لك نصيحة .
السائل : تفضل .
الشيخ : وهو .
السائل : تفضل تفضل .
الشيخ : ابنك ما بيصير يكون أحسن منك أنت .
السائل : إن شاء الله ، فهمت ، فهمت .
الشيخ : طيب .
السائل : إن شاء الله .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
سائل آخر : جزاك الله خير .
الشيخ : سبحان الله !
السائل : يعني لو بدي ما قلت ، السلام عليكم ، أنا مرح جدًّا ... فاعذرني إذا .
الشيخ : أهلًا وسهلًا .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 20
- توقيت الفهرسة : 00:17:35
- نسخة مدققة إملائيًّا