أحدهم يعتاد الصلاة في مسجد معيَّن في بلدة أخرى يذهب إليها ؛ هل يجوز له ذلك ؟
A-
A=
A+
السائل : أحد الناس معتاد الصلاة في مسجد معيَّن ، فيذهب إلى بلدة أخرى لأداء الصلاة ؛ يعني من أجل الصلاة ؛ هل يجوز له ذلك ؟
الشيخ : ينبغي أن نفهم لماذا يفعل ذلك .
السائل : يذهب من أجل الصلاة فقط .
الشيخ : فاهم ، الصلاة موجودة في كل مكان ، لماذا يترك مسجد قريته أو محلَّته ويذهب إلى قرية أخرى ؟ لا له دافع على ذلك ، فلا بد لنا من أن نعرف الوازع والدافع له حتى نتمكَّن من الجواب الصحيح .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نسمع من هنيك متولِّي السؤال .
السائل : ممكن أنُّو يعجبه هذا الإنسان أو عنده تقوى أو عنده إيمان ؛ يعني إلى آخره .
الشيخ : ما ما ، إذا بتقول لي - مثلًا - : يحسن تلاوة القرآن أحسن من ذاك الإمام ، أو هو فقيه وذاك إمام جاهل ليس بفقيه ؛ لا بد ما تجيب محسِّنات شرعية حتى نقول : نعمَّا يفعل ، أما تقول : ربما كذا وربما كذا ، أنا أقول : الجواب ربما كذا ، شو الفائدة ؟! هنا قال صاحبنا : تكثير الخطوات . هذا تعليل فيه شائبة من نور ، فيه بصيص من نور ، لكن يا تُرى هل يكفي للمسلم أن يكون الوازع له ليُؤثِرَ مسجدًا على مسجد لمجرَّد تكثير الخطوات ؟ وبلا شك الذي ثبت في السنة أن جماعة من الأنصار أرادوا أن ينتقلوا بدورهم إلى قرب المسجد النبوي ، فلما عَلِم بذاك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لهم : ( ديارَكم تُكتَبْ آثاركم ) ؛ أي : الزموا دياركم ( تُكتَبْ آثاركم ) ؛ يعني كل خطوة تسجل حسنة تكفِّر سيئة ، لكن أن يكون إنسان جار للمسجد ، فيعرض عنه إلى مسجد بعيد بدعوى إيه ؟ تكثير الخطوات فقط ، هذا لا يكفي ؛ لأن جار المسجد له حق ، المسجد عليه حق ، وهو له حق ؛ فلا يجب بل لا يجوز أن يضيِّع هذا الحق .
لو تصوَّرنا جيران المسجد منطقهم هذا المنطق ، كلهم - ما شاء الله ! - جماعة بيحبُّوا الخيرات والدرجات العاليات ، وتكثير الحسنات ، وتكفير السيئات ؛ وتركوا جيران المسجد وانتقلوا إلى وين ؟ مسجد بعيد ، وين رايحين يا جماعة ؟ نكثِّر الخطى . خربتوا المسجد !! والمسجد يجب تعميره بالعبادة والصلاة ، لكن الخطة الصحيحة التي ينبغي أن تكون بديل هذه الخطة أو تلك اللي ما عرفنا شو السبب الدافع عليها ؛ أنُّو أنا رايح للمسجد الفلاني لأنُّو إمامه قارئ حافظ للقرآن ، هذا إمامنا درويش يمكن الفاتحة بيقرؤها أو سورة ... وبس ، خاصَّة في صلاة الفجر التي يُسَنُّ فيها إطالة القراءة ؛ خاصَّة في صلاة التراويح التي يُسَنُّ فيها إطالة القراءة أكثر وأكثر وإلى آخره ؛ آ ، نقول له : عرفت فالزَمْ ، امشِ كلما بعدت وراء مثل هذا الإمام فأنت على هدى ، أما والله فقط لتكثير الحسنات والخطوات ليس إلا ؛ اعكس تُصِبْ ؛ فكِّر أنك تصلي وراء إمام أوَّلًا : تكون عقيدته سليمة ، عقيدته التوحيد فاهمه جيِّدًا ، ثانيًا : يكون على السنة وليس على المذهب الضَّيِّق وعلى الطريق الصوفي المنحرف ، ثالثًا - وأخيرًا - : يكون صالح في نفسه ، ومن صلاحه أنُّو يحسن تلاوة القرآن ؛ فهذا اركض وراءه ، أما فقط لتكثير الحسنات فهذا لا يُشرع في ... .
