حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قولِه - تعالى - : (( إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )) ؛ قال : ( في الدنيا ) .
A-
A=
A+
الشيخ : أما الذي بعد فهو صحيح ؛ وهو قوله : وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قولِه - تعالى - : (( إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )) ؛ قال : ( في الدنيا ) .
رواه ابن حبان في " صحيحه " ، وهو في مسلم بمعناه في آخر حديث يأتي إن شاء الله .
في هذا الحديث تفسير لآية في القرآن الكريم في سورة مريم يقول - عز وجل - : (( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، (( إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ )) يعني حلَّ بهم العذاب ، (( وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )) يبيِّن هذا الحديث ليس المقصود وهم في غفلة حينما حلَّ بهم العذاب ولقوا جزاءهم العادل يوم القيامة ، وإنما (( هُمْ فِي غَفْلَةٍ )) في الدنيا حينما أُمِرُوا بإطاعة الله - عز وجل - واتباع نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ فكان موقفهم كما قال ربُّهم في هذه الآية : (( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، (( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )) أي : في الدنيا ، (( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) في الدنيا لقاء كفرهم بالله - عز وجل - في الدنيا وغفلتهم فيها أثابَهم الله - عز وجل - في آخرته إثابةً سيِّئةً جزاء كفرهم وضلالهم ، هذا معنى قوله - تعالى - : (( إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )) أي : في الدنيا .
وكأن المقصود من هذه اللفظة ( في الدنيا ) أن الدنيا هي التي صَرَفَتْهم وشَغَلَتْهم عن الطاعة ؛ سواء كانت طاعةً كاملة ؛ وذلك وصف حتى بالنسبة للمؤمنين الذين قصَّروا في القيام بواجبهم تجاه ربِّهم ، أو كانت الطاعة محرومة مطلقًا وهو وصف تام بالنسبة للكافرين ؛ فحينئذٍ تكون غفلتُهم غفلة عميقة جدًّا ؛ بحيث أنهم عَمَوا حتى عن أبْدَهِ وأظهر الحقائق ألا وهي الإيمان بالله ورسوله .
إذًا ينبغي أن نأخذ من هذا الحديث عبرة أن الدنيا سبب للغفلة عن طاعة الله - عز وجل - ؛ إما قليلًا وإما كثيرًا كلٌّ بحسبه .
رواه ابن حبان في " صحيحه " ، وهو في مسلم بمعناه في آخر حديث يأتي إن شاء الله .
في هذا الحديث تفسير لآية في القرآن الكريم في سورة مريم يقول - عز وجل - : (( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، (( إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ )) يعني حلَّ بهم العذاب ، (( وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )) يبيِّن هذا الحديث ليس المقصود وهم في غفلة حينما حلَّ بهم العذاب ولقوا جزاءهم العادل يوم القيامة ، وإنما (( هُمْ فِي غَفْلَةٍ )) في الدنيا حينما أُمِرُوا بإطاعة الله - عز وجل - واتباع نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ فكان موقفهم كما قال ربُّهم في هذه الآية : (( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، (( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )) أي : في الدنيا ، (( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )) في الدنيا لقاء كفرهم بالله - عز وجل - في الدنيا وغفلتهم فيها أثابَهم الله - عز وجل - في آخرته إثابةً سيِّئةً جزاء كفرهم وضلالهم ، هذا معنى قوله - تعالى - : (( إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )) أي : في الدنيا .
وكأن المقصود من هذه اللفظة ( في الدنيا ) أن الدنيا هي التي صَرَفَتْهم وشَغَلَتْهم عن الطاعة ؛ سواء كانت طاعةً كاملة ؛ وذلك وصف حتى بالنسبة للمؤمنين الذين قصَّروا في القيام بواجبهم تجاه ربِّهم ، أو كانت الطاعة محرومة مطلقًا وهو وصف تام بالنسبة للكافرين ؛ فحينئذٍ تكون غفلتُهم غفلة عميقة جدًّا ؛ بحيث أنهم عَمَوا حتى عن أبْدَهِ وأظهر الحقائق ألا وهي الإيمان بالله ورسوله .
إذًا ينبغي أن نأخذ من هذا الحديث عبرة أن الدنيا سبب للغفلة عن طاعة الله - عز وجل - ؛ إما قليلًا وإما كثيرًا كلٌّ بحسبه .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 5
- توقيت الفهرسة : 00:53:02