الكلام على حديث : ( وسفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) ، وسبب ضلالتهم .
A-
A=
A+
الشيخ : في الأمس القريب أظن الحديث المشهور وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - ( اختلفت اليهود والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث ) ... نجد أن الرسول - عليه السلام - لم يقتصر على الأمر باتباع سنَّته فقط ، بل عَطَفَ على هذا الأمر قوله : ( وسنة الخلفاء الراشدين ) . إن النبي - عليه الصلاة والسلام - في هذا الحديث كأنه اقتبس هذا المعنى من القرآن الكريم ، القرآن يقول : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، الرسول يقول : ( عليكم بسنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين ) ، ما هو النكتة سواء في الآية : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) أو في الحديث : ( وسنة الخلفاء الراشدين ) ؟ لماذا لم يقتصر ربنا في الآية كما سبق على قوله : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى نولِّه ما تولى " ؟ ولماذا لم يقتصر الرسول - عليه السلام - على قوله : ( عليكم بسنتي ) ولم يذكر وسنة الخلفاء الراشدين ؟
ولأجل ما نحن في صدده من إثبات المنهج الذي يجب على المسلمين في كل مصر وفي كل زمان ومكان أن ينطلقوا فيه ليكونوا في عصمة من الانحراف عن الكتاب والسنة معًا ؛ ذلك لأن هذه الفرق على كثرتها ثلاث وسبعون فرقة كلها هالكة وكلها محكوم عليها بأنها من أهل النار إلا فرقة واحدة ، هل في شيء من هذه الفرق كلها التي عرفنها حتى اليوم باستثناء القرآنيين الذين ظهروا في العصر الحاضر كفتنة من الفتن التي يُبتلى بها المسلمون ، هل في هذه الفرق من قال كما قال هؤلاء القرآنيون زعموا : " الإسلام قرآن فقط " ؟ لا يوجد فيهم أبدًا ، كل طائفة كل فرقة منهم تقول : نحن على الكتاب والسنة .
قبل هذه الطائفة طائفة القرآنيين حدثت طائفة قبلها منذ نحو قرن من الزمان ، هذه الطائفة اسمها أشهر في العالم الإسلامي من القرآنيين ؛ لأن هؤلاء القرآنيون عهدهم حديث ، أما الطائفة التي اريد أن أمثِّل بها الآن فهي " الطائفة القاديانية " ، القاديانيون ينتمون إلى الإسلام زعموا ، ولكنهم يعتقدون عقائد ضد الإسلام وخلافًا للإسلام ، من أوضح هذه العقائد المخالفة للمسلمين تصريحُهم بأن النبوَّة ووحي السماء لم ينقطع ، وأن هناك أنبياء يأتون بعد الرسول - عليه السلام - بكثرة ، وأن أحد هؤلاء الأنبياء بزعمهم قد جاء في " قاديان " من بلاد الهند ، وهو المسمَّى بـ " ميرزا غلام أحمد القادياني " ... في غيرها من البلاد ، فكانوا يحتجون بالقرآن ويحتجون - أيضًا - بالسنة ، والفرق الإسلامية كلها هكذا ليس فيهم مَن يقول : الإسلام هو عقلي ، الإسلام هو القرآن فقط ، وإنما الإسلام قرآن وسنة ، كل الفرق مهما كانت عريقة في الضلالة تدَّعي أن الإسلام هو القرآن والسنة حتى الخوارج .
إذًا ما هو السبب ضلال هذه الطوائف وهذه الفرق كلها ما دام أنهم جميعًا يجتمعون على الإيمان بالكتاب والسنة ؟ هنا بيت القصيد من هذه الكلمة ، السبب أن كل طائفة منهم تركب رأسها وتفسر نصوص القرآن والسنة بأهوائها ، مِن هنا دَخَلَ الضلال في هذه الفرق ، والسبب الأصيل في هذا هو أنهم لم يؤمنوا أو على الأقل لم يعملوا بمقتضى الآية السابقة : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) . لا شك أن هذه الآية فيها تحذير من اتباع غير سبيل المؤمنين ، وفيها بالمفهوم الأمر باتباع الرسول - عليه السلام - وعدم مخالفته الذي صرَّحَ في أول الآية بقوله : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ )) ؛ أي : مَن يخالف الرسول ، كذلك أثبَتَ اتباع سبيل المؤمنين حينما نهى عن مخالفتهم ، فقال عطفًا على قوله : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) .
إذًا هناك نهيان في الآية يقابلهما أمران ؛ النهي الأول عدم مخالفة الرسول ، النهي الثاني عدم مخالفة سبيل المؤمنين ، عفوًا مخالفة سبيل المؤمنين ، هذا النهي الثاني ، والنهي الأول مخالفة الرسول - عليه السلام - ، نهى عن ذلك . يُقابل النهيين الأمر باتباع الرسول - عليه السلام - والأمر باتباع سبيل المؤمنين ، فدخل الضلال حتى عند هذه الفرق التي أجمَعَتْ على اتباع أو على أن القرآن والسنة هما المصدران مصدرا الإسلام في التشريع ، لكنهم لم يتَّبعوا سبيل المؤمنين ، فضلُّوا عن سواء السبيل .
إذًا العبرة في هذه الآية هو أن الله - عز وجل - يأمر المسلمين في كل زمان ومكان أن لا يخرجوا عن سبيل المؤمنين الذين كانوا قبلهم في تفسير الآيات وفي تفسير الأحاديث ؛ حتى ما يأتي المدَّعي إلى اتباع الكتاب والسنة بمعنى يزعم أنه هو المقصود من الكتاب ومن السنة ، وهو معنى دخيل في الإسلام ، والدليل على ذلك أن المسلمين الذين كانوا قبل هذا المؤوِّل لم يتأوَّلوا النَّصَّ الذي تأوَّلَه هو بمثل ما ذهب إليه ، وإنما تأوَّلوه بتأويل آخر . فالمسلمون الذين سلكوا سبيلًا في تفسير نصوص الكتاب والسنة هذا السبيل نحن مأمورون باتباعه حتى لا نأخذ يمينًا ويسارًا بسبب تأويلنا نحن لنصوص تأويلًا يخالف ما كان عليه المسلمون من قبل .
