مناقشة الشيخ في ضوابط التغيير وأسباب إقامة الدولة الإسلامية .
A-
A=
A+
الشيخ : ... أتصوَّر كل فرض بما في نفسه ، فلا بد ما .
السائل : الفرض العام أستاذ .
هو عم يقول : المجتمع إذا بشكل عام تغيَّر بيتغيَّر ، وفي أفراد بالمجتمع .
الشيخ : اتركني من الناحية الدنيوية هلق ، قلت : من الناحية الشرعية .
السائل : دنيوية ، عم نحكي على الناحية الدنيوية ، إذا المجتمع كانوا جادِّين فيه كلهم ، وفيه نسبة قليلة كسولين بيتغيَّر المجتمع ، ويلحق هؤلاء الكسولين من جدِّ المجتهدين ، ينالهم رفاهية بغير كسب منهم ، وإنما بكسب غيرهم ، وكذلك الأمر قد يكون في مجتمع ناس من أنشط ما يكون ، ولكن الغالبية كسل وخمول ؛ فينعكس كسل وخمول الكسلانين على جدِّ المجتهدين ، وينالهم بسبب ذلك ضرر ، بسب قصور ... .
سائل آخر : ... .
السائل : فإذا المجتمع كله ، عفوًا ، إذا المجتمع كله تغيَّر تتغيَّر الناحية الدنيوية ، أما إذا المجتمع كله ما تغيَّر ما يتغيَّر من الناحية الدنيوية .
الشيخ : هو لما فسَّر الآية : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )) ذكر التغيير يشمل ما يتعلق بالدنيا والآخرة ؟
السائل : إي طبعًا ذكر الغنى والفقر و .
الشيخ : ذكر إيمان وكفر ؟
السائل : لا ، إيمان وكفر ما ذكر .
الشيخ : ... .
سائل آخر : ... .
السائل : ... لكن إيمان وكفر ما ذكره ، وإنما ذكر ، وأنا طبعًا هذا الذي علَّقت حتى على كتابي هذا مش كتابي ؛ أنُّو ليش ما حط على إيمان وكفر ؟ فهو عالج الناحية من ناحية دنيوية ، ما عالجها من ناحية أخروية ؛ لأنُّو عم يقول : سنة دنيوية لا أخروية ، هَيْ ، بحث آخر سنة دنيوية لا أخروية ، في عنوان آخر .
الشيخ : ... الآية ؟
السائل : كمان يحكي على الآية نفسها أنُّو نفس الآية ، تغيير مجتمع على الآية نفسها ؛ فهي سنة دنيوية عم بيأخذها ، الآن السنة الأخروية غير بحث ، هو مجاله في السنة الدنيوية الآن ، نريد أن نتكلَّم عن السنة الدنيوية وليس مجاله السنة الأخروية ؛ لأن السنة الأخروية كل إنسان يُحاسب فرديًّا عند الله - عز وجل - لا نُحاسب مجموعة ؛ فهو الآن يريد أن ينظر إلى المجتمع ككل يحاسب المجتمع دنيويًّا ؛ يعني المجتمع مسؤول عن تقصيره ، مو الفرد ، طبعًا الفرد مسؤول عن تقصيره في المجتمع ، لكن الغاية الناحية الدنيوية قبل الناحية الأخروية هذا الذي يهدف إليه من الكتاب .
عيد عباسي : يهتم بالنواحي الدنيا أكثر من ... .
السائل : لا ، هَيْ فيه فصل خاص : " سنة دنيوية لا أخروية " .
الشيخ : هذه الآية مسبوقة مباشرةً بالأمور الدنيوية ولَّا الأخروية ؟ (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّه بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ )) ... .
السائل : هذا نقص منه بحث آخر أستاذ ، المقصد أنُّو هذا الكلام الذي حَمَلَه على الناحية الدنيوية صحيح ولَّا غلط ؟ أما كونه مقصر .
الشيخ : صحيح بالقيد السابق اللي ... الأخ أحمد .
السائل : وهو ؟
الشيخ : صحيح أنُّو مو لازم يكون ضرورة ولا بد يعني .
سائل آخر : لازم معناها يقول مثل ما قال الشاعر :
" إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ *** فلا بدَّ أن يستجيبَ القَدَرْ "
الشيخ : يعني بياكل الإنسان بيشبع ؛ هَيْ سنة الله في خلقه ، لكن قد يأكل ولا يشبع ، هذا قد يشرب الماء ولا يرتوي .
السائل : هذا الخارقة الأمور العادية هو يحكي السنة التي جَعَلَها الله - عز وجل - ، أنُّو خارقة أقمها على جنب .
الشيخ : ما لي عارف ... في خارقة من الأمور الأخروية ؛ يعني واحد يؤمن فيُجازى جزاء الكافر ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذًا فيه فرق بين الاتجاهين .
سائل آخر : إذا سمحت بالله ، في مثال يعني قد يقرِّب الموضوع ؛ يعني قياس مع الفارق قليلًا ، الله - سبحانه وتعالى - عم يقول ... .
