محمد رأفت : بالنسبة لكلمتي الحقيقة أودُّ أن أتكلَّم في أمرين :

أمر عام وهو كل أخ يتكلم فيه ويتحدث عنه ، وهو الدعوة السلفية وتنظيم السلفيين ، ووجوب انتخاب أمير منهم ، ووجوب إيجاد تنظيم كالتنظيمات الحالية ، وإلا فالسلفيون قد انتهوا وفرَّ الكثير منهم هنا وهناك ، وأصبحوا يُتخطَّفون .

يعني نحن الكل يشكو من هذا ، فأنا أقول : الذي يريد هذا الشيء يجب عليه أن ينشط في نفسه وأهل بيته علمًا وتعلُّمًا تصفيةً وتربيةً ، وأن ينشط في حيِّه وأن ينشط في محلَّته وقريته ، أو أكثر وأكثر أن ينشَطَ بينه وبين إخوانه ويجعل هذا هو التنظيم ؛ يعني - مثلًا - المرة الماضية نحن دَعَونا عددًا كثيرًا من الإخوان ، طبعًا البعض له عذر ، والبعض يمكن ما استطاع ، والبعض كذا ؛ فأنا أقول : كل أخ كما قال الله : (( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )) ، كما يطلب من إخوانه أن ينشطوا وأن يجدُّوا وأن يجتهدوا وأن يجاهدوا وينكروا إنكارًا للمنكر ، وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ؛ يجب عليه أن يتذكَّر أنه واحد من هؤلاء الإخوة ؛ فهل طالَبَ نفسه بالتعلُّم والتعليم وهذا أول التنظيم ؟ وهل طالَبَ نفسَه بأن التقى مع إخوانه وتناصحوا في أمر الدعوة الإسلامية في محلَّته وقريته ؟ هل طالَبَ أهلَ بيته بالالتزام بما يلتزمه ؟ هل طالَبَ أصدقاءه وزملاءه ؟ أنا أقول أنُّو هذا هو التنظيم ، وهذه هي الحياة للدعوة السلفية بإذن الله .

ولا تخافوا إذا ذهب لنا إخوان في الجماعة الفلانية أو العلانية فهو خير وبركة ، كما قلنا هذا في المرة السابقة ، نحن لسنا - إن شاء الله - بالمتحجِّرين ، لسنا بالمتقوقعين ، لسنا بالحزبيين الذين يتبنَّون الحزبية البغيضة التي تحبُّ إخوانها وتبغض مَن سواهم ، نحن نحب - إن شاء الله - كما أفهم أن كلَّ أخ عنده علم وعنده فائدة وعنده استفادة كذلك أو استعداد لها أن ينخرط في أيَّة جماعة من الجماعات الإسلامية في الساحة ؛ بشرط أن يجعل دائمًا على الدوام قول الله - جلَّ جلاله - : (( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصحيحة البيِّنة الواضحة أن يتبيَّن الحق وأن يبحث عن الحق ، وأن يتثبَّت وأن وأن يمشي مع أيِّ إنسان كائن من كان ، مع أيِّ جماعة كما قال الله - تعالى - : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )) ؛ فأيُّ إخوة تجدهم في الله - جلَّ جلاله - لك يريدون أن يكونوا صادقين ، ويريدون أن يكونوا من الداعين إلى الله - عز وجل - على بصيرة ، أو على أصول واضحة بيِّنة لو أنت مشيت معهم وتعاونت معهم فنقول كما قال الله : (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )) .

لا نريد أن نتعاون على الإثم والعدوان مع بعضنا بعضًا ، كذلك لا نريد أن نتعاون مع غيرنا على الإثم والعدوان ، نريد أن يكون هدفنا - إن شاء الله - من هذه الدعوة الحبُّ في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان ، فإذا نحن مشينا معهم واندمجنا معهم وسِرْنا معهم ، وثمن هذا : ( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة ) قلنا : لِمَن ؟ قال : ( لله ) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ( ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولأئمة المسلمين وعامَّتهم ) ، فليس فيه شر هذا الفعل ، بل فيه خير كثير ، وفيه نصر للدعوة السلفية قبل غيرها بإذن الله - جلَّ جلاله - .

