الجماعة التي عرفت ربَّها - تبارك وتعالى - لماذا لا تجمع بين التنظيم الصحيح وتعليم العقيدة الصحيحة ؟
A-
A=
A+
السائل : هذه الجماعة التي عرفت ربَّها لماذا لا تُبنى بين التنظيم الصحيح وبين العقيدة الصحيحة ؟
الشيخ : يا أستاذ ، ذكر الأخ " محمد " آنفًا أنُّو (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) ، كل إنسان يعمل بما يستطيع ، نحن الآن في أول الطريق ، فالسؤال من أصله خطأ ، والذي أعتقده أنُّو نكون واضحين ، ما المقصود بالتنظيم الذي نتساءل : لماذا نحن ما نجمع إلى تصحيح العقيدة التنظيم ؟ ما المقصود بالتنظيم ؟
ولا أضطرُّك للجواب ربما فأقول : هذا التنظيم إما أن يكون ممكنًا حينئذٍ نقول : تعال لنجتمع مش كلنا ، يعني نخبة منَّا نحن ممن نزعم أننا أُوتِينا شيئًا من الفهم أو العلم أو ما شابه ذلك ، تعال لنجتمع وننظر ما هو التنظيم الذي يُمكننا نحن تحقيقه الآن ؟ وإن كان من النوع الذي لا يمكن تحقيقه فنحن نضلِّل أنفسنا قبل غيرنا ، فالآن : هل يمكن أن يعني مَن يدندن حول التنظيمِ التنظيمَ الذي لا يمكن تحقيقه ؟ الجواب : لا . طيب ، إذًا نحن نريد تنظيمًا يمكن تحقيقه ؛ أنا أقول : لا يمكن تحقيقه .
السائل : ... تفضَّلت وقلتم ... .
الشيخ : أقول : التنظيم الذي يمكن تحقيقه لا يمكن تحقيقه ؛ لذلك لا تستعجل عليَّ ؛ ليه ؟ لأنُّو نحن ناقصين بعد يا أخي ، نحن ناقصين ، فالآن يعود السؤال إذا أرَدْنا نشرحه : ليش ناقصين ؟ هات لنشوف ؛ ليش نحن ناقصين ؟
الحاضرون : ... العلماء العاملين .
سائل آخر : ما في عندنا شيء من اللي تفضَّلت فيه ... .
الشيخ : لا ، أنا أقول : العالم الكبير ، أنا - مثلًا - أقول عن نفسي : عالم كبير ! أنا ناقص !!
السائل : إذًا ... نقول ... .
الشيخ : اصبر قليلًا .
سائل آخر : نحن نريد الجواب .
الشيخ : يعني نحن ما عم نعرف أنفسنا ، هناك بعض أحاديث ضعيفة أو لا أصل لها ، لكن من الحِكَم ، منها : " من عرف نفسه فقد عرف ربَّه " ، نحن الحقيقة ما عارفين أنفسنا ، لكن نحن خير من غيرنا مع ذلك ؛ ليه ؟ غيرنا مغرور ظانن حاله أنُّو على شيء ، أما نحن عم ننتبه لأنفسنا أنُّو نحن مقصرين مع ربِّنا مع نبيِّنا - عليه الصلاة والسلام - مع أنفسنا ، مع أهالينا إلى آخره ، فإذا كنَّا في هذا التقصير ما يصح أن نسأل : لماذا لا ؟ إيش قلت أنت ؟ لا نضمُّ إلى الجهد العلمي وتصحيح العقيدة التنظيم ؟
أخي ، التنظيم يحتاج إلى أمور هامة جدًّا ، أساسها الرغبة عن الدنيا ، هل فينا إنسان راغب عن الدنيا ولَّا كلنا غارقون وراء الدنيا ؟ كلنا غارقون وراء الدنيا إلا أفراد ، هدول الأفراد ما يعملوا تنظيم ؛ لأنُّو مبعثرين هنا واحد في الشرق وواحد في الغرب إلى آخره ؛ لذلك نحن خلينا نبدأ - كما أقول أنا دائمًا وأبدًا - بـ " التصفية والتربية " ، هذا مو كلام سهل ، نحن علينا أن نعيش حياتنا كلها ، يعني مكانك راوح ، بإيش ؟ " تصحيح المفاهيم " ، وإيش ؟ " التربية " ، فنحن إذا عشنا ونعمل ما نستطيع في هذا الحدود أعتقد أننا فعلنا ما يجب ، أما لماذا لا نعمل تنظيم ؟ التجربة - أخي - نحن عايشين تجربة مثل غيرنا ، نحن ندعو الناس ليجتمعوا في مكان معيَّن في يوم معيَّن ؛ بتلاقي هادا إجا متأخر خمس دقائق ، هادا عشر دقايق ، هادا ربع ساعة ، هادا ما صبر إلى آخر الشوط إلى آخره ، هدول اللي بدنا نحن نتنظَّم معهم بدنا نتعاون معهم ؟ أنا كما أقول دائمًا وأبدًا : إنسان لا يستطيع أن يحمل ما وزنه عشرة كيلو هذا لا يستطيع أن يحمل عشرين كيلو فضلًا عن مئة كيلو ؛ إذًا حتى يتمكَّن أحدنا أن يحمل عشرين كيلو لازم نمرِّنه أنُّو يحمل عشرة ، فإحدى عشر ، فاثنا عشر فـ فـ إلى آخره ، وهذا معناه التربية ، وين التربية ؟ وين علماء التربية ؟! وين العلماء المرشدين يا أخي ؟!
