ما حكم الأناشيد الإسلامية ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... سمَّوها بأناشيد إسلامية ، وأقاموها مقام الأناشيد الصوفية التي كان يقترن معها - أحيانًا - شيء من تلك الآلات المحرمة ، ومضوا على ذلك بضع سنين وهم يلحِّنون أناشيدهم المسمَّاة بالأناشيد الإسلامية على تلاحين الأغاني الصوفية ، وهم في الوقت نفسه على تلاحين الأغاني ... التي يتغنَّى بها كثيرٌ من فُسَّاق المغنين المُعلنين بغناهم ... بل والمتخذين ذلك مهنةً لهم ، ثم لم يمضِ وقت طويل حتى انضمَّ إلى هذه الأناشيد التي يسمُّونها بالأناشيد الإسلامية فأدخلوا إليها الضَّرب بالدف ، وهكذا يتدرَّج الشيطان ببني الإنسان بنقله مما هو مُباح - لنقل الآن بالنسبة لكرة القدم - ؛ لينقلهم خطوة إلى إدخال هذه الوسيلة كوسيلة لدعوة الناس إلى الإسلام ، لكنه الشيطان يظل متتبِّعًا خطى المستجيبين له لأول دعوة له ، ثم إذا مضى زمنٌ أدخلَ شيئًا جديدًا من كثير أو قليل من التأويلات ، فأوصل هؤلاء إلى إدخال آلات الطرب في الأناشيد وهم لا يزالون يدَّعون أن هذه الوسائل لجذب الشَّاردين عن الإسلام ، بل والخارجين عنه في بعض الأحيان يزيِّنون لهم الدعوة الإسلامية بمثل هذه الوسائل غير الشرعية ؛ فلذلك نحن لا نرى استعمال هذه الوسائل للدعوة حتى ولو كانت خاليةً عن معصية ظاهرة لما ذكرت آنفًا ، وأعيد ذلك بإيجاز :
أولًا : لأن هذه الوسيلة لم تكن من عمل السلف .
وثانيًا : لأنها قد يستزلُّ الشيطان أصحابها إلى ما فيه معصيةٌ لله - تبارك وتعالى - .
لكن بعد هذا أريد أن أعلِّق على ما جاء في السؤال : هل الوسائل توقيفية ؟ هذا في الوقت الذي قلت أنه لا يجوز اتخاذ هذه الوسائل التي ضُرب مثلٌ عليها اللعب بكرة القدم ، لا أريد مع ذلك أن أقول بأن الوسيلة إذا لم تكن توقيفيَّة لا يجوز اتخاذها وسيلةً للدعوة ، فيجب أن نفرِّق بين وسيلة وُجد المقتضي لها ولا يُتصوَّر أن تكون وسيلةً لإدخال في هذه الوسيلة معصية من المعاصي ؛ فحينئذٍ يجوز لنا أن نتخذ وسيلةً لم تكن معروفة من قبل أي : فهي ليست توقيفية من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، لكننا نعتقد - أو نراها على الأقل - أنها وسيلة تحقق غرضًا شرعيًّا ؛ وحينئذٍ فتدخل مثل هذه الوسيلة بما يُسمَّى بباب المصالح المرسلة .
عندنا - مثلًا - قصة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وغيرها أو وغيرها مما يدخل في ما نحن في خبره في هذه اللحظة ، فكلُّنا يعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكن في زمانه يوم الجمعة إلا أذانٌ واحدٌ ، ولا حاجة للتفصيل ؛ لأني أظن أنكم جميعًا على علم بذلك ، ومضى على ذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ثم أبو بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان شطرًا من خلافته ، ثم أحدث وأوجب الأذان الثاني ، وجعله في مكانٍ منها بعيد قريب من المدينة يسمَّى بالزوراء ؛ حيث كان الناس يومئذٍ يتبايعون في هذا المكان ؛ فلا يسمعون أذان المسجد النبوي ، فجعل الأذان الثاني في ذلك المكان إيذانًا وإخبارًا وإعلانًا لهؤلاء الناس الذين هم في السُّوق بأن وقت الصلاة صلاة الجمعة قد حان ، ثم صارت هذه السنة العثمانية سنين إلى أن جاء هشام بن عبد الملك بن مروان من خلفاء أو ملوك بني أمية فنقل - مع الأسف - هذا الأذان من الزَّوراء فأدخله إلى المسجد النبوي ، وحدث من هنا .