التذكير باتخار السُّترة في الصلاة .
A-
A=
A+
الشيخ : ... كتاب الله - تبارك وتعالى - في كلِّ أحكامه ؛ وبخاصَّة ما كان منها متعلقًا بركن من أركان الإسلام ، وبخاصة وبصورة أخصّ ما كان منها ممَّا أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالاقتداء به كما في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( صلوا كما رأيتموني أصلِّي ) ، فأنا ألاحظُ في كثير من البلاد التي قُدِّر لي أن أتجوَّل فيها ، وأن أحضر مساجدها ، وأرى صلاة الناس فيها ؛ فأجدهم يكادون يجمعون على مخالفة السنة الصريحة الصحيحة التي لا خلافَ فيها بين العلماء ، ومن ذلك ما كرَّرت التَّنبيه عليه مرَّات ومرَّات في هذه الزيارة التي أُتيحت لي للمرة الثانية أن أزورَ هذه البلاد التي بفضل الله - تبارك وتعالى - لا تزال خيرَ بلاد الإسلام من حيث محاسبة حكَّامها وتوجُّه على الأكثرية الغالبة من أحكام الشريعة الإسلامية ، لا بدَّ أن يفلتَ منهم بعضُ الأمور التي لا بد من التذكير بها ، وخير ما يُذكَّر به الناس ليس هو ما تكرَّر أسلوب أهل العلم لهم بها ، وإنما ما نعلم أن قليلًا من هؤلاء من يذكِّر بمثل هذه الذكرى ؛ فلا بد من أن أنبِّهَكم الآن على أمرين اثنين لفتَ نظري إليهما ... أحدهما أن الذين يصلون - مثلًا - سنة المغرب القبليَّة لا يكادون يعرفوا الكثير أو أكثرهم شيئًا اسمه في السنة سترة الصلاة ، فتجد الفرد منهم يصلي حيثما اتفق بعيدًا عن جدار القبلة ؛ مع أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وفي مثل هذه الصلاة - صلاة المغرب - يقول أنس بن مالك - رضي الله عنه - كما في " صحيح البخاري " : " كان المؤذِّن إذا أذَّن لصلاة المغرب ودخل الداخل إلى المسجد وجد الناس يصلون يبتدرون السواري يصلون خلفها ركعتي سنة المغرب " .
الشاهد : يبتدرون الصلاة وراء السواري لسنَّة المغرب ، أما نحن اليوم ففي أكثر البلاد التي دخلتُها ... إلا أفرادًا قليلين جدًّا على البقية الباقية لديهم من المعرفة بالسنة ؛ فهؤلاء إمَّا أن يتقدَّموا إلى الجدار القبلي يتستَّرون به أو يتستَّرون بسارية أو بقوائم ... أو ما شابه ذلك ؛ هذا هو الواجب على كلِّ مصلٍّ يصلى على انفراده أنه لا بد له من أن يتَّخذ سترة تقيه هذه السترة في كل أحواله من أن يطرأَ على صلاته شيء من مقام أجرها وفضلها ، وقد تقيه هذه السترة أن تتعرَّض صلاته للبطلان والفساد كما أشار بل كما صرَّح بذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مُؤخرة الرحل : المرأة ، والحمار ، والكلب الأسود ) . قالوا : ما بال الكلب الأسود ؟ قال : ( إنه شيطان ) .
الشاهد : أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث يصرِّح بأن الصلاة تبطل بين يدي المصلي بمرور شيء من هذه الأشياء الثلاثة إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ، أما إذا كان بين يديه هذه السترة فلا يضرُّه ما مرَّ بين يديه ؛ لأنه قد استجاب لأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - واتخذ هذه السترة .
قلت : إما أن يتسبَّب بسبب عدم اتخاذ السترة لبطلان الصلاة وهذا ... ، وإما أن يعرِّضَ صلاته لنقصان أجرها وفضلها وفي ذلك حديثان اثنان :
الأول : قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) .
وفي الحديث الآخر : ( إذا صلى أحدكم فَلْيَدْنُ من سترته ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) .
فيجب إذًا أن نُحيِيَ هذه السنة التي أمرَ بها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والتزمها طيلة حياته وتبعه في ذلك أصحابه كما سمعتم في حديث أنس أن الناس إذا دخلوا في المسجد والمؤذِّن شرعَ بالأذان ابتدَرَ أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - السواري ؛ أي : الأعمدة يصلُّون خلفها ، أو يتستَّرون بها ؛ فإذًا في أيِّ مسجد كنتم فعليكم أن تقتربوا من الجدار أو من السواري - وهي الأعمدة - وتتستَّرون بها من أن يمرَّ الشيطان بين أيديكم ، ولا يقولنَّ أحد بأننا نصلي ويغلب على الظَّنِّ أن لا أحد يمرُّ فهذا - أيضًا - خلاف الواقع المشهود ؛ فإن هناك جنس من خلق الله لا يُرى كما قال - تعالى - في حقِّ إبليس : (( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )) ، فلا يقولنَّ أحد أنُّو لا يوجد أحد يمر بين يدي ، أنا أصلي فقد يمرُّ بين يديه الشيطان الذي لا يراه الإنسان ، وقد ثبت في " صحيح مسلم " في قصة مذكورة فيه خلاصتها : أن الشيطان أراد أن يقطعَ صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأقبلَ عليه بشعلة من نار ، فتمكَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - بما أعطاه الله - عز وجل - من قوَّة ومن خصوصية فكاد أن يخنقَه ؛ حتى وجد بردَ لعابه في أصابعه - عليه السلام - ، وقال : ( لقد هممْتُ أن أربطه بسارية من سواري هذا المسجد حتى يصبحَ يلعب به صبيان المدينة أو أطفال المدينة ) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام - : ( لولا دعوة أخي سليمان : (( ربِّ ... هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي )) ) ، فإذا كان الشيطان همَّ بأن يقطع صلاة الرسول - عليه السلام - فنحن أولى وأولى في الوقاية منه واتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - قولًا وفعلًا ، وقد كان - عليه الصلاة والسلام - يصلي في مسجده ويكون بين موضع سجوده وموضع الجدار ممرّ شاة ، هذا هو السنة فيما إذا توجَّه المصلي إلى السترة ، وإذا سجد يكون بين موضع سجوده وبين السترة جدارًا كان أو عمودًا أو نحو ذلك ممرّ شاة ؛ شبر أو شبرين ؛ فبذلك نحيي هذه السنة ونأتمر بأمره - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إذا صلى أحدكم فليَدْنُ من سترته ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) ، هذا هو الأمر الأول الذي رأيت من واجبي أن أذكِّر به إخواني .
