في بعض كتبكم كنتم ذكرتم على وجه الإجمال دخولكم لعمان ، ثم رجوعكم لسوريا لظروف قهرية ؟
A-
A=
A+
الحويني : كان فيه في بعض كتبكم لا أدري الاسم الآن كنت ذكرتم على وجه الإجمال دخولكم لعمان ، ثم رجوعكم إلى سوريا مرة أخرى تحت ظروف قاهرة ... يعني نعرف بس ؟
الشيخ : ... معروفة أنا كنت سكنت هنا في دار متواضعة صغيرة ... ريثما كنت أفتش على أرض أبني عليها دارًا ، فوقعت في يدي على هذه الأرض وبدأت بالبِنَا ، كانوا إخوانا طبعًا حريصين جدًّا على أن أعطيهم دروسًا كما كنت من قبل ، قبل استيطاني هنا كنت آتي في شهر شهرين ثلاثة حسب ظروفي ، فألقي بعض الدروس في دار هنا الشيخ " عامر عطية " ، وكنا نتردد - أيضًا - على الزرقا ونلقي بعض الدروس ، وربما في ... .
سائل آخر : البقعة .
الشيخ : آ ، البقعة ، المهم كانت عادتي قبل استيطاني ، ولما استوطنت شغلت ببناء الدار ، كانوا يأتون وأعدهم بعد الانتهاء من الدرس من البِنَا - إن شاء الله - نتوجه للتدريس ، وبنينا وسكنَّا والحمد لله ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : التدريس ، ألقينا أول درس على سطح دار الشيخ أحمد هنا غير الدار السابقة التي كنت أعطي فيها الدروس ، فامتلأ السطح على سعته ، والأسبوع الثاني يمكن كان يوم الثلاثاء أبو عبد الله ولَّا ؟
سائل آخر : الثلاثاء .
الشيخ : الثلاثاء .
سائل آخر : إي نعم ، الثلاثاء .
الشيخ : المهم الأسبوع الثاني كذلك ، وكان الدرس في " رياض الصالحين " يمكن نحو ثلاث أرباع الساعة ، وبعد ذلك أسئلة وأجوبة ، ما جاء الدرس الثالث - إي نعم - إلا جاءت المخابرات هنا ورائي وقد صليت الظهر في مسجد هنا يسمَّى مسجد النور ، أنا وأخي الأكبر مني اسمه محمد ناجي أبو أحمد ، وكان - أيضًا - يومئذٍ معي ابني عبد المصور ، وهو مقيم في جدة الآن ، كان زائرًا ، وأنا صاعد وخلفي أخي ثم ابني ، وإذا واحد بيصعد لابس ... أفندي يعني ، سلام عليكم ، وعليكم السلام ، بقول لأخي : أنت فلان ؟ فقلت أنا بقول له : أنا فلان ، أمر ؟ قال : عاوزينك شويَّة ، وإذ سيارة هنا ... ، فالمهم أخذوني فورًا للمخابرات ، هناك من غرفة إلى غرفة وصلنا إلى غرفة فيها الذي جاء وأخذني ، هات أعطينا الهوية ، شيء روتيني يعني نظام مُتَّبع ، شو بتعمل ؟ شو بتشغل ؟ إلى آخره ، ... بيدخل موظف يبدو أنه كبير مربوع القامة وواضع نظَّارة ، بيستفرد فيني بيقول لي : يا شيخ ، أنت غير مرغوب في إقامتك هنا في هذا البلد . قلت له : ليه ؟ أنا ما لي ... يوم أو أمس أو قبل أسبوع أو أسبوعين ، أنا صار لي هنا مقيم سنة ، وليس هذا فقط ؛ بل اشتريت أرضًا بإذن الدولة ، وكان ... ما يسمحون للغرباء كما يقولون بالشراء استملاك إلا بعد تقديم استدعاء ، وتُحوَّل هذه إلى المخابرات إلى رئيس الوزراء ثم يوقِّع ويوافق ، فأنا أُشير إلى هذه الحقيقة أنُّو أنا اشتريت أرض بإذن الدولة ، ليس هذا فقط ؛ بل وبنيت عليها دارًا بإذن الدولة ، وليس هذا فقط ؛ بل وتزوَّجت من نسائها ، فصم بكم ، أدار ظهره وما أدري شو وسوس إلى الموظف وخرج ، كان قال لي مش مرضي لما قال مش مرضي عن البقاء هنا ... أي دولة من الدول العربية ، لكن أنا لما ردِّيت عليه هذا الرد وانسحب نقلوني - أيضًا - إلى غرفة وبدأ يستوجبني ، وإذا به - أيضًا - كأنها تمثيلية ، بيعمل هيك كأنه كان ناسيًا الشيء فتذكَّره ، ويخرج فيأتي شرطي ويأخذني إلى مكان آخر ويأخذ هويتي وما أدري إيش يسجِّل ، ثم أنزلوني مع جندي إلى الأسفل ، وركبوني سيارة لاندروفر عسكرية ، وما زالوا يطوفون من مكان لمكان حتى أوصلونا إلى مكان فيه جمع أكثرهم يُستدل بوجوههم أنهم من أراذل الناس يعني .