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : - وعليكم السلام - ، وحدث من هنا بدعة ، وترتَّب من ورائها بدعة أخرى ، البدعة الأولى إدخال الأذان الذي سنَّه عثمان للإعلان لمن كان بعيدًا عن المسجد فهو جعله في الأذان في المسجد حيث لا حاجة لأهل المسجد أن يسمعوا هذا الأذان ؛ فإنهم سيسمعون الأذان النبوي الوحيد ، ثم ترتَّب مع هذا الإحداث الجديد الذي لا سندَ له إيجاد سنَّة بين الأذانين سمَّوها بسنة الجمعة القبلية ، ويهمُّني من هذه الرواية ما يتعلق بعثمان - رضي الله عنه - ، في اعتقادي أن عثمان - رضي الله عنه - لا نستطيع أن نقول ابتدع الأذان الثاني ؛ ذلك لأنه لم يقصد بهذا الأذان الذي زادَه على الأذان العثماني إلا تحقيق مقصد شرعي معروف بأدلَّة كثيرة ، بعضها جاء ذكره لسبب شرعية الأذان ، فكلنا يعلم أنَّ المسلمين في العهد الأول في شرعية الأذان من شرعية الصلاة لم يكونوا يؤذِّنون ، وإنما كانوا يمرُّ بعضهم على بعض فيقول : " الصلاة الصلاة " ، كما يفعل الجهلة اليوم - جزاكم الله خيرًا - كما يفعل بعض الجهلة اليوم في بعض البلاد العربية ؛ فإنَّهم بعد الأذان مباشرة يفتح أحدهم نافذة المسجد ويرفع صوته يُسمع الناس : " الصلاة يا مصلِّين الصلاة " ، كانوا في أول شرعية الصلاة في المدينة وشرعية الجماعة يُنادي أحدهم جيرانه أصحابه قد حان وقت الصلاة الصلاة ، ثم جمعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتشاورَ معهم لاتخاذ وسيلة للإعلان ، وتعرفون القصة - أيضًا - فلا أطيل عليكم حتى رأى ذلك الرجل تلك الرؤيا ؛ أنه بينما كان يمشي في بعض سكك المدينة إذا به يرى رجلًا في يده ناقوس ، فقال له : يا عبد الله ، أتبيعُني لم هذا الناقوس ؟ قال : لم ؟ قال : لنضرب عليه في وقت الأذان - نعلم الناس - . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ ثم قام على جذعِ جدر ؛ أي : جدار مهدوم بقي منه بقية ، فارتفع عليه ، ووضع إصبعيه في أذنيه ، ثم رفع صوته بالأذان ، بالأذان المعروف اليوم والحمد لله دون مقدمة ودون زيادة كما هو في بعض البلاد العربية ، وبعد أن فرغ من الأذان نزلَ إلى الأرض وأقام الصلاة ، لمَّا انصرف هذا الرجل من داره إلى المسجد في الصلاة أخبرَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذه الرؤيا ، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : إنها رؤيا حق ، فألقِه على بلال - وهنا الشاهد - فهو أندى صوتًا منك ، فإذًا نداوة الصوت أمرٌ مقصود شرعًا ، فقد لاحظ هذه الحكمة عثمان حينما وضع الأذان الثاني في الزَّوراء ليبلغ الناس هناك وقت حضور الصلاة ؛ فعلى ذلك نحن نقول : لا حاجة اليوم إلى هذا الأذان العثماني ، فإن مكبِّرات الصوت كوسيلة لتبليغ صوت المؤذن أغنى عن ذاك الأذان العثماني ؛ لأن الغاية حصلت بهذه الوسيلة التي يلزم ، إذًا فهذه الوسيلة لم تكن طبعًا توقيفيَّة من الرسول - عليه السلام - ، لكن الإشارات التي يلمَسُها الفقيه في بعض الأحاديث تفسح له المجال لأن يتَّخذ مثل هذه الوسيلة ؛ لا لجذب الناس ودعوتهم بها كآلات الطرب ونحوها إلى الإسلام ؛ فإن هذا في الواقع إنما يصحُّ على مذهب أبي نواس الذي يقول :
" وداوني بالتي كانت هي الداء "
وإنما وسيلة لتحقيق الأصل المشروع ، وهو الأذان بهذه الوسيلة التي جدَّت في هذا الزمان ، بعد ذلك فقِسْ - مثلًا - هذه المسجِّلة ، لكن لا يُقصد بها إلا تنبيه الناس ما في هذا المكان المتواضع إلى أكبر كمية من الناس في كل العالم ، فهذه الوسائل لا شكَّ إنها ليست توقيفية ، ولكنها لا تُنافي الشريعة الإسلامية ، وهي في حدِّ ذاتها ليست من الملاهي ، وإنما تكون من الملاهي إذا سُجِّل فيها ما كان محرمًا من الضرب على آلات الطرب ، أو كان فيه غناء الرجال ؛ فضلًا عن النساء ، وهكذا ، فإني لا أرى أن استعمال هذه الوسائل الموجود اليوم من الملاهي أنها يُشرع اتخاذها وسيلة لجلب الناس إلى الإسلام ، وما أعتقد إلا أن هذه الوسيلة هي ... كما أشرت آنفًا ، وتلك وسيلة نصرانية ، وأنكم تشاهدون اليوم في بعض الكنائس يجتمع فيها الرجال والنساء وهنَّ في أبهى زينة ، وقسِّيسهم لا ينهاهم عن شيء من ذلك ؛ لأنه يزعم أن ذلك يجلب النصارى الذين لا دين لهم كما قال - تعالى - : (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) ، فنكون نحن قد سَلكنا مبادئ هذه الوسائل المنحرفة عن الشَّريعة بزعم دعوة المسلمين إلى الإسلام ، والتقرُّب بهذه الوسائل إلى الله - تبارك وتعالى - .