...
الشيخ : ... هكذا بسبب النجاح في الآخرة لا بد أنه ناجي .
السائل : إذا المجتمع ككل ؟
الشيخ : إي نعم .
سائل آخر : تعبير صحيح .
الشيخ : طيب ، أنا اللي قلته هيك وهو : أنت تقول ... .
السائل : المجتمع غيَّر ، إذا المجتمع غيَّر وأخذ بالأسباب الكاملة صحيح .
الشيخ : أنا اللي بدي أحكي مو أنت .
السائل : فهمت عليك يعني .
الشيخ : فهمت عليَّ تفضل ، أنا ما أعيد إذا فهمت عليَّ .
سائل آخر : فهمت عليك ماذا تقول بالأول .
الشيخ : ليش لأعيد ؟
السائل : إي ، هذا هو .
الشيخ : وأنا شعرت أنُّو ما فهمت عليَّ .
السائل : لا ، أنا فهمت عليك ؛ مجتمع ولذلك بدأت ... المجتمع غيَّر ما بنفسه من أسباب الدنيا وبدأ بالجدِّ والنشاط والعمل ؛ فهذا مثل الفرد الذي يعني كان من الكفر انتقل إلى الإيمان ، فضمن يعني الناحية الأخروية ، فهؤلاء يعني يضمنون الدنيا كما يضمن ذاك الآخرة .
الشيخ : أكذلك الأمر ؟
السائل : يعني فيما يبدو طبعًا هكذا .
الشيخ : ليش بقى ؟
السائل : لأنُّو طالما خضع في الظرف بالوقت وإن أخذ الأسباب الكاملة فذاك أخذ سبب كامل ، السبب الكامل الإيمان ، فينال الجزاء ولا يتخلَّف ؛ كذلك هنا أخذ السبب الكامل من السعي والعمل كمجتمع ككل فلا يتخلَّف هذا .
الشيخ : يرد عليك آية الإسراء .
السائل : كيف ؟
الشيخ : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ )) .
السائل : من كان فرد هذا ، فرد هذا مو مجتمع ، (( مَنْ كَانَ )) .
الشيخ : مو فرد .
السائل : (( مَنْ )) مِن ألفاظ العموم .
الشيخ : هذا رد عليك ، عجيب تقول (( مَنْ )) فرد ،فرد هو من ألفاظ العموم !
السائل : هو يُخاطب فيها الإنسان فرديًّا ما يُخاطب فيها مجتمع .
الشيخ : (( مَنْ )) معناها كلُّ مَن .
سائل آخر : كلُّ مَن ، مزبوط .
الشيخ : (( مَنْ )) معناها كلُّ مَن .
سائل آخر : (( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) .
الشيخ : لَكان ، بعدين يا أخي هذا من ناحية شرعية ، من ناحية منطقية : افرض لي مجتمع أصغر مجتمع على كيفك ، قول - مثلًا - : خمسة عشرة مئة مائتين إلى آخره ، افرض لي .
السائل : ... أصغر مجتمع ... فرد إذا بدنا نسمِّي فرد مجتمع إذا صحت التسمية ، المجتمع ثلاثة ، أصغر مجتمع لو فرضنا جمع يعني .
الشيخ : طيب ، سؤال مجتمع مؤلف من ثلاثة أشخاص راح يتوجَّه إليه ثلاثة أسئلة ، كلها مثلها بعضها البعض ، شوف لي النتيجة اللي بتطلع ، الفرد الأول إذا غيَّر ما بنفسه من الناحية الدنيوية ضروري أنُّو يتغيَّر كذاك الذي غيَّر ما بنفسه من الناحية الأخروية ؟ قولا : لا .
السائل : لا ، مو ضروري .
الشيخ : هذا ... رقم اثنين : نفس السؤال نفس الجواب هذا ... الثالث نفس السؤال نفس الجواب .
السائل : ليش نفس الجواب الثلاثة إذا كانوا مع بعض عايشين في أمر ... .
الشيخ : تعطيني غير جواب أنا أسمع منك .
السائل : ... .
الشيخ : أعيد السؤال .
السائل : تفضل .
الشيخ : رقم واحد من الثلاثة تعاطى أسباب التغيير فيما يتعلق بالدنيا ؛ ضروري ينجح ؟
السائل : مو شرط لا .
الشيخ : مو شرط ، الثاني ضروري ينجح ؟
السائل : مو ضروري ... .
الشيخ : الله يهديك ، أنت كنت نائم الظاهر ... .
السائل : كلامك الاثنين مع بعض ولَّا كل واحد لحال ؟
الشيخ : ولَّا وجدت هلق منفس في زعمك للكلام فنفَّست شوي عن نفسك .
السائل : الثاني متعاون مع الأول كجسد واحد ولَّا كل واحد لحال يعني ؟
سائل آخر : ... نقسِّمه غير تقسيم ... .
السائل : المجتمع ، عم نحكي نأخذ المجتمع معًا .