الحويني : مجرمين يعني .
الشيخ : مجرمين ، مجمّعين الشناتي وهن ملتفين حول الشناتي ، وهناك سيارة جيش ... بعيدة عنهم ، فعلمت أن هؤلاء يُرحَّلون ، وفي مركز من المراكز التي نقلوني إليها أخبرني أحدهم أنُّو أنت الآن يُراد نفيك إلى سوريا ، فلما وصلنا لهالمركز اللي فيه الناس والشناني إجا شاويش بيقول لهم : يلَّا يا شباب ، اركبوا ، كنت أنا آخر واحد ، أنا استعصيت ، وقلت للشاويش تبعهم : أنا ما بروح لسوريا ؛ علمًا أنُّو أنا خروجي كان من سوريا طبيعي - أيضًا - من هذه النقطة يدعو كثير من الناس ، لأنو بعد خروجي أنا بأشهر وقعت الثورة السورية ، فأنا خروجي كان طبيعي ، لكن بعد ما أقمت هنا ما استحسنت أني أرجع لسوريا خشية أنُّو يحطوني تحت استجواب استنطاق ، وأنا مقرِّر أني أقيم هنا ، ولذلك ما رأيت أن أرجع إلى سوريا ، فالشاويش يعني غرَّر أو كذب عليَّ وقال لي : ما راح ناخدك لسوريا ناخدك لإربد ، المهم ركبنا هذي السيارة حتى وصلونا لحدود إيش ؟ الأردنية السورية ، هناك استلمني ضابط أردني ، وسألني شو قصتك وكذا ؟ طبعًا هو عنده خبر ، فسمح لي أنُّو روح للحدود السورية ، الحدود السورية طبعًا بدك تخرج تدخل بطريق رسمي ، فاستنطقوني - أيضًا - استجوبوني ، فذكرت لهم القصة فأعطوني ورقة مطبوعة طبعًا ، وفيها قرارات ... ويقولوا تحت في الحاشية ملاحظة : يجب مراجعة المخابرات السورية في مهلة ثلاث أيام ، تحت طائلة الملاحقة عند التخلف ، فأنا وصلت دمشق بنصِّ الليل ونزلت في دار أخ لي هناك ، المهم بقيت هناك ليلتين وأنا أتشاور مع إخوتي وإخواننا ؛ هل يعني أنا أذهب إلى المخابرات السورية ولَّا تابع طريقي وأخرج من سوريا ؟ فالآراء متفقة أنُّو خير لك ألا تقابل المخابرات ، ما تدري ماذا يعني يُفعل بك ، وعلى هذا قرَّرت وسافرت إلى لبنان ، بقيت في لبنان تقريبًا ست أشهر أو أقل أو أكثر ما أذكر جيِّدًا ، ثم جاء أحد إخوانا من الإمارات ، وجاءني برخصة دخول إليها ، وقضيت فيها شهورًا ، ثم سعى بعض إخوانا هنا مثل أبو مالك وغيره ، تواصلوا مع المسؤولين ، حتى وصلوا الأمر للملك أن الشيخ لا هو رجل ثورجي ولا هو رجل سياسي ، هو رجل علم ، والنظام يتقدَّم لرئيس الوزراء يومئذٍ وهو " بدران " ، قدم له صندوقين من الكتب ، قال له : هذا الشيخ ، تعجَّب .
