الشيخ : باختصار - ولعلي أطلت أكثر مما أراد السَّائل بالسؤال - باختصار أقول : رَحِمَ الله ابن القيم الذي قال :

" العلم قال الله قال رسولهُ *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ

ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهةً *** بين الرسول وبين رأي فقيهِ

كلَّا ولا جحد الصفات ونفيها *** حَذَرًا من التَّعطيل والتشبيهِ "

هذا هو العلم ؛ قال الله ، قال رسول الله ، قال الصحابة . اليوم الفرق الإسلامية كلها يأخذون من هذا الكلام اثنين ؛ قال الله وقال رسول الله ، لكن يلفُّوا بقى ويدوروا على ما قال الله قال رسول الله ، ويأتونك بمذهب ما أنزل الله به من سلطان . وحسبكم مثالًا على ذلك الفرقة الجديدة وهي " القاديانية " الذين يُسمَّون بـ " الأحمدية " ؛ فهؤلاء آخر الفرق الإسلامية التي لها كيان ولها شخوص ولها بروز ، ولها دعوة شائعة في البلاد الأروبية والأمريكية باسم الإسلام ، هؤلاء مسلمون يصلون الصلوات الخمس ، ويحجُّون إلى بيت الله الحرام ، ولكنهم ينكرون حقائق شرعية منصوصة في الكتاب والسنة لم يُسبقوا إلى القول بها ، مش مثل " المعتزلة " ، " الماتريدية " ، " الأشاعرة " ؛ فهم - مثلًا - يُنكرون أن يكون هناك خلق هم الجن ؛ مع أن هناك سورة في القرآن اسمها سورة الجن ، طيب ؛ هل ينكرون القرآن ينكرون السورة ؟ لا ، لكن يقولون لنا : أنتم ما فهمتم معنى الجن ، الجن مثل الإنس والبشر ، اللفظين هدول بيدلُّوا على مسمَّى واحد ولَّا على مسمَّيَين ؟

السائل : مسمَّى واحد .

الشيخ : لأ ، مسمَّى واحد ، هم جابوا مسمَّى ثالث الإنس والبشر والجن أسماء ثلاثة تُطلق على مسمَّى واحد وهم البشر ، لما تجيب لهم بآية من القرآن : (( خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ )) يقول لك : هَيْ مش نار حقيقية ولا طين حقيقي ، إنما هذا مجاز . ولما تجيب له الحديث الصحيح في مسلم : ( خلقَ الله الملائكة من نور ، وخلق الجان من نار ، وخلق آدم ممَّا وُصف لكم ) ؛ يقولوا لك : هذا حديث آحاد ، حديث آحاد ، حديث مو متواتر يعني ، حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، وهذه ضلالة ؛ وهي أنُّو حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة مع الأسف الشديد ما هو مذهب قادياني ، القاديانية سُبقوا إلى هذه الضلالة بقرون ، لكن لم يُسبقوا إلى تفسير الجنِّ بأنهم الإنس أو البشر . الأزهر الشريف الآن الأزهر اللي يسمُّوه الشريف يقرِّر على الطلاب هاللي يوزِّعوهم في العالم الإسلامي للدعوة إلى الإسلام أنُّو الحديث الصحيح لا يُحتجُّ به في العقيدة إلا إذا كان متواترًا ، شو معنى متواتر ؟ يعني يكون جاي من طرق عديدة ، يعني يكون راوه شي عشرة من الصحابة ، وعشرة من التابعين عن عشرة من الصحابة ، وهكذا . وعلى كل حال أردت أن أختصر ، ولكن كما يُقال الحديث ذو شجون .

سائل آخر : جزاك الله خيرًا ، شو بيستفيدوا من التعطيل ؟

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : شو بيستفيدوا من التعطيل ؟

الشيخ : ما فهمت !

سائل آخر : ماذا يستفيدون من التعطيل ؟

الشيخ : اتِّباع الأهواء ، عقلهم ، بيحكموا عقولهم ما بيحكموا شرعهم .

سائل آخر : (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ )) .

الشيخ : إي نعم .