لطيفة : كيف علم خباب أن أجرهم قد وقع على الله - عز وجل - ؟
A-
A=
A+
الشيخ : هنا وقفة بسيطة ؛ من أين علم خباب بن الأرت بأنهم حين جاهدوا في سبيل الله يبتغون وجه الله أنه وَقَعَ أجرهم على الله ؟ من أين عرف ذلك ؟ ذلك أمرٌ ضروري في الإسلام ، مِن وعد الله - عز وجل - لعباده المؤمنين في عشرات النصوص من الكتاب وأكثر من ذلك في السنة أن مَن عمل كذا فله كذا ، ووعدُ الله - عز وجل - لا يتأخَّر ، (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ )) ؛ فإذا عرف المؤمن هذه الحقيقة أيقَنَ أنه إذا عرف أنه أتى عملًا خالصًا فيه لوجه الله - عز وجل - أن الله - تبارك وتعالى - لا بد أنه يُثيبَه على ذلك ؛ لا بد ، وما سمعتم في الدرس الماضي من بعض الأجوبة من الأستاذ " علي خشان " أنهم كانوا يخافون أن لا يُقبَلَ عملهم فذلك مما يدل على ما سمعتم بيانه في تلك الجلسة أن الصحابة كانوا يخافون الله - عز وجل - ، وكانوا يعيشون بين الخوف والرجاء ، لا لأنهم يشكُّون فيما إذا علموا عملًا صالحًا وأخلصوا فيه لله - عز وجل - يشكُّون أن الله لا يتقبَّل منهم ؛ لا ، كيف ذلك كيف يمكن أن يشكَّ شاكٌّ في عملٍ عَمِلَه صاحبه هو أوَّلًا على وجه سنة ، ثم هو فيه مخلص لله - عز وجل - ؟! كيف يُتصوَّر أن يشكَّ في أن يتقبَّلَ الله - عز وجل - عمله والله يقول في صريح القرآن الكريم : (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )) ؟!
فما كان شكُّهم فيما يتعلق بقبول الله لعملهم الصالح المُخلَص فيه لله ، وإنما كان شكُّهم في أنفسهم ؛ لعل عملهم لم يكن صالحًا ؛ أي : لم يكن مطابقًا للكتاب والسنة ، هذا هو الشرط الأول كما تعلمون جميعًا في قبول الله - عز وجل - للعبادة ؛ أن يكون على وجه السنة . والشرط الثاني أن يكون صاحبُه قد أخلصَ لله فيه ؛ فمن أين للإنسان أن يكون دائمًا وأبدًا في كلِّ عمل يعمله على يقين أن عمله هذا كان على وجه الكتاب والسنة من جهة ، وكان مخلصًا فيه لله - عز وجل - من جهة أخرى ؟! من ههنا كانوا يخافون أن لا يتقبَّلَ الله - عز وجل - منهم ، فمن ما ذكرنا من مثل الآية السابقة وما أشرنا إلى غيرها جَزَمَ خبَّاب بن الأرت أن أجرهم وقع على الله - عز وجل - ؛ يعني أن الله تقبَّل ذلك منهم وأنه سيؤجرهم على ذلك .
فما كان شكُّهم فيما يتعلق بقبول الله لعملهم الصالح المُخلَص فيه لله ، وإنما كان شكُّهم في أنفسهم ؛ لعل عملهم لم يكن صالحًا ؛ أي : لم يكن مطابقًا للكتاب والسنة ، هذا هو الشرط الأول كما تعلمون جميعًا في قبول الله - عز وجل - للعبادة ؛ أن يكون على وجه السنة . والشرط الثاني أن يكون صاحبُه قد أخلصَ لله فيه ؛ فمن أين للإنسان أن يكون دائمًا وأبدًا في كلِّ عمل يعمله على يقين أن عمله هذا كان على وجه الكتاب والسنة من جهة ، وكان مخلصًا فيه لله - عز وجل - من جهة أخرى ؟! من ههنا كانوا يخافون أن لا يتقبَّلَ الله - عز وجل - منهم ، فمن ما ذكرنا من مثل الآية السابقة وما أشرنا إلى غيرها جَزَمَ خبَّاب بن الأرت أن أجرهم وقع على الله - عز وجل - ؛ يعني أن الله تقبَّل ذلك منهم وأنه سيؤجرهم على ذلك .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 258
- توقيت الفهرسة : 00:06:53