إذًا خلاصة تجربة سيد قطب - رحمه الله - بعد المعاناة وتبنِّي فكر الاخوان الأول كونه يرجع إلى الدعوة السلفية التي كنت تنادي بها قبل ذلك ، وهذا يحتِّم على الإخوان مراجعة طريقتهم ؟
A-
A=
A+
الحويني : يعني إذًا يا شيخنا يعني خلاصة تجربة الشيخ قطب - رحمه الله - بعد المعاناة وتبنِّي فكر الإخوان الأول كونه يرجع إلى الدعوة السلفية التي كنت تنادي بها قبل ذلك ، هذا - أيضًا - مما يحتِّم على الإخوان أن الطريقة القديمة لم تجدِ ؟ وهذا ... لهم .
الشيخ : لا شك أن يعيدوا النظر في أسلوبهم السابق ومنهجهم الذي تلقَّوه عن حسن البنا أنه لم يعد صالحًا لتبنِّيه بحرفيَّته ، وأكبر دليل على هذا أن الإخوان المسلمين مضى على دعوتهم نصف قرن من الزمان وأكثر ما وُجِدَ فيهم عالم ، مع أنهم ملايين في الدنيا ، دنيا الإسلام يُعدُّون ملايين ما وُجِدَ فيهم عالم ، ثم ما وُجِدَ فيهم ما يقدِّمونه للعالم الاسلامي سواءً كانوا جماعةً أو أفرادًا ، ما قدَّموا إليهم شيئًا سوى هذا الحماس الذي ترتَّب عنه كما أشار أخونا أبو حمزة ، بينما تجد العكس الدعوة السلفية في كل مكان قدَّموا فوائد في العقيدة في العبادة في الأخلاق في الإخوان المسلمين أنفسهم ؛ لذلك فالكثير منهم كأفراد تجدهم سلفيين ، ونحن حينما نناقشهم ونذكِّرهم بهذه الحقيقة وهي أن دعوتهم ما ... شيئًا ، بيقول لك : هَيْ فلان سلفي ، وهَيْ وفلان سلفي وإلى آخره . بقول له : نعم ، بس من أين جاءتهم السلفية ؟ هل جاءت من دعوتهم أم ... ؟ هذه الحقيقة ؛ لذلك هذا كله يوجب عليهم إعادة النظر لولا الحزبية العمياء ، والله المستعان .
الحويني : لذلك يعني لأجل هذا السلفيين ليس لهم حزب حتى الآن ؟
الشيخ : يجب لا يكون لهم حزب ؛ لأنهم إذا تحزَّبوا ضاعوا ، وهَيْ تباشير الأمر في الكويت ؛ لأنُّو حينشغلوا بالسياسة عن الدعوة ، ومعالجة مشاكل السياسيين الذين لا تلاقي بينهم وبينهم .
الحويني : يعني دعوة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق خطأ ؟
الشيخ : أنا في اعتقادي خطأ ، الله المستعان .
-- ... --
الحويني : طبعًا - مثلًا - نحن يا شيخنا في مصر بكل أسف بينقصنا رأس ، يعني نحن في مصر كلنا تقريبًا في عمر واحدة .
الشيخ : وهَيْ مشكلة .
الحويني : لا يوجد - مثلًا - رجل كالشيخ ناصر الدين الألباني يجتمعوا حوله أو ينصاعون لأمره ، فيعني السبيل هنا وأنه لا رأس للسلفيين في مصر حتى نتحاشى مسألة الاصطدام بدافع الرغبة والزعامة ونحو ذلك ، يعني ما توجيهكم أو نصيحتكم أو رؤيتكم في وضع هذا النزاع الذي قد يطفو ؟
الشيخ : والله هذه مشكلة ، لا تُحل إلا بمعجزة من الله - عز وجل - ؛ لأنُّو ففي الوقت الذي نحن نشعر وقد ذكرت هذا فيما مضى من المجالس أن هناك صحوة كما يقولون إسلامية ، ونحن نقول صحوة سلفية ، لكن هذه الصحوة لم تصحَبْها صحوة أخلاقية ، وأعلل - ولعلي سبق أن عللت - أن الصحوة الفكرية والعلمية هي سهلة ، ولا تتحمل زمنًا طويلًا ؛ إنسان بيقرأ في جلسة وحدة كتاب فيه تنبيه على أحاديث ضعيفة وموضوعة وإذا به بصير بيقرأ كتاب في العقيدة السلفية ، وإذا به ينتهي يهتدي ويرفض العقائد التي كان تلقَّاها من مجتمعه ، الأخلاق ، يعني الأخلاق التي غُذِّيَ بها في مجتمعه الفاسد في الواقع أنه مجتمع إسلامي لكن اسمًا ! فهذا إصلاحه يحتاج إلى زمن طويل طويل وطويل جدًّا ، لكن لا سبيل إلى إيجاد هذا الإصلاح ابتداءً إلا بأن يجاهد كل إنسان نفسه ، وأن يخشى الله - عز وجل - ويفرُّ من حبِّ الرياسة والتريُّس على الناس ، وأن يقول في هذا الزمان : نفسي نفسي ، فهو استطاع أن يمشي مع بعض أقرانه ومَن هم دونه في العلم مشى معهم ، أما تجميع هذه الجماعات وعلى كل جماعة - مثلًا - يرى نفسه أنه خيرهم وأفضلهم فهذا ليس من السهل الآن تحقيقه ، لكن لا بد من السعي فيما يوصل إلى إيجاد الطائفة التي يكون عليها رأس مسؤول ، ولا يكون هو إلا الخليفة المسلم ، وهذا يتطلَّب منَّا السعي والدأب في العمل كلٌّ في حدود استطاعته ، لكن لا يفكِّر أحد أن يتريَّس على غيره ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحويني : جزاك الله خير .
