الفقه الصحيح للآية : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) .
A-
A=
A+
الشيخ : لا سيما من أولئك الذين لم يعرفوا بعد عظمة الآية الكريمة : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) ، جمهور المسلمين اليوم وقبل اليوم - مع الأسف الشديد - لم يعرفوا عظمة هذه الآية ؛ بدليل أنه يصرُّ على أن يتقرَّب إلى الله بما لم يشرعه الله في كتابه ولا جاء به رسوله في سنَّته ، يقول لك - كما سمعتم آنفًا - : شو فيها يا أخي ؟! سبحان الله ! ألست تؤمن بهذه الآية ؟! (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) ، فأنت تعترف أن هذا الذي تفعله لم يكن سابقًا ، لكن تحكِّم هواك وعقلك وتقول : شو فيها ؟ أقل شيء في كل بدعة مهما كانت صغيرة أن صاحبها لا يؤمن بهذه الآية : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) ؛ لأنُّو ما دام الدين ما يأتي بعد هذا الإتمام والإكمال من زيادات لا تكاد تُعَدُّ وتحصى كثرة ؛ فأين إذًا إيمانك وتصديقك بأن الله - عز وجل - أكمل دينه وامتنَّ بذلك على عباده ؟!
من المؤسف جدًّا أن يقابل هذه الغفلة من جماهير المقلِّدة والمبتدعة لعظمة هذه الآية ، وأنها تستحقُّ أن يمتنَّ بها الله على عباده ؛ من المؤسف جدًّا أن يغفل هؤلاء الجماهير على عظمة هذه الآية ويتنبَّه لها رجل من اليهود ، رجل غير مسلم لكن عنده كياسة ، فيه عنده فقه ، فيأتي رجل من هؤلاء أحبار اليهود إلى عمر بن خطاب في خلافته ليقول له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتاب الله لو علينا - معشر يهود - نزلت لَاتَّخذنا يوم نزولها عيدًا !! قال له : ما هي ؟ قال : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) ، وذكر الآية الكريمة وهو يهودي ، شَعَرَ بعظمة هذه الآية بما فيها من إراحة المسلمين عن التفكير والبحث والاجتهاد الكثير في الدين ؛ لأن الله أكمل لهم كل شيء يريده منهم أن يتقرَّبوا به إلى الله زلفى ؛ لماذا إذًا البحث والاجتهاد والابتداع ؟ هذه الجهود التي سيُفرغها هؤلاء الناس لو أن الله ما أكمَلَ لهم دينهم لِيُكملوه من عندهم كان باستطاعتهم أن يوفِّروها بالانطلاق في هذه الدنيا ، والانتفاع مما خلق الله فيها من سنن ومن كائنات ومن مخلوقات إلى آخره ، فعكس ذلك جُهَّال المسلمين والذين لم يقدِّروا قدر هذه الآية ، فاجتهدوا فيما ليس لهم أن يجتهدوا ، واجتهدوا فيما لا يُفيدهم أن يجتهدوا فيه ، اجتهدوا في الدين وتركوا الدنيا جانبًا ؛ علمًا أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لنا : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ، فتَرَكَ الاجتهاد والبحث والترقي والازدياد من العلم في الدنيا إلينا ، ولَفَتَ نظرَنا أن وظيفته هو أن يعلِّمَنا وأن يبلِّغَنا ما أوحاه الله إليه كتابًا أو سنة .
