هل يجوز التعاون مع الجماعات الإسلامية الأخرى ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، يعيش شبابنا السلفي الآن في كثير من مناطق العالم الإسلامي في وسط كثير من الجماعات التي تدعو إلى الإسلام فيُلاحظ في هذه الجماعات شدَّة تعصُّبها إلى أحزابها ؛ فنرجو من فضيلة الشيخ بيان هل يجوز التعاون معهم ؟ مع العلم أنه إذا يعني لم يُتعاون معهم ؛ فإن هذا سيُمكِّن للشيوعيين وغيرهم ، وإذا تعاون معه فإنه سيواجه تعصُّب ، سيواجه يعني حرب على السلفية ؟
الشيخ : لقد تكلَّمنا في هذه المسألة كثيرًا ، ونقول - إن شاء الله - كلمة موجزة ، لا يجوز أن يكون في المجتمع الإسلامي جماعات متعدِّدة ، لكل جماعةٍ منهجٌ خاصٌّ وقيادةٌ خاصَّة ، هذه القيادة تفرض أوامرها على أتباعها ، فإن هذا يُؤدِّي إلى زيادة الفرقة والخلاف بين المسلمين ، ثم هو يؤدِّي إلى جعل الفرقة نظامًا متَّبعًا بين المسلمين ، وهذا بداهةً مُخالف لقول رب العالمين : (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون )) ، وقد جاء في حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله تعالى عنه - في " صحيح البخاري ومسلم " قال : " كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الخير ، وكنت أسأله عن الشَّرِّ مخافة أن أقعَ فيه " ، فسأله عن كثير من الأمور التي تتعلَّق بما كان يهتم به هذا الصحابي الجليل ، فسأله - مثلًا - عن هذا الخير الذي عاشوه مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ " هل بعده من شرٍّ ؟ " أجاب : بأنه سيكون شيء من ذلك ، ويكون من بعد ذلك - أيضًا - خير ، سأله - أيضًا - : " هل بعد هذا الخير من شرٍّ ؟ فقال : ( نعم ؛ على دَخَنٍ ) ، وتابع الأسئلة حتى جاء إلى أن قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أنه سيكون هناك فِرَق وطوائف وجماعات ؛ فعليك أن تعضَّ بأصل شجرة ) ، ولا تكن مع طائفة من هذه الطوائف ، إلا أن يكون عليهم إمام هو إمام المسلمين جميعًا ، فإن كان لهم إمام فيجب أن تكونَ معه ، قال : ففارق وإلا ففارق كل الجماعات تلك ولو أن تعضَّ على شجرة واحد ، هذا معنى هذا الحديث الوارد في " صحيح البخاري ومسلم " .
وذلك يعني أن المسلم لا يجوز أن يتعصَّب لجماعة على أخرى ، ولكني مع ذلك أقول : ينبغي على الجماعات الإسلامية - وقد وُجِدت على الساحة مع الأسف الشديد ! - أن يتعاون كلُّهم بعضهم مع بعض ، ولكن بشرط أن يكون تعاونهم على أساسٍ صحيح من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، فمن امتنع من التعاون مع الجماعة الأخرى ؛ لأنها ليست متعاونة على هذا المنهج الصحيح الكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح ؛ فحينئذٍ لا ينبغي التعاون لمخالفة ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه من بعده ، فالتعاون واجب ، والتفرق مُحرَّم ، فمن أبى إلا التفرق فـ " على نفسها جنت براقش " .
نعم .
تفضل .
الشيخ : لقد تكلَّمنا في هذه المسألة كثيرًا ، ونقول - إن شاء الله - كلمة موجزة ، لا يجوز أن يكون في المجتمع الإسلامي جماعات متعدِّدة ، لكل جماعةٍ منهجٌ خاصٌّ وقيادةٌ خاصَّة ، هذه القيادة تفرض أوامرها على أتباعها ، فإن هذا يُؤدِّي إلى زيادة الفرقة والخلاف بين المسلمين ، ثم هو يؤدِّي إلى جعل الفرقة نظامًا متَّبعًا بين المسلمين ، وهذا بداهةً مُخالف لقول رب العالمين : (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون )) ، وقد جاء في حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله تعالى عنه - في " صحيح البخاري ومسلم " قال : " كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الخير ، وكنت أسأله عن الشَّرِّ مخافة أن أقعَ فيه " ، فسأله عن كثير من الأمور التي تتعلَّق بما كان يهتم به هذا الصحابي الجليل ، فسأله - مثلًا - عن هذا الخير الذي عاشوه مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ " هل بعده من شرٍّ ؟ " أجاب : بأنه سيكون شيء من ذلك ، ويكون من بعد ذلك - أيضًا - خير ، سأله - أيضًا - : " هل بعد هذا الخير من شرٍّ ؟ فقال : ( نعم ؛ على دَخَنٍ ) ، وتابع الأسئلة حتى جاء إلى أن قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أنه سيكون هناك فِرَق وطوائف وجماعات ؛ فعليك أن تعضَّ بأصل شجرة ) ، ولا تكن مع طائفة من هذه الطوائف ، إلا أن يكون عليهم إمام هو إمام المسلمين جميعًا ، فإن كان لهم إمام فيجب أن تكونَ معه ، قال : ففارق وإلا ففارق كل الجماعات تلك ولو أن تعضَّ على شجرة واحد ، هذا معنى هذا الحديث الوارد في " صحيح البخاري ومسلم " .
وذلك يعني أن المسلم لا يجوز أن يتعصَّب لجماعة على أخرى ، ولكني مع ذلك أقول : ينبغي على الجماعات الإسلامية - وقد وُجِدت على الساحة مع الأسف الشديد ! - أن يتعاون كلُّهم بعضهم مع بعض ، ولكن بشرط أن يكون تعاونهم على أساسٍ صحيح من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، فمن امتنع من التعاون مع الجماعة الأخرى ؛ لأنها ليست متعاونة على هذا المنهج الصحيح الكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح ؛ فحينئذٍ لا ينبغي التعاون لمخالفة ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه من بعده ، فالتعاون واجب ، والتفرق مُحرَّم ، فمن أبى إلا التفرق فـ " على نفسها جنت براقش " .
نعم .
تفضل .