الشيخ : هالثلاثة أشخاص .
السائل : الثلاثة أشخاص إذا كان العمل الذي يريدون أن يحقِّقوه وأن يقوموا به يعني اتَّخذوا له الأسباب الكاملة فعلًا فيقدروا على ذلك ، أما إذا أرادوا أن يحقِّقوا شيء أكبر من طاقتهم فلا يقدرون على ذلك ؛ يعني هم ثلاثة بدهم يحملوا هالصحن ... .
سائل آخر : ... .
السائل : أرجوك أرجوك يا أبا أحمد ... .
...
الشيخ : عم تكشف عمَّا في نفسك .
السائل : هذا القيد يجب أن يكون .
الشيخ : طيب ، على العكس من ذلك ؛ الـ .
السائل : ... إلا أن يشاء الله .
الشيخ : ... لا ، الفرد الذي يسعى للآخرة ويأخذ بأسباب النجاح إلا أن يشاء الله .
السائل : لا ، حتمًا نجاحه .
الشيخ : المجتمع المؤلف من أمثال هؤلاء الأفراد متعاونين مثل ما شبهت آنفًا ، هدول بدهم يرفعوا الصحن من الأرض ، هالجبل بدهم يرفعوه من هالمكان إلى آخره ؛ إذا تعاونوا وكانوا آخذين بأسباب النجاح اللي الله شَرَعَها إلى آخره نجحوا إلا أن يشاء الله ، نجي هلق نأخذ مجتمع مؤلف من أفراد مسلمين ما يستطيع لا واحد ولا اثنين ولا ثلاثة أنُّو يشيِّدوا المجتمع الإسلامي ، الدولة الإسلامية إلى آخره إلا متعاونين ، فهدول تعاونوا وأخذوا بأسباب إقامة الدولة المسلمة ؛ تقوم الدولة المسلمة حتمًا ؟
السائل : لا ، إلا أن يشاء الله .
الشيخ : لا ، هذا كلام مو صحيح ، بتقول حتمًا .
السائل : لا ، إلا أن يشاء الله ، عم أقول لك اتَّفقنا ، إلا أن يشاء الله .
الشيخ : أنت عم ... الآن بين مثالين ، ذاك دنيوي هادا أخروي ، ذاك مادي وهذا ديني .
السائل : إقامة الدولة المسلمة ما هو ديني أخروي ، ديني دنيوي هذا .
الشيخ : ... .
السائل : أرجوك طوِّل بالك مو ديني أخروي ، نحن عم نحكي ، هناك .
الشيخ : أخي ، (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )) شو معناها ؟ راح أجيب لك غير الدولة ، يجوز أشكلت عليك الدولة ، ح أجيب لك مثال ؛ جيش مسلم أخذ بوسائل النصر من النوعين المادية والشرعية هذا ممكن أن ينتصر ، عفوًا ، حتمًا ينتصر ولَّا بتقول : إلا أن يشاء الله ؟
السائل : بمشيئة الله - عز وجل - ، إلا أن يشاء الله .
الشيخ : ... ما يصح الكلام هاد شو هاد ، يا ريت تقول الكلام في المثال الأول إنما كنت تقول حتمًا يرفعوا الصحن ، بدك تقول ينتصر حتمًا ، حتمًا ، ولا ... تقول : إلا أن يشاء الله .
سائل آخر : لأن الله وَعَدَهم بالنصر .
الشيخ : لَكان !!
سائل آخر : ... والله لا يخلف وعده .
السائل : يعني هنا يمكن قول : (( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ )) ؛ يعني هنا طبعًا طالما كانوا عشرين صابرين يعني أخذوا جميع الأسباب فعلًا ، فوَعَدَهم الله - عز وجل - بغلب مئتين فَهُم يغلبون .
الشيخ : لا تضيِّق الطريق على نفسك ، مو مئتين يغلبوا قديش ؟ ألفين ؛ عشرة آلاف مسلم وقدَّامهم ألفين من الكفار .
عيد عباسي : العكس .
الشيخ : لا لا ، أعني ما أقول ، عشرة آلاف مسلم وقدَّامهم ألفين من الكفار ، والمسلمين آخذين بوسائل النصر المادية والمعنوية ؛ ممكن تقول : الله ما ينصرهم ؟
السائل : طبعًا ينصرهم الله - سبحانه وتعالى - .
الشيخ : بتقول : إلا أن يشاء الله ؟
السائل : لا ، إذا أخذوا ... .
الشيخ : عم أقول لك : الأسباب الدنيوية والشرعية .
السائل : نعم ، حتمًا ينصرهم الله - عز وجل - ؛ لأنه وعد بذلك .
الشيخ : آ ، العكس يا ترى ؟ فيه عشرة آلاف كافر آخذين بوسائل القوة والنجاح والتغلُّب إلى آخره ؛ يعني كلُّ مَن يدرس وضعهم يقول : النصر لهم ضروري ... ؟
السائل : يمكن أن يهزموا .
الشيخ : يمكن أن يهزموا .
السائل : صح .
