إذا دخلت المسجد والصف الأول قد اكتمل ؛ فهل تسحب شخصًا لِيُصلي معك في الصف الثاني أم تصلي بمفردك في الصف الثاني ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال : إذا دخلت المسجد والصف الأول قد اكتمل ؛ فهل تسحب شخصًا لِيُصلي معك في الصف الثاني أم تصلي بمفردك في الصف الثاني ؟
الشيخ : لو صحَّ حديث الجذب للرجل من الصف الأول لكي لا يصلي وحدَه في الصف الثاني وجبَ القول به ، ولكنه لم يصح إسناده كما بيَّنْتُه في بعض المصادر وبعض المؤلفات التي ألَّفْتُها ، ولعل من ذلك كتابي الذي صدر حديثًا " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " ، بل تذكَّرت الآن يقينًا أنني قد خرَّجته في المجلد الثاني من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ، فما دام أن هذا الحديث لم يصح ، وحين ذاك فالداخل للمسجد الذي وجد الصف الذي بين يديه - ولا أقول الصف الأول ، وليكن أيَّ صفٍّ بين يديه - وَجَدَه قد اكتمل ؛ فهذا الداخل له حالة من حالتين ؛ الأولى أن يحاول أن يضمَّ إلى الصف الذي بين يديه ، وهذا في غالب الأحيان في هذا الزمان الذي انصرف فيه جماهير المصلين عن مُراعاة السنن بل الواجبات اللَّائقة بالصلاة ، ومن ذلك التراصُّ بالصفوف ، ولأنهم جماهيرهم يهملون هذا التراص فالداخل للمسجد وقد وجد الصف الذي بين يديه كاملًا لا يعدم أن يجد فراغًا ولو بإشارة إلى مصلِّي يريد أن يقف بجانبه أن يوسِّع له ؛ فهذا الذي ينبغي أن يفعله الداخل للمسجد أن يحاول الانضمام إلى الصَّفِّ الذي بين يديه .
فإن لم يتمكَّن من ذلك إما لسبب تراصِّ الناس بالصفوف وإن كان هذا نادرًا ، أو بسبب تعلُّق بعض المصلين الذين لا يلين أحدهم بيده أو بمنكبه لهذا الذي يريد أن ينضمَّ في الصف بجانبه ، فإذا لم يتمكَّن الاتصال والانضمام للصَّفِّ الذي بين يديه ووقف في الصف التالي له وحده وصلاته صحيحة ؛ ذلك لأن قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لا صلاة لِمَن صلى في الصف وحده ) إنما هو في حدود القدرة والاستطاعة كما هو شأن كلِّ العبادات ، فنحن نعلم - مثلًا - أن الوقوف في صلاة الفريضة ركن من أركان الصلاة ، فمَن صلى قاعدًا وهو يستطيع القيام لم تصح صلاته ، لكنه إن عَجَزَ عن القيام جلس كما قال - عليه السلام - : ( صَلِّ قائمًا ، فإن لم تستطع فقاعدًا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ) .
هكذا - أيضًا - شأن المنفرد يصلي خلف الصف وحدَه في حالة كونه لم يتمكَّن من الانضمام إلى الصف الذي بين يديه ، فهو فَعَلَ واجبه ؛ فإذًا يصلي في الصف وحده ، فحديث : ( لا صلاة لِمَن صلى وراء الصف وحده ) محمول على المتساهل وعلى المُعرِض عن هذا الحكم الشرعي كما يفعله كثير من الناس ؛ خاصَّة من المؤذِّنين الذين لا ينضمُّون إلى الصفوف وإلى الجماعة ، وإنما يصلي وحده في مكان وحده على السُّدَّة الأرضية أو العلوية .
فهؤلاء هم الذين يُتوجَّه إليهم القول ببطلان صلاتهم ، أما رجل دخل المسجد وحاول أن ينضمَّ إلى الصف فلم يتمكَّن ولم يأتِ أحد لينضمُّ إليه ، فهو يصلي وحده و (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) ، وهذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
غيره ؟
الشيخ : لو صحَّ حديث الجذب للرجل من الصف الأول لكي لا يصلي وحدَه في الصف الثاني وجبَ القول به ، ولكنه لم يصح إسناده كما بيَّنْتُه في بعض المصادر وبعض المؤلفات التي ألَّفْتُها ، ولعل من ذلك كتابي الذي صدر حديثًا " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " ، بل تذكَّرت الآن يقينًا أنني قد خرَّجته في المجلد الثاني من " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ، فما دام أن هذا الحديث لم يصح ، وحين ذاك فالداخل للمسجد الذي وجد الصف الذي بين يديه - ولا أقول الصف الأول ، وليكن أيَّ صفٍّ بين يديه - وَجَدَه قد اكتمل ؛ فهذا الداخل له حالة من حالتين ؛ الأولى أن يحاول أن يضمَّ إلى الصف الذي بين يديه ، وهذا في غالب الأحيان في هذا الزمان الذي انصرف فيه جماهير المصلين عن مُراعاة السنن بل الواجبات اللَّائقة بالصلاة ، ومن ذلك التراصُّ بالصفوف ، ولأنهم جماهيرهم يهملون هذا التراص فالداخل للمسجد وقد وجد الصف الذي بين يديه كاملًا لا يعدم أن يجد فراغًا ولو بإشارة إلى مصلِّي يريد أن يقف بجانبه أن يوسِّع له ؛ فهذا الذي ينبغي أن يفعله الداخل للمسجد أن يحاول الانضمام إلى الصَّفِّ الذي بين يديه .
فإن لم يتمكَّن من ذلك إما لسبب تراصِّ الناس بالصفوف وإن كان هذا نادرًا ، أو بسبب تعلُّق بعض المصلين الذين لا يلين أحدهم بيده أو بمنكبه لهذا الذي يريد أن ينضمَّ في الصف بجانبه ، فإذا لم يتمكَّن الاتصال والانضمام للصَّفِّ الذي بين يديه ووقف في الصف التالي له وحده وصلاته صحيحة ؛ ذلك لأن قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لا صلاة لِمَن صلى في الصف وحده ) إنما هو في حدود القدرة والاستطاعة كما هو شأن كلِّ العبادات ، فنحن نعلم - مثلًا - أن الوقوف في صلاة الفريضة ركن من أركان الصلاة ، فمَن صلى قاعدًا وهو يستطيع القيام لم تصح صلاته ، لكنه إن عَجَزَ عن القيام جلس كما قال - عليه السلام - : ( صَلِّ قائمًا ، فإن لم تستطع فقاعدًا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ) .
هكذا - أيضًا - شأن المنفرد يصلي خلف الصف وحدَه في حالة كونه لم يتمكَّن من الانضمام إلى الصف الذي بين يديه ، فهو فَعَلَ واجبه ؛ فإذًا يصلي في الصف وحده ، فحديث : ( لا صلاة لِمَن صلى وراء الصف وحده ) محمول على المتساهل وعلى المُعرِض عن هذا الحكم الشرعي كما يفعله كثير من الناس ؛ خاصَّة من المؤذِّنين الذين لا ينضمُّون إلى الصفوف وإلى الجماعة ، وإنما يصلي وحده في مكان وحده على السُّدَّة الأرضية أو العلوية .
فهؤلاء هم الذين يُتوجَّه إليهم القول ببطلان صلاتهم ، أما رجل دخل المسجد وحاول أن ينضمَّ إلى الصف فلم يتمكَّن ولم يأتِ أحد لينضمُّ إليه ، فهو يصلي وحده و (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) ، وهذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
غيره ؟
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 10
- توقيت الفهرسة : 00:05:17