الشيخ : اللحية فرض يا أخي ، ولا يغرُرْك ما ترى من قصور حلق اللحية بين ... لأنه أوَّلًا حلق اللحية فيها مخالفة لفطرة الله - عز وجل - التي فَطَرَ الناس عليها ، ولو أن إنسان خلا بنفسه ... في خلق الله ... بأن الله خَلَقَه ذا لحية عبثًا ... وإذ الأمر كذلك ...فلا نتصوَّر ... أن الله حينما خَلَقَ الرجال بلحى والنساء بدون لحى خلق ذلك عبثًا ، لا يوجد ... إذًا لماذا خَلَقَك الله بلحية وخَلَقَ ذاك بدون لحية ؟ كي تطيعَ الله - عز وجل - وترضى ... فلا تتكلَّف أن تغيِّر خلق الله ؛ لأن هذا من فِعْلِ أشقى خلق الله ... ألا وهو إبليس ، الذي لم يطِعْ ربَّه بأن يسجد لِمَن خلقَه بيديه ... ثم زاد نسيانًا على نسيان فقال منتقمًا ... من ذرِّيَّة آدم الذي بسببه ... ربه قال : (( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )) ، فتغيير خلق الله هو إطاعة للشيطان ... فإذا كنَّا يقينًا نعتمد ... كما قال - مثلًا - ... : (( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ )) فحينما خلق الرجال بلحى والنساء بدون لحى هذا ليس ... طبيعية كما يقول ... الطبيعيون الدَّهريُّون ، وإنما هذا أمرٌ بحكمة من الله - عز وجل - ... على المرأة ، الشيطان هو ضد طاعة الرحمن في كل شيء ، ولذلك وقف الشيطان في طريقه ، يحاول دائمًا وأبدًا أن يصرفه عن طاعة ربِّه ، ومن ضلاله هذا الشيطان لضلاله أنه لم يكتُمْ ذلك بنفسه ؛ بل بأنه يعاهد ربه على ذلك فيقول : (( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )) .

فالرجل حينما يأتي إلى لحيته التي ميَّزَه الله بها على المرأة فيحلقها ، ويرمي بها أرضًا ؛ هذا أبدًا لا يفكِّر في تقدير خلق الله ، فالذي يقول ... إذا كان هذا مما خَلَقَنا الله عليه فلماذا نتأفَّف منها ؟ ولماذا لا نرضى بواقعنا معشر الرجال بصفتنا لذلك ... والنساء أوَّلًا ... وقد نهي الشارع الحكيم ... يطيع الشيطان ، الشيطان (( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )) ، لا فرق أبدًا بين رجلٍ ... وأقولها صريحة بأن الله - عز وجل - ... العادة بين رجل يحلق لحيته وآخر ... لماذا ؟ لكي لا يكون ... إيش ؟ الرجل ... كناية بلا شك ... مطلوبة ، وأكثر من هذا يحاول أن يطوِّر نفسه امرأة ، أو لم يعجِبْه ... بينما خَلَقَه الله فاعلًا يريد أن يطوِّر نفسه لِيُصبح مفعولًا به !! هذا كله تجاوب مع الشيطان ... حين قال : (( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )) ... وقد أكَّدَ هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم حين قال : ( لعن الله النَّامصات والمتنمِّصات ، والواشمات والمستوشمات ، والفالجات ، المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ) ، إنما هذا تعبير ، لَعَنَ جنسًا من النساء في أعمالٍ يقعونها في أنفسهنَّ ، يجمعها علة واحدة ، قال - عليه السلام - : ( المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ) ؛ علمًا بأن النساء خُلِقْن للحُسْن ؛ ولذلك أباح الله لهنَّ من الحليِّ ما لم يُبِحْ للرجال ؛ مع ذلك حرَّم عليهنَّ التزيُّن لتغيير خلق الله ، فهذه المرأة التي تأتي فتنمِّص حاجبيها أو خدَّيها أو ذراعيها أو ساقيها أو أي مكان ما من بدنها قال الرسول : ( لعن الله النامصات والمتنمِّصات ) ، المتنمِّصات في أبدانهنَّ ، والنامصات في هذه الأبدان ... وإيه ؟ ( والواشمات والمستوشمات ) .