-- ... --
فالمهم سمح ... أنُّو اسمحوا للشيخ أن يدخل ، وهكذا كان الأمر ، هذه قصة ما سألتَ عنه .
-- ... --
الحويني : طيب يعني الخروج من سوريا كيف تم ؟ مع أن .
الشيخ : الخروج من سوريا كان طبيعي عن تخطيط للمستقبل ، يعني أنا خططت في نفسي أنُّو في آخر حياتي وعمري ؛ وفي مثل سوري بيقول : " ما بقى بالكرم إلا الحطب " ، تدرون ... ماذا يعني ؟ يعني الكرم وبس ، ما بقى إلا حطب ، فهكذا شأني أنا في آخر حياتي قلت : ما بقي من عمري لازم أنزوي عن الناس ، وأكرِّس ما بقي من عمري لإتمام مشاريعي أو بعض مشاريعي على الأقل ، أنت تعرف هناك في الشام يعني كان عندي انطلاق واسع ؛ يعني من دمشق إلى حمص إلى حماة إلى حلب إلى إدلب واللاذقية ، فأنا تصوَّرت أني بدي أنشغل بالناس عن إتمام مشاريعي العلمية ، إذًا أنا أذهب إلى بلد لست مشهورًا فيها ، لكن في الحقيقة انعكست معي تمامًا ، وهذا كما يُقال في بعض الإسرائيليات : " عبدي تريد وأريد ، ولا يكون إلا ما أريد " ، وهذا حق بلا شك ، أنهم أنا جيت لهذه الغاية لأسكن هنا بعيدًا عن المراجعات والأسئلة وإلى آخره ، وأتفرَّغ للعلم ، فخروجي كان طبيعي تمامًا .
الحويني : من على الحدود يعني ؟
الشيخ : آ .
الحويني : وما فيش لا تفتيش ولا ؟
الشيخ : إيش تفتيش ؟ إيش تعني بالتفتيش ؟
الحويني : يعني - مثلًا - بعد وقوع الأحداث في سوريا .
الشيخ : ما أنا بقول لك خرجت قبل اندلاعها .
الحويني : يعني من خروجك بعدما دخلت أنت لما أخذوك هنا من عمان إلى سوريا ، أنت خرجت إلى لبنان ؟
الشيخ : طيب ؛ وما دخلت سوريا .
الحويني : أنت تقول دخلت دمشق ، ما كانش اسمك عالحدود مطلوب القبض عليك ونحو ذلك ؟
الشيخ : لما دخلت من هنا إلى سوريا ؟
الحويني : لأ ، لما دخلت من سوريا إلى لبنان ؟ على أساس أنُّو كانت الثورة ... يعني .
الشيخ : لما خرجت من سوريا لسا ما كان في شيء ؛ لأنُّو هن كاتبين معي مهلة ثلاث أيام ، إذا ما كنت ثلاثة أيام يعني ما كنت أنت ... إذا ما كنت أنت ... حالك فتلاحق ، يعني كنت صرت برا ، يعني أفلت من أيديهم ، عرفت كيف ؟ فلذلك بعدما سافرت جاء الطلب ... هناك ساعته محجور عليه ، في الوقت اللي كان نزولي من قبل ... وأدعوهم بلا شك ، لأنُّو ثابت ... أنُّو أنا ما في عليَّ شيء إطلاقًا من قبل يعني ، بالرغم أنو سجنوني مرتين ، لكن هذا سجن سياسي ، لأنُّو ... إجرام أو ثورة أو ما شابه ذلك ، فأنا خروجي من سوريا إلى لبنان كان في نفس المهلة اللي حدُّدوا لي ياها ... المخابرات ، لكن لما مضت المهلة وشافوا أنُّو أنا ما راجعتهم حسب طلبهم قعدوا بقى يبحثوا يسألوا ، إجوا أول ... عند ابني الساعاتي ، وينو أبوك ؟ والله ما أدري ، فعذروه يعني ... وفرضوا عليه كل شهر أن يراجع المخابرات ، برغم أنُّو ما في عليه شيء ... إطلاقًا ، وهذا ... .
