ما حكم الاستدلال بحديث : " اجعلني على قومي " على جواز الترشح للانتخابات ؟
A-
A=
A+
السائل : حديث : ( اجعلني إمام قومي ) .
الشيخ : كيف ؟
السائل : حديث : ( اجعلني إمام قومي ) . قال : ( أنت إمامهم ) ؛ هل يستشهد بذلك - أيضًا - ؟
الشيخ : هذا جميل .
السائل : ... بدعة ، (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) .
الشيخ : صح ، بس هذا استدلال دون ذاك الاستدلال ؛ لأن هذا شريعة من قبلنا ، أما ذاك الاستدلال فله وجه ، لكننا خلِّينا ندرس هل تعتقد أن عثمان بن أبي العاص الثقفي الذي قال : ( اجعلني على قومي ) ، أو ( أميرًا في قومي ) ؛ فقال له - عليه السلام - : ( أنت إمامهم ، واقتد بأضعفهم ، ولا تتخذ مؤذِّنًا يأخذ على أذانه أجرًا ) ؛ هل هذه المسألة الجزئية يجوز اتخاذها نظامًا وقاعدة ؛ فيجوز لكل مسلم أن يطلب أن يُولَّى ؟ أنبئوني بعلم .
السائل : يتولى .
الشيخ : نعم ؟
السائل : القادر الواثق من نفسه وكذا ، فيه مواصفات .
الشيخ : حط قيود ما شئت من الطالب للولاية ؛ فهل يُولَّى ؟! ( إنَّا لا نُولِّي ) .
السائل : إذا كانت الدولة الإسلامية قائمة ... .
الشيخ : نعم .
السائل : إذا كانت الدولة الإسلامية قائمة وموجودة .
الشيخ : بالطبع نحن شو بنحكي عن دولة كرتون من ورق ؟ طيب ؛ لكن هذا الاستدلال هو في الدولة الإسلامية ولا شك .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ؛ فهل هذا ينقض القاعدة : ( إنا لا نولِّي من طلب الولاية ) لا ينقض القاعدة ، دائمًا من القواعد العلمية الصحيحة أنه إذا كان هناك قاعدة عامَّة ثم وجدنا جزئيَّةً ما تخالف القاعدة ؛ لا يجوز أن نضربَ القاعدة بهذه الجزئية ، وإنما نستثنيها ، ونقول : القاعدة سليمة ، لكن هذه الجزئية لها مُلابساتها ولها ما يُسوِّغها أو يبرِّرها ، فالآن عثمان ابن إيش قلنا ؟
السائل : ابن أبي العاص .
الشيخ : عثمان بن أبي العاص الثقفي جاء هو وقومه ليبايعوا الرسول - عليه السلام - على الإسلام ، وكان هو سبق قومه إلى الإسلام ، فلمَّا رجع مع قومه فرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يتمكَّن من معرفة مَن يليق بأن يكون إمامًا على قومه قوم عثمان بن أبي العاص ، فهنا شبه كبير جدًّا بين الآية التي ذكرها الأخ آنفًا حين قال يوسف لعزيز مصر : (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) ، فهذا ليس تزكية لنفسه أولًا ، وثانيًا لأنَّ عزيز مصر يجهل تمامًا قدرة يوسف - عليه السلام - كما يجهل نبوَّته ، ففي هذه الحالة مُمكن أن يُستثنى من القاعدة ؛ لأن القاعدة تعني أنَّ من يطلب الولاية إنما يعني ليستفيدَ من ورائها ، وقد يستفيد منها ليس مالًا وإنما جاهًا ومنزلةً وسمعةً عند الناس ، فهذا الإمارة تُفسده كما تفسد الضعيف في إرادته ، فعثمان بن أبي العاص لما جاء مع قومه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجعوا ؛ فمن يقود هذه الجماعة ؟ ومن يقوم عليها ؟ وهو يعرف نفسه ويعرف قومه ، ولا يمكن عادةً أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يعرف مَن هو الأولى بإمارة هذه القبيلة بخاصَّة ؛ فقال عثمان - رضي الله عنه - : ( اجعلني إمامًا ) ، فقال له كما سمعتم .
الشاهد : أن هذه الجزئية لا يجوز اتِّخاذها مبدأً وقاعدة ، وبخاصة مثل ما لاحظ الأخ - وكلكم معه في ذلك - أن هذا الزمن زمن حبِّ الظهور واستغلال المناصب و و إلى آخره ، لو كنا في ذاك الزمن وتذكَّرنا القاعدة كنا نلتزم القاعدة ؛ فما بالنا في هذا الزمن الذي عمَّ الرياء وعمَّ حبُّ التوظف ؛ حتى الخطابة والإمامة والقضاء والإفتاء للدنيا ، وليس للآخرة إلا القليل من عباد الله - عز وجل - ، ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - - وبقوله هذا نختم هذا المجلس الطيب إن شاء الله - : ( بشِّر هذه الأمة بالرفعة والسَّناء والمجد والتمكين في الأرض ؛ فمن عمل منهم عملًا للدنيا ؛ فليس له في الآخرة من نصيب ) .
فنسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من المخلصين في عبادتنا لربِّنا ، العارفين بشريعة نبيِّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والحريصين على الاقتداء به - صلوات الله وسلامه عليه - .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السائل : يا شيخ ، أنت بكرة مسافر ، بكرة على سفر .
الشيخ : إن شاء الله .
السائل : وفي سؤال أنا قبل ثلاثة أيام وعدتني بالإجابة عليه ؛ فما وجدت له فرصة .