الوشم موجود خاصَّة في البلاد العربية ، هذا كله دليل أن المسلمين عايشين في جاهلية جديدة ؛ كأنهنَّ ما طرق سمعهنَّ هذا الحديث ، وأنا في الواقع أجد لهنَّ عذرًا ... هل سمعتم يُروى هذا الحديث على المنابر يقول خطيب : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لعن الله النامصات والمتنمِّصات ، والواشمات والمستوشمات ، والفالجات المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ) ، لا ، ليه ؟ لأنُّو في العصر الآن للنمص والنتف ... صالونات خاصَّة للنساء ، كيف يتسنَّى للعلماء اليوم ... ؟ هذا كله ... الشباب المسلم المخلص لدينه ؛ أنُّو قبل ما ... بنفسك يا أخي ... أوَّلًا ... طلب العلم ، وين طلاب العلم ؟ من بلاء المسلمين اليوم ... الشباب المسلم يهجم ... في الجامعات ، ومدري إيش ؟ أسماء ما أنزل الله بها من سلطان ، ماذا يريدون لها ؟ ... قال الله قال رسوله قال السلف هذا يكاد يكون أندر كما ... الكبريت الأحمر .

فمن أين للشباب أن يعرف - مع الأسف - أن حلق اللحية معصية وهو لا يسمع ولا كلمة ، لا في خطبة جمعة ولا في محاضرة ، ولا في ندوة ، ولا في أي شيء إطلاقًا ، لماذا ؟ لأن فاقد الشيء لا يُعطيه ، أكثر الموجِّهين وأكثر ... مُبتلون بهذه المصيبة التي دخلت إلينا ... لذلك ... العصمة ... ( تركت فيكم أمرين لن تضلُّوا ما إن تمسَّكتم بهما ؛ كتاب الله وسنَّتي ) ، لكن المشكلة تبدأ ... لا بد من دراسة الكتاب والسنة ... ما عندهم علماء ... بفكر بعضها فيها خير ، وبعضها فيها شر ، وبعضها فيه هذا وهذا ... لمعرفة أهل العلم ... فحلق اللحية باتفاق المذاهب الأربعة حرام ، وهذا الآن فتاوى موجودة أنُّو حلق اللحية - بلا مؤاخذة - ... فاسق لا تُقبل شهادته ... فإذا كان الأمر كذلك فبيضطرُّ هو بقى يعمل له دورة ولفَّة ، بيلاقي له إيش ؟ فتوى ، أنُّو يا أخي ، قالوها في الأزهر ، قالوها ... كانوا في الجاهلية ملتحين ، وهي عادة عربية فإن شئت التحيتَ وإن شئت لم تلتَحِ ... اللي ما بيلتحي بيكون ... .

الخلاصة : المذاهب الأربعة متَّفقة على تحريم حلق اللحية ... القرآن كما ذكرنا : (( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )) ، ثم يأتي : ( لَعَنَ المتشبِّهين من الرجال بالنساء ، والمتشبِّهات من النساء بالرجال ) حديث في " صحيح البخاري " ... وأخيرًا يأتي حديث في صلب الموضوع :قال - عليه الصلاة والسلام - : ( حفُّوا الشارب ، وأعفوا اللحى ، وخالفوا اليهود والنصارى ) ، بعد كلِّ هذه النصوص فيه مجال أن نقول : هذه عادة مَن شاء فعلها ومَن شاء تركها ؟! أنا كلامي مع الشباب المتديِّن ... على التمسُّك ... الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ هؤلاء أعظُهم أن يكونوا من الجاهلين أن يكونوا من المقلدين ، نحن لا نرضى أن نقلد مسلمًا عالمًا ؛ فكيف نرضى ... أن نقلد كافرًا ؟ هذه عادة كفار ، لم يكن في عهد الإسلام في القرون الطويلة أبدًا رجل يحلق لحيته ، بل بعض الحكام الجائرين كانوا إذا أرادوا أن يمثِّلوا بخارج عليهم أخذوه حلقوا لحيته وأركبوه الدابة ، وأداروه في القرية ؛ انظروا هذا فَعَلَ كذا وكذا ، ... إيه ؟ حلقوا له لحيته ، كان حلقُ اللحية مُثْلة إذا به اليوم يصبح دينًا ؛ فأيُّ ... أخطر من هذا ... لو كنتم تعلمون ؟