الشيخ : ... معروفة أنا كنت سكنت هنا في دار متواضعة صغيرة ... ريثما كنت أفتش على أرض أبني عليها دارًا ، فوقعت في يدي على هذه الأرض وبدأت بالبِنَا ، كانوا إخوانا طبعًا حريصين جدًّا على أن أعطيهم دروسًا كما كنت من قبل ، قبل استيطاني هنا كنت آتي في شهر شهرين ثلاثة حسب ظروفي ، فألقي بعض الدروس في دار هنا الشيخ " عامر عطية " ، وكنا نتردد - أيضًا - على الزرقا ونلقي بعض الدروس ، وربما في ... .
سائل آخر : البقعة .
الشيخ : آ ، البقعة ، المهم كانت عادتي قبل استيطاني ، ولما استوطنت شغلت ببناء الدار ، كانوا يأتون وأعدهم بعد الانتهاء من الدرس من البِنَا - إن شاء الله - نتوجه للتدريس ، وبنينا وسكنَّا والحمد لله ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : التدريس ، ألقينا أول درس على سطح دار الشيخ أحمد هنا غير الدار السابقة التي كنت أعطي فيها الدروس ، فامتلأ السطح على سعته ، والأسبوع الثاني يمكن كان يوم الثلاثاء أبو عبد الله ولَّا ؟
سائل آخر : الثلاثاء .
الشيخ : الثلاثاء .
سائل آخر : إي نعم ، الثلاثاء .
الشيخ : المهم الأسبوع الثاني كذلك ، وكان الدرس في " رياض الصالحين " يمكن نحو ثلاث أرباع الساعة ، وبعد ذلك أسئلة وأجوبة ، ما جاء الدرس الثالث - إي نعم - إلا جاءت المخابرات هنا ورائي وقد صليت الظهر في مسجد هنا يسمَّى مسجد النور ، أنا وأخي الأكبر مني اسمه محمد ناجي أبو أحمد ، وكان - أيضًا - يومئذٍ معي ابني عبد المصور ، وهو مقيم في جدة الآن ، كان زائرًا ، وأنا صاعد وخلفي أخي ثم ابني ، وإذا واحد بيصعد لابس ... أفندي يعني ، سلام عليكم ، وعليكم السلام ، بقول لأخي : أنت فلان ؟ فقلت أنا بقول له : أنا فلان ، أمر ؟ قال : عاوزينك شويَّة ، وإذ سيارة هنا ... ، فالمهم أخذوني فورًا للمخابرات ، هناك من غرفة إلى غرفة وصلنا إلى غرفة فيها الذي جاء وأخذني ، هات أعطينا الهوية ، شيء روتيني يعني نظام مُتَّبع ، شو بتعمل ؟ شو بتشغل ؟ إلى آخره ، ... بيدخل موظف يبدو أنه كبير مربوع القامة وواضع نظَّارة ، بيستفرد فيني بيقول لي : يا شيخ ، أنت غير مرغوب في إقامتك هنا في هذا البلد . قلت له : ليه ؟ أنا ما لي ... يوم أو أمس أو قبل أسبوع أو أسبوعين ، أنا صار لي هنا مقيم سنة ، وليس هذا فقط ؛ بل اشتريت أرضًا بإذن الدولة ، وكان ... ما يسمحون للغرباء كما يقولون بالشراء استملاك إلا بعد تقديم استدعاء ، وتُحوَّل هذه إلى المخابرات إلى رئيس الوزراء ثم يوقِّع ويوافق ، فأنا أُشير إلى هذه الحقيقة أنُّو أنا اشتريت أرض بإذن الدولة ، ليس هذا فقط ؛ بل وبنيت عليها دارًا بإذن الدولة ، وليس هذا فقط ؛ بل وتزوَّجت من نسائها ، فصم بكم ، أدار ظهره وما أدري شو وسوس إلى الموظف وخرج ، كان قال لي مش مرضي لما قال مش مرضي عن البقاء هنا ... أي دولة من الدول العربية ، لكن أنا لما ردِّيت عليه هذا الرد وانسحب نقلوني - أيضًا - إلى غرفة وبدأ يستوجبني ، وإذا به - أيضًا - كأنها تمثيلية ، بيعمل هيك كأنه كان ناسيًا الشيء فتذكَّره ، ويخرج فيأتي شرطي ويأخذني إلى مكان آخر ويأخذ هويتي وما أدري إيش يسجِّل ، ثم أنزلوني مع جندي إلى الأسفل ، وركبوني سيارة لاندروفر عسكرية ، وما زالوا يطوفون من مكان لمكان حتى أوصلونا إلى مكان فيه جمع أكثرهم يُستدل بوجوههم أنهم من أراذل الناس يعني .
