من دروس " الترغيب والترهيب " ، أبي هريرة - رضي الله عنه - ؛ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بادِروا بالأَعمالِ فِتنًا كَقِطَعٍ الليلِ المظلمِ ، يُصبِح الرجلُ مؤِمنًا ويُمسي كافِرًا ، ويُمْسي مؤمِنًا ويصبح كافِرًا ، يَبيعُ دينَهُ بعَرضٍ مِنَ الدنيا ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... (( ... وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
درسنا الليلة في كتاب " الترغيب والترهيب " للحافظ المنذري ، الحديث الثامن والعشرين ، قال : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا ، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا ) رواه مسلم .
في هذا الحديث إنذار الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - لأمته بفتنٍ لا يتصوَّرها عقل إنسانٍ ، فتن عظيمة ( كقطع الليل المظلم ) يُفتتن فيها المسلم ، فيصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا ، والعكس بالعكس تمامًا .
وقوله - عليه السلام - : ( بادروا بالأعمال ) إنما يعني : الأعمال الصالحة ، فهو - عليه الصلاة والسلام - يحضُّ أمته ، لا سيَّما في الأزمنة المتأخرة التي كلما تأخَّر بنا الزمن كلما كثرت فينا الفتن ، وكلما اقتربنا من أشراط الساعة الكبرى ، فيأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث الصحيح أن نبادر هذه الفتن بالأعمال الصالحة ؛ أي : أن نستقبلها بالأعمال الصالحة ، حتى إذا ما فُوجئنا بها ؛ نكون قد تدرَّعنا وتسلَّحنا بهذه الأعمال الصالحة ، فتحول بيننا وبين أن نقعَ في مثل هذه الفتن التي هي ( كقطع الليل المظلم ) .
فحصانة المسلم من أيِّ فتنةٍ من هذه الفِتَن التي ذُكِرَت بصورةٍ عامة في هذا الحديث ، أو من فتنٍ أخرىٰ سيأتي ذكر بعضها في حديثٍ ثانٍ ، فالوقاية من هذه الفتن كلها إنما هو : العمل الصالح ، فبالعمل الصالح يتدرَّع المسلم ويتحصَّن من أن يمرَّ في هذه الأطوار الغريبة التي يصفها الرسول - عليه السلام - بقوله : ( يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا ) ، والسبب : أوضح ذلك الرسول - عليه السلام - بقوله : ( يبيع دينه بعرضٍ ) حقيرٍ ( من ) حطام ( الدنيا ) !
ومثل هذا الحديث لا يحتاج إلى شرح كبير ؛ فنحن نرى الناس وكيف يُفتنون بسبب الدنيا هذه من مناصب وجاهاتٍ ومراتب ونحو ذلك ؛ فإذًا على المسلم أن يتدرَّع بالعمل الصالح .
ولا شك ولا ريب أن العمل الصالح - كما ذكرنا لكم مرارًا وتكرارًا - لا يفيد صاحبه شيئًا مطلقًا إلا بأن يقترن هذا العمل الصالح بالإيمان الصحيح ، والإيمان الصحيح لا يكون إلا بالإيمان بما جاء عن الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وبالمفهوم الصحيح المطابق لِمَا كان عليه سلف هذه الأمة وفيهم الأئمة الأربعة .
فلا يجوز للمسلم أن يقبل على العمل الصالح يبتغي بذلك النجاة يوم القيامة وفي الوقت نفسه يهمل إصلاح عقيدته ؛ فإنه - والحالة هذه - يذهب عمله الصالح هباءً منثورًا ، كما قال ربنا - تبارك وتعالى - في كتابه في حقِّ الذين أشركوا بربِّهم : (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا )) .
لذٰلك ؛ فيجب أن نتذكَّر دائمًا وأبدًا حينما تمرُّ بنا ذكر الأعمال الصالحة أن نقرنَ معها دائمًا وأبدًا الإيمان الصالح أيضًا ؛ ولذلك ما من آية إلا وتبدأ بذكر الإيمان ثم تثنِّي بذكر الأعمال الصالحة ، كقوله - تعالى - : (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) .
أقول هذا لأننا في زمنٍ كثرت فيه الأهواء والبدع ، بعضها وَرِثْناه من قرونٍ طويلة مديدة ، وبعضها تذرُّ قرنها في العصر الحاضر ؛ ولذلك فأهم شيءٍ يجب على المسلم أن يُعنى به إنما هو تصحيح عقيدته ، ثم أن يضمَّ إلىٰ ذلك الإكثار من العمل الصالح ؛ لأن الإيمان ليس هو الاعتقاد الصالح فقط ، بل من الإيمان - أيضًا - هو العمل الصالح .
فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حينما يحضُّنا هنا على أن نبادر تلك الفتن بالأعمال الصالحة ؛ إنما يحضُّنا علىٰ ذلك لنجعلَ بيننا وبين هذه الفتن وقايةً وحصنًا حصينًا ، تمنعنا هذه الأعمال الصالحة من أن نقع في مثل هذه الفتن المظلمة التي ( يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا ، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا ) .
