السائل : ما حكم لعب الشطرنج ؟

الشيخ : الشطرنج لهوٌ من الملاهي التي تدخل في عموم قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( كلُّ لهوٍ يلهو به ابن آدم باطل إلا ملاعبته لزوجته ، ومداعبته لفرسه ، ورميه لقوسه ، وتعلُّم السباحة ) ، وكلمة باطل في هذا الحديث لا تعني نصًّا التحريم ، وإنما تعني على أقلِّ تقدير كراهةَ اللعب في غير هذه الأشياء وما في معناها مما يعين على طاعة الله وعلى تقوية البدن ببعض الألعاب البدنية كالسباحة وكالرمي بالقوس .

والشطرنج بلا شك هو ليس من هذه الأنواع الأربعة ، ولكنه من جهة أخرى فيه شحذ للذهن وتدريب للَّاعب على طرق مهاجمة الخصم ، فقد يفيد اللعب بالشطرنج كما يفيد اللعب بالقوس ، ولكن إذا ما انتهى أمر اللاعب وصار متمرِّسًا على اللعب فحينَ ذاك لا يبقى مجال للإكثار من اللعب بالشطرنج إلا في بعض الأحوال من باب ما يقولون من باب الاستجمام .

أما الانكباب على لعب الشطرنج كما نسمع من بعض الناس بحيث أن ذلك يتحمَّل الساعة بل الساعات حتى يتغلَّب ... صاحبه ؛ فهذا بلا شك يعرِّض اللاعب إلى كثير من المخالفات الشرعية كإضاعة الصلاة مع الجماعة مثلًا ، وعدم الاهتمام أو الالتفات إلى القيام بالواجبات المترتِّبة على اللاعب تجاه زوجته وتجاه أولاده وتجاه أسرته ؛ بل وتجاه قومه وبلده .

ولهذا نقول باختصار : إذا كان اللَّاعب للشطرنج لا يُتَّخذ عادةً أوَّلًا ، ولا يُلهي عن القيام بشيء من الواجبات ثانيًا ؛ فهو من اللعب المباح وإن كان باطلًا بالنسبة للشريعة ، اللهم إلا إذا ترتَّب منه بعض المصالح التي تترتَّب من اللعب بالقوس والسباحة كما ذكرنا في مطلع الجواب .

وكلما يرد أو يُذكر في بعض الكتب من الأحاديث المصرِّحة بتحريم اللعب بالشطرنج لا يصح شيء من ذلك عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لهذا كان من الواجب على الفقيه أن يأخذ حكم اللعب بالشطرنج من القواعد الشرعية العامة ، وهذا ما فَعَلْناه وانتهينا إليه مما سبق ذكره ، والحمد لله رب العالمين .

السائل : جزاك الله خير .