الحويني : مجرمين يعني .
الشيخ : مجرمين ، مجمّعين الشناتي وهن ملتفين حول الشناتي ، وهناك سيارة جيش ... بعيدة عنهم ، فعلمت أن هؤلاء يُرحَّلون ، وفي مركز من المراكز التي نقلوني إليها أخبرني أحدهم أنُّو أنت الآن يُراد نفيك إلى سوريا ، فلما وصلنا لهالمركز اللي فيه الناس والشناني إجا شاويش بيقول لهم : يلَّا يا شباب ، اركبوا ، كنت أنا آخر واحد ، أنا استعصيت ، وقلت للشاويش تبعهم : أنا ما بروح لسوريا ؛ علمًا أنُّو أنا خروجي كان من سوريا طبيعي - أيضًا - من هذه النقطة يدعو كثير من الناس ، لأنو بعد خروجي أنا بأشهر وقعت الثورة السورية ، فأنا خروجي كان طبيعي ، لكن بعد ما أقمت هنا ما استحسنت أني أرجع لسوريا خشية أنُّو يحطوني تحت استجواب استنطاق ، وأنا مقرِّر أني أقيم هنا ، ولذلك ما رأيت أن أرجع إلى سوريا ، فالشاويش يعني غرَّر أو كذب عليَّ وقال لي : ما راح ناخدك لسوريا ناخدك لإربد ، المهم ركبنا هذي السيارة حتى وصلونا لحدود إيش ؟ الأردنية السورية ، هناك استلمني ضابط أردني ، وسألني شو قصتك وكذا ؟ طبعًا هو عنده خبر ، فسمح لي أنُّو روح للحدود السورية ، الحدود السورية طبعًا بدك تخرج تدخل بطريق رسمي ، فاستنطقوني - أيضًا - استجوبوني ، فذكرت لهم القصة فأعطوني ورقة مطبوعة طبعًا ، وفيها قرارات ... ويقولوا تحت في الحاشية ملاحظة : يجب مراجعة المخابرات السورية في مهلة ثلاث أيام ، تحت طائلة الملاحقة عند التخلف ، فأنا وصلت دمشق بنصِّ الليل ونزلت في دار أخ لي هناك ، المهم بقيت هناك ليلتين وأنا أتشاور مع إخوتي وإخواننا ؛ هل يعني أنا أذهب إلى المخابرات السورية ولَّا تابع طريقي وأخرج من سوريا ؟ فالآراء متفقة أنُّو خير لك ألا تقابل المخابرات ، ما تدري ماذا يعني يُفعل بك ، وعلى هذا قرَّرت وسافرت إلى لبنان ، بقيت في لبنان تقريبًا ست أشهر أو أقل أو أكثر ما أذكر جيِّدًا ، ثم جاء أحد إخوانا من الإمارات ، وجاءني برخصة دخول إليها ، وقضيت فيها شهورًا ، ثم سعى بعض إخوانا هنا مثل أبو مالك وغيره ، تواصلوا مع المسؤولين ، حتى وصلوا الأمر للملك أن الشيخ لا هو رجل ثورجي ولا هو رجل سياسي ، هو رجل علم ، والنظام يتقدَّم لرئيس الوزراء يومئذٍ وهو " بدران " ، قدم له صندوقين من الكتب ، قال له : هذا الشيخ ، تعجَّب .