الشيخ : تفضل .
الشيخ : كيف ؟
السائل : حديث : ( اجعلني إمام قومي ) . قال : ( أنت إمامهم ) ؛ هل يستشهد بذلك - أيضًا - ؟
الشيخ : هذا جميل .
السائل : ... بدعة ، (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) .
الشيخ : صح ، بس هذا استدلال دون ذاك الاستدلال ؛ لأن هذا شريعة من قبلنا ، أما ذاك الاستدلال فله وجه ، لكننا خلِّينا ندرس هل تعتقد أن عثمان بن أبي العاص الثقفي الذي قال : ( اجعلني على قومي ) ، أو ( أميرًا في قومي ) ؛ فقال له - عليه السلام - : ( أنت إمامهم ، واقتد بأضعفهم ، ولا تتخذ مؤذِّنًا يأخذ على أذانه أجرًا ) ؛ هل هذه المسألة الجزئية يجوز اتخاذها نظامًا وقاعدة ؛ فيجوز لكل مسلم أن يطلب أن يُولَّى ؟ أنبئوني بعلم .
السائل : يتولى .
الشيخ : نعم ؟
السائل : القادر الواثق من نفسه وكذا ، فيه مواصفات .
الشيخ : حط قيود ما شئت من الطالب للولاية ؛ فهل يُولَّى ؟! ( إنَّا لا نُولِّي ) .
السائل : إذا كانت الدولة الإسلامية قائمة ... .
الشيخ : نعم .
السائل : إذا كانت الدولة الإسلامية قائمة وموجودة .
الشيخ : بالطبع نحن شو بنحكي عن دولة كرتون من ورق ؟ طيب ؛ لكن هذا الاستدلال هو في الدولة الإسلامية ولا شك .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ؛ فهل هذا ينقض القاعدة : ( إنا لا نولِّي من طلب الولاية ) لا ينقض القاعدة ، دائمًا من القواعد العلمية الصحيحة أنه إذا كان هناك قاعدة عامَّة ثم وجدنا جزئيَّةً ما تخالف القاعدة ؛ لا يجوز أن نضربَ القاعدة بهذه الجزئية ، وإنما نستثنيها ، ونقول : القاعدة سليمة ، لكن هذه الجزئية لها مُلابساتها ولها ما يُسوِّغها أو يبرِّرها ، فالآن عثمان ابن إيش قلنا ؟
السائل : ابن أبي العاص .
الشيخ : عثمان بن أبي العاص الثقفي جاء هو وقومه ليبايعوا الرسول - عليه السلام - على الإسلام ، وكان هو سبق قومه إلى الإسلام ، فلمَّا رجع مع قومه فرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يتمكَّن من معرفة مَن يليق بأن يكون إمامًا على قومه قوم عثمان بن أبي العاص ، فهنا شبه كبير جدًّا بين الآية التي ذكرها الأخ آنفًا حين قال يوسف لعزيز مصر : (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) ، فهذا ليس تزكية لنفسه أولًا ، وثانيًا لأنَّ عزيز مصر يجهل تمامًا قدرة يوسف - عليه السلام - كما يجهل نبوَّته ، ففي هذه الحالة مُمكن أن يُستثنى من القاعدة ؛ لأن القاعدة تعني أنَّ من يطلب الولاية إنما يعني ليستفيدَ من ورائها ، وقد يستفيد منها ليس مالًا وإنما جاهًا ومنزلةً وسمعةً عند الناس ، فهذا الإمارة تُفسده كما تفسد الضعيف في إرادته ، فعثمان بن أبي العاص لما جاء مع قومه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجعوا ؛ فمن يقود هذه الجماعة ؟ ومن يقوم عليها ؟ وهو يعرف نفسه ويعرف قومه ، ولا يمكن عادةً أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يعرف مَن هو الأولى بإمارة هذه القبيلة بخاصَّة ؛ فقال عثمان - رضي الله عنه - : ( اجعلني إمامًا ) ، فقال له كما سمعتم .
الشاهد : أن هذه الجزئية لا يجوز اتِّخاذها مبدأً وقاعدة ، وبخاصة مثل ما لاحظ الأخ - وكلكم معه في ذلك - أن هذا الزمن زمن حبِّ الظهور واستغلال المناصب و و إلى آخره ، لو كنا في ذاك الزمن وتذكَّرنا القاعدة كنا نلتزم القاعدة ؛ فما بالنا في هذا الزمن الذي عمَّ الرياء وعمَّ حبُّ التوظف ؛ حتى الخطابة والإمامة والقضاء والإفتاء للدنيا ، وليس للآخرة إلا القليل من عباد الله - عز وجل - ، ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - - وبقوله هذا نختم هذا المجلس الطيب إن شاء الله - : ( بشِّر هذه الأمة بالرفعة والسَّناء والمجد والتمكين في الأرض ؛ فمن عمل منهم عملًا للدنيا ؛ فليس له في الآخرة من نصيب ) .
فنسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من المخلصين في عبادتنا لربِّنا ، العارفين بشريعة نبيِّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والحريصين على الاقتداء به - صلوات الله وسلامه عليه - .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السائل : يا شيخ ، أنت بكرة مسافر ، بكرة على سفر .
الشيخ : إن شاء الله .
السائل : وفي سؤال أنا قبل ثلاثة أيام وعدتني بالإجابة عليه ؛ فما وجدت له فرصة .
الشيخ : تفضل .