هذا ما يحضرني جوابًا عن هذا السؤال .
السائل : جزاكم الله خيرًا ، وبارك الله فيكم .
أولًا : لأن هذه الوسيلة لم تكن من عمل السلف .
وثانيًا : لأنها قد يستزلُّ الشيطان أصحابها إلى ما فيه معصيةٌ لله - تبارك وتعالى - .
لكن بعد هذا أريد أن أعلِّق على ما جاء في السؤال : هل الوسائل توقيفية ؟ هذا في الوقت الذي قلت أنه لا يجوز اتخاذ هذه الوسائل التي ضُرب مثلٌ عليها اللعب بكرة القدم ، لا أريد مع ذلك أن أقول بأن الوسيلة إذا لم تكن توقيفيَّة لا يجوز اتخاذها وسيلةً للدعوة ، فيجب أن نفرِّق بين وسيلة وُجد المقتضي لها ولا يُتصوَّر أن تكون وسيلةً لإدخال في هذه الوسيلة معصية من المعاصي ؛ فحينئذٍ يجوز لنا أن نتخذ وسيلةً لم تكن معروفة من قبل أي : فهي ليست توقيفية من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، لكننا نعتقد - أو نراها على الأقل - أنها وسيلة تحقق غرضًا شرعيًّا ؛ وحينئذٍ فتدخل مثل هذه الوسيلة بما يُسمَّى بباب المصالح المرسلة .
عندنا - مثلًا - قصة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وغيرها أو وغيرها مما يدخل في ما نحن في خبره في هذه اللحظة ، فكلُّنا يعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكن في زمانه يوم الجمعة إلا أذانٌ واحدٌ ، ولا حاجة للتفصيل ؛ لأني أظن أنكم جميعًا على علم بذلك ، ومضى على ذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ثم أبو بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان شطرًا من خلافته ، ثم أحدث وأوجب الأذان الثاني ، وجعله في مكانٍ منها بعيد قريب من المدينة يسمَّى بالزوراء ؛ حيث كان الناس يومئذٍ يتبايعون في هذا المكان ؛ فلا يسمعون أذان المسجد النبوي ، فجعل الأذان الثاني في ذلك المكان إيذانًا وإخبارًا وإعلانًا لهؤلاء الناس الذين هم في السُّوق بأن وقت الصلاة صلاة الجمعة قد حان ، ثم صارت هذه السنة العثمانية سنين إلى أن جاء هشام بن عبد الملك بن مروان من خلفاء أو ملوك بني أمية فنقل - مع الأسف - هذا الأذان من الزَّوراء فأدخله إلى المسجد النبوي ، وحدث من هنا .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : - وعليكم السلام - ، وحدث من هنا بدعة ، وترتَّب من ورائها بدعة أخرى ، البدعة الأولى إدخال الأذان الذي سنَّه عثمان للإعلان لمن كان بعيدًا عن المسجد فهو جعله في الأذان في المسجد حيث لا حاجة لأهل المسجد أن يسمعوا هذا الأذان ؛ فإنهم سيسمعون الأذان النبوي الوحيد ، ثم ترتَّب مع هذا الإحداث الجديد الذي لا سندَ له إيجاد سنَّة بين الأذانين سمَّوها بسنة الجمعة القبلية ، ويهمُّني من هذه الرواية ما يتعلق بعثمان - رضي الله عنه - ، في اعتقادي أن عثمان - رضي الله عنه - لا نستطيع أن نقول ابتدع الأذان الثاني ؛ ذلك لأنه لم يقصد بهذا الأذان الذي زادَه على الأذان العثماني إلا تحقيق مقصد شرعي معروف بأدلَّة كثيرة ، بعضها جاء ذكره لسبب شرعية الأذان ، فكلنا يعلم أنَّ المسلمين في العهد الأول في شرعية الأذان من شرعية الصلاة لم يكونوا يؤذِّنون ، وإنما كانوا يمرُّ بعضهم على بعض فيقول : " الصلاة الصلاة " ، كما يفعل الجهلة اليوم - جزاكم الله خيرًا - كما يفعل بعض الجهلة اليوم في بعض البلاد العربية ؛ فإنَّهم بعد الأذان مباشرة يفتح أحدهم نافذة المسجد ويرفع صوته يُسمع الناس : " الصلاة يا مصلِّين الصلاة " ، كانوا في أول شرعية الصلاة في المدينة وشرعية الجماعة يُنادي أحدهم جيرانه أصحابه قد حان وقت الصلاة الصلاة ، ثم جمعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتشاورَ معهم لاتخاذ وسيلة للإعلان ، وتعرفون القصة - أيضًا - فلا أطيل عليكم حتى رأى ذلك الرجل تلك الرؤيا ؛ أنه بينما كان يمشي في بعض سكك المدينة إذا به يرى رجلًا في يده ناقوس ، فقال له : يا عبد الله ، أتبيعُني لم هذا الناقوس ؟ قال : لم ؟ قال : لنضرب عليه في وقت الأذان - نعلم الناس - . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ ثم قام على جذعِ جدر ؛ أي : جدار مهدوم بقي منه بقية ، فارتفع عليه ، ووضع إصبعيه في أذنيه ، ثم رفع صوته بالأذان ، بالأذان المعروف اليوم والحمد لله دون مقدمة ودون زيادة كما هو في بعض البلاد العربية ، وبعد أن فرغ من الأذان نزلَ إلى الأرض وأقام الصلاة ، لمَّا انصرف هذا الرجل من داره إلى المسجد في الصلاة أخبرَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذه الرؤيا ، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : إنها رؤيا حق ، فألقِه على بلال - وهنا الشاهد - فهو أندى صوتًا منك ، فإذًا نداوة الصوت أمرٌ مقصود شرعًا ، فقد لاحظ هذه الحكمة عثمان حينما وضع الأذان الثاني في الزَّوراء ليبلغ الناس هناك وقت حضور الصلاة ؛ فعلى ذلك نحن نقول : لا حاجة اليوم إلى هذا الأذان العثماني ، فإن مكبِّرات الصوت كوسيلة لتبليغ صوت المؤذن أغنى عن ذاك الأذان العثماني ؛ لأن الغاية حصلت بهذه الوسيلة التي يلزم ، إذًا فهذه الوسيلة لم تكن طبعًا توقيفيَّة من الرسول - عليه السلام - ، لكن الإشارات التي يلمَسُها الفقيه في بعض الأحاديث تفسح له المجال لأن يتَّخذ مثل هذه الوسيلة ؛ لا لجذب الناس ودعوتهم بها كآلات الطرب ونحوها إلى الإسلام ؛ فإن هذا في الواقع إنما يصحُّ على مذهب أبي نواس الذي يقول :
" وداوني بالتي كانت هي الداء "
وإنما وسيلة لتحقيق الأصل المشروع ، وهو الأذان بهذه الوسيلة التي جدَّت في هذا الزمان ، بعد ذلك فقِسْ - مثلًا - هذه المسجِّلة ، لكن لا يُقصد بها إلا تنبيه الناس ما في هذا المكان المتواضع إلى أكبر كمية من الناس في كل العالم ، فهذه الوسائل لا شكَّ إنها ليست توقيفية ، ولكنها لا تُنافي الشريعة الإسلامية ، وهي في حدِّ ذاتها ليست من الملاهي ، وإنما تكون من الملاهي إذا سُجِّل فيها ما كان محرمًا من الضرب على آلات الطرب ، أو كان فيه غناء الرجال ؛ فضلًا عن النساء ، وهكذا ، فإني لا أرى أن استعمال هذه الوسائل الموجود اليوم من الملاهي أنها يُشرع اتخاذها وسيلة لجلب الناس إلى الإسلام ، وما أعتقد إلا أن هذه الوسيلة هي ... كما أشرت آنفًا ، وتلك وسيلة نصرانية ، وأنكم تشاهدون اليوم في بعض الكنائس يجتمع فيها الرجال والنساء وهنَّ في أبهى زينة ، وقسِّيسهم لا ينهاهم عن شيء من ذلك ؛ لأنه يزعم أن ذلك يجلب النصارى الذين لا دين لهم كما قال - تعالى - : (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) ، فنكون نحن قد سَلكنا مبادئ هذه الوسائل المنحرفة عن الشَّريعة بزعم دعوة المسلمين إلى الإسلام ، والتقرُّب بهذه الوسائل إلى الله - تبارك وتعالى - .
هذا ما يحضرني جوابًا عن هذا السؤال .
السائل : جزاكم الله خيرًا ، وبارك الله فيكم .