الشيخ : هذا هو الفرق بين الناحيتين ، الوسائل المادية يعني الأسباب المادية التي تُرتبط بها عادةً مسبَّباتها هذا نظام ، لكن يختلُّ أحيانًا إلا أن يشاء الله ، أما الأسباب الأخروية التي جَعَلَها الله - عز وجل - أسبابًا من المسبَّبات ما ممكن أن تختل إطلاقًا ؛ لأن هذا معنى كلامك : والله ممكن ربنا مثل ما بيقول الأشاعرة تمامًا : ممكن الإنسان يعيش الأبد مؤمنًا بالله ورسوله وبعدين يقول له : تفضل ... ادخل جهنَّم .
السائل : معاذ الله ! معاذ الله !
الشيخ : لكن العكس ممكن ... هلق أنت بتقول : ممكن رب العالمين ؛ عقليًّا هلق ؛ ممكن رب العالمين أنُّو يأخذ إنسان كافر أنُّو يحطُّه في الجنة ، يكون هذا إيش ؟ فضلًا منه ، لكن جاءتنا النصوص الخبرية : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) ، لكن راح جيب لك هلق صورة ثانية ؛ ما قال ، إي نعم ، (( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ، إذا العمل الصالح والإيمان سبب لدخول الجنة . طيب ، ما ممكن ربنا - عز وجل - يخلق خلق للجنة ما عملوا عمل صالح ؟
السائل : ممكن .
الشيخ : ممكن ، هذا فضل ، لكن ممكن يخلق خلق يعذِّبه في النار بدون ما يكون تعاطى سبب التعذيب ؟
السائل : لا لا .
الشيخ : ففي فرق إذًا بين الأمور الدينية وبين الأمور الدنيوية .
السائل : إي صحيح .
الشيخ : فالأمور الدنيوية القاعدة الكونية الطبيعية تمشي المسبَّبات مع أسبابها ، بتاكل تشبع ، بتشرب بترتوي ، إلى آخره ، لكن لا تأخذها ... مادية ، أيوا ، لا تأخذها مادية مثل الأطباء ومثل غيرهم ، ممكن يتأخَّر الأثر عن المؤثِّر .
السائل : لكن هذا قصده أنُّو هذا استثناء ، يعني لولا .
عيد عباسي : قريب من مسألة العدوى أستاذ هذا ، ( لا عدوى ولا طيرة ) .
الشيخ : إي نعم .
عيد عباسي : ففي عدوى ... وفي عدوى ... .
السائل : ما بيأخذها - فيما أعتقد أنا وفيما أزعم - ما بيأخذها ... مادية ، وإنما يريد أن يعني يريد أن يبيِّن أن المسلمين قد أخلدوا إلى الأرض ، ولم يتَّخذوا الأسباب التي أوجَبَها الله عليهم ، هذا الذي هو يريد أن يبعث ... .
الشيخ : إي إي ، هذا - أخي - معليش ، لكن الشيء اللي أردت أن تؤاخذوه من قبل - ولا يُؤاخذ - أنُّو فيها ... لا ، ما فيها ... ولكن في الناحية الدقيقة يجب أن تبيَّن حتى يعرف القارئ للكتاب أنُّو المؤلف يفرِّق بين الأسباب المادية ... .
السائل : ... هو فيه تقصير في البحث .
عيد عباسي : قد تكون قاعدة عسكرية شو هي ؟ تؤيد النتيجة اللي وصل إليها الأستاذ أنُّو قد يكون جيش أسوأ ما يكون تنظيمًا .
سائل آخر : ... .
عيد عباسي : شو القاعدة العسكرية ... .
الشيخ : ... هون ما تتحمَّل ... أما ... .
عيد عباسي : جيش أسوأ ما يكون ... .
السائل : إي ، ممكن ؛ أحسن ... أحسن قائد أحسن عناصر يخسروا أمام أسوأ قائد أسوأ ... أسوأ عناصر .
الشيخ : ليش ؟
السائل : ... يعني من ناحية ... ... .
عيد عباسي : ... .
السائل : أحيانًا أستاذ أنا أقول هذا ... يا أستاذ ... يعني ممكن يكون واحد - مثلًا - جماعة ضعاف ... وتقواهم لله الله - سبحانه وتعالى - يوفِّقهم إلى القضاء على جماعة أقوياء ؛ يعني قصدي الأشياء هَيْ المادية كمان لا تُجرَّد من الأسباب كمان الشرعية الإيمانية ، أما - مثلًا - لما الخالد بن الوليد في وقعة اليرموك ؛ فمثلًا مئة ألف وهو معه عشرة آلاف ، فأين القوتين من بعضها البعض ؟ ... بقولهم يشمل كثير ، ويشمل أول ما يشمل ما يمكن أن يُلاحظ ويُرى من أوصاف المجتمع من الفقر والغنى والعزَّة والذِّلَّة والصحة والسقم ، شايف ؟ إيمكانكم مو حاططها ، فأنا لما كنت علَّقت يعني قلت أنُّو الإيمان والكفر أوَّل ما يشمل ... .