هذا هو الحديث الأول ، ورواه مسلم في " صحيحه " ، وهنا لا بد من التنبيه من الناحية الحديثية أن هذا الحديث قد تردَّد بعض العلماء المتأخرين في صحة نسبته إلى ... .
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
درسنا الليلة في كتاب " الترغيب والترهيب " للحافظ المنذري ، الحديث الثامن والعشرين ، قال : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا ، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا ) رواه مسلم .
في هذا الحديث إنذار الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - لأمته بفتنٍ لا يتصوَّرها عقل إنسانٍ ، فتن عظيمة ( كقطع الليل المظلم ) يُفتتن فيها المسلم ، فيصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا ، والعكس بالعكس تمامًا .
وقوله - عليه السلام - : ( بادروا بالأعمال ) إنما يعني : الأعمال الصالحة ، فهو - عليه الصلاة والسلام - يحضُّ أمته ، لا سيَّما في الأزمنة المتأخرة التي كلما تأخَّر بنا الزمن كلما كثرت فينا الفتن ، وكلما اقتربنا من أشراط الساعة الكبرى ، فيأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث الصحيح أن نبادر هذه الفتن بالأعمال الصالحة ؛ أي : أن نستقبلها بالأعمال الصالحة ، حتى إذا ما فُوجئنا بها ؛ نكون قد تدرَّعنا وتسلَّحنا بهذه الأعمال الصالحة ، فتحول بيننا وبين أن نقعَ في مثل هذه الفتن التي هي ( كقطع الليل المظلم ) .
فحصانة المسلم من أيِّ فتنةٍ من هذه الفِتَن التي ذُكِرَت بصورةٍ عامة في هذا الحديث ، أو من فتنٍ أخرىٰ سيأتي ذكر بعضها في حديثٍ ثانٍ ، فالوقاية من هذه الفتن كلها إنما هو : العمل الصالح ، فبالعمل الصالح يتدرَّع المسلم ويتحصَّن من أن يمرَّ في هذه الأطوار الغريبة التي يصفها الرسول - عليه السلام - بقوله : ( يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا ) ، والسبب : أوضح ذلك الرسول - عليه السلام - بقوله : ( يبيع دينه بعرضٍ ) حقيرٍ ( من ) حطام ( الدنيا ) !
ومثل هذا الحديث لا يحتاج إلى شرح كبير ؛ فنحن نرى الناس وكيف يُفتنون بسبب الدنيا هذه من مناصب وجاهاتٍ ومراتب ونحو ذلك ؛ فإذًا على المسلم أن يتدرَّع بالعمل الصالح .
ولا شك ولا ريب أن العمل الصالح - كما ذكرنا لكم مرارًا وتكرارًا - لا يفيد صاحبه شيئًا مطلقًا إلا بأن يقترن هذا العمل الصالح بالإيمان الصحيح ، والإيمان الصحيح لا يكون إلا بالإيمان بما جاء عن الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وبالمفهوم الصحيح المطابق لِمَا كان عليه سلف هذه الأمة وفيهم الأئمة الأربعة .
فلا يجوز للمسلم أن يقبل على العمل الصالح يبتغي بذلك النجاة يوم القيامة وفي الوقت نفسه يهمل إصلاح عقيدته ؛ فإنه - والحالة هذه - يذهب عمله الصالح هباءً منثورًا ، كما قال ربنا - تبارك وتعالى - في كتابه في حقِّ الذين أشركوا بربِّهم : (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا )) .
لذٰلك ؛ فيجب أن نتذكَّر دائمًا وأبدًا حينما تمرُّ بنا ذكر الأعمال الصالحة أن نقرنَ معها دائمًا وأبدًا الإيمان الصالح أيضًا ؛ ولذلك ما من آية إلا وتبدأ بذكر الإيمان ثم تثنِّي بذكر الأعمال الصالحة ، كقوله - تعالى - : (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) .
أقول هذا لأننا في زمنٍ كثرت فيه الأهواء والبدع ، بعضها وَرِثْناه من قرونٍ طويلة مديدة ، وبعضها تذرُّ قرنها في العصر الحاضر ؛ ولذلك فأهم شيءٍ يجب على المسلم أن يُعنى به إنما هو تصحيح عقيدته ، ثم أن يضمَّ إلىٰ ذلك الإكثار من العمل الصالح ؛ لأن الإيمان ليس هو الاعتقاد الصالح فقط ، بل من الإيمان - أيضًا - هو العمل الصالح .
فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حينما يحضُّنا هنا على أن نبادر تلك الفتن بالأعمال الصالحة ؛ إنما يحضُّنا علىٰ ذلك لنجعلَ بيننا وبين هذه الفتن وقايةً وحصنًا حصينًا ، تمنعنا هذه الأعمال الصالحة من أن نقع في مثل هذه الفتن المظلمة التي ( يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا ، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا ) .
هذا هو الحديث الأول ، ورواه مسلم في " صحيحه " ، وهنا لا بد من التنبيه من الناحية الحديثية أن هذا الحديث قد تردَّد بعض العلماء المتأخرين في صحة نسبته إلى ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 295
- توقيت الفهرسة : 00:52:26
- نسخة مدققة إملائيًّا