من دروس " الترغيب والترهيب " ، " الترغيب في الصبر سيَّما لِمَن ابتُلِيَ في نفسه أو ماله ، وفضل البلاءِ والمرض والحمى ، وما جاء فيمَن فَقَدَ بصره ، حديث أبي هريرة : ( إن شئتِ دعوتُ اللهَ فشفاك ، وإن شئتِ صبرتِ ولا حساب عليك ) .
A-
A=
A+
الشيخ : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
لا نزال في الأحاديث الواردة في الترغيب في الصبر على البلاء وبيان فضل ذلك ، وقد وَصَلَ بنا الدرس الماضي إلى الحديث الثامن والثلاثين من نسختي ؛ ألا وهو المبتدأ بقول المصنف - رحمه الله - : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاءت امرأة بها لَمَمٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالت : يا رسول الله ، ادعُ الله لي . فقال : ( إن شئتِ دعوتُ الله فشفاك ، وإن شئتِ صبرتِ ولا حساب عليك ) . قالت : بل أصبر ولا حساب عليَّ . رواه البزار وابن حبان في " صحيحه " .
هذه القصة فيها شَبَه كبير بالقصة التي قرأناه في آخر الدرس الماضي ، وإنما الخلاف في نوعية المرض التي كانت في هذه وفي تلك ، فهذه يقول الراوي أنه كان بها لَمَم ، واللَّمَم هو نوع من الجنون الذي ينتاب الإنسان ويُصيبه على نوبات وليس جنونًا ملازمًا مطبقًا ، بينما تلك المرأة كانت تُصاب بالصَّرع ، فهذا خلاف ، فالظاهر أن قصة هذه المرأة هي غير تلك القصة ، وبعض العلماء يتوسَّعون فيفترضون أن القصة واحدة ، وأن التي كانت تُصرع هي التي عُبِّرَ عنها هنا بأنها كان بها لَمَم ، لكن الظاهر وليس هناك ما يمنع من القول بأن هناك امرأتين ، ولكلٍّ منهما قصة ، فتلك المرأة كانت تُصرع ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضًا وَعَدَها إن شاءت أن يدعُوَ لها ، وإن شاءت أن تصبر ولها الجنة ، هنا قال لها : إن شئتِ دعوتُ فشفاك الله ، وإن شئتِ صبرتِ ولا حساب عليك ، فالظاهر من طريق الرواية أنهما قصَّتان ، قصة لِمَن كانت تُصرع ، وأخرى لِمَن كان بها نوع من الجنون وهو اللَّمَم ، ولكن الثواب واحد ؛ لأن قول الرسول - عليه السلام - : ( وإن شئتِ صبرتِ ولا حساب عليك ) يساوي قوله - عليه الصلاة والسلام - لتلك المرأة التي كانت تُصرع ؛ قال لها : ( وإن صبرتِ فلك الجنة ) . فكلُّ مَن لا حساب عليه فلا شك أنَّ عاقبة أمره أن يدخل الجنة ، وعلى كلِّ حال فهذا الحديث وذاك كلٌّ منهما يدل دلالة صريحة واضحة بيِّنة على أن عاقبة الصبر إنما هو دخول الجنة .
لا نزال في الأحاديث الواردة في الترغيب في الصبر على البلاء وبيان فضل ذلك ، وقد وَصَلَ بنا الدرس الماضي إلى الحديث الثامن والثلاثين من نسختي ؛ ألا وهو المبتدأ بقول المصنف - رحمه الله - : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاءت امرأة بها لَمَمٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالت : يا رسول الله ، ادعُ الله لي . فقال : ( إن شئتِ دعوتُ الله فشفاك ، وإن شئتِ صبرتِ ولا حساب عليك ) . قالت : بل أصبر ولا حساب عليَّ . رواه البزار وابن حبان في " صحيحه " .
هذه القصة فيها شَبَه كبير بالقصة التي قرأناه في آخر الدرس الماضي ، وإنما الخلاف في نوعية المرض التي كانت في هذه وفي تلك ، فهذه يقول الراوي أنه كان بها لَمَم ، واللَّمَم هو نوع من الجنون الذي ينتاب الإنسان ويُصيبه على نوبات وليس جنونًا ملازمًا مطبقًا ، بينما تلك المرأة كانت تُصاب بالصَّرع ، فهذا خلاف ، فالظاهر أن قصة هذه المرأة هي غير تلك القصة ، وبعض العلماء يتوسَّعون فيفترضون أن القصة واحدة ، وأن التي كانت تُصرع هي التي عُبِّرَ عنها هنا بأنها كان بها لَمَم ، لكن الظاهر وليس هناك ما يمنع من القول بأن هناك امرأتين ، ولكلٍّ منهما قصة ، فتلك المرأة كانت تُصرع ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضًا وَعَدَها إن شاءت أن يدعُوَ لها ، وإن شاءت أن تصبر ولها الجنة ، هنا قال لها : إن شئتِ دعوتُ فشفاك الله ، وإن شئتِ صبرتِ ولا حساب عليك ، فالظاهر من طريق الرواية أنهما قصَّتان ، قصة لِمَن كانت تُصرع ، وأخرى لِمَن كان بها نوع من الجنون وهو اللَّمَم ، ولكن الثواب واحد ؛ لأن قول الرسول - عليه السلام - : ( وإن شئتِ صبرتِ ولا حساب عليك ) يساوي قوله - عليه الصلاة والسلام - لتلك المرأة التي كانت تُصرع ؛ قال لها : ( وإن صبرتِ فلك الجنة ) . فكلُّ مَن لا حساب عليه فلا شك أنَّ عاقبة أمره أن يدخل الجنة ، وعلى كلِّ حال فهذا الحديث وذاك كلٌّ منهما يدل دلالة صريحة واضحة بيِّنة على أن عاقبة الصبر إنما هو دخول الجنة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 302
- توقيت الفهرسة : 00:48:57
- نسخة مدققة إملائيًّا