السائل : الفرض العام أستاذ .
هو عم يقول : المجتمع إذا بشكل عام تغيَّر بيتغيَّر ، وفي أفراد بالمجتمع .
الشيخ : اتركني من الناحية الدنيوية هلق ، قلت : من الناحية الشرعية .
السائل : دنيوية ، عم نحكي على الناحية الدنيوية ، إذا المجتمع كانوا جادِّين فيه كلهم ، وفيه نسبة قليلة كسولين بيتغيَّر المجتمع ، ويلحق هؤلاء الكسولين من جدِّ المجتهدين ، ينالهم رفاهية بغير كسب منهم ، وإنما بكسب غيرهم ، وكذلك الأمر قد يكون في مجتمع ناس من أنشط ما يكون ، ولكن الغالبية كسل وخمول ؛ فينعكس كسل وخمول الكسلانين على جدِّ المجتهدين ، وينالهم بسبب ذلك ضرر ، بسب قصور ... .
سائل آخر : ... .
السائل : فإذا المجتمع كله ، عفوًا ، إذا المجتمع كله تغيَّر تتغيَّر الناحية الدنيوية ، أما إذا المجتمع كله ما تغيَّر ما يتغيَّر من الناحية الدنيوية .
الشيخ : هو لما فسَّر الآية : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )) ذكر التغيير يشمل ما يتعلق بالدنيا والآخرة ؟
السائل : إي طبعًا ذكر الغنى والفقر و .
الشيخ : ذكر إيمان وكفر ؟
السائل : لا ، إيمان وكفر ما ذكر .
الشيخ : ... .
سائل آخر : ... .
السائل : ... لكن إيمان وكفر ما ذكره ، وإنما ذكر ، وأنا طبعًا هذا الذي علَّقت حتى على كتابي هذا مش كتابي ؛ أنُّو ليش ما حط على إيمان وكفر ؟ فهو عالج الناحية من ناحية دنيوية ، ما عالجها من ناحية أخروية ؛ لأنُّو عم يقول : سنة دنيوية لا أخروية ، هَيْ ، بحث آخر سنة دنيوية لا أخروية ، في عنوان آخر .
الشيخ : ... الآية ؟
السائل : كمان يحكي على الآية نفسها أنُّو نفس الآية ، تغيير مجتمع على الآية نفسها ؛ فهي سنة دنيوية عم بيأخذها ، الآن السنة الأخروية غير بحث ، هو مجاله في السنة الدنيوية الآن ، نريد أن نتكلَّم عن السنة الدنيوية وليس مجاله السنة الأخروية ؛ لأن السنة الأخروية كل إنسان يُحاسب فرديًّا عند الله - عز وجل - لا نُحاسب مجموعة ؛ فهو الآن يريد أن ينظر إلى المجتمع ككل يحاسب المجتمع دنيويًّا ؛ يعني المجتمع مسؤول عن تقصيره ، مو الفرد ، طبعًا الفرد مسؤول عن تقصيره في المجتمع ، لكن الغاية الناحية الدنيوية قبل الناحية الأخروية هذا الذي يهدف إليه من الكتاب .
عيد عباسي : يهتم بالنواحي الدنيا أكثر من ... .
السائل : لا ، هَيْ فيه فصل خاص : " سنة دنيوية لا أخروية " .
الشيخ : هذه الآية مسبوقة مباشرةً بالأمور الدنيوية ولَّا الأخروية ؟ (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّه بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ )) ... .
السائل : هذا نقص منه بحث آخر أستاذ ، المقصد أنُّو هذا الكلام الذي حَمَلَه على الناحية الدنيوية صحيح ولَّا غلط ؟ أما كونه مقصر .
الشيخ : صحيح بالقيد السابق اللي ... الأخ أحمد .
السائل : وهو ؟
الشيخ : صحيح أنُّو مو لازم يكون ضرورة ولا بد يعني .
سائل آخر : لازم معناها يقول مثل ما قال الشاعر :
" إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ *** فلا بدَّ أن يستجيبَ القَدَرْ "
الشيخ : يعني بياكل الإنسان بيشبع ؛ هَيْ سنة الله في خلقه ، لكن قد يأكل ولا يشبع ، هذا قد يشرب الماء ولا يرتوي .
السائل : هذا الخارقة الأمور العادية هو يحكي السنة التي جَعَلَها الله - عز وجل - ، أنُّو خارقة أقمها على جنب .
الشيخ : ما لي عارف ... في خارقة من الأمور الأخروية ؛ يعني واحد يؤمن فيُجازى جزاء الكافر ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذًا فيه فرق بين الاتجاهين .
سائل آخر : إذا سمحت بالله ، في مثال يعني قد يقرِّب الموضوع ؛ يعني قياس مع الفارق قليلًا ، الله - سبحانه وتعالى - عم يقول ... .
...
الشيخ : ... هكذا بسبب النجاح في الآخرة لا بد أنه ناجي .