لكنَّ الإخوان الذي أشعره حسب تجربتي البسيطة أن موضة العصر هي التنظيم ، وهذا التنظيم كل الناس يتغنَّى فيه ، السلفيون فارغون من التنظيم ؛ لذلك لا يشكِّلون جماعة ؛ لذلك هم منهارون !! أو إنهم ليسوا في عداد الجماعات الإسلامية ، أنا أقول : نحن نمثِّل - إن شاء الله - مع هذه الأمة الإسلامية الجماعة التي ثَبَتَ النَّصُّ فيها في الكتاب وفي السنة الطاهرة المطهَّرة ، لكنها هذه الجماعة تحتاج إلى توضيح ، تحتاج إلى تنوير ، تحتاج إلى أن يكون الدَّاعون إلى الله - جل جلاله - كما قال الله : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) ، كل أخ في حيِّه يعرف جماعات كثيرة ، وكل أخ في محلَّته يعرف جماعة إخواننًا كثيرين هنا وهناك ، يجد - مع الأسف الشديد - البصيرة غير موجودة ؛ يعني مفقودة ، هو ماذا سيفعل ؟

إما أن يقف في البصيرة التي أُوتِيها أُوتِي شيئًا منها ضد هؤلاء أو سيتعاون معهم ، طبعًا في الطريق سيستمعون - إن شاء الله - ، إذا وجد الهوى هو المتحكِّم بإذن الله - جلَّ جلاله - لو كانوا ألوفًا سينتهون ، أو أقل شيء أهل الخير سيفهمون أنك أنت صاحب الدليل ، صاحب قول الله - جلَّ جلاله - ، صاحب قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، هو بنفسه سوف - أقل شيء - لا يتكلم أمام الناس إلا بما أنت تقول به ؛ أقل شيء ، وإلا إخوانه وأتباعه إن أنت علَّمتهم أو كما يقولون هم أفسَدْتَهم بالتعليم الصحيح ماذا سيصير ؟ سينقلبوا عليه ، سينقلبون عليه إن عاجلًا أو آجلًا ، أو أقل شيء ما يسمَّى بالثقة بينه وبينهم سَتُنزع ؛ ولذلك أنا أقول : إذا نَشِطَ الأخ السلفي في أيَّة منطقة كانت وتعاون مع هؤلاء بإذن الله - جلَّ جلاله - سيفلح ، علاوة على هذا كله أكرِّر المرة السابقة التي قلتها أنُّو لا نكتفي بهذا ، بل نريد أن نزداد علمًا نحن وأن نزداد تعلُّمًا وتطبيقًا بأنفسنا وأزواجنا وأهلينا ؛ هذه النقطة الأولى .

فالإخوان الذين هم متشوِّقون جدًّا للتنظيم أنا أدعو نفسي وأدعوهم إلى هذا الشي ، وهو بإذن الله - جل جلاله - هو سهل ويسير على مَن يسَّره الله - تعالى - ، أما أنُّو نبقى نقول : التنظيم والإمارة ونريد أن ننتخب ، ونريد أن نختار والناس سبقونا ، أو الناس - يا أخي - قطفوا ثمارًا أو كادوا ، ونحن أصبحنا ثمارًا لهم ، انظروا الإخوان الذين كانوا في السنة الماضية - مثلًا - والتي قبلها يجلسوا مع الشَّيخ ذهبوا مع غير الشَّيخ ، أنا جلست مع أحدهم قبل يومين أو ثلاثة قلت له : يا أخانا الكريم ؛ هل العقيدة السلفية أنت عليها ؟ قال : أنا عليها . قلت له مناقشَا له في كتاب من الكتب المتبنَّاة ، بل المجزوم فيها المقطوع فيها عندهم ، قلت له : هذا المصنِّف أو الأستاذ الفلاني يقول بنصِّ الحرف وبين يدي الكتاب قلت له : في المقدمة في الصفحة التاسعة من ... يقول الأستاذ : أما العقيدة فهي عند المسلمين صافية ، تحيا عند المسلمين صافية صفاءً تامًّا ونقية نقيةً تامَّة ، وسرد العقيدة ، أوَّلها الإيمان بالله . قلت له : كيف هذا يا أخانا الكريم ؟ قال : هو ماشي يعني . قلت له : إذًا نسيت السلفية ؟!! قال : لا ، أنا ما نسيت السلفية . هو يعني الذي أنت وأنا نسمِّيه توحيد الربوبية ، قلت له : يكفي إذًا ، لكنني أنصحك بما أنت عليه بفَهْم لهذا الشيء وتفهيمه . قال : أنا - يا أخ - أسجِّل ملاحظات وأسألهم ، أنت الآن هذه ... درستها ؟ سجِّل لي ملاحظات وأنا أسألهم . قلنا له ... قلنا له : يا أخانا الكريم ، إذا بقينا على هذا فهو خير لنا ولهم ، قلت له بعدها كرَّر هذه المسألة وذكر فقال : الإيمان بالله عند جميع المسلمين لا جدالَ فيه ، فهو واضح أو صاف مرَّة أخرى .