الشاهد : يبتدرون الصلاة وراء السواري لسنَّة المغرب ، أما نحن اليوم ففي أكثر البلاد التي دخلتُها ... إلا أفرادًا قليلين جدًّا على البقية الباقية لديهم من المعرفة بالسنة ؛ فهؤلاء إمَّا أن يتقدَّموا إلى الجدار القبلي يتستَّرون به أو يتستَّرون بسارية أو بقوائم ... أو ما شابه ذلك ؛ هذا هو الواجب على كلِّ مصلٍّ يصلى على انفراده أنه لا بد له من أن يتَّخذ سترة تقيه هذه السترة في كل أحواله من أن يطرأَ على صلاته شيء من مقام أجرها وفضلها ، وقد تقيه هذه السترة أن تتعرَّض صلاته للبطلان والفساد كما أشار بل كما صرَّح بذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مُؤخرة الرحل : المرأة ، والحمار ، والكلب الأسود ) . قالوا : ما بال الكلب الأسود ؟ قال : ( إنه شيطان ) .
الشاهد : أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث يصرِّح بأن الصلاة تبطل بين يدي المصلي بمرور شيء من هذه الأشياء الثلاثة إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ، أما إذا كان بين يديه هذه السترة فلا يضرُّه ما مرَّ بين يديه ؛ لأنه قد استجاب لأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - واتخذ هذه السترة .
قلت : إما أن يتسبَّب بسبب عدم اتخاذ السترة لبطلان الصلاة وهذا ... ، وإما أن يعرِّضَ صلاته لنقصان أجرها وفضلها وفي ذلك حديثان اثنان :
الأول : قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) .
وفي الحديث الآخر : ( إذا صلى أحدكم فَلْيَدْنُ من سترته ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) .
فيجب إذًا أن نُحيِيَ هذه السنة التي أمرَ بها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والتزمها طيلة حياته وتبعه في ذلك أصحابه كما سمعتم في حديث أنس أن الناس إذا دخلوا في المسجد والمؤذِّن شرعَ بالأذان ابتدَرَ أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - السواري ؛ أي : الأعمدة يصلُّون خلفها ، أو يتستَّرون بها ؛ فإذًا في أيِّ مسجد كنتم فعليكم أن تقتربوا من الجدار أو من السواري - وهي الأعمدة - وتتستَّرون بها من أن يمرَّ الشيطان بين أيديكم ، ولا يقولنَّ أحد بأننا نصلي ويغلب على الظَّنِّ أن لا أحد يمرُّ فهذا - أيضًا - خلاف الواقع المشهود ؛ فإن هناك جنس من خلق الله لا يُرى كما قال - تعالى - في حقِّ إبليس : (( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )) ، فلا يقولنَّ أحد أنُّو لا يوجد أحد يمر بين يدي ، أنا أصلي فقد يمرُّ بين يديه الشيطان الذي لا يراه الإنسان ، وقد ثبت في " صحيح مسلم " في قصة مذكورة فيه خلاصتها : أن الشيطان أراد أن يقطعَ صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأقبلَ عليه بشعلة من نار ، فتمكَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - بما أعطاه الله - عز وجل - من قوَّة ومن خصوصية فكاد أن يخنقَه ؛ حتى وجد بردَ لعابه في أصابعه - عليه السلام - ، وقال : ( لقد هممْتُ أن أربطه بسارية من سواري هذا المسجد حتى يصبحَ يلعب به صبيان المدينة أو أطفال المدينة ) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام - : ( لولا دعوة أخي سليمان : (( ربِّ ... هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي )) ) ، فإذا كان الشيطان همَّ بأن يقطع صلاة الرسول - عليه السلام - فنحن أولى وأولى في الوقاية منه واتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - قولًا وفعلًا ، وقد كان - عليه الصلاة والسلام - يصلي في مسجده ويكون بين موضع سجوده وموضع الجدار ممرّ شاة ، هذا هو السنة فيما إذا توجَّه المصلي إلى السترة ، وإذا سجد يكون بين موضع سجوده وبين السترة جدارًا كان أو عمودًا أو نحو ذلك ممرّ شاة ؛ شبر أو شبرين ؛ فبذلك نحيي هذه السنة ونأتمر بأمره - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إذا صلى أحدكم فليَدْنُ من سترته ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) ، هذا هو الأمر الأول الذي رأيت من واجبي أن أذكِّر به إخواني .
- رحلة النور - شريط : 40
- توقيت الفهرسة : 00:04:38
- نسخة مدققة إملائيًّا