ما هو التوفيق بين آية : (( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )) ، وبين الأحاديث التي تقول بزيادة العمر ؛ كمثل حديث : ( صلة الرحم تزيد في العمر ) أو بغير هذا الحديث الذي يقول بزيادة العمر ؟
A-
A=
A+
السؤال الثاني : التوفيق بين الآية : فـ (( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )) .
هيك الآية ؟ (( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ )) .
سائل آخر : (( إِذَا جَاءَ )) .
الشيخ : الفاء الأولى زايدة .
(( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )) ، التوفيق بين هذه الآية وبين الأحاديث التي تقول بزيادة العمر ؛ مثال : ( صلة الرحم تزيد بطول العمر ) أو بغير هذا الحديث الذي يقول بزيادة العمر ؟
الجواب على وجهين :
الوجه الأول : وهو المذكور في بعض التفاسير أن الآية تتحدث عن الأمم ، (( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ )) أي : الأمم التي عَصَتْ ربها وكفرت بنبيِّها ؛ (( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ )) أجل استئصالهم والقضاء عليهم (( فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )) ، وحينئذٍ فهذه الآية لا تُعارِض الأحاديث التي فيها بيان أن العمر يقبل الإطالة فيه بالأعمال الصالحة ؛ لأننا علمنا أن الآية لا تتعرَّض بالنسبة للأفراد ، أو لا تتحدث بالعمر الذي هو الحياة التي يحياها الإنسان طويلةً أو قصيرةً ، وإنما تتحدث الآية عن العذاب الذي تستحقُّه أمة بسبب كفرها ؛ فحين ذاك إذا جاء أجل عذابهم واستئصالهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون . هذا الوجه الأول من التوفيق .
والوجه الثاني : أن الآية صحيح جاءت لتتحدث عن عذاب الأمم العاصية والكافرة بالله - عز وجل - ، لكنها في الواقع تتضمَّن انتهاء حياة هؤلاء ، فإذا كان حياة هؤلاء لهم أجل ؛ فكيف الحديث بل أحاديث تصرِّح بأنه من الممكن إطالة العمر كما قال - عليه السلام - : ( مَن أحبَّ أن يُنسأ في أجله ، ويُوسع له في رزقه ؛ فليصِلْ رَحِمَه ) ، وقال - أيضًا - : ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمِّران الديار ويُطيلان في الأعمار ) ؛ نقول : لا اختلاف بين الآية - أيضًا - وبين هذه الأحاديث ؛ لأن الآية تعني الأجل الذي سُجِّل في اللوح المحفوظ نهائيًّا ، وتوضيح هذا أن ربنا - عز وجل - يعلم يقينًا الأشخاص الذين يأخذون بأسباب طول الحياة أو لا يأخذون ، الذين يأخذون بأسباب طول الحياة سُجِّلوا في اللوح المحفوظ عمرهم كذا ، والذين لا يأخذون بأسباب طول الحياة سُجِّل في اللوح المحفوظ عمرهم كذا ؛ أي : دون ذلك ؛ فهذا هو التسجيل النهائي .
لكن لو أنَّ أولئك الذين سُجِّلت أعمارهم قصيرة أخذوا بأسباب التي أخَذَ بها الأوَّلون - أيضًا - لَطالت أعمارهم ، هذا تمامًا كالسعادة والشقاوة ، ( اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ لِما خُلِقَ له ؛ فَمَن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل أهل الجنة ، ومَن كان من أهل النار فسيعمل بعمل أهل النار ) ، كذلك مَن كان مِن أهل الأعمار الطويلة فسيعمل وسيأخذ بالأسباب التي تُوصِلُه إلى العمر الطويل ، ومَن كان من أهل الأعمار القصيرة فبالعكس لا يأخذ بهذه الأسباب .
فإذًا هذه الأحاديث التي تصرِّح بأن هناك أسبابًا لإطالة العمر إنما تتحدث عن الأسباب كالعمل الصالح سبب لدخول الجنة ، والعمل الطالح سبب لدخول النار ، أما مَن كُتِبَ عليه بكفره سيدخل النار ؛ فلا مجال لِيُقال : هل سيدخل الجنة ؟ لا يمكن أن يدخل الجنة ؛ لأنه ما تعاطى سبب الجنة ، وإنما تعاطى سبب النار ؛ كذلك الذي تعاطى أسباب طول العمر فهذا كُتِبَ له طول العمر ، والذي تعاطى الأسباب المنافية لطول العمر ؛ فهو كُتِبَ مسبقًا عند الله - عز وجل- بأنه قصير العمر .
فإذًا هذه الأحاديث ( مَن أحبَّ أن يُنسَأَ له في أجله ) إنما تتحدث عن الأسباب ؛ كالحديث : ( اعملوا فكلٌّ ميسَّر لِما خُلِقَ له ) يتحدث - أيضًا - عن الأسباب ، أما نهاية المطاف فهو مسجَّل عند رب العالمين إما من أهل الجنة أو من أهل النار ، إما من أهل طول العمر أو قصر العمر ؛ فالمسجَّل في اللوح المحفوظ لا (( يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ )) ، ولكن هذا المسجَّل مربوط بالأسباب التي يقوم بها المكلَّف من خير أو شر ، ممَّا يُطيل العمر أو يُقصِرُه .