لذلك لما تقول لي أنت : ليش ما نعمل تنظيم ؟ أنا أقول لك : وين المنظِّم ؟ المنظِّم وين ؟! نحن مغرورين ، الحقيقة هذه ، لكن نحن نستطيع أن نأخذ كتاب تفسير من التفاسير الراجحة ، كتاب في الحديث ، كتاب في العقيدة إلى آخره ، نصحِّح عقائدنا ومفاهيمنا وإلى آخره ، ثم كلما قَوِيَ أحدُنا كلما مشى شوطًا بل وأشواط إلى الهدف الذي يدندن حوله كل المسلمين ، ولكن جلُّهم لا يعملون له ؛ وهو الهدف إقامة الحكم الإسلامي .
السائل : الآن .
الشيخ : تفضل .
السائل : أنت تحاول أن تقوم بشيء ، وتسبق الجماعات الأخرى فيه وتقدِّم لهذا هذا المجتمع الإسلامي شيء جديد وهو تربية الجماعة ليكونوا علماء ؛ هؤلاء هم الذين يحملون التنظيم .
الشيخ : أرجو أن أكون أنا مع إخواننا في هذا الصدد .
السائل : إذا كان مَن يدرِّس أو يعلِّم الناس العقيدة ويعلِّمهم كيف يكونوا علماء يقول : أنا لا أستطيع الآن التنظيم ؛ فكيف ممَّن يعلِّمهم الآن ؟
الشيخ : مِن باب أولى .
السائل : هذا الشخص ، إذا وُجِد شخص يستطيع .
الشيخ : أعطيتك الجواب ؛ مِن باب أولى لا يستطيع غيره .
السائل : إذًا كيف سنصل إلى التنظيم ؟
محمد رأفت : السؤال مكانك راوح !
الشيخ : إي ، لكن مو معناه أنُّو قاعدين هيك ؛ عم نشتغل ، يا أخي ، ما أدري الإنسان الظاهر كما قيل : ما سُمِّي الإنسان إنسانًا إلا من نسيانه ، أنا أقول : الجماعات الذين يحلمون لإقامة الدولة بدون هزِّ أكتاف ؛ هل من المنطق أنُّو يفكر الإنسان ببناء قصر وهو لا يملك الأرض ؟ طبعًا غير معقول ، ما تؤاخذني نحن لح نصير مثلهم ، ليش ؟ أنا عم أفكِّر الآن بإيجاد الأرض ، لسا الأرض ما وجدناها ، ولحتَّى نوجدها الله أعلم يمكن أموت أنا ويجي ابني ، وإذا مشي كمان - إن شاء الله - بطريقي علمًا وعملًا وإلى آخره يحصِّل الأرص ولَّا ما يحصِّلها ، لكن شو قال هداك الشاعر الجاهلي ؟ " نموت فنُعذَرَا " .
سائل آخر : إي نعم .
" فقلت له : لا تبكِ عينُك إنَّما *** نحاول ملكًا أو نموتَ فنُعذَرَا "
الشيخ : " فَنُعذَرَا " ، شايف شلون ؟ جاهلي ، لكن كلمة حق .
