قصة عائشة - رضي الله عنها - في اعتمارها من التنعيم .
A-
A=
A+
الشيخ : ... تنصرف السيدة عائشة - رضي الله عنها - حينما حجَّت مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حجَّت وهي قارنة ، فلما نزلت مكانًا قريبًا من مكة اسمه " سَرِف " دخل عليها الرسول - عليه الصلاة والسلام - فوَجَدَها تبكي ، قال لها : ( ما لَكِ ؟ أنفسْتِ ؟! ) . قالت : نعم ، يا رسول الله . قال : ( لا بأس عليك ، هذا أمرٌ كَتَبَه الله على بنات آدم ؛ فاصنعي ما يصنع الحاج غير ألَّا تطوفي ولا تصلي ) . قالت : فطَهُرْتُ في عرفات ، وهي أدَّت المناسك كلها وطهرت في عرفات ، ثم لما رمت الجمرة نزلت في اليوم العاشر يوم العيد إلى مكة وطافت وسعت . ولما حان وقت الرحيل دخل عليها الرسول - عليه السلام - فوجدها - أيضًا - تبكي . قال : ( ما لَكِ ؟ ) . قالت : ما لي ؟! يرجع الناس بحجٍّ وعمرة وأرجع أنا بحجٍّ دون عمرة . فقال - عليه الصلاة والسلام - لِأخيها عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق : ( أردِفْها خلفك ، واخرُجْ بها إلى التنعيم ، وتهلُّ من هناك بعمرة ) ففعلت ، فقال لها - عليه الصلاة والسلام - : ( هذه مكان تلك ) ؛ يعني مكان العمرة التي لم تتمكَّن من أدائها بين يدي الحج ، وأنا أخطأت سابقًا آنفًا حينما قلت : كانت قارنة ، بل هي كانت معتمرة ؛ يعني العمرة بين يدي الحج ، فلما حاضت بـ " سَرِف " لم تتمكَّن من إتمام العمرة ، فقال لها - عليه الصلاة والسلام - كما في تمام القصة : ( ارفضي عمرتك وحجِّي ، واصنعي ما يصنع الحاجُّ ) إلى آخره . فانقلبت عمرتها إلى حجة مفردة ؛ ولذلك لما دخل عليها بعد قضاء مناسك الحج كلها ووَجَدَها تبكي قالت : يعود الناس يرجع الناس بحجٍّ وعمرة وأرجع أنا بحجٍّ دون عمرة !! فأمرها أن تعتمر من التنعيم .
الشاهد هنا : قال الرسول - عليه السلام - لها: ( هذه مكان عمرتك تلك ، وإنما أجرُكِ على قدرِ نَصَبِك ) ، هنا الشاهد ؛ هي أتَتْ بعمرة منفصلة عن عمرة الحج ، فصار هنا عمل زائد بسبب خروجها من الحرم إلى التنعيم ، فقال - عليه الصلاة والسلام - لها : ( إنما أجرك على قدر نصبِك ) ؛ أي : تعبك . من هنا أخذ الفقهاء : " الثواب على قدر المشقَّة " .
الشاهد هنا : قال الرسول - عليه السلام - لها: ( هذه مكان عمرتك تلك ، وإنما أجرُكِ على قدرِ نَصَبِك ) ، هنا الشاهد ؛ هي أتَتْ بعمرة منفصلة عن عمرة الحج ، فصار هنا عمل زائد بسبب خروجها من الحرم إلى التنعيم ، فقال - عليه الصلاة والسلام - لها : ( إنما أجرك على قدر نصبِك ) ؛ أي : تعبك . من هنا أخذ الفقهاء : " الثواب على قدر المشقَّة " .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 12
- توقيت الفهرسة : 01:10:51