ذكر قصَّة جرت لرجلٍ متديِّنٍ غنيٍّ لأهل دمشق مع رجل أرمني نصراني .
A-
A=
A+
الشيخ : رجل في دمشق الظاهر أنه متديِّن ، وهو تاجر كبير وعنده برَّادات لحفظ الخضار واللحوم ، جاءَه ذاتَ يومٍ رجل أرمني ، هدول طائفة من النصارى الذين كانوا هاجروا إلى سوريا من روسيا ؛ يُعرفون بالأرمن من سكان أرمينيا يعني ... قال له : عندي لحوم ... أريد أن أدَّخره عندك على أجر وأعطيك ما تريد ، وهو باعتباره مسلمًا أوَّلًا وملتزمًا بدينه وأحكام شريعته ثانيًا ؛ مجرَّد أن سمع باسم خنزير قَفَّ شعر بدنه ، لكن هناك ما يطمعه بهذا العرض السَّخي ، فصار عنده مناقشة بين عقله وبين نفسه الأمَّارة بالسوء ، ثم تغلَّب العقل الديني على النفس الأمَّارة ، قال : لا بد ما أسأل أهل العلم ، فذهب إلى مفتي الديار السورية ، وعرض عليه القصة ، ويريد الجواب منه يجوز أو لا يجوز . قال له : اكتب سؤالك . فكتب السؤال وقدَّمَه لحضرة المفتي ، وهذا المفتي مفتي سورية مش مفتي ناحية أو قضاء ، مفتي سورية كلها ، قال له : بعد أسبوع تجي تأخذ الجواب . ما شاء الله معركة تحتاج إلى استعداد أسبوع من الزمان !! وليتَها نجحت ، جاء بعد أسبوع قال له : والله لسا ما تهيَّأ الجواب . هكذا ثلاث مشاوير ، كل مشوار أسبوع يتحمَّل ، الأسبوع ثالث طرق الباب ما أحد ردَّ عليه ، تجرَّأ وفتح الباب هيك وإذ وجد المفتي الأكبر كابي هيك على طاولة ومستغرق في النوم ، عمل حركة سعلة " أحمم " فاق المفتي ، سلام عليكم وعليكم السلام ، وجدنا لك الجواب ، يبشِّره يعني ، بعد ثلاث أسابيع وجد الجواب !! أعطاه الجواب ، جزاكم الله خير .
خرج من الديوان تبع المفتي إلى الصَّحن ، وقف هيك يقرأ ما فهم أنُّو حلال ولَّا حرام ، ادِّخار اللحم هذا الخنزير حرام ولَّا حلال ما فهم ، يقرأ من أول يرجع من الأول للأخير ، من الأخير للأول ... عنده موظَّف سائق سيارة هو من إخواننا السلفيين في دمشق اسمه " صلاح الجزائري " ، قال له : يا صلاح ، شوف لي هالفتوى أنا ما أفهم ولَّا هي ما عم تفهِّم . أخذ صاحبنا صلاح يقرأ القصة هي هي ما يفهم حلال ولا حرام ، احتاروا ، صاحبنا قال له : تعال لآخذك عند رجال ما هو مفتي هو ساعاتي ، لكن هو راح يفهمك الموضوع . والله أنا في الدكان كالعادة ، السلام عليكم وعليكم السلام ، حكوا لنا القصة وهَيْ الفتوى ، ونحن ما فهمنا حلال ولَّا حرام ، قرأتها أنا قلت لهم : الحق معكم ؛ لأنُّو هو الشَّيخ مش فهمان حرام ولَّا حلال ، وفاقد الشيء لا يعطيه !!
السائل : مثل في المسألة قولان .