سائل آخر : سيدنا الشَّيخ .
الشيخ : تفضل .
الشيخ : ينبغي أن نفهم لماذا يفعل ذلك .
السائل : يذهب من أجل الصلاة فقط .
الشيخ : فاهم ، الصلاة موجودة في كل مكان ، لماذا يترك مسجد قريته أو محلَّته ويذهب إلى قرية أخرى ؟ لا له دافع على ذلك ، فلا بد لنا من أن نعرف الوازع والدافع له حتى نتمكَّن من الجواب الصحيح .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نسمع من هنيك متولِّي السؤال .
السائل : ممكن أنُّو يعجبه هذا الإنسان أو عنده تقوى أو عنده إيمان ؛ يعني إلى آخره .
الشيخ : ما ما ، إذا بتقول لي - مثلًا - : يحسن تلاوة القرآن أحسن من ذاك الإمام ، أو هو فقيه وذاك إمام جاهل ليس بفقيه ؛ لا بد ما تجيب محسِّنات شرعية حتى نقول : نعمَّا يفعل ، أما تقول : ربما كذا وربما كذا ، أنا أقول : الجواب ربما كذا ، شو الفائدة ؟! هنا قال صاحبنا : تكثير الخطوات . هذا تعليل فيه شائبة من نور ، فيه بصيص من نور ، لكن يا تُرى هل يكفي للمسلم أن يكون الوازع له ليُؤثِرَ مسجدًا على مسجد لمجرَّد تكثير الخطوات ؟ وبلا شك الذي ثبت في السنة أن جماعة من الأنصار أرادوا أن ينتقلوا بدورهم إلى قرب المسجد النبوي ، فلما عَلِم بذاك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لهم : ( ديارَكم تُكتَبْ آثاركم ) ؛ أي : الزموا دياركم ( تُكتَبْ آثاركم ) ؛ يعني كل خطوة تسجل حسنة تكفِّر سيئة ، لكن أن يكون إنسان جار للمسجد ، فيعرض عنه إلى مسجد بعيد بدعوى إيه ؟ تكثير الخطوات فقط ، هذا لا يكفي ؛ لأن جار المسجد له حق ، المسجد عليه حق ، وهو له حق ؛ فلا يجب بل لا يجوز أن يضيِّع هذا الحق .
لو تصوَّرنا جيران المسجد منطقهم هذا المنطق ، كلهم - ما شاء الله ! - جماعة بيحبُّوا الخيرات والدرجات العاليات ، وتكثير الحسنات ، وتكفير السيئات ؛ وتركوا جيران المسجد وانتقلوا إلى وين ؟ مسجد بعيد ، وين رايحين يا جماعة ؟ نكثِّر الخطى . خربتوا المسجد !! والمسجد يجب تعميره بالعبادة والصلاة ، لكن الخطة الصحيحة التي ينبغي أن تكون بديل هذه الخطة أو تلك اللي ما عرفنا شو السبب الدافع عليها ؛ أنُّو أنا رايح للمسجد الفلاني لأنُّو إمامه قارئ حافظ للقرآن ، هذا إمامنا درويش يمكن الفاتحة بيقرؤها أو سورة ... وبس ، خاصَّة في صلاة الفجر التي يُسَنُّ فيها إطالة القراءة ؛ خاصَّة في صلاة التراويح التي يُسَنُّ فيها إطالة القراءة أكثر وأكثر وإلى آخره ؛ آ ، نقول له : عرفت فالزَمْ ، امشِ كلما بعدت وراء مثل هذا الإمام فأنت على هدى ، أما والله فقط لتكثير الحسنات والخطوات ليس إلا ؛ اعكس تُصِبْ ؛ فكِّر أنك تصلي وراء إمام أوَّلًا : تكون عقيدته سليمة ، عقيدته التوحيد فاهمه جيِّدًا ، ثانيًا : يكون على السنة وليس على المذهب الضَّيِّق وعلى الطريق الصوفي المنحرف ، ثالثًا - وأخيرًا - : يكون صالح في نفسه ، ومن صلاحه أنُّو يحسن تلاوة القرآن ؛ فهذا اركض وراءه ، أما فقط لتكثير الحسنات فهذا لا يُشرع في ... .
سائل آخر : سيدنا الشَّيخ .
الشيخ : تفضل .
- نوادر بوابة تراث الإمام الألباني - شريط : 3
- توقيت الفهرسة : 00:08:09