ولأجل ما نحن في صدده من إثبات المنهج الذي يجب على المسلمين في كل مصر وفي كل زمان ومكان أن ينطلقوا فيه ليكونوا في عصمة من الانحراف عن الكتاب والسنة معًا ؛ ذلك لأن هذه الفرق على كثرتها ثلاث وسبعون فرقة كلها هالكة وكلها محكوم عليها بأنها من أهل النار إلا فرقة واحدة ، هل في شيء من هذه الفرق كلها التي عرفنها حتى اليوم باستثناء القرآنيين الذين ظهروا في العصر الحاضر كفتنة من الفتن التي يُبتلى بها المسلمون ، هل في هذه الفرق من قال كما قال هؤلاء القرآنيون زعموا : " الإسلام قرآن فقط " ؟ لا يوجد فيهم أبدًا ، كل طائفة كل فرقة منهم تقول : نحن على الكتاب والسنة .
قبل هذه الطائفة طائفة القرآنيين حدثت طائفة قبلها منذ نحو قرن من الزمان ، هذه الطائفة اسمها أشهر في العالم الإسلامي من القرآنيين ؛ لأن هؤلاء القرآنيون عهدهم حديث ، أما الطائفة التي اريد أن أمثِّل بها الآن فهي " الطائفة القاديانية " ، القاديانيون ينتمون إلى الإسلام زعموا ، ولكنهم يعتقدون عقائد ضد الإسلام وخلافًا للإسلام ، من أوضح هذه العقائد المخالفة للمسلمين تصريحُهم بأن النبوَّة ووحي السماء لم ينقطع ، وأن هناك أنبياء يأتون بعد الرسول - عليه السلام - بكثرة ، وأن أحد هؤلاء الأنبياء بزعمهم قد جاء في " قاديان " من بلاد الهند ، وهو المسمَّى بـ " ميرزا غلام أحمد القادياني " ... في غيرها من البلاد ، فكانوا يحتجون بالقرآن ويحتجون - أيضًا - بالسنة ، والفرق الإسلامية كلها هكذا ليس فيهم مَن يقول : الإسلام هو عقلي ، الإسلام هو القرآن فقط ، وإنما الإسلام قرآن وسنة ، كل الفرق مهما كانت عريقة في الضلالة تدَّعي أن الإسلام هو القرآن والسنة حتى الخوارج .
إذًا ما هو السبب ضلال هذه الطوائف وهذه الفرق كلها ما دام أنهم جميعًا يجتمعون على الإيمان بالكتاب والسنة ؟ هنا بيت القصيد من هذه الكلمة ، السبب أن كل طائفة منهم تركب رأسها وتفسر نصوص القرآن والسنة بأهوائها ، مِن هنا دَخَلَ الضلال في هذه الفرق ، والسبب الأصيل في هذا هو أنهم لم يؤمنوا أو على الأقل لم يعملوا بمقتضى الآية السابقة : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) . لا شك أن هذه الآية فيها تحذير من اتباع غير سبيل المؤمنين ، وفيها بالمفهوم الأمر باتباع الرسول - عليه السلام - وعدم مخالفته الذي صرَّحَ في أول الآية بقوله : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ )) ؛ أي : مَن يخالف الرسول ، كذلك أثبَتَ اتباع سبيل المؤمنين حينما نهى عن مخالفتهم ، فقال عطفًا على قوله : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) .
إذًا هناك نهيان في الآية يقابلهما أمران ؛ النهي الأول عدم مخالفة الرسول ، النهي الثاني عدم مخالفة سبيل المؤمنين ، عفوًا مخالفة سبيل المؤمنين ، هذا النهي الثاني ، والنهي الأول مخالفة الرسول - عليه السلام - ، نهى عن ذلك . يُقابل النهيين الأمر باتباع الرسول - عليه السلام - والأمر باتباع سبيل المؤمنين ، فدخل الضلال حتى عند هذه الفرق التي أجمَعَتْ على اتباع أو على أن القرآن والسنة هما المصدران مصدرا الإسلام في التشريع ، لكنهم لم يتَّبعوا سبيل المؤمنين ، فضلُّوا عن سواء السبيل .
إذًا العبرة في هذه الآية هو أن الله - عز وجل - يأمر المسلمين في كل زمان ومكان أن لا يخرجوا عن سبيل المؤمنين الذين كانوا قبلهم في تفسير الآيات وفي تفسير الأحاديث ؛ حتى ما يأتي المدَّعي إلى اتباع الكتاب والسنة بمعنى يزعم أنه هو المقصود من الكتاب ومن السنة ، وهو معنى دخيل في الإسلام ، والدليل على ذلك أن المسلمين الذين كانوا قبل هذا المؤوِّل لم يتأوَّلوا النَّصَّ الذي تأوَّلَه هو بمثل ما ذهب إليه ، وإنما تأوَّلوه بتأويل آخر . فالمسلمون الذين سلكوا سبيلًا في تفسير نصوص الكتاب والسنة هذا السبيل نحن مأمورون باتباعه حتى لا نأخذ يمينًا ويسارًا بسبب تأويلنا نحن لنصوص تأويلًا يخالف ما كان عليه المسلمون من قبل .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 281
- توقيت الفهرسة : 00:39:43
- نسخة مدققة إملائيًّا