الشيخ : شو مساوي المفتي الأعظم - الله أكبر ! - ، نقل نقول عن بعض كتب الفقه ما هي طبعًا صريحة في موضوع المسألة ، لكن لها إيش ؟ أمثلة ، مثلًا نقل الخمر على دابَّة المسلم هل يجوز أو لا يجوز ، ومثل ما قال صاحبنا : في المسألة قولان !! جاء في كتاب كذا : ولو أن ذمِّيًّا استأجر مسلمًا على أن يحمل له الخمر على دابته ؛ قال فلان : لا يجوز ، ويحرم عليه الأجر . وقال فلان : يجوز ، ويطيب له الأجر . وهكذا جاء في كتاب كذا وكذا : إذا استأجر الذِّمِّيُّ مسلمًا على أن يبني له كنيسة ؛ هل يجوز ويحل له الأجر أم لا ؟ كمان نقول متضاربة ، والغريب بالنسبة لعامة الناس مثل صحابنا هدول صاحبينا هدول الاثنين أنُّو ناقلين نقول عن كتب غريبة بأسمائها ، بيقول لك - مثلًا - : جاء . =
-- تفضل ، استريح كل نصيبك . سائل آخر : ... . الشيخ : ليه ؟ سائل آخر : ... . الشيخ : ليكون عامل صيام طبي ؟! --
= الشاهد : ناقل من كتب غريبة الأسماء ، جاء في " الوجواجية " كذا وكذا ، جاء في " البزَّازية " كذا وكذا ، هي نقول متعارضة ، ومع الأسف الشديد مع تعارض النُّقول اللي نقلها حضرة المفتي ما بيلخص بحيث أنُّو بيعطي رأيه الشخصي لهذا السَّائل ، وإنما يختم الفتوى بقوله : ومما تقدَّم يُعرف جواب السؤال !! ... جواب السؤال ، ما أعطى جواب ، ليش ؟ ما دام في المسألة قولان ما بيقدر هو يجتهد ؛ لأنُّو الاجتهاد ممنوع عندهم ، واجبهم أنُّو ينقلوا النص وبس ، فهالطريقة لا يمكن أبدًا أن يعطوه جواب عن مثل هذه المسألة .
خرج من الديوان تبع المفتي إلى الصَّحن ، وقف هيك يقرأ ما فهم أنُّو حلال ولَّا حرام ، ادِّخار اللحم هذا الخنزير حرام ولَّا حلال ما فهم ، يقرأ من أول يرجع من الأول للأخير ، من الأخير للأول ... عنده موظَّف سائق سيارة هو من إخواننا السلفيين في دمشق اسمه " صلاح الجزائري " ، قال له : يا صلاح ، شوف لي هالفتوى أنا ما أفهم ولَّا هي ما عم تفهِّم . أخذ صاحبنا صلاح يقرأ القصة هي هي ما يفهم حلال ولا حرام ، احتاروا ، صاحبنا قال له : تعال لآخذك عند رجال ما هو مفتي هو ساعاتي ، لكن هو راح يفهمك الموضوع . والله أنا في الدكان كالعادة ، السلام عليكم وعليكم السلام ، حكوا لنا القصة وهَيْ الفتوى ، ونحن ما فهمنا حلال ولَّا حرام ، قرأتها أنا قلت لهم : الحق معكم ؛ لأنُّو هو الشَّيخ مش فهمان حرام ولَّا حلال ، وفاقد الشيء لا يعطيه !!
السائل : مثل في المسألة قولان .
الشيخ : شو مساوي المفتي الأعظم - الله أكبر ! - ، نقل نقول عن بعض كتب الفقه ما هي طبعًا صريحة في موضوع المسألة ، لكن لها إيش ؟ أمثلة ، مثلًا نقل الخمر على دابَّة المسلم هل يجوز أو لا يجوز ، ومثل ما قال صاحبنا : في المسألة قولان !! جاء في كتاب كذا : ولو أن ذمِّيًّا استأجر مسلمًا على أن يحمل له الخمر على دابته ؛ قال فلان : لا يجوز ، ويحرم عليه الأجر . وقال فلان : يجوز ، ويطيب له الأجر . وهكذا جاء في كتاب كذا وكذا : إذا استأجر الذِّمِّيُّ مسلمًا على أن يبني له كنيسة ؛ هل يجوز ويحل له الأجر أم لا ؟ كمان نقول متضاربة ، والغريب بالنسبة لعامة الناس مثل صحابنا هدول صاحبينا هدول الاثنين أنُّو ناقلين نقول عن كتب غريبة بأسمائها ، بيقول لك - مثلًا - : جاء . =
-- تفضل ، استريح كل نصيبك . سائل آخر : ... . الشيخ : ليه ؟ سائل آخر : ... . الشيخ : ليكون عامل صيام طبي ؟! --
= الشاهد : ناقل من كتب غريبة الأسماء ، جاء في " الوجواجية " كذا وكذا ، جاء في " البزَّازية " كذا وكذا ، هي نقول متعارضة ، ومع الأسف الشديد مع تعارض النُّقول اللي نقلها حضرة المفتي ما بيلخص بحيث أنُّو بيعطي رأيه الشخصي لهذا السَّائل ، وإنما يختم الفتوى بقوله : ومما تقدَّم يُعرف جواب السؤال !! ... جواب السؤال ، ما أعطى جواب ، ليش ؟ ما دام في المسألة قولان ما بيقدر هو يجتهد ؛ لأنُّو الاجتهاد ممنوع عندهم ، واجبهم أنُّو ينقلوا النص وبس ، فهالطريقة لا يمكن أبدًا أن يعطوه جواب عن مثل هذه المسألة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 153
- توقيت الفهرسة : 00:06:13
- نسخة مدققة إملائيًّا