السائل : إذا المجتمع ككل ؟
الشيخ : إي نعم .
سائل آخر : تعبير صحيح .
الشيخ : طيب ، أنا اللي قلته هيك وهو : أنت تقول ... .
السائل : المجتمع غيَّر ، إذا المجتمع غيَّر وأخذ بالأسباب الكاملة صحيح .
الشيخ : أنا اللي بدي أحكي مو أنت .
السائل : فهمت عليك يعني .
الشيخ : فهمت عليَّ تفضل ، أنا ما أعيد إذا فهمت عليَّ .
سائل آخر : فهمت عليك ماذا تقول بالأول .
الشيخ : ليش لأعيد ؟
السائل : إي ، هذا هو .
الشيخ : وأنا شعرت أنُّو ما فهمت عليَّ .
السائل : لا ، أنا فهمت عليك ؛ مجتمع ولذلك بدأت ... المجتمع غيَّر ما بنفسه من أسباب الدنيا وبدأ بالجدِّ والنشاط والعمل ؛ فهذا مثل الفرد الذي يعني كان من الكفر انتقل إلى الإيمان ، فضمن يعني الناحية الأخروية ، فهؤلاء يعني يضمنون الدنيا كما يضمن ذاك الآخرة .
الشيخ : أكذلك الأمر ؟
السائل : يعني فيما يبدو طبعًا هكذا .
الشيخ : ليش بقى ؟
السائل : لأنُّو طالما خضع في الظرف بالوقت وإن أخذ الأسباب الكاملة فذاك أخذ سبب كامل ، السبب الكامل الإيمان ، فينال الجزاء ولا يتخلَّف ؛ كذلك هنا أخذ السبب الكامل من السعي والعمل كمجتمع ككل فلا يتخلَّف هذا .
الشيخ : يرد عليك آية الإسراء .
السائل : كيف ؟
الشيخ : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ )) .
السائل : من كان فرد هذا ، فرد هذا مو مجتمع ، (( مَنْ كَانَ )) .
الشيخ : مو فرد .
السائل : (( مَنْ )) مِن ألفاظ العموم .
الشيخ : هذا رد عليك ، عجيب تقول (( مَنْ )) فرد ،فرد هو من ألفاظ العموم !
السائل : هو يُخاطب فيها الإنسان فرديًّا ما يُخاطب فيها مجتمع .
الشيخ : (( مَنْ )) معناها كلُّ مَن .
سائل آخر : كلُّ مَن ، مزبوط .
الشيخ : (( مَنْ )) معناها كلُّ مَن .
سائل آخر : (( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) .
الشيخ : لَكان ، بعدين يا أخي هذا من ناحية شرعية ، من ناحية منطقية : افرض لي مجتمع أصغر مجتمع على كيفك ، قول - مثلًا - : خمسة عشرة مئة مائتين إلى آخره ، افرض لي .
السائل : ... أصغر مجتمع ... فرد إذا بدنا نسمِّي فرد مجتمع إذا صحت التسمية ، المجتمع ثلاثة ، أصغر مجتمع لو فرضنا جمع يعني .
الشيخ : طيب ، سؤال مجتمع مؤلف من ثلاثة أشخاص راح يتوجَّه إليه ثلاثة أسئلة ، كلها مثلها بعضها البعض ، شوف لي النتيجة اللي بتطلع ، الفرد الأول إذا غيَّر ما بنفسه من الناحية الدنيوية ضروري أنُّو يتغيَّر كذاك الذي غيَّر ما بنفسه من الناحية الأخروية ؟ قولا : لا .
السائل : لا ، مو ضروري .
الشيخ : هذا ... رقم اثنين : نفس السؤال نفس الجواب هذا ... الثالث نفس السؤال نفس الجواب .
السائل : ليش نفس الجواب الثلاثة إذا كانوا مع بعض عايشين في أمر ... .
الشيخ : تعطيني غير جواب أنا أسمع منك .
السائل : ... .
الشيخ : أعيد السؤال .
السائل : تفضل .
الشيخ : رقم واحد من الثلاثة تعاطى أسباب التغيير فيما يتعلق بالدنيا ؛ ضروري ينجح ؟
السائل : مو شرط لا .
الشيخ : مو شرط ، الثاني ضروري ينجح ؟
السائل : مو ضروري ... .
الشيخ : الله يهديك ، أنت كنت نائم الظاهر ... .
السائل : كلامك الاثنين مع بعض ولَّا كل واحد لحال ؟
الشيخ : ولَّا وجدت هلق منفس في زعمك للكلام فنفَّست شوي عن نفسك .
السائل : الثاني متعاون مع الأول كجسد واحد ولَّا كل واحد لحال يعني ؟
سائل آخر : ... نقسِّمه غير تقسيم ... .
السائل : المجتمع ، عم نحكي نأخذ المجتمع معًا .
الشيخ : هالثلاثة أشخاص .