السائل : يعني هَيْ .
الشيخ : اسمح لي شوية .
فنحن الآن واجبنا - أخي - أن نُوجد هذه الأرض ، فإذا ظَلَلْنا نكدح ليلًا نهارًا لإيجاد هذه الأرض مو معناها نحن ما عم نشتغل ، ما عم نشتغل ، لكن ما عم نعمل تنظيم ، ليش ؟ لأنُّو ما إجا وقت التنظيم ، إيمتى بيجي وقت التنظيم ؟ لما تُوجد الأرض ، هون بقى بدو يفكِّر هذا الإنسان العاقل وجدنا الأرض ، هالقصر بدنا نبنيه ؛ كم غرفة ؟ كم مصلى فيه ؟ كم كم إلى ؟ آخره ، وكم طابق ؟ إلى آخر التفاصيل اللي مو من شأني ، من شأن المهندسين بالطبع ، أما الآن فالتفكير في هذا الصدد وهو ما يفعله الآخرون تمامًا مَثَلُهم كمَثَل ذلك الراعي الأحمق الذي جلس يومًا تحت كوخه ، وقد علَّق فوق رأسه زقًّا قد ملأه جهدَه من السمن ، فأخذ يفكِّر أنُّو أنا غدًا أجمع كذا وكذا من المال من الغنم ، فأتزوَّج ، فيرزقني الله ولدًا ، فأؤدِّبه وآمره ، والله العظيم إذا أمرته وما أطاعني ضربْتُه بهذه العصا على رأسه ، وإذ نزل زقّ على رأسه !! كل هذه أحلام خيالات !!
نحن الآن - يا أستاذ - هذه كلمة أرجو أن تحفَظَها ، يجب أن نوجد الأرض ؛ بس ! فإذا وجدنا هذه الأرض نمشي خطوة ثانية ، ما هي الخطوة الثانية ؟ إيجاد الحجارة التي لا بد بها من تأسيس هذه الأرض لذلك البناء الشامخ ، صحيح هذا ولَّا لا ؟ طيب ، هل نحن نستطيع الآن أن نفكِّر في هذا البناء وهو واجب ؟ ما حدا عم يقول : غير واجب ، لكني أرى - أيضًا - من الحِكَم وهي تُنسب للصوفية ، والصوفية طبعًا نحن لا نؤمن بها كلًّا ، كذلك مِن إنصافنا واعتدالنا لا نكفر بها كلًّا ، لأنُّو هنن يقولوا : لا إله إلا الله ، وهي كلمة حقٍّ ، أساؤوا فهمَها أو أصابوا بحث تاني ؛ فمن أقوالهم : " مَن استعجل الأمر قبل أوانه بُلِيَ بحرمانه " ، وهذا ما أُصِيبَ به الآخرون يا أخي ، لا أقاموا الدولة المنشودة ولا أقاموا الدُّوَيلة الصغيرة التي لَفَتَ نظرهم إليها أحد دعاتهم حينما قال كلمة حكيمة جدًّا : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " ، فهؤلاء لا أقاموا هذه الدويلة ، وبالتالي لا يستطيعون أن يقيموا تلك الدولة .
آنفًا حدَّثنا أحد إخواننا أنه كان يتكلم مع شخص صلته به قليلة ، أحبَّ هذا الشخصُ أن يعرف صاحبَنا إلى أيِّ جماعة ينتمي ، فكلٌّ منهما عرف الآخر ، فصاحبنا عرف الرجل أنه من جماعة حزب التحرير ، هؤلاء يريدون أن يُقيموا الدولة المسلمة ، فصار نقاش : يا أخي ، مَن يقيم الدولة المسلمة ؟ الحاكم . طيب ، الحاكم المسلم من أين يأتي ؟ هنا ينقطعون ويصرُّون أنُّو لا بد من الحاكم المسلم هو يغيِّر وجه الأرض .
طيب ، وهما في هذه المناقشة وإذ أطلَّ عليهما امرأتان ، إذا رأيتَهما ما ظنَنْتَ أن إحداهما زوجة الرجل المسلم الذي يريد أن يُقيم الدولة المسلمة ، والأخرى ابنته ؛ هؤلاء يقيمون الدولة المسلمة ؟!! لكي لا نصبح كهؤلاء يجب نحن أن نعمل مكاننا ليلًا نهارًا ، بعد ذلك يؤتي الله - عز وجل - الملك من يشاء .