في ... تُروَّس أو تُعنون معلومات للشباب قبل بسم الله الرحمن الرحيم أظن ، معلومات للشباب ، فنحن هذا الأخ أنا أقول صراحةً : ما خَسِرْناه ؛ بالعكس هو بإذن الله - جلَّ جلاله - سيُفيد وسيستفيد ؛ يعني الشيء الذي يشعر فيه عندنا فيه نقص من نظرة عامة أو شاملة أو كاملة كما يسمَّى عند هذا الحزب في السياسة أو في الاقتصاد الإسلامي - إن صح يعني - سيستزيده ، والإخوان سيسمعون منه ويأخذوا ويعطوا ، ويأخذون ويعطون ، أما بالنسبة للعقيدة ما ينساها ، حتى لما قال لي : توحيد الربوبية . قلت له : يكفي هذا ؟ قال : لا ، ما يكفي . لكنَّ هذا الفكر موضَّح في الكتاب الفلاني ، أتى بالكتاب الفلاني فما وجدناه موضَّحًا كذلك ، فبَقِيَ الأخ مصرًّا فعلًا على ما نحن عليه ؛ أنُّو هذا توحيد الخالقية توحيد الربوبية ما يكفي .

سألته سؤالًا آخر : قلت له : العهدة الكبرى شو هي ؟ أنا قرأت للشَّيخ كتاب " التفكير " ، العهدة الكبرى في الكتاب كأنه يعني هو إثبات وجود الخالق ، قال لي : لا ، في هذا الكتاب هو غير متخصِّص للعقيدة ، في كتب أخرى عرَّفَها هو ما قبل وما بعد الإيمان بالله ومقتضيات وكذا وكذا ، قلت له : مع هذا كله الذي يعترف بوجود الخالق ؛ هل هذا يكفي ؟ فأخذ يذهب ويروح أنُّو الطريقة والفهم والدعوة السلفية في العقيدة هو أنا الذي أتبنَّاه وأدعو إليه ، أو يعني شيئًا من هذا في الأصول يعني ما نسي أصوله - إن شاء الله - .

فأنا أقول هذا الأخ الذي جرَّب وتشوَّق ووجد هو الآن كما قال الأستاذ " محمود ... " في مسجده لا يعرفون عنه إنه من ذاك الحزب ، بل بالعكس هو سلفي فوق وتحت ، دائمًا على الدوام عداؤه أعداء الإسلام معه لأنُّو سلفي ، لأنُّو صاحب دليل ، لأنُّو إيش ؟ ضد الصوفية مثلًا ، فالصوفية - مثلًا - أقامت المنطقة وما أقعدتها ؛ فلم ؟ أنا أقول لأنُّو فعلًا سمته تصرُّفاته ما زالت - إن شاء الله - تُبتنى على الدليل ، فها هي - إن شاء الله - مسألة خيِّرة لنا وله ولجميع مَن يدعو للإسلام إذا استبصرنا في طريقنا .