-- ... --
فالمهم سمح ... أنُّو اسمحوا للشيخ أن يدخل ، وهكذا كان الأمر ، هذه قصة ما سألتَ عنه .
-- ... --
الحويني : طيب يعني الخروج من سوريا كيف تم ؟ مع أن .
الشيخ : الخروج من سوريا كان طبيعي عن تخطيط للمستقبل ، يعني أنا خططت في نفسي أنُّو في آخر حياتي وعمري ؛ وفي مثل سوري بيقول : " ما بقى بالكرم إلا الحطب " ، تدرون ... ماذا يعني ؟ يعني الكرم وبس ، ما بقى إلا حطب ، فهكذا شأني أنا في آخر حياتي قلت : ما بقي من عمري لازم أنزوي عن الناس ، وأكرِّس ما بقي من عمري لإتمام مشاريعي أو بعض مشاريعي على الأقل ، أنت تعرف هناك في الشام يعني كان عندي انطلاق واسع ؛ يعني من دمشق إلى حمص إلى حماة إلى حلب إلى إدلب واللاذقية ، فأنا تصوَّرت أني بدي أنشغل بالناس عن إتمام مشاريعي العلمية ، إذًا أنا أذهب إلى بلد لست مشهورًا فيها ، لكن في الحقيقة انعكست معي تمامًا ، وهذا كما يُقال في بعض الإسرائيليات : " عبدي تريد وأريد ، ولا يكون إلا ما أريد " ، وهذا حق بلا شك ، أنهم أنا جيت لهذه الغاية لأسكن هنا بعيدًا عن المراجعات والأسئلة وإلى آخره ، وأتفرَّغ للعلم ، فخروجي كان طبيعي تمامًا .
الحويني : من على الحدود يعني ؟
الشيخ : آ .
الحويني : وما فيش لا تفتيش ولا ؟
الشيخ : إيش تفتيش ؟ إيش تعني بالتفتيش ؟
الحويني : يعني - مثلًا - بعد وقوع الأحداث في سوريا .
الشيخ : ما أنا بقول لك خرجت قبل اندلاعها .
الحويني : يعني من خروجك بعدما دخلت أنت لما أخذوك هنا من عمان إلى سوريا ، أنت خرجت إلى لبنان ؟
الشيخ : طيب ؛ وما دخلت سوريا .
الحويني : أنت تقول دخلت دمشق ، ما كانش اسمك عالحدود مطلوب القبض عليك ونحو ذلك ؟
الشيخ : لما دخلت من هنا إلى سوريا ؟
الحويني : لأ ، لما دخلت من سوريا إلى لبنان ؟ على أساس أنُّو كانت الثورة ... يعني .
الشيخ : لما خرجت من سوريا لسا ما كان في شيء ؛ لأنُّو هن كاتبين معي مهلة ثلاث أيام ، إذا ما كنت ثلاثة أيام يعني ما كنت أنت ... إذا ما كنت أنت ... حالك فتلاحق ، يعني كنت صرت برا ، يعني أفلت من أيديهم ، عرفت كيف ؟ فلذلك بعدما سافرت جاء الطلب ... هناك ساعته محجور عليه ، في الوقت اللي كان نزولي من قبل ... وأدعوهم بلا شك ، لأنُّو ثابت ... أنُّو أنا ما في عليَّ شيء إطلاقًا من قبل يعني ، بالرغم أنو سجنوني مرتين ، لكن هذا سجن سياسي ، لأنُّو ... إجرام أو ثورة أو ما شابه ذلك ، فأنا خروجي من سوريا إلى لبنان كان في نفس المهلة اللي حدُّدوا لي ياها ... المخابرات ، لكن لما مضت المهلة وشافوا أنُّو أنا ما راجعتهم حسب طلبهم قعدوا بقى يبحثوا يسألوا ، إجوا أول ... عند ابني الساعاتي ، وينو أبوك ؟ والله ما أدري ، فعذروه يعني ... وفرضوا عليه كل شهر أن يراجع المخابرات ، برغم أنُّو ما في عليه شيء ... إطلاقًا ، وهذا ... .
- ترجمة الألباني - شريط : 8
- توقيت الفهرسة : 00:07:48
- نسخة مدققة إملائيًّا