سائل آخر : شيخنا ، ملاحظة ... .
الشيخ : تفضل .
الشيخ : يا أستاذ ، ذكر الأخ " محمد " آنفًا أنُّو (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) ، كل إنسان يعمل بما يستطيع ، نحن الآن في أول الطريق ، فالسؤال من أصله خطأ ، والذي أعتقده أنُّو نكون واضحين ، ما المقصود بالتنظيم الذي نتساءل : لماذا نحن ما نجمع إلى تصحيح العقيدة التنظيم ؟ ما المقصود بالتنظيم ؟
ولا أضطرُّك للجواب ربما فأقول : هذا التنظيم إما أن يكون ممكنًا حينئذٍ نقول : تعال لنجتمع مش كلنا ، يعني نخبة منَّا نحن ممن نزعم أننا أُوتِينا شيئًا من الفهم أو العلم أو ما شابه ذلك ، تعال لنجتمع وننظر ما هو التنظيم الذي يُمكننا نحن تحقيقه الآن ؟ وإن كان من النوع الذي لا يمكن تحقيقه فنحن نضلِّل أنفسنا قبل غيرنا ، فالآن : هل يمكن أن يعني مَن يدندن حول التنظيمِ التنظيمَ الذي لا يمكن تحقيقه ؟ الجواب : لا . طيب ، إذًا نحن نريد تنظيمًا يمكن تحقيقه ؛ أنا أقول : لا يمكن تحقيقه .
السائل : ... تفضَّلت وقلتم ... .
الشيخ : أقول : التنظيم الذي يمكن تحقيقه لا يمكن تحقيقه ؛ لذلك لا تستعجل عليَّ ؛ ليه ؟ لأنُّو نحن ناقصين بعد يا أخي ، نحن ناقصين ، فالآن يعود السؤال إذا أرَدْنا نشرحه : ليش ناقصين ؟ هات لنشوف ؛ ليش نحن ناقصين ؟
الحاضرون : ... العلماء العاملين .
سائل آخر : ما في عندنا شيء من اللي تفضَّلت فيه ... .
الشيخ : لا ، أنا أقول : العالم الكبير ، أنا - مثلًا - أقول عن نفسي : عالم كبير ! أنا ناقص !!
السائل : إذًا ... نقول ... .
الشيخ : اصبر قليلًا .
سائل آخر : نحن نريد الجواب .
الشيخ : يعني نحن ما عم نعرف أنفسنا ، هناك بعض أحاديث ضعيفة أو لا أصل لها ، لكن من الحِكَم ، منها : " من عرف نفسه فقد عرف ربَّه " ، نحن الحقيقة ما عارفين أنفسنا ، لكن نحن خير من غيرنا مع ذلك ؛ ليه ؟ غيرنا مغرور ظانن حاله أنُّو على شيء ، أما نحن عم ننتبه لأنفسنا أنُّو نحن مقصرين مع ربِّنا مع نبيِّنا - عليه الصلاة والسلام - مع أنفسنا ، مع أهالينا إلى آخره ، فإذا كنَّا في هذا التقصير ما يصح أن نسأل : لماذا لا ؟ إيش قلت أنت ؟ لا نضمُّ إلى الجهد العلمي وتصحيح العقيدة التنظيم ؟
أخي ، التنظيم يحتاج إلى أمور هامة جدًّا ، أساسها الرغبة عن الدنيا ، هل فينا إنسان راغب عن الدنيا ولَّا كلنا غارقون وراء الدنيا ؟ كلنا غارقون وراء الدنيا إلا أفراد ، هدول الأفراد ما يعملوا تنظيم ؛ لأنُّو مبعثرين هنا واحد في الشرق وواحد في الغرب إلى آخره ؛ لذلك نحن خلينا نبدأ - كما أقول أنا دائمًا وأبدًا - بـ " التصفية والتربية " ، هذا مو كلام سهل ، نحن علينا أن نعيش حياتنا كلها ، يعني مكانك راوح ، بإيش ؟ " تصحيح المفاهيم " ، وإيش ؟ " التربية " ، فنحن إذا عشنا ونعمل ما نستطيع في هذا الحدود أعتقد أننا فعلنا ما يجب ، أما لماذا لا نعمل تنظيم ؟ التجربة - أخي - نحن عايشين تجربة مثل غيرنا ، نحن ندعو الناس ليجتمعوا في مكان معيَّن في يوم معيَّن ؛ بتلاقي هادا إجا متأخر خمس دقائق ، هادا عشر دقايق ، هادا ربع ساعة ، هادا ما صبر إلى آخر الشوط إلى آخره ، هدول اللي بدنا نحن نتنظَّم معهم بدنا نتعاون معهم ؟ أنا كما أقول دائمًا وأبدًا : إنسان لا يستطيع أن يحمل ما وزنه عشرة كيلو هذا لا يستطيع أن يحمل عشرين كيلو فضلًا عن مئة كيلو ؛ إذًا حتى يتمكَّن أحدنا أن يحمل عشرين كيلو لازم نمرِّنه أنُّو يحمل عشرة ، فإحدى عشر ، فاثنا عشر فـ فـ إلى آخره ، وهذا معناه التربية ، وين التربية ؟ وين علماء التربية ؟! وين العلماء المرشدين يا أخي ؟!