هيك الآية ؟ (( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ )) .
سائل آخر : (( إِذَا جَاءَ )) .
الشيخ : الفاء الأولى زايدة .
(( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )) ، التوفيق بين هذه الآية وبين الأحاديث التي تقول بزيادة العمر ؛ مثال : ( صلة الرحم تزيد بطول العمر ) أو بغير هذا الحديث الذي يقول بزيادة العمر ؟
الجواب على وجهين :
الوجه الأول : وهو المذكور في بعض التفاسير أن الآية تتحدث عن الأمم ، (( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ )) أي : الأمم التي عَصَتْ ربها وكفرت بنبيِّها ؛ (( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ )) أجل استئصالهم والقضاء عليهم (( فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )) ، وحينئذٍ فهذه الآية لا تُعارِض الأحاديث التي فيها بيان أن العمر يقبل الإطالة فيه بالأعمال الصالحة ؛ لأننا علمنا أن الآية لا تتعرَّض بالنسبة للأفراد ، أو لا تتحدث بالعمر الذي هو الحياة التي يحياها الإنسان طويلةً أو قصيرةً ، وإنما تتحدث الآية عن العذاب الذي تستحقُّه أمة بسبب كفرها ؛ فحين ذاك إذا جاء أجل عذابهم واستئصالهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون . هذا الوجه الأول من التوفيق .
والوجه الثاني : أن الآية صحيح جاءت لتتحدث عن عذاب الأمم العاصية والكافرة بالله - عز وجل - ، لكنها في الواقع تتضمَّن انتهاء حياة هؤلاء ، فإذا كان حياة هؤلاء لهم أجل ؛ فكيف الحديث بل أحاديث تصرِّح بأنه من الممكن إطالة العمر كما قال - عليه السلام - : ( مَن أحبَّ أن يُنسأ في أجله ، ويُوسع له في رزقه ؛ فليصِلْ رَحِمَه ) ، وقال - أيضًا - : ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمِّران الديار ويُطيلان في الأعمار ) ؛ نقول : لا اختلاف بين الآية - أيضًا - وبين هذه الأحاديث ؛ لأن الآية تعني الأجل الذي سُجِّل في اللوح المحفوظ نهائيًّا ، وتوضيح هذا أن ربنا - عز وجل - يعلم يقينًا الأشخاص الذين يأخذون بأسباب طول الحياة أو لا يأخذون ، الذين يأخذون بأسباب طول الحياة سُجِّلوا في اللوح المحفوظ عمرهم كذا ، والذين لا يأخذون بأسباب طول الحياة سُجِّل في اللوح المحفوظ عمرهم كذا ؛ أي : دون ذلك ؛ فهذا هو التسجيل النهائي .
لكن لو أنَّ أولئك الذين سُجِّلت أعمارهم قصيرة أخذوا بأسباب التي أخَذَ بها الأوَّلون - أيضًا - لَطالت أعمارهم ، هذا تمامًا كالسعادة والشقاوة ، ( اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ لِما خُلِقَ له ؛ فَمَن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل أهل الجنة ، ومَن كان من أهل النار فسيعمل بعمل أهل النار ) ، كذلك مَن كان مِن أهل الأعمار الطويلة فسيعمل وسيأخذ بالأسباب التي تُوصِلُه إلى العمر الطويل ، ومَن كان من أهل الأعمار القصيرة فبالعكس لا يأخذ بهذه الأسباب .
فإذًا هذه الأحاديث التي تصرِّح بأن هناك أسبابًا لإطالة العمر إنما تتحدث عن الأسباب كالعمل الصالح سبب لدخول الجنة ، والعمل الطالح سبب لدخول النار ، أما مَن كُتِبَ عليه بكفره سيدخل النار ؛ فلا مجال لِيُقال : هل سيدخل الجنة ؟ لا يمكن أن يدخل الجنة ؛ لأنه ما تعاطى سبب الجنة ، وإنما تعاطى سبب النار ؛ كذلك الذي تعاطى أسباب طول العمر فهذا كُتِبَ له طول العمر ، والذي تعاطى الأسباب المنافية لطول العمر ؛ فهو كُتِبَ مسبقًا عند الله - عز وجل- بأنه قصير العمر .
فإذًا هذه الأحاديث ( مَن أحبَّ أن يُنسَأَ له في أجله ) إنما تتحدث عن الأسباب ؛ كالحديث : ( اعملوا فكلٌّ ميسَّر لِما خُلِقَ له ) يتحدث - أيضًا - عن الأسباب ، أما نهاية المطاف فهو مسجَّل عند رب العالمين إما من أهل الجنة أو من أهل النار ، إما من أهل طول العمر أو قصر العمر ؛ فالمسجَّل في اللوح المحفوظ لا (( يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ )) ، ولكن هذا المسجَّل مربوط بالأسباب التي يقوم بها المكلَّف من خير أو شر ، ممَّا يُطيل العمر أو يُقصِرُه .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 5
- توقيت الفهرسة : 01:13:06