كيف نوفِّق بين أحاديث اللعن ؛ بين تركه - صلى الله عليه وسلم - للَّعن ، وثبوت اللَّعن المطلق ، وأمره للصحابي أن يُخرِجَ متاعه لِيلعَنَه الناس ؟
A-
A=
A+
السائل : ثَبَتَ تركُ الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - اللَّعن ، وثبت اللعن المطلق ، ولكن يوجد حديث الصحابي الذي كان يؤذيه جاره وكان الناس يلعنونه ؛ فكيف نوفِّق بين ذلك ؛ بين تركه للَّعن اللعن الخاص ، وبين أمر الصحابي أن يُخرج متاعَه إلى الشارع لِيلعَنَه الناس ، ليلعنَ جارَه الناسُ ؟
الشيخ : أوَّلًا : ليس عندنا نصٌّ في أن الرسول - عليه السلام - تركَ لعنَ أشخاص بأعيانهم ، وإنما هذا حكم شرعي لدى كثير من الفقهاء ؛ يقولون : بأنه لا يجوز لعنُ شخص بعينه ، هذا حكم يرونه أصابوا أو أخطؤوا ، وإن كان الثاني هو الأقرب عندي ، ولكن ليس هناك حديث يُخبِرُنا أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكُنْ يلعن أشخاصًا بأعيانهم ؛ لا سيما وفي " الصحيحين " : ( اللهم العَنْ رعلًا وذكوان ) وذكر قبائل أخرى ؛ فهذا لعن أهمُّ من لعن شخص ؛ حيث يلعن قبيلة برمَّتها !
ثم هناك حديث آخر يُفهم منه خلاف ما ذهب إليه بعض الفقهاء ، وهو قوله - عليه السلام -: ( اللهم إنما أنا بشرٌ أغضب كما يغضب البشر ؛ فأيُّما رجل لَعَنْتُه أو سَبَبْتُه وليس لها أهلًا ؛ فاجعلها عليه زكاةً ورحمة ) أو كما قال - عليه الصلاة والسلام - .
ففي هذا الحديث تصريح بأن الرسول - عليه السلام - قد يقع منه لعن لشخص معيَّن بذاته ، وأنَّ هذا اللعن قد يكون في محلِّه ، وقد يكون خطأً ؛ فإذا كان في محلِّه فهذا دليل ينفي قول السَّائل أن الرسول - عليه السلام - لم يكن يلعن شخصًا بعينه .
وإذا كان خطأً هذا اللعن الصادر من الرسول - عليه السلام - فيطلب من الله - تبارك وتعالى - ، وهذا استدراك منه لِمَا قد ينبغي أن لا يقع منه أن يجعل ذلك رحمةً ؛ أن يجعل الله هذا السَّبَّ والشَّتم الذي وقع في غير محلِّه رحمةً بالمسبوب والمشتوم .
فإذًا في هذا الحديث دليل على خلاف ما ذهب إليه السَّائل ، وإذا عرفنا هذا فلا غرابة بعد ذلك في إقرار الرسول - عليه السلام - لِلَعن الصحابة لذلك الرجل الظالم لجاره الذي اضطرَّه إلى أن يشكو أمرَه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فأمَرَه - عليه السلام - بأن يُخرِجَ متاعَه إلى قارعة الطريق ، فكان الناس يمرُّون به ، فيسألونه عن السبب فيقول : جاري ظلمني ، فيقولون : قاتَلَه الله لَعَنَه الله . فإقرار الرسول - عليه السلام - هذا اللعن أمره واضح لِمَا فيه من تربية هذا الظالم المعتدي على جاره ، وقد كان كذلك ؛ فقد سارَعَ الرجل لمجرَّد أن سمع الناس يمرُّون به يلعنونه سارع إلى التوبة وقال : يا رسول الله ، مُرْ جاري بأن يعيد متاعه إلى داره ؛ أي : فقد تبت .
فإذًا لا تخالف بين الأحاديث في هذا الباب .
السائل : جزاك الله خيرًا .
في أي مكان موجود ؟
الشيخ : في " الأدب المفرد " للبخاري و " سنن أبي داود " المعروف .
الشيخ : أوَّلًا : ليس عندنا نصٌّ في أن الرسول - عليه السلام - تركَ لعنَ أشخاص بأعيانهم ، وإنما هذا حكم شرعي لدى كثير من الفقهاء ؛ يقولون : بأنه لا يجوز لعنُ شخص بعينه ، هذا حكم يرونه أصابوا أو أخطؤوا ، وإن كان الثاني هو الأقرب عندي ، ولكن ليس هناك حديث يُخبِرُنا أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكُنْ يلعن أشخاصًا بأعيانهم ؛ لا سيما وفي " الصحيحين " : ( اللهم العَنْ رعلًا وذكوان ) وذكر قبائل أخرى ؛ فهذا لعن أهمُّ من لعن شخص ؛ حيث يلعن قبيلة برمَّتها !
ثم هناك حديث آخر يُفهم منه خلاف ما ذهب إليه بعض الفقهاء ، وهو قوله - عليه السلام -: ( اللهم إنما أنا بشرٌ أغضب كما يغضب البشر ؛ فأيُّما رجل لَعَنْتُه أو سَبَبْتُه وليس لها أهلًا ؛ فاجعلها عليه زكاةً ورحمة ) أو كما قال - عليه الصلاة والسلام - .
ففي هذا الحديث تصريح بأن الرسول - عليه السلام - قد يقع منه لعن لشخص معيَّن بذاته ، وأنَّ هذا اللعن قد يكون في محلِّه ، وقد يكون خطأً ؛ فإذا كان في محلِّه فهذا دليل ينفي قول السَّائل أن الرسول - عليه السلام - لم يكن يلعن شخصًا بعينه .
وإذا كان خطأً هذا اللعن الصادر من الرسول - عليه السلام - فيطلب من الله - تبارك وتعالى - ، وهذا استدراك منه لِمَا قد ينبغي أن لا يقع منه أن يجعل ذلك رحمةً ؛ أن يجعل الله هذا السَّبَّ والشَّتم الذي وقع في غير محلِّه رحمةً بالمسبوب والمشتوم .
فإذًا في هذا الحديث دليل على خلاف ما ذهب إليه السَّائل ، وإذا عرفنا هذا فلا غرابة بعد ذلك في إقرار الرسول - عليه السلام - لِلَعن الصحابة لذلك الرجل الظالم لجاره الذي اضطرَّه إلى أن يشكو أمرَه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فأمَرَه - عليه السلام - بأن يُخرِجَ متاعَه إلى قارعة الطريق ، فكان الناس يمرُّون به ، فيسألونه عن السبب فيقول : جاري ظلمني ، فيقولون : قاتَلَه الله لَعَنَه الله . فإقرار الرسول - عليه السلام - هذا اللعن أمره واضح لِمَا فيه من تربية هذا الظالم المعتدي على جاره ، وقد كان كذلك ؛ فقد سارَعَ الرجل لمجرَّد أن سمع الناس يمرُّون به يلعنونه سارع إلى التوبة وقال : يا رسول الله ، مُرْ جاري بأن يعيد متاعه إلى داره ؛ أي : فقد تبت .
فإذًا لا تخالف بين الأحاديث في هذا الباب .
السائل : جزاك الله خيرًا .
في أي مكان موجود ؟
الشيخ : في " الأدب المفرد " للبخاري و " سنن أبي داود " المعروف .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 8
- توقيت الفهرسة : 00:13:16