السائل : الثلاثة أشخاص إذا كان العمل الذي يريدون أن يحقِّقوه وأن يقوموا به يعني اتَّخذوا له الأسباب الكاملة فعلًا فيقدروا على ذلك ، أما إذا أرادوا أن يحقِّقوا شيء أكبر من طاقتهم فلا يقدرون على ذلك ؛ يعني هم ثلاثة بدهم يحملوا هالصحن ... .
سائل آخر : ... .
السائل : أرجوك أرجوك يا أبا أحمد ... .
...
الشيخ : عم تكشف عمَّا في نفسك .
السائل : هذا القيد يجب أن يكون .
الشيخ : طيب ، على العكس من ذلك ؛ الـ .
السائل : ... إلا أن يشاء الله .
الشيخ : ... لا ، الفرد الذي يسعى للآخرة ويأخذ بأسباب النجاح إلا أن يشاء الله .
السائل : لا ، حتمًا نجاحه .
الشيخ : المجتمع المؤلف من أمثال هؤلاء الأفراد متعاونين مثل ما شبهت آنفًا ، هدول بدهم يرفعوا الصحن من الأرض ، هالجبل بدهم يرفعوه من هالمكان إلى آخره ؛ إذا تعاونوا وكانوا آخذين بأسباب النجاح اللي الله شَرَعَها إلى آخره نجحوا إلا أن يشاء الله ، نجي هلق نأخذ مجتمع مؤلف من أفراد مسلمين ما يستطيع لا واحد ولا اثنين ولا ثلاثة أنُّو يشيِّدوا المجتمع الإسلامي ، الدولة الإسلامية إلى آخره إلا متعاونين ، فهدول تعاونوا وأخذوا بأسباب إقامة الدولة المسلمة ؛ تقوم الدولة المسلمة حتمًا ؟
السائل : لا ، إلا أن يشاء الله .
الشيخ : لا ، هذا كلام مو صحيح ، بتقول حتمًا .
السائل : لا ، إلا أن يشاء الله ، عم أقول لك اتَّفقنا ، إلا أن يشاء الله .
الشيخ : أنت عم ... الآن بين مثالين ، ذاك دنيوي هادا أخروي ، ذاك مادي وهذا ديني .
السائل : إقامة الدولة المسلمة ما هو ديني أخروي ، ديني دنيوي هذا .
الشيخ : ... .
السائل : أرجوك طوِّل بالك مو ديني أخروي ، نحن عم نحكي ، هناك .
الشيخ : أخي ، (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )) شو معناها ؟ راح أجيب لك غير الدولة ، يجوز أشكلت عليك الدولة ، ح أجيب لك مثال ؛ جيش مسلم أخذ بوسائل النصر من النوعين المادية والشرعية هذا ممكن أن ينتصر ، عفوًا ، حتمًا ينتصر ولَّا بتقول : إلا أن يشاء الله ؟
السائل : بمشيئة الله - عز وجل - ، إلا أن يشاء الله .
الشيخ : ... ما يصح الكلام هاد شو هاد ، يا ريت تقول الكلام في المثال الأول إنما كنت تقول حتمًا يرفعوا الصحن ، بدك تقول ينتصر حتمًا ، حتمًا ، ولا ... تقول : إلا أن يشاء الله .
سائل آخر : لأن الله وَعَدَهم بالنصر .
الشيخ : لَكان !!
سائل آخر : ... والله لا يخلف وعده .
السائل : يعني هنا يمكن قول : (( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ )) ؛ يعني هنا طبعًا طالما كانوا عشرين صابرين يعني أخذوا جميع الأسباب فعلًا ، فوَعَدَهم الله - عز وجل - بغلب مئتين فَهُم يغلبون .
الشيخ : لا تضيِّق الطريق على نفسك ، مو مئتين يغلبوا قديش ؟ ألفين ؛ عشرة آلاف مسلم وقدَّامهم ألفين من الكفار .
عيد عباسي : العكس .
الشيخ : لا لا ، أعني ما أقول ، عشرة آلاف مسلم وقدَّامهم ألفين من الكفار ، والمسلمين آخذين بوسائل النصر المادية والمعنوية ؛ ممكن تقول : الله ما ينصرهم ؟
السائل : طبعًا ينصرهم الله - سبحانه وتعالى - .
الشيخ : بتقول : إلا أن يشاء الله ؟
السائل : لا ، إذا أخذوا ... .
الشيخ : عم أقول لك : الأسباب الدنيوية والشرعية .
السائل : نعم ، حتمًا ينصرهم الله - عز وجل - ؛ لأنه وعد بذلك .
الشيخ : آ ، العكس يا ترى ؟ فيه عشرة آلاف كافر آخذين بوسائل القوة والنجاح والتغلُّب إلى آخره ؛ يعني كلُّ مَن يدرس وضعهم يقول : النصر لهم ضروري ... ؟
السائل : يمكن أن يهزموا .
الشيخ : يمكن أن يهزموا .
السائل : صح .
