تنبيه لأئمة المساجد أثناء الصلاة .
A-
A=
A+
الشيخ : ولكني لا بدَّ من التنبيه على شيء يتوجَّه هذا التنبيه إلى أئمة المساجد أو إلى بعضهم على الأقل ، نسمع بعضهم بعض الأئمة حينما يكون يقرأ جهرًا في الركعتين الأولين مثلًا من صلاة المغرب أو صلاة العشاء يقرأ القرآن كما أنزل ، وكما قال رب العالمين : (( ورتل القرآن ترتيلًا )) ، ويسرُّ المصلِّي بمثل هذه القراءة لأنها تجلب الخشوع إليه ؛ بحيث من كان من خلفه يريد أن يقرأ الفاتحة يتمكَّن من قراءة الفاتحة مرَّتين بدل المرة الواحدة ؛ لماذا ؟ لأنه يتأنَّى في تلاوته ويرتلها ترتيلًا ، فإذا ما انتهى من الجهر وجاءت الركعة السِّرُّ فهناك تراه قرأ الفاتحة بصورة سريعة جدًّا ، فتأتي هذه المشكلة حيث أن الذين يريدون أن يقرؤوا الفاتحة خلفه لا يمكنهم أن يأتوا عليها بتمامها ؛ لأن هذا الإمام قد سارعَ في قراءة الفاتحة مسارعة غريبة وغريبة جدًّا ، ولذلك فأنا أنبِّه على هذا الخطأ لما ينتج منه من خطأ آخر سمعتم آنفًا الكلام فيه ، وأخشى ما أخشى أنَّ من يفعل ذلك كأنه يضطرُّ السامعين إلى اتهامه بشيء من الرياء ، فهو إذا قرأ جهرا يقرأ كما قال - عليه السلام - : ( من لم يتغنَّ بالقرآن فليس منَّا ) ، أو ( ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن ) ، فهو إذا جهر بالقراءة تغنَّى بالقرآن في حدود قواعد علم التجويد ، أما إذا قرأ القرآن سرًّا فهو - كما جاء في بعض الآثار - : " يهذُّه هذًّا كهذِّ الشعر " ، ويسارع فيه ، فتقع المشكلة السابقة ، فأنا أذكِّر الأئمة بأن يُراعوا هذه القضية ، فكما يقرأ وهو القرآن في الجهرية ترتيلًا فعليه - أيضًا - أن يقرأ القرآن في السِّرِّ ترتيلًا ، كما أنه يقطِّع الفاتحة آية آية في الجهرية فكذلك عليه أن يقطِّعها آية آية في السِّرِّية ، ولا يخالف بين قراءته في الجهرية وفي السِّرِّية .
وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
تفضل .
وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
تفضل .