الكلام على وجوب تفسير القرآن والسنة على ما جرى عليه السلف .
A-
A=
A+
الشيخ : إذًا هنا نتقل إلى موضوع آخر وجديد وهو : معنى هذا كله معنى أن السنة تفسر القرآن ، وأن السنة كالقرآن يجب أن يُفسَّرا على ما جرى عليه السلف الصالح ، وهم القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية ، ( خير الناس قرني ، ثم الذي يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) ؛ أي : الصحابة والتابعون وأتباعهم ؛ إذًا لا سبيل ليكون المسلم على بصيرة من دينه ، وليكون على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلا بعلم من علوم الإسلام ؛ ألا وهو علم الحديث ؛ ذلك لأن علم الحديث به يمكن أن نعرف سنة الرسول - عليه السلام - ، وبه فقط يمكن أن نعرف ما كان عليه أصحابه - عليه الصلاة والسلام - ، وبه فقط يمكننا أن نعرف على ما كان عليه أتباع الصحابة من التابعين ثم أتباع التابعين ؛ إذًا علم الحديث هو العلم الذي ينبني عليه العقيدة الإسلامية الصحيحة ، فنحن إذا أرَدْنا أن نفهم المصدر الأول وهو القرآن لا بد أن نعرف ما قاله الصحابة في أيِّ نصٍّ من هذا المصدر الأول وهو القرآن ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بطريق الرواية وطريق علم الحديث ، وإذا أردنا أن نفسر نصًّا من نصوص أحاديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - كذلك لا سبيل إلى ذلك أوَّلًا لمعرفة كون هذا الحديث صحيح أو ليس بصحيح إلا بطريق الحديث ، ثم لنعرف ما قاله الصحابة في تفسير الحديث لا سبيل إلى ذلك إلا بطريق علم الحديث ، ثم أن نعرف ما جرى عليه سبيل المؤمنين في تفسير هذه النصوص من الكتاب والسنة إلا بمعرفة طريق الرواية الخَلَف عن السلف ، من هنا جاء قول العلماء وهم يترنَّمون بهذا القول دائمًا وأبدًا يقولون :
" وكلُّ خيرٍ في اتِّباع مَن سَلَفْ *** وكلُّ شرٍّ في ابتداعِ مَن خَلَفْ "
ذلك لأن هؤلاء السلف هم الحجة في توضيح المحجة وفي توضيح المقصود من الكتاب والسنة من المعاني الصحيحة ، فقالوا : " وكلُّ خيرٍ في اتِّباعِ مَن سَلَفْ " ، وهذا منهم تقدير بالغ لقول الله - عز وجل - في الآية السابقة : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، وخلاف هذا الوعيد الشديد يُقابله الوعد الإلهي ؛ وهو بأنه مَن يتَّبع الرسول ويتَّبع سبيل المؤمنين فله الجنة وله الكرامة في هذه الجنة ؛ لأنه عَمِلَ بما أُمِرَ في الكتاب والسنة من اتباع القرآن واتباع الرسول - عليه السلام - واتباع سبيل المؤمنين .
إذًا هذه الحقيقة يجب أن نعرفها جيدًا حتى ما نضلَّ مع الضالين ، حتى ما نصير قرآنيين فقط لا نتعرَّف على الإسلام إلا من الإيمان بالقرآن فقط ، وهذا إيمان قاصر لا يكفي ؛ لأن القرآن نفسه أمَرَ باتباع الرسول - عليه السلام - وطاعته .
ثم لكي لا نصير مع الطوائف القديمة أو الحديثة كالقاديانيين الذين يؤمنون بالسنة ولكنهم يفسرونها - أيضًا - على تفسير ما كان عليه سبيل المؤمنين ، فنحن نخالف هذه الطوائف كلها ونكون مع السلف الصالح إيمانًا بالقرآن وإيمانًا بالسنة واتباعًا لهم في تفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة ، وهذا من معاني قوله - تبارك وتعالى - مخاطبًا نبيَّه - عليه السلام - بقوله : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ )) ، الشاهد ، (( عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) .
أسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من هؤلاء الذين ينطلقون في فهمهم للكتاب والسنة على بصيرة ، ولا يكون ذلك إلا باتباع سبيل المؤمنين الأولين الذين نقلوا لنا القرآن بلفظه وبمعناه ، فلا نأتي نحن بمعاني جديدة ندَّعي أن هذه المعاني هي التي يُريدها الله ، وإنما الحقيقة أن المعاني التي تلقَّينا عن السلف هي المعاني المقصودة من نصوص الكتاب والسنة . أسأل الله - عز وجل - أن يوفِّقَنا لهذا الإتباع لنكون من الناجين المفلحين ، والحمد لله رب العالمين .
هل هناك مِن سؤال حول الموضوع ؟ يُختار أن يكون السؤال حول الموضوع ، فإذا لم يكن هناك سؤال حول الموضوع فلا بأس من أن يكون أي سؤال يتعلق بالدين .
تفضل .
" وكلُّ خيرٍ في اتِّباع مَن سَلَفْ *** وكلُّ شرٍّ في ابتداعِ مَن خَلَفْ "
ذلك لأن هؤلاء السلف هم الحجة في توضيح المحجة وفي توضيح المقصود من الكتاب والسنة من المعاني الصحيحة ، فقالوا : " وكلُّ خيرٍ في اتِّباعِ مَن سَلَفْ " ، وهذا منهم تقدير بالغ لقول الله - عز وجل - في الآية السابقة : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، وخلاف هذا الوعيد الشديد يُقابله الوعد الإلهي ؛ وهو بأنه مَن يتَّبع الرسول ويتَّبع سبيل المؤمنين فله الجنة وله الكرامة في هذه الجنة ؛ لأنه عَمِلَ بما أُمِرَ في الكتاب والسنة من اتباع القرآن واتباع الرسول - عليه السلام - واتباع سبيل المؤمنين .
إذًا هذه الحقيقة يجب أن نعرفها جيدًا حتى ما نضلَّ مع الضالين ، حتى ما نصير قرآنيين فقط لا نتعرَّف على الإسلام إلا من الإيمان بالقرآن فقط ، وهذا إيمان قاصر لا يكفي ؛ لأن القرآن نفسه أمَرَ باتباع الرسول - عليه السلام - وطاعته .
ثم لكي لا نصير مع الطوائف القديمة أو الحديثة كالقاديانيين الذين يؤمنون بالسنة ولكنهم يفسرونها - أيضًا - على تفسير ما كان عليه سبيل المؤمنين ، فنحن نخالف هذه الطوائف كلها ونكون مع السلف الصالح إيمانًا بالقرآن وإيمانًا بالسنة واتباعًا لهم في تفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة ، وهذا من معاني قوله - تبارك وتعالى - مخاطبًا نبيَّه - عليه السلام - بقوله : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ )) ، الشاهد ، (( عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) .
أسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من هؤلاء الذين ينطلقون في فهمهم للكتاب والسنة على بصيرة ، ولا يكون ذلك إلا باتباع سبيل المؤمنين الأولين الذين نقلوا لنا القرآن بلفظه وبمعناه ، فلا نأتي نحن بمعاني جديدة ندَّعي أن هذه المعاني هي التي يُريدها الله ، وإنما الحقيقة أن المعاني التي تلقَّينا عن السلف هي المعاني المقصودة من نصوص الكتاب والسنة . أسأل الله - عز وجل - أن يوفِّقَنا لهذا الإتباع لنكون من الناجين المفلحين ، والحمد لله رب العالمين .
هل هناك مِن سؤال حول الموضوع ؟ يُختار أن يكون السؤال حول الموضوع ، فإذا لم يكن هناك سؤال حول الموضوع فلا بأس من أن يكون أي سؤال يتعلق بالدين .
تفضل .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 281
- توقيت الفهرسة : 01:05:38
- نسخة مدققة إملائيًّا