التنبيه على حديث لا أصل له ، وهو : " سؤر المؤمن شفاء " .
A-
A=
A+
الشيخ : وبالمناسبة : ينبغي التنبيه - ونحن في سؤر الإنسان - على حديث شائع بين الناس يقول : " سؤر المؤمن شفاء " ، فبحثُنا كان لدفع وهمٍ قد يقوم في بعض الأذهان أن سؤر إنسان ما قد يكون نجسًا ، فدفعنا هذا الوهم بنقل اتفاق المسلمين على أن سؤر الإنسان طاهر على التفصيل السابق ، لكن هناك خرافة معاكسة لهذا الموضوع ؛ وهو أنُّو هذا السؤر ليس هو فقط طاهر ، بل هو شفاء إذا كان من جنسٍ معيَّن من الجنس البشري وهو المؤمن ، " سؤر المؤمن شفاء " ، فهذا الحديث ليس له أصل ، لا يصح هذا الحديث ولم يرد إطلاقًا عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا بإسناد موضوع ، فهو مما لا أصل له البتة ؛ إذًا لا يجوز أن نصف سؤر المؤمن بصفة لم تثبت علميًّا لا في علم الشرع ولا في علم الطب ، وإلا إن قلنا ذلك فقد قلنا وقَفَينا ما لا علم لنا به ، والله - عز وجل - يقول : (( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )) ، فلا يجوز أن نتقوَّل على الله ونقول : " سؤر المؤمن شفاء " ، وهذه - مع الأسف - خرافة ماشية ، " سؤر المؤمن شفاء " كثيرًا ما نسمعها في بعض المناسبات .
على النقيض من هذا بعض الناس الموسوَسين ، وإن شئت قلت الموسوِسين ممَّن عندهم شيء من الأنانية أو الكبرياء ، أو عندهم معرفة بشيء من قواعد الطب ، فغلوا في هذه القواعد ، فأودى ذلك بهم إلى أن يمتنعوا أن يشربوا من كأس شرب فيه إنسان ولو كان مؤمنًا مسلمًا خشيةَ أنُّو يكون فيه جرثوم .
السائل : الغربيون كلهم .
الشيخ : سيدي ، الغربيون جماعة كفار فلا غرابة في ذلك .
السائل : وهذا تقليد لهم .
الشيخ : لكن بعض المسلمين وقعوا في هذا ؛ لا يشربون من كأس شَرِبَ منه المؤمن لا سيما إذا كان مسكينًا فلاحًا فقيرًا ، فتتقزَّز أبدانهم وشعورهم من أن يشربوا من ذلك الكأس استكبارًا في الأرض ؛ هذا - أيضًا - لا يجوز ، وقد وصل بهم الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك ؛ لم يقفوا عند الامتناع من شرب سؤر المؤمن فهذه من مصائب البشر إفراط وتفريط ؛ كان سؤر المؤمن شفاء وإذا به يصبح داء ! عند البعض شفاء ، وإذا به ينقلب الأمر يصبح داء ، لا هذا ولا هذا .
على النقيض من هذا بعض الناس الموسوَسين ، وإن شئت قلت الموسوِسين ممَّن عندهم شيء من الأنانية أو الكبرياء ، أو عندهم معرفة بشيء من قواعد الطب ، فغلوا في هذه القواعد ، فأودى ذلك بهم إلى أن يمتنعوا أن يشربوا من كأس شرب فيه إنسان ولو كان مؤمنًا مسلمًا خشيةَ أنُّو يكون فيه جرثوم .
السائل : الغربيون كلهم .
الشيخ : سيدي ، الغربيون جماعة كفار فلا غرابة في ذلك .
السائل : وهذا تقليد لهم .
الشيخ : لكن بعض المسلمين وقعوا في هذا ؛ لا يشربون من كأس شَرِبَ منه المؤمن لا سيما إذا كان مسكينًا فلاحًا فقيرًا ، فتتقزَّز أبدانهم وشعورهم من أن يشربوا من ذلك الكأس استكبارًا في الأرض ؛ هذا - أيضًا - لا يجوز ، وقد وصل بهم الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك ؛ لم يقفوا عند الامتناع من شرب سؤر المؤمن فهذه من مصائب البشر إفراط وتفريط ؛ كان سؤر المؤمن شفاء وإذا به يصبح داء ! عند البعض شفاء ، وإذا به ينقلب الأمر يصبح داء ، لا هذا ولا هذا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 211
- توقيت الفهرسة : 00:19:36
- نسخة مدققة إملائيًّا