هذه هي الملاحظة التي لاحَظَها ذلك اليهودي الذي قال لعمر : هذه الآية لو نزلت فينا - معشر اليهود - لَاتَّخذنا يوم نزولها عيدًا . لكن بلا شك عمر لم يكن كهؤلاء الجمهور الذين لا يقدِّرون هذه الآية حقَّ قدرها ويجهل مقدار نعمة الله - عز وجل - على عباده بها ، لقد كان عند ظنِّ المسلم علمًا بقدر ذلك ؛ حيث قال : " لقد اتخذناها عيدًا ؛ فقد نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة وهو في عرفة " ، عيد في عيد نزلت هذه الآية ، هذه الآية نزلت في يوم عيد لا يزال معروفًا - والحمد لله - عند المسلمين ، لكنَّ المسلمين اليوم يُعيِّدون أعيادًا ما أنزل الله بها من سلطان ، ولو كان يحقُّ لهم أن يتخذوا عيدًا يحتفلون فيه كما يفعل غير المسلمين لَكان هذا اليوم أحقَّ بالاحتفال من كل الأعياد التي يحتفلون بها باستثناء عيد الفطر وعيد الأضحى ، وأنا حين أقول احتفالًا أعني غير اتخاذه عيدًا ؛ فلا شك أن يوم الجمعة هو العيد الأسبوعي للمسلمين ، لكن ليس هناك هذه التظاهرات وهذه الأفراح التي يتَّخذنا غيرنا بمناسبة أعيادهم الكثيرة التي لا تكاد تُعَدُّ وتُحصى كثرةً .
لكن المسلمين يعرفون قدر هذه الأيام التي وقعت فيها هذه الحوادث العظيمة ، ومنها يوم الجمعة ، ويحتفلون بها في نفوسهم ، وينطلقون في حياتهم وهم متأثِّرون بهذا الاعتقاد المستقر في قلوبهم دونما تبجُّح أو اتخاذ ذلك يوم لعب وفرح وسرور وما شابه ذلك ، وهذا هو طريق السلف الصالح ، يوم الجمعة هو عيد لأسباب كثيرة ؛ منها أن الله - عز وجل - أنزل هذه الآية الكريمة ؛ لا قيمة لهذه الآية في نفوس المسلمين اليوم ؛ لأن الشيطان دخل فيهم من باب : " مَن ابتدع في الإسلام بدعةً حسنةً " ، ولا أقول من باب : ( مَن سنَّ ) ؛ هذا لا يمكن أن يدخل الشيطان منه ؛ لأن هذا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن سَنَّ في الإسلام سنة حسنة ) ، لكن دخل فيهم مِن باب بهم مَن ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فله أجرها ! وهذا سوء فهم من هؤلاء المتأخرين وقله الفقه - أيضًا - بحديث الرسول - عليه السلام - المشار إليه : ( مَن سَنَّ في الإسلام سنة حسنة ) ، بسبب فتح الشيطان لهؤلاء المسلمين المتأخرين لباب الابتداع في الدين وتزيينه ذلك في أعينهم أصبح العلم الصحيح غريبًا ، وأصبحت السنن متروكة ، والبدع هي لها الرَّسم والفهم والسنة ليس لها إلا الاسم فقط !!
من المؤسف جدًّا أن يقابل هذه الغفلة من جماهير المقلِّدة والمبتدعة لعظمة هذه الآية ، وأنها تستحقُّ أن يمتنَّ بها الله على عباده ؛ من المؤسف جدًّا أن يغفل هؤلاء الجماهير على عظمة هذه الآية ويتنبَّه لها رجل من اليهود ، رجل غير مسلم لكن عنده كياسة ، فيه عنده فقه ، فيأتي رجل من هؤلاء أحبار اليهود إلى عمر بن خطاب في خلافته ليقول له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتاب الله لو علينا - معشر يهود - نزلت لَاتَّخذنا يوم نزولها عيدًا !! قال له : ما هي ؟ قال : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) ، وذكر الآية الكريمة وهو يهودي ، شَعَرَ بعظمة هذه الآية بما فيها من إراحة المسلمين عن التفكير والبحث والاجتهاد الكثير في الدين ؛ لأن الله أكمل لهم كل شيء يريده منهم أن يتقرَّبوا به إلى الله زلفى ؛ لماذا إذًا البحث والاجتهاد والابتداع ؟ هذه الجهود التي سيُفرغها هؤلاء الناس لو أن الله ما أكمَلَ لهم دينهم لِيُكملوه من عندهم كان باستطاعتهم أن يوفِّروها بالانطلاق في هذه الدنيا ، والانتفاع مما خلق الله فيها من سنن ومن كائنات ومن مخلوقات إلى آخره ، فعكس ذلك جُهَّال المسلمين والذين لم يقدِّروا قدر هذه الآية ، فاجتهدوا فيما ليس لهم أن يجتهدوا ، واجتهدوا فيما لا يُفيدهم أن يجتهدوا فيه ، اجتهدوا في الدين وتركوا الدنيا جانبًا ؛ علمًا أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لنا : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ، فتَرَكَ الاجتهاد والبحث والترقي والازدياد من العلم في الدنيا إلينا ، ولَفَتَ نظرَنا أن وظيفته هو أن يعلِّمَنا وأن يبلِّغَنا ما أوحاه الله إليه كتابًا أو سنة .