لذلك لما تقول لي أنت : ليش ما نعمل تنظيم ؟ أنا أقول لك : وين المنظِّم ؟ المنظِّم وين ؟! نحن مغرورين ، الحقيقة هذه ، لكن نحن نستطيع أن نأخذ كتاب تفسير من التفاسير الراجحة ، كتاب في الحديث ، كتاب في العقيدة إلى آخره ، نصحِّح عقائدنا ومفاهيمنا وإلى آخره ، ثم كلما قَوِيَ أحدُنا كلما مشى شوطًا بل وأشواط إلى الهدف الذي يدندن حوله كل المسلمين ، ولكن جلُّهم لا يعملون له ؛ وهو الهدف إقامة الحكم الإسلامي .
السائل : الآن .
الشيخ : تفضل .
السائل : أنت تحاول أن تقوم بشيء ، وتسبق الجماعات الأخرى فيه وتقدِّم لهذا هذا المجتمع الإسلامي شيء جديد وهو تربية الجماعة ليكونوا علماء ؛ هؤلاء هم الذين يحملون التنظيم .
الشيخ : أرجو أن أكون أنا مع إخواننا في هذا الصدد .
السائل : إذا كان مَن يدرِّس أو يعلِّم الناس العقيدة ويعلِّمهم كيف يكونوا علماء يقول : أنا لا أستطيع الآن التنظيم ؛ فكيف ممَّن يعلِّمهم الآن ؟
الشيخ : مِن باب أولى .
السائل : هذا الشخص ، إذا وُجِد شخص يستطيع .
الشيخ : أعطيتك الجواب ؛ مِن باب أولى لا يستطيع غيره .
السائل : إذًا كيف سنصل إلى التنظيم ؟
محمد رأفت : السؤال مكانك راوح !
الشيخ : إي ، لكن مو معناه أنُّو قاعدين هيك ؛ عم نشتغل ، يا أخي ، ما أدري الإنسان الظاهر كما قيل : ما سُمِّي الإنسان إنسانًا إلا من نسيانه ، أنا أقول : الجماعات الذين يحلمون لإقامة الدولة بدون هزِّ أكتاف ؛ هل من المنطق أنُّو يفكر الإنسان ببناء قصر وهو لا يملك الأرض ؟ طبعًا غير معقول ، ما تؤاخذني نحن لح نصير مثلهم ، ليش ؟ أنا عم أفكِّر الآن بإيجاد الأرض ، لسا الأرض ما وجدناها ، ولحتَّى نوجدها الله أعلم يمكن أموت أنا ويجي ابني ، وإذا مشي كمان - إن شاء الله - بطريقي علمًا وعملًا وإلى آخره يحصِّل الأرص ولَّا ما يحصِّلها ، لكن شو قال هداك الشاعر الجاهلي ؟ " نموت فنُعذَرَا " .
سائل آخر : إي نعم .
" فقلت له : لا تبكِ عينُك إنَّما *** نحاول ملكًا أو نموتَ فنُعذَرَا "
الشيخ : " فَنُعذَرَا " ، شايف شلون ؟ جاهلي ، لكن كلمة حق .
السائل : يعني هَيْ .
الشيخ : اسمح لي شوية .