الشيخ : وإياكم .
الشيخ : لا شك أن يعيدوا النظر في أسلوبهم السابق ومنهجهم الذي تلقَّوه عن حسن البنا أنه لم يعد صالحًا لتبنِّيه بحرفيَّته ، وأكبر دليل على هذا أن الإخوان المسلمين مضى على دعوتهم نصف قرن من الزمان وأكثر ما وُجِدَ فيهم عالم ، مع أنهم ملايين في الدنيا ، دنيا الإسلام يُعدُّون ملايين ما وُجِدَ فيهم عالم ، ثم ما وُجِدَ فيهم ما يقدِّمونه للعالم الاسلامي سواءً كانوا جماعةً أو أفرادًا ، ما قدَّموا إليهم شيئًا سوى هذا الحماس الذي ترتَّب عنه كما أشار أخونا أبو حمزة ، بينما تجد العكس الدعوة السلفية في كل مكان قدَّموا فوائد في العقيدة في العبادة في الأخلاق في الإخوان المسلمين أنفسهم ؛ لذلك فالكثير منهم كأفراد تجدهم سلفيين ، ونحن حينما نناقشهم ونذكِّرهم بهذه الحقيقة وهي أن دعوتهم ما ... شيئًا ، بيقول لك : هَيْ فلان سلفي ، وهَيْ وفلان سلفي وإلى آخره . بقول له : نعم ، بس من أين جاءتهم السلفية ؟ هل جاءت من دعوتهم أم ... ؟ هذه الحقيقة ؛ لذلك هذا كله يوجب عليهم إعادة النظر لولا الحزبية العمياء ، والله المستعان .
الحويني : لذلك يعني لأجل هذا السلفيين ليس لهم حزب حتى الآن ؟
الشيخ : يجب لا يكون لهم حزب ؛ لأنهم إذا تحزَّبوا ضاعوا ، وهَيْ تباشير الأمر في الكويت ؛ لأنُّو حينشغلوا بالسياسة عن الدعوة ، ومعالجة مشاكل السياسيين الذين لا تلاقي بينهم وبينهم .
الحويني : يعني دعوة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق خطأ ؟
الشيخ : أنا في اعتقادي خطأ ، الله المستعان .
-- ... --
الحويني : طبعًا - مثلًا - نحن يا شيخنا في مصر بكل أسف بينقصنا رأس ، يعني نحن في مصر كلنا تقريبًا في عمر واحدة .
الشيخ : وهَيْ مشكلة .
الحويني : لا يوجد - مثلًا - رجل كالشيخ ناصر الدين الألباني يجتمعوا حوله أو ينصاعون لأمره ، فيعني السبيل هنا وأنه لا رأس للسلفيين في مصر حتى نتحاشى مسألة الاصطدام بدافع الرغبة والزعامة ونحو ذلك ، يعني ما توجيهكم أو نصيحتكم أو رؤيتكم في وضع هذا النزاع الذي قد يطفو ؟
الشيخ : والله هذه مشكلة ، لا تُحل إلا بمعجزة من الله - عز وجل - ؛ لأنُّو ففي الوقت الذي نحن نشعر وقد ذكرت هذا فيما مضى من المجالس أن هناك صحوة كما يقولون إسلامية ، ونحن نقول صحوة سلفية ، لكن هذه الصحوة لم تصحَبْها صحوة أخلاقية ، وأعلل - ولعلي سبق أن عللت - أن الصحوة الفكرية والعلمية هي سهلة ، ولا تتحمل زمنًا طويلًا ؛ إنسان بيقرأ في جلسة وحدة كتاب فيه تنبيه على أحاديث ضعيفة وموضوعة وإذا به بصير بيقرأ كتاب في العقيدة السلفية ، وإذا به ينتهي يهتدي ويرفض العقائد التي كان تلقَّاها من مجتمعه ، الأخلاق ، يعني الأخلاق التي غُذِّيَ بها في مجتمعه الفاسد في الواقع أنه مجتمع إسلامي لكن اسمًا ! فهذا إصلاحه يحتاج إلى زمن طويل طويل وطويل جدًّا ، لكن لا سبيل إلى إيجاد هذا الإصلاح ابتداءً إلا بأن يجاهد كل إنسان نفسه ، وأن يخشى الله - عز وجل - ويفرُّ من حبِّ الرياسة والتريُّس على الناس ، وأن يقول في هذا الزمان : نفسي نفسي ، فهو استطاع أن يمشي مع بعض أقرانه ومَن هم دونه في العلم مشى معهم ، أما تجميع هذه الجماعات وعلى كل جماعة - مثلًا - يرى نفسه أنه خيرهم وأفضلهم فهذا ليس من السهل الآن تحقيقه ، لكن لا بد من السعي فيما يوصل إلى إيجاد الطائفة التي يكون عليها رأس مسؤول ، ولا يكون هو إلا الخليفة المسلم ، وهذا يتطلَّب منَّا السعي والدأب في العمل كلٌّ في حدود استطاعته ، لكن لا يفكِّر أحد أن يتريَّس على غيره ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحويني : جزاك الله خير .
الشيخ : وإياكم .
- ترجمة الألباني - شريط : 6
- توقيت الفهرسة : 00:00:35
- نسخة مدققة إملائيًّا