الشيخ : هذا هو الفرق بين الناحيتين ، الوسائل المادية يعني الأسباب المادية التي تُرتبط بها عادةً مسبَّباتها هذا نظام ، لكن يختلُّ أحيانًا إلا أن يشاء الله ، أما الأسباب الأخروية التي جَعَلَها الله - عز وجل - أسبابًا من المسبَّبات ما ممكن أن تختل إطلاقًا ؛ لأن هذا معنى كلامك : والله ممكن ربنا مثل ما بيقول الأشاعرة تمامًا : ممكن الإنسان يعيش الأبد مؤمنًا بالله ورسوله وبعدين يقول له : تفضل ... ادخل جهنَّم .
السائل : معاذ الله ! معاذ الله !
الشيخ : لكن العكس ممكن ... هلق أنت بتقول : ممكن رب العالمين ؛ عقليًّا هلق ؛ ممكن رب العالمين أنُّو يأخذ إنسان كافر أنُّو يحطُّه في الجنة ، يكون هذا إيش ؟ فضلًا منه ، لكن جاءتنا النصوص الخبرية : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) ، لكن راح جيب لك هلق صورة ثانية ؛ ما قال ، إي نعم ، (( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ، إذا العمل الصالح والإيمان سبب لدخول الجنة . طيب ، ما ممكن ربنا - عز وجل - يخلق خلق للجنة ما عملوا عمل صالح ؟
السائل : ممكن .
الشيخ : ممكن ، هذا فضل ، لكن ممكن يخلق خلق يعذِّبه في النار بدون ما يكون تعاطى سبب التعذيب ؟
السائل : لا لا .
الشيخ : ففي فرق إذًا بين الأمور الدينية وبين الأمور الدنيوية .
السائل : إي صحيح .
الشيخ : فالأمور الدنيوية القاعدة الكونية الطبيعية تمشي المسبَّبات مع أسبابها ، بتاكل تشبع ، بتشرب بترتوي ، إلى آخره ، لكن لا تأخذها ... مادية ، أيوا ، لا تأخذها مادية مثل الأطباء ومثل غيرهم ، ممكن يتأخَّر الأثر عن المؤثِّر .
السائل : لكن هذا قصده أنُّو هذا استثناء ، يعني لولا .
عيد عباسي : قريب من مسألة العدوى أستاذ هذا ، ( لا عدوى ولا طيرة ) .
الشيخ : إي نعم .
عيد عباسي : ففي عدوى ... وفي عدوى ... .
السائل : ما بيأخذها - فيما أعتقد أنا وفيما أزعم - ما بيأخذها ... مادية ، وإنما يريد أن يعني يريد أن يبيِّن أن المسلمين قد أخلدوا إلى الأرض ، ولم يتَّخذوا الأسباب التي أوجَبَها الله عليهم ، هذا الذي هو يريد أن يبعث ... .
الشيخ : إي إي ، هذا - أخي - معليش ، لكن الشيء اللي أردت أن تؤاخذوه من قبل - ولا يُؤاخذ - أنُّو فيها ... لا ، ما فيها ... ولكن في الناحية الدقيقة يجب أن تبيَّن حتى يعرف القارئ للكتاب أنُّو المؤلف يفرِّق بين الأسباب المادية ... .
السائل : ... هو فيه تقصير في البحث .
عيد عباسي : قد تكون قاعدة عسكرية شو هي ؟ تؤيد النتيجة اللي وصل إليها الأستاذ أنُّو قد يكون جيش أسوأ ما يكون تنظيمًا .
سائل آخر : ... .
عيد عباسي : شو القاعدة العسكرية ... .
الشيخ : ... هون ما تتحمَّل ... أما ... .
عيد عباسي : جيش أسوأ ما يكون ... .
السائل : إي ، ممكن ؛ أحسن ... أحسن قائد أحسن عناصر يخسروا أمام أسوأ قائد أسوأ ... أسوأ عناصر .
الشيخ : ليش ؟
السائل : ... يعني من ناحية ... ... .
عيد عباسي : ... .
السائل : أحيانًا أستاذ أنا أقول هذا ... يا أستاذ ... يعني ممكن يكون واحد - مثلًا - جماعة ضعاف ... وتقواهم لله الله - سبحانه وتعالى - يوفِّقهم إلى القضاء على جماعة أقوياء ؛ يعني قصدي الأشياء هَيْ المادية كمان لا تُجرَّد من الأسباب كمان الشرعية الإيمانية ، أما - مثلًا - لما الخالد بن الوليد في وقعة اليرموك ؛ فمثلًا مئة ألف وهو معه عشرة آلاف ، فأين القوتين من بعضها البعض ؟ ... بقولهم يشمل كثير ، ويشمل أول ما يشمل ما يمكن أن يُلاحظ ويُرى من أوصاف المجتمع من الفقر والغنى والعزَّة والذِّلَّة والصحة والسقم ، شايف ؟ إيمكانكم مو حاططها ، فأنا لما كنت علَّقت يعني قلت أنُّو الإيمان والكفر أوَّل ما يشمل ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 279
- توقيت الفهرسة : 00:04:45
- نسخة مدققة إملائيًّا