تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( وَقالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي وَالِدَانِ ، فَكُنْتُ أَحلُبُ لَهُمَا في إِنَائِهِمَا ، فَإِذَا أَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ قمْتُ حَتَّى يَستَيقِظَا ، فَإِذَا استَيقَظَا شَرِبَا ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ( وَقالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي وَالِدَانِ ، فَكُنْتُ أَحلُبُ لَهُمَا في إِنَائِهِمَا ، فَإِذَا أَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ قمْتُ حَتَّى يَستَيقِظَا ، فَإِذَا استَيقَظَا شَرِبَا ) يصف هنا مدى خدمتِه لأبويه مهما تطلَّب ذلك صبرًا منه حتى كان يأتي بالإناء الذي فيه الحليب ، فإذا وجدَهما نائمَين لا يوقظهما محافظةً على راحتهما ونومهما ، وإنما يظلُّ قائمًا حتى يستيقظا فيجمع بين الراحة في النوم والشُّرب من الحليب .
في حديث ابن عمر يفصِّل هذه الفقرة من هذا الحديث يقول : ( فنأى بي ذاتَ يومٍ الشجر ) أي : خرج في طلب المرعى والكلأ والحشيش ، فأبعَدَ عن القرية كثيرًا على خلاف عادته ، فما رجع وإلا وقد أمسى ، قال : ( فحلبْتُ كما كنت أحلبُ ، وجئت بالحلاب ، فوجدتهما قد نامَا ) ؛ فهذا وصف دقيق جدًّا لحالته النفسية بين حقِّ أبويه وحقِّ أولاده ، قال : ( فوجَدْتُهما قد ناما ، فقمْتُ عند رؤوسِهما أخشى أن أوقِظَهما من نومهما ، والصِّبية يتضاغَون من الجوع عند قدميَّ ) ، فهو متردِّد بين إيقاظهم منشان يبدأ من أجل يبدأ بإسقائهما قبل الصبيان ، وفي هذا إزعاجٌ لهم إذا ما أيقظهم ، ومن جهة أخرى الصِّبية يصيحون جوعًا ؛ فكأنه يقول : ماذا أفعل ؟ أوقِظُهما ؟ لا ، لازم يتقدَّموا على الأولاد ، أترك الأولاد ؟ الأولاد يصيحون ويبكون ، قال في حديث ابن عمر : ( فلم يزَلْ ذلك دَأبي ودأبهم حتَّى طَلَعَ الفجر ) ، هذا هو الجهاد في سبيل إرضاء الوالدين ؛ يقول في تضرُّعه وفي مناجاته لربِّه : ( اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي وَالِدَانِ ، فَكُنْتُ أَحْلُبُ لَهُمَا في إِنَائِهِمَا ، فَإِذَا أَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ قمْتُ حَتَّى يَستَيقِظَا ، فَإِذَا استَيقَظَا شَرِبَا ، فَإِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحمَتِكَ وَخَشيَةَ عَذَابِكَ ؛ فافرُجْ عَنَّا ، فَزَالَ ثُلُثُ الحَجَرِ ) يعني الثاني .
في حديث ابن عمر يفصِّل هذه الفقرة من هذا الحديث يقول : ( فنأى بي ذاتَ يومٍ الشجر ) أي : خرج في طلب المرعى والكلأ والحشيش ، فأبعَدَ عن القرية كثيرًا على خلاف عادته ، فما رجع وإلا وقد أمسى ، قال : ( فحلبْتُ كما كنت أحلبُ ، وجئت بالحلاب ، فوجدتهما قد نامَا ) ؛ فهذا وصف دقيق جدًّا لحالته النفسية بين حقِّ أبويه وحقِّ أولاده ، قال : ( فوجَدْتُهما قد ناما ، فقمْتُ عند رؤوسِهما أخشى أن أوقِظَهما من نومهما ، والصِّبية يتضاغَون من الجوع عند قدميَّ ) ، فهو متردِّد بين إيقاظهم منشان يبدأ من أجل يبدأ بإسقائهما قبل الصبيان ، وفي هذا إزعاجٌ لهم إذا ما أيقظهم ، ومن جهة أخرى الصِّبية يصيحون جوعًا ؛ فكأنه يقول : ماذا أفعل ؟ أوقِظُهما ؟ لا ، لازم يتقدَّموا على الأولاد ، أترك الأولاد ؟ الأولاد يصيحون ويبكون ، قال في حديث ابن عمر : ( فلم يزَلْ ذلك دَأبي ودأبهم حتَّى طَلَعَ الفجر ) ، هذا هو الجهاد في سبيل إرضاء الوالدين ؛ يقول في تضرُّعه وفي مناجاته لربِّه : ( اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي وَالِدَانِ ، فَكُنْتُ أَحْلُبُ لَهُمَا في إِنَائِهِمَا ، فَإِذَا أَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ قمْتُ حَتَّى يَستَيقِظَا ، فَإِذَا استَيقَظَا شَرِبَا ، فَإِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحمَتِكَ وَخَشيَةَ عَذَابِكَ ؛ فافرُجْ عَنَّا ، فَزَالَ ثُلُثُ الحَجَرِ ) يعني الثاني .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 165
- توقيت الفهرسة : 00:25:03