الحويني : هل النصارى في هذا العصر أهل كتاب ؟

الشيخ : هل من شكٍّ في ذلك ؟! وما الفرق بين نصارى هذا الزمان ونصارى زمن نزول قوله - تبارك وتعالى - في القرآن : (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ )) ، فهؤلاء أذناب أولئك .

الحويني : الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - كان ذكر في تعليقه على " عمدة التفسير " أن النصارى الموجودين يعني ليسوا من الكتاب في شيء ؛ لأنهم تحللوا حتى من الكتاب الذي معهم .

الشيخ : لا نستطيع أن نطلق هذا الكلام في زعمي ، وفي رأيي على الأمة النصرانية كلها ، بلا تشبيه ؛ نعلم من مطالعتنا لبعض الكتب لبعض الأدباء ، ومن مطالعتنا لبعض المجلات والجرائد أن هناك أفرادًا من المسلمين خرجوا عن الدِّين ، وارتدُّوا عن الإسلام بسبب ما يكتبون وما يُذيعون وما ينشرون من عقائد يحاربون فيها الإسلام ، فهؤلاء بلا شك كأفراد نقول : إنهم ليسوا مسلمين ، كذلك ومن باب أولى يوجد في النصارى ملاحدة وخرجوا عن دين النصرانية بالكلية ، مثلًا الشيوعيون في بلاد الروس وأمثالهم ، لكن ما نستطيع أن نقول كل النصارى خرجوا عن دينهم ولم يعودوا يؤمنون بالتوراة وبالإنجيل ، ما نستطيع نطلق هذا الكلام ، لكنَّنا نقول من أنكر منهم الإنجيل والتوراة فليس نصرانيًّا ، ولكن هل نستطيع أن ننفي إيمان بعض النصارى على الأقل بالتوراة والإنجيل ، وأنهم يلتزمون الأحكام الواردة في التوراة والإنجيل ، ولو فكرًا وليس عملًا ؟ ولذلك فأنا أعتقد إذا صحَّ النقل عن الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - أنه فيه توسُّع غير - يعني - محمود .

نعم .