فنحن الآن واجبنا - أخي - أن نُوجد هذه الأرض ، فإذا ظَلَلْنا نكدح ليلًا نهارًا لإيجاد هذه الأرض مو معناها نحن ما عم نشتغل ، ما عم نشتغل ، لكن ما عم نعمل تنظيم ، ليش ؟ لأنُّو ما إجا وقت التنظيم ، إيمتى بيجي وقت التنظيم ؟ لما تُوجد الأرض ، هون بقى بدو يفكِّر هذا الإنسان العاقل وجدنا الأرض ، هالقصر بدنا نبنيه ؛ كم غرفة ؟ كم مصلى فيه ؟ كم كم إلى ؟ آخره ، وكم طابق ؟ إلى آخر التفاصيل اللي مو من شأني ، من شأن المهندسين بالطبع ، أما الآن فالتفكير في هذا الصدد وهو ما يفعله الآخرون تمامًا مَثَلُهم كمَثَل ذلك الراعي الأحمق الذي جلس يومًا تحت كوخه ، وقد علَّق فوق رأسه زقًّا قد ملأه جهدَه من السمن ، فأخذ يفكِّر أنُّو أنا غدًا أجمع كذا وكذا من المال من الغنم ، فأتزوَّج ، فيرزقني الله ولدًا ، فأؤدِّبه وآمره ، والله العظيم إذا أمرته وما أطاعني ضربْتُه بهذه العصا على رأسه ، وإذ نزل زقّ على رأسه !! كل هذه أحلام خيالات !!
نحن الآن - يا أستاذ - هذه كلمة أرجو أن تحفَظَها ، يجب أن نوجد الأرض ؛ بس ! فإذا وجدنا هذه الأرض نمشي خطوة ثانية ، ما هي الخطوة الثانية ؟ إيجاد الحجارة التي لا بد بها من تأسيس هذه الأرض لذلك البناء الشامخ ، صحيح هذا ولَّا لا ؟ طيب ، هل نحن نستطيع الآن أن نفكِّر في هذا البناء وهو واجب ؟ ما حدا عم يقول : غير واجب ، لكني أرى - أيضًا - من الحِكَم وهي تُنسب للصوفية ، والصوفية طبعًا نحن لا نؤمن بها كلًّا ، كذلك مِن إنصافنا واعتدالنا لا نكفر بها كلًّا ، لأنُّو هنن يقولوا : لا إله إلا الله ، وهي كلمة حقٍّ ، أساؤوا فهمَها أو أصابوا بحث تاني ؛ فمن أقوالهم : " مَن استعجل الأمر قبل أوانه بُلِيَ بحرمانه " ، وهذا ما أُصِيبَ به الآخرون يا أخي ، لا أقاموا الدولة المنشودة ولا أقاموا الدُّوَيلة الصغيرة التي لَفَتَ نظرهم إليها أحد دعاتهم حينما قال كلمة حكيمة جدًّا : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " ، فهؤلاء لا أقاموا هذه الدويلة ، وبالتالي لا يستطيعون أن يقيموا تلك الدولة .
آنفًا حدَّثنا أحد إخواننا أنه كان يتكلم مع شخص صلته به قليلة ، أحبَّ هذا الشخصُ أن يعرف صاحبَنا إلى أيِّ جماعة ينتمي ، فكلٌّ منهما عرف الآخر ، فصاحبنا عرف الرجل أنه من جماعة حزب التحرير ، هؤلاء يريدون أن يُقيموا الدولة المسلمة ، فصار نقاش : يا أخي ، مَن يقيم الدولة المسلمة ؟ الحاكم . طيب ، الحاكم المسلم من أين يأتي ؟ هنا ينقطعون ويصرُّون أنُّو لا بد من الحاكم المسلم هو يغيِّر وجه الأرض .
طيب ، وهما في هذه المناقشة وإذ أطلَّ عليهما امرأتان ، إذا رأيتَهما ما ظنَنْتَ أن إحداهما زوجة الرجل المسلم الذي يريد أن يُقيم الدولة المسلمة ، والأخرى ابنته ؛ هؤلاء يقيمون الدولة المسلمة ؟!! لكي لا نصبح كهؤلاء يجب نحن أن نعمل مكاننا ليلًا نهارًا ، بعد ذلك يؤتي الله - عز وجل - الملك من يشاء .
سائل آخر : شيخنا ، ملاحظة ... .
الشيخ : تفضل .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 19
- توقيت الفهرسة : 00:45:33