هذه هي الملاحظة التي لاحَظَها ذلك اليهودي الذي قال لعمر : هذه الآية لو نزلت فينا - معشر اليهود - لَاتَّخذنا يوم نزولها عيدًا . لكن بلا شك عمر لم يكن كهؤلاء الجمهور الذين لا يقدِّرون هذه الآية حقَّ قدرها ويجهل مقدار نعمة الله - عز وجل - على عباده بها ، لقد كان عند ظنِّ المسلم علمًا بقدر ذلك ؛ حيث قال : " لقد اتخذناها عيدًا ؛ فقد نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة وهو في عرفة " ، عيد في عيد نزلت هذه الآية ، هذه الآية نزلت في يوم عيد لا يزال معروفًا - والحمد لله - عند المسلمين ، لكنَّ المسلمين اليوم يُعيِّدون أعيادًا ما أنزل الله بها من سلطان ، ولو كان يحقُّ لهم أن يتخذوا عيدًا يحتفلون فيه كما يفعل غير المسلمين لَكان هذا اليوم أحقَّ بالاحتفال من كل الأعياد التي يحتفلون بها باستثناء عيد الفطر وعيد الأضحى ، وأنا حين أقول احتفالًا أعني غير اتخاذه عيدًا ؛ فلا شك أن يوم الجمعة هو العيد الأسبوعي للمسلمين ، لكن ليس هناك هذه التظاهرات وهذه الأفراح التي يتَّخذنا غيرنا بمناسبة أعيادهم الكثيرة التي لا تكاد تُعَدُّ وتُحصى كثرةً .
لكن المسلمين يعرفون قدر هذه الأيام التي وقعت فيها هذه الحوادث العظيمة ، ومنها يوم الجمعة ، ويحتفلون بها في نفوسهم ، وينطلقون في حياتهم وهم متأثِّرون بهذا الاعتقاد المستقر في قلوبهم دونما تبجُّح أو اتخاذ ذلك يوم لعب وفرح وسرور وما شابه ذلك ، وهذا هو طريق السلف الصالح ، يوم الجمعة هو عيد لأسباب كثيرة ؛ منها أن الله - عز وجل - أنزل هذه الآية الكريمة ؛ لا قيمة لهذه الآية في نفوس المسلمين اليوم ؛ لأن الشيطان دخل فيهم من باب : " مَن ابتدع في الإسلام بدعةً حسنةً " ، ولا أقول من باب : ( مَن سنَّ ) ؛ هذا لا يمكن أن يدخل الشيطان منه ؛ لأن هذا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن سَنَّ في الإسلام سنة حسنة ) ، لكن دخل فيهم مِن باب بهم مَن ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فله أجرها ! وهذا سوء فهم من هؤلاء المتأخرين وقله الفقه - أيضًا - بحديث الرسول - عليه السلام - المشار إليه : ( مَن سَنَّ في الإسلام سنة حسنة ) ، بسبب فتح الشيطان لهؤلاء المسلمين المتأخرين لباب الابتداع في الدين وتزيينه ذلك في أعينهم أصبح العلم الصحيح غريبًا ، وأصبحت السنن متروكة ، والبدع هي لها الرَّسم والفهم والسنة ليس لها إلا الاسم فقط !!
- تسجيلات متفرقة - شريط : 276
- توقيت الفهرسة : 00:14:56
- نسخة مدققة إملائيًّا