السائل : صلاة الفريضة جماعة في البيت سواء في وقتها أو غير وقتها ؟ ... ؟

الشيخ : الجماعة في البيت مستحبة ، وذلك إذا ما فاتت ربَّ البيت الجماعة في المسجد ، وإلا فهو يكون قد وقع في الإثم إذا لم يصلِّ في المسجد مع جماعة المسلمين ، فإذا فاتته الصلاة مع الجماعة في المسجد ورجع للبيت وصلى بأهله فهذا أمر حسن ، لكن ليس هناك ما يدلُّ على وجود هذه الجماعة في المسجد ، وإنما - عفوًا في البيت - وإنما يمكن أن نتصور صورة واحدة وهي سبق الإشارة إليها في الحديث السابق : ( إذا سافرتُما فأذِّنا وليؤمَّكما أكبَرُكما سنًّا ) ، إذا كان هؤلاء قد نزلوا في دار ونازلين مؤقَّتًا لأنهم لا يزالون مهاجرين ، فهؤلاء عليهم أن يصلوا في البيت جماعة إن لم يريدوا الصلاة في المسجد ، وهنا يرد سؤال : ... فهل تجب على المسافر الصلاة مع الجماعة في المسجد ؟ فقلنا : لا تجب ، ويبدو أن السائل كان من أولئك الذين يريدون أن يحظوا في كل مسألة على نصٍّ مفصَّل عليها تفصيلًا ، وهذا طبعًا ... سنة الفقه من النصوص الشرعية ، فقالوا : ما هو الدليل ؟ قلنا : الدليل أنَّ المسافر لا جمعة عليه ، والعلماء متفقون على أن فرضية الجمعة أشد من فرضية الجماعة ؛ لأنهم اتفقوا على فرضية الجمعة ، واختلفوا في فرضية الجماعة ، وان كان الراجح عندنا أن صلاة الجماعة فرض كالجمعة ؛ لكن الجمعة آكد من الفرض من فرضيَّتها من فرضيَّة الجماعة يكفي في ذلك الأحاديث التي صرَّح فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه : ( مَن ترك ثلاث جمعات متتاليات طبع الله على قلبه ) ، فهذا الوعيد الشديد لم يأت مثله بالنسبة لمن يترك صلاة الجماعة ، فإذا كانت هذه الحقيقة ثابتة في ذهن طالب العلم وهي أن الجمعة تسقط عن المسافر ؛ فمن باب أولى أن تسقط عنه صلاة الجماعة في المسجد ... صلاة الجماعة في المسجد ، أما أن يصلي المسافرون مع بعضهم جماعةً فهذا واجب عليهم بدليل الحديث السابق : ( إذا سافرتُما فأذِّنا وليؤمَّكما أكبركما سنًّا ) ، ففيه ... لهذين الاثنين فضلًا عما إذا كان ... ذلك